أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - البعث العراقي. اثبات وجود ام تزلف؟














المزيد.....

البعث العراقي. اثبات وجود ام تزلف؟


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البعث العراقي
اثبات وجود ام تزلف؟
-------------------
اثار الخطاب الاخير لنائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق في العراق عزة الدوري والمختبئ منذ 2003 حول ما يجري من احداث بعد الموصل , اثار هذا الخطاب جدلا بين البعثيين الذين ينتظرون من قيادتهم موقفا اكثر وطنية وقومية وليس انزلاقا نحو الدين السياسي الجامح الذي يفترض ان يثير قلقا لحزب قومي مثل حزب البعث
واشد ما اثار استغراب القيادات والكوادر البعثية المتوزعة في المنافي والوطن هو مباركة عزة الدوري لمقاتلي و"مجاهدي" تنظيم القاعدة "الابطال" على حد وصفه وتحيته لهم على انهم صانعي التاريخ الجديد للعراق
الدوري الذي حرص على تسمية المحافظات العراقية باسمائها التي اقرتها الدولة العراقية بعد عام 1976 حيث سمى كركوك بالتاميم والموصل بنينوى , والذي حرص كذلك على تسمية العملية السياسية في العراق بعد 2003 بالعملية المخابراتية . الدوري لم يخف اعترافه بالدولة الاسلامية المزعومة التي اعلن عنها قائد تنظيم داعش ابو بكر البغدادي فقد قال انه يحيي "المجاهدين " وعكف على ذكر فصائل اعلنت عن نفسها منذ 2004 انها تنظري في المقاومة العراقية لكنه استثنى القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام حيث قال ": وفي طليعة هؤلاء ابطال القاعدة والدولة الاسلامية" وهذا اعتراف دوري ربما وليس بعثيا بالدولة الاسلامية في العراق ليبدر سؤال اخر هو : لماذا يقاتل اذن الدوري من اجل ارساء الديمقراطية وحرية الانسان في العراق اذا كان يؤمن بقيام الدولة الاسلامية بقيادة ابو بكر البغدادي ؟
ومع اي تحالف يقف حزب البعث الان في تشكيكه بنظرية ان داعش صناعة ايرانية ومدعومة من قبل بشار الاسد وليس لها مشكلة مع المالكي؟.
تلك النظرية التي روجت لها وسائل اعلام يعد خطابها الاعلامي خارج سرب المعسكر الحكومي في سوريا وخارج سرب التوجه الايراني والروسي وهي الوسائل التي اشاعت مفهوم الحرب الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة
وهذا يعطي تناقضا واضحا في ارباك الدوري لمشهد التحالفات الواج تقييمها على انها تحاول البراءة من تنظيم داعش على اساس انه خارجي ومنفلت عن السياقات الاسلامية ومروج لفكر التكفير الامر الذي لايعتقد به البعثيون
ومن جانب اخر فان الدوري وقع في تناقض واضح حين قال ان نضاله ورفاقه من اجل ارساء دعائم الديمقراطية في العراق لكنه اغفل ان مباركته للدولة الاسلامية المزعومة على اساس انها واقع حال في العراق سيسحب منه بساط الديمقراطية لان قادة داعش او القاعدة لايؤمنون بالديمقراطية وانما يؤمنون بالتكليف بل انهم اقسى من يطبق التكليف ويعاقبون المتخلفين وهم – قادة داعش – لايخفون هذا الامر ولا يناورون من اجل ايصال وجهة نظرهم وانما هم واضحون تماما في هذا الامر
النزول الى مستوى الاسلام السياسي المتشدد من قبل قيادي بعثي لايتناسب والمنطلقات النظرية لحزب البعث ولا يتطابق مع ما سعى اليه صدام حسين حتى في احلك اوقاته وحين كان يقف قابضا قرانا ويطلق ذقنه امام مجلس محاكمته بيد انه لم يتحدث بثناء على ما يقوم به ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم التوحيد والجهاد وهو الاسم الاول لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام
صدام حسين كان حريصا على عدم شيوع المذهب الوهابي بين ابناء العراق وكان يعاقب من يتهم بتهمة الانتماء او الترويج لهذا المذهب في العراق وقد اسس في رئاسة مجلس الوزراء السابق خلية متخصصة بالتعامل مع حالات الانضمام الى المذهب الوهابي وكان اعطى صلاحيات لهذه الخلية في التعامل باقسى العقوبات مع من يثبت "جرمه" بالدعوة او الانتماء الى المذهب الوهابي , لكننا نرى ان عزة الدوري المتصوف يتعامل مع المتشددين الذين يكفرون عقيدة التصوف التي يؤمن بها
ومن الجدير بالذكر ان البيئة العراقية السنية تشتهر بالتصوف ولا تشتهر بالظاهرية في التفسير والعقيدة وهذا ما يراه المطلع لاحوال المتدينين العراقيين وتقديسهم لمراقد اوليائهم سنة كانوا ام شيعة الامر الذي يكفره متشددو القاعدة وتتظيم داعش
اذن فما الذي حدى بالدوري الثناء على داعش هل هو محاولة اثبات الوجود من خلال الاقوى ام انه تزلف لمن يحكم الارض الخارجة عن سيطرة الحكومة العراقية ؟
وهل ان عزة الدوري يمثل وجهة نظر جميع البعثيين ام انه انفرد في تبرير سياسات مرحلية ربما سينفك يراجعها ويجري عليها تعديلات . لكن الامر هنا يتعلق بجوهر ايماني من صميم العقيدة البعثية التي ترى ان الدين يجب ان لايتدخل في السياسة وان السياسة يجب ان تبتعد عن الدين كاجراء وقائي لعدم دخول الحزب في ممانعات طائفية وحماية للدين من السقوط في براثن النظريات السياسية التي تبيح ما يحظره الدين
والسؤال الابرز هو ما الذي دفع البعثيين يستعجلون الدخول في ازمة الموصل وتداعياتها وكان حريا بهم ان ينتظروا الاحداث لم ستؤول وبعدها من الممكن ان ينتظروا ترشح المالكي من عدمه وبعدها يحصدون نتائج التغيير على الارض او في اروقة السياسة ؟
لماذا يصر عزة الدوري على دمج الدين السياسي مع المنطلقات النظرية لحزب البعث واعطاء نتيجة هجينة غير مفهومة الملامح من خلال تقديس العمل "الجهادي " الاسلامي المسلح واضفاء فكرة تطبيق الشريعة الاسلامية وبذلك تسقط الرؤية العلمانية التي يؤمن بها البعثيون
وفي هذا المكمن نلاحظ ان خطاب عزة الدوري وعلى مدى اكثر من تسع دقائق لم يتضمن لفظة "النضال" واستبدلها ب"الجهاد" طيلة حديثه في اشارة الى اضفاء صبغة الاسلاموية الى البعث ليضيع حزبه بين الاسلاموية والقومية وبين تطبيق الشريعة والعلمانية , وبعد كل ذلك ليضيع البعثيون الذين لم ينتظروا من قيادتهم المترهلة هذا التخبط والعجلة في اتخاذ القرارات وتغيير بوصلة التحالفات حتى باتوا في موضع لايحسدون عليه حيث الت قيادة حزبهم الى شيخ بعثي متصوف يتعاطف مع تطبيق الشريعة التي تحرم وجود اي حزب في نطاق وحيز تطبيق الشريعة



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاد التخريب
- فأراد معرفة اليقين فذاقه
- داعش العراق وحرب الفتاوى
- البطاقة التموينية بين السيستاني والمالكي ومحمد مهدي صالح
- اللاعب الثالث في سوريا
- السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد
- شكسبير يدعو العراقيين للمحبة
- دمشق ... اخر العواصم
- القرضاوي وصناعة الفتوى
- لحية جيفارا ولحية الاخوان
- هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة
- جمهوريات الاخوان
- جلباب الدكتاتورية
- المظلومة حنان الفتلاوي
- رسالة الى اياد علاوي
- الفاعل والمفعول به في تجديد البقاء للامريكان
- السعودية وايران الحرب الخامسة
- جمعة البحرين في العراق والخلط بين الزعامة السياسية والطائفية
- باسل انت ومغوار ايها الملك
- هل اخطا المالكي ؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - البعث العراقي. اثبات وجود ام تزلف؟