أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - كيف أمكن لإسرائيل أن تمارس الإبادة وتجهر بالترانسفير؟














المزيد.....

كيف أمكن لإسرائيل أن تمارس الإبادة وتجهر بالترانسفير؟


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 11:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل بضع سنوات، وعندما أعلن ترامب عن "صفقة القرن"، بدأ بعضنا يتساءل عن واقعية فكرة طرد من تبقى من الفلسطينيين مما تبقى من أرض فلسطين؟
كان معظم "المثقفين" يجد السؤال مفتعلاً مفتقراً إلى الجدية والواقعية: كان يبدو أن فكرة إقدام اسرائيل على الترحيل أو التطهير أو الإبادة أمراً غير وارد البتة. وقد كان جزء منهم يرد على قولنا بأن اسرائيل مارست التطهير سنة 48 بإجابات من قبيل أن ذلك الزمان الذي كانت البشرية فيه نائمة قد مضى وانقضى وأن العالم قد أصبح قرية صغيرة لا يمكن أن يحدث فيه مثل هذه "الكوارث الكبرى" دون أن تنتفض الدنيا وتضع حداً لما يحدث.
بعض الأصوات كانت تذهب إلى القول إن اسرائيل ليست راغبة أصلاً في تطهير الضفة أو غزة، وكان هؤلاء يدللون على صحة مذهبهم بواقعة أن اسرائيل ترعى السلطة الفلسطينية، وتتعاون معها، وذلك بذاته يجزم بأن فكرة تطهير الضفة غير مطروحة، وإن كان الاستيطان يتوسع باضطراد مع إصرار اسرائيلي على رفض فكرة الدولة الفلسطينية في الضفة مع استعداد معلن لقبولها في غزة المضاف إليها جزء من سيناء.
من جانبي كنت أعتقد دائماً أن "النظرية الواقعية" في السياسة تفسر على نحو دقيق سلوك الدول المختلفة، وفي حالة اسرائيل فإن حاجتها إلى أرض الضفة لا شك فيها، كما أن قوتها الفائضة لا بد أن تدفعها إلى الطمع في أرض الضفة وما ورائها بما في ذلك أراض سورية ولبنانية وأردنية ومصرية وربما عراقية أو سعودية.
كان رأيي مع مقدار من التردد وعدم اليقين أن عالم ما بعد تموز 2006 يفرض على اسرائيل درجة من الارتداع التي تمنعها من أخذ خطوة متهورة باتجاه الإبادة والتطهير. كان وجود المقاومة اللبنانية مع عمقها السوري/الإيراني إضافة إلى المقاومة في غزة ووعي الشعب الفلسطيني قياساً بالماضي يشكل الأساس الذي يمكن أن يجبر القيادة الصهيونية على تأجيل مشروع التطهير إلى وقت أكثر ملاءمة. وأقر في هذا السياق أنه لم يكن في حوزتي نظرياً أية تفسيرات أخرى لارتداع اسرائيل عن التطهير، وعلى الرغم من وجاهة الاعتراضات التي كانت تنتقص من قدرات سوريا، إلا أنني كنت أتوهم أن وجود الممانعة السورية يشكل مع التهديد الجدي للمقاومة اللبنانية رادعاً لا بأس به. كتبت هذا الرأي في مقالات عدة طوال العقد الماضي، وكانت تهدف إلى التفسير من ناحية، وإلى الدفاع عن الدولة السورية بعدها أفضل ما هو ممكن في عالم العرب الراهن.
لا أعرف حقاً ما إذا كان انهيار الدولة السورية واستبدالها بنظام خاضع للهيمنة الصهيوأمريكية وتكسير ضلوع المقاومة اللبنانية التي اضطرت أن تنكفئ على هم المحافظة على الذات، يشكلان المفتاح الذي يفسر تدشين الهجمة الواسعة للتطهير في غزة والضفة على السواء. قد يكون هناك عناصر أخرى أسهمت في تشجيع صانع القرار الصهيوني: على سبيل المثال حالة التثاؤب الشعبي في البلاد العربية وأرياح الدنيا الأربع أو السبع، إضافة إلى جماهير فلسطين في الضفة وغزة والشتات ذاتها، ناهيك عن عدم اكتراث القوى الدولية المختلفة بما في ذلك دول وازنة كان يمكن لها أن تغير اتجاه الأمور من قبيل الصين وروسيا.
للأسف وصلت الأمور بالعالم إلى درك سفلي يتفرج فيه حرفياً على مأساة فلسطين، ويمر على الجرائم اليومية البشعة بحق الأطفال والكبار العزل التي يقتل فيها يومياً ما معدله مئة شخص، مع جرح المئات دون أن ينزعج أحد باستثناء أصوات شجاعة محدودة مثل المقررة الأممية العظيمة فرانشيسكا البانيز التي تتعرض للعقوبات الأمريكية في الوقت الذي يتم فيه رفع العقوبات عن قاتل محترف ملطخ بالدم من رأسه حتى أخمص قدميه اسمه أبومحمد الجولاني، الذي يتحول بمباركة نتانياهو وترامب إلى الرئيس السوري أحمد الشرع.
نعم يتضح من اللوحة الراهنة في غزة والضفة أن العالم يعيش من جديد أيام القرون 17 و18 و19 عندما كانت الإبادة ممكنة ما دام هناك قوة كافية لتنفيذها، ويبدو أن سقوط سوريا وتحجيم المقاومة اللبنانية قد فتح الباب على مصراعيه لإعلان أهداف المشروع الصهيوني في وضح النهار، وليس لدينا من شك أنه في حال تمكن الصهيوأمريكي من تحجيم اليمن وايران وإخراجهما من الصراع، فإن عملية الترانسفير الواسع ستنفذ فوراً ولن يوقفها أي نظام عربي حتى لو كان اللاجئون سيتدفقون على بلاده بالذات.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالجة البانيز للقضية الفلسطينية
- قراءة في العدوان الصهيوأمريكي على إيران
- المواجهة الإيرانية مع الحلف الصهيوأطلسي: المحددات والآفاق
- الإنسان السوي، الذي لا يفكر، وضرورة الحزب والقائد الكاريزمي
- العيوب الاستراتيجية للنظام الأسدي
- أوسلو، كورونا، سوريا والتلاعب بالوعي الشعبي
- الفساد وقمع الحريات في سوريا البعث
- مصر السيسي ونمط الإنتاج الكولونيالي
- ترامب والدولة العميقة
- نقد مغامرة حماس
- ترامب والاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة الصين
- الديمقرطية بين أمريكا وسوريا
- هل انتصرت غزة؟
- في انتظار دونالد ترامب
- دون كيشوت وآلام فراق النزام
- تحرير سوريا على يد الجولاني
- الاحتلال السهل لسوريا
- المقاومة وحدود الممكن التاريخي
- لو كنت نتانياهو
- استطلاع اللحظة الراهنة


المزيد.....




- فرانز فانون.. المناهض للاستعمار
- أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات
- فضل عبد الغني: الأسوأ من دوامات العنف في السويداء هو الخطاب ...
- دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على كشف مشكلات هيكلية في قلوب ا ...
- صحف عالمية: خطوط إسرائيل الحمراء في سوريا تغرقها أكثر في الص ...
- سرايا القدس تنشر فيديو لتدمير -ميركافا- شرقي حي التفاح
- لعنصريته ضد الفلسطينيين.. دعوات ماليزية لرفض اعتماد سفير أمي ...
- وزير الخارجية الرواندي يسلّم الرئيس التشادي رسالة من كاغامي ...
- إدارة ترامب ترحّل 95 هاييتيّا وسط تشديد سياسات الهجرة
- أتيكو أبو بكر يغادر حزبه الديمقراطي الشعبي ويؤسس جبهة نيجيري ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - كيف أمكن لإسرائيل أن تمارس الإبادة وتجهر بالترانسفير؟