أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - قراءة في العدوان الصهيوأمريكي على إيران















المزيد.....

قراءة في العدوان الصهيوأمريكي على إيران


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يزال الوقت مبكراً جداً لمعرفة، ناهيك عن تحليل، ما جرى على مدار اثني عشر يوماً من العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الجمهورية الإسلامية. هناك تفاصيل كثيرة ما تزال غامضة، وهناك الكثير مما يجب أن نعرفه بدقة بخصوص الليلة الأولى القاسية في طهران، إضافة إلى ضرب المفاعلات النووية، وغير ذلك من ضربات لا يستهان بها، ولكنها ما تزال في حاجة إلى تدقيق لمعرفة حجمها الفعلي بعيداً عن الكلام الإعلامي الفضفاض الذي يحتمل الكثير من المبالغات والمغالطات.
يمكن لنا تلخيص ما جرى في سياق العدوان على النحو التالي: قامت إسرائيل بتوجيه ضربة هائلة للقيادة، ومراكز التحكم الإيرانية بطائراتها المقاتلة، ومئات المسيرات المنتشرة على امتداد الجغرافيا الإيرانية في يد عملاء تم تجنيدهم وتدريبهم على امتداد سنوات كثيرة. كان المقصود على ما يبدو أن تنهار الدولة كما حدث في سوريا، وأن يغتنم فريق المعارضة/العملاء الفرصة وينقضوا على بقاياها المتهالكة ويسقطوها. لكن ما حصل كان معاركساً لأحلام واشنطون وتل ابيب عندما استعادت القيادة الإيرانية مفاتيح التحكم والسيطرة ووجهت في الليلة التالية موجة من الصواريخ إلى قلب الكيان. تلا ذلك ضربات متبادلة لم تتوقف "اقتنع" فيها الإسرائيلي بأن إيران قادرة على إلحاق الأذى المؤثر في أرجاء فلسطين المحتلة، وبدأت الأصوات تعلو بضرورة التدخل الأمريكي المباشر. وهنا تدخلت واشنطون فعلاً وقصفت ثلاثة مفاعلات إيرانية، لتعلن أن البرنامج النووي الإيراني قد انتهى. لكن الأمر لم يقف عند ذلك الحد، فقد "سمحت" الولايات المتحدة لإيران بأن توجه ضربة "شكلية" لقاعدة العديد في قطر بما يكفل لطهران أن تزعم بأنها ردت على العدوان الأمريكي. كان المقصود المشاركة في رفع الحرج الجماهيري عن كاهل طهران، وبعدها يصبح ممكناً الذهاب إلى وقف إطلاق النار الذي أصبحت إسرائيل في أمس الحاجة إليه.
من المهم أن نتنبه إلى تصريحات ديمتري ميدييدف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي بعد ضرب المفاعلات، عندما أكد أن إيران ستواصل التخصيب بغض النظر عما جرى في الضربة، بل إنه ذهب بعيداً ليؤكد أن دولاً ما قد تزود إيران بالسلاح النووي الجاهز إذا تطلب الأمر، بما يقوض أية أهمية للمحاولة الأمريكية لتدمير البرنامج الإيراني.
من ناحية أخرى شهدت بداية المواجهة موقفاً باكستانياً عالي النبرة تحدث عن دعم إيران بالسبل كلها. بعد ذلك فاجأ مكتب رئيس الوزراء الباكستاني العالم بترشيح دونالد ترامب لجائزة نوبل، بينما هو منهمك في المواجهة مع إيران. كان ذلك كوميدياً بالفعل لأن رئيس الوزراء الهندي حليف واشنطون وتل أبيب كان قد كذب ترامب في زعمه أنه هو من أنهى المواجهة الهندية/الباكستانية، ليأتي عدوه الباكستاني ويرشحه لنوبل لهذا الدور المزعوم.
وما بين التهديد من ميدييديف بإعطاء إيران كل شيء، وترشيح باكستان ترامب لدور لا وجود له، يمكن تبين الموقف الصيني الهادئ/الحاسم في ردع الولايات المتحدة. إذ من الواضح أن الصيني قد أوصل رسالة واضحة لواشنطون بأن انخراط أمريكا في عدوان شامل ضد إيران لن يمر بسهولة، ومن ناحية أخرى سمح الصيني للفرقاء بالنزول عن أشجارهم بدون تعقيد الأجواء بما يجعل ذلك مستحيلاً. نفذ الصين استراتيجيته الهادئة القائمة على التظاهر بدعوة أطراف النزاع إلى ضبط النفس، وهو ما فعلته الصين بالضبط أثناء المواجهة بين الباكستان والهند التي مثلت مختبراً استثنائياً لقوة الطيران الصيني وغيره من أسلحة كشفت فاعلية مدهشة في مواجهة السلاح الأمريكي. وراء تلك الدعوات العلنية "المسالمة" أوصلت الصين رسائلها الضمنية عبر الباكستان، وكوريا الشمالية، وروسيا، بأن التورط الأمريكي في إيران لن يكون نزهة قصيرة بأي حال من الأحوال.
وهكذا يمكن القول بوجود التفكير في أن تذهب أمريكا إلى حشد قوتها وقوة الأطلسي لضرب إيران كما حصل مع العراق قبل عشرين عاماً، وما كانت القوة الإيرانية بذاتها كافية لرد ذلك العدوان. لكن الرسائل الصينية من وراء الكواليس منعت على ما يبدو أن تذهب واشنطون إلى ذلك المربع. وهكذا انتهى العدوان دون أن يحقق الكثير، على الرغم من التظاهرة الإعلامية في واشنطون وتل أبيب بأن إيران قد انتهت. ولعل من الطريف في هذا السياق أن ترامب أعلن في سياق تصريحاته المضطربة بعد وقف إطلاق النار أن الصين تستطيع أن تشتري النفط من إيران كما تشاء. وهذا مؤشر على الإقرار بأهمية موقع المارد الصيني الهادئ في المواجهة، مثلما هو إشارة إلى توجه واشنطون للتفكير في رفع الحصار عن طهران.
لم يكن البرنامج النووي الإيراني هو بيت القصيد في العدوان مثلما يعلم أي مبتدئ في السياسة. كان الموقف السياسي لإيران وقدراتها الصاروخية البالستية هو الهدف المنوي تدميره، ولكن ذلك لم يتحقق أبداً. وقد أنهت إيران "حرب الأيام الاثني عشر" بضربة في جنوب الكيان كانت الأقسى من حيث الدمار وعدد القتلى. وبينما كانت إسرائيل تتحدث عن الاحتفال بالنصر على إيران تلقت ضربة مريعة في غزة تمثلت في كمين في خان يونس أسفر عنه باعتراف تل ابيب مصرع سبعة عسكريين وجرح آخرين ليتم تقويض أية مزاعم عن انتقال اسرائيل إلى حالة أفضل.
المستقبل فقط هو الذي سيحسم النتائج البعيدة لما حصل. ويمكن لنا الآن أن نتنبأ بدون الخوف الكبير من الوقوع في الخطأ، أن إيران ستذهب لطاولة المفاوضات بدون هواجس كثيرة بعد أن اختبرت فعلياً ولأول مرة في صراعها الصامت المستتر مع اسرائيل معنى القتال المباشر مع الكيان، وحدود قدرات ذلك الكيان وقوته الجوية "الرهيبة". اليوم يواجه الأمريكي معضلة فيما يخص التهديد: ما الذي يمكن التلويح به في وجه طهران بعد أن تعرضت فعلاً لعدوان تم الإعداد له على مدى أشهر وربما سنوات؟ على الأرجح أن إيران انتقلت إلى وضع من لا يخشى شيئاً، وأنها ستغدو لاعباً معترفاً به من الجميع. وعلى الرغم من أن بعض السذج يرى في "مسرحية" ضرب القاعدة الأمريكية في قطر علامة ضعف، إلا أنها في الواقع تثبت أن أكبر قوة عسكرية في العالم قد اضطرت إلى "التعاون" مع إيران من أجل إقناعها بإيقاف المواجهة التي لم ينجح الصهيوأمريكي في ربحها، وأصبحت عبئاً متزايداً عليه يوماً بعد يوم.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهة الإيرانية مع الحلف الصهيوأطلسي: المحددات والآفاق
- الإنسان السوي، الذي لا يفكر، وضرورة الحزب والقائد الكاريزمي
- العيوب الاستراتيجية للنظام الأسدي
- أوسلو، كورونا، سوريا والتلاعب بالوعي الشعبي
- الفساد وقمع الحريات في سوريا البعث
- مصر السيسي ونمط الإنتاج الكولونيالي
- ترامب والدولة العميقة
- نقد مغامرة حماس
- ترامب والاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة الصين
- الديمقرطية بين أمريكا وسوريا
- هل انتصرت غزة؟
- في انتظار دونالد ترامب
- دون كيشوت وآلام فراق النزام
- تحرير سوريا على يد الجولاني
- الاحتلال السهل لسوريا
- المقاومة وحدود الممكن التاريخي
- لو كنت نتانياهو
- استطلاع اللحظة الراهنة
- الشيطان/المخلص والفراغ الذي حل بنا
- الرد الإيراني اللبناني


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - قراءة في العدوان الصهيوأمريكي على إيران