أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - إمتداداً ل سايكس بيكو.. ملالي إيران مشروعاً لخراب وترويض الشرق الأوسط














المزيد.....

إمتداداً ل سايكس بيكو.. ملالي إيران مشروعاً لخراب وترويض الشرق الأوسط


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 08:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سايكس بيكو الاستعمارية التي قطعت أوصال المنطقة ومزقتها لضمان مصالح الغرب لا تزال سارية على قدم وساق وبنفس الوتيرة وقد تكون أشد تنكيلا..؛ ووفقا لامتدادها فقد دخلت المنطقة فصلًا جديدًا من فصول الصراع والتحولات العميقة منذ أكثر من أربعة عقود.. حين عاد خميني إلى إيران لتعبئة فراغ الشاه ولتبدأ مرحلة حكم الملالي في طهران، ولم تكن تلك العودة مجرد حدث داخلي لإيران بل كانت إيذانًا بمشروع إقليمي كبير غيّر ملامح الشرق الأوسط، وأعاد رسم خرائط النفوذ والصراعات تحت المزيد من المسميات.. سيراً ضمن المخططات.
السؤال الجوهري اليوم بعد تعاظم فتنة ملالي إيران ودمار المنطقة وتعرية الأوراق وعدم الانضباط بسياق السيناريوهات.. هو: هل يسقط ملالي إيران على يد من جاء بهم؟ وهل يمكن لمن ثبَّت أقدامهم وفتح لهم أبواب العراق وسوريا ولبنان واليمن، أن يزيحهم بعد أن أصبحوا أداة نفوذ وهيمنة وترويض متقدمة في قلب العالم العربي؟
التمكين.. لم يكن صدفة
ما جرى في إيران لم يكن انقلابًا ذاتيًا بل كان ثورة وطنية مستقلة هددت مصالح الغرب بعد إسقاط الشعب للشاهنشاهية.. ولم يكن لدى الغرب وتحديدًا الولايات المتحدة وفرنسا خياراً سوى تهيئة مسمى جديد يرعى ويضمن المصالح ويبقى شرطيا بالمنطقة.. ومن هنا سمح الغرب وعمد إلى صعود خميني ورهطه إلى السلطة؛ ظنًا منه أن الإسلام السياسي بنكهته الشيعية سيكون بديلًا قابلاً للضبط ضد الشيوعية حينًا، وضد القومية العربية حينًا آخر. ثم جاء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ليتم تسليم مفاتيح بغداد لطهران على طبق من ذهب، فتوسعت الأذرع الإيرانية، من الميليشيات إلى الحكومات، ومن الخطاب إلى القرار.. أصبحت إيران الملالي من خلال وكلائها في العراق ولبنان وسوريا واليمن شريكًا فاعلا غير معلن في مشروع الهدم والفوضى والتفكيك والسيطرة.. وبدلاً من أن تُحرر الشعوب سُحِقت إراداتها وتراجعت القضايا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تحولت إلى مجرد شعار في خطاب الملالي.. شعارا يُستثمر لمصالح طهران والغرب لا من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.
هل جاء الملالي بقرار شعبي أم ضمن مشروع دولي؟
لم تكن عودة خميني من منفاه الباريسي مجرد انتصار شعبي على الشاه.. فالذي خلع الشاه وأسقط نظامه هو الشعب بكافة فئاته وشرائحه وليس الملالي، وقد كانت عودته جزءًا من مشهد دولي معقد: الولايات المتحدة كانت قد بدأت تتخوف من تزايد قوة التيارات اليسارية في المنطقة خاصة بعد سقوط الشاه الذي كان حليفًا استراتيجيًا.. ووجد الغرب في غطاء الإسلام السياسي الشيعي وسيلة لتفكيك المد القومي العربي الذي كان يشكل تهديدًا لمصالحه النفطية والجيوسياسية، وكذلك وسيلة جديدة لإدارة الصراع.. ولم يكن دعم فرنسا لعودة خميني محض "كرم ضيافة" بل خطوة محسوبة لصناعة نظام يخدم مصالح معينة بطريقة غير مباشرة، وبناءً عليه فإن المشروع لم يكن عفويًا بل جرى توجيهه وتسهيله ضمن لعبة شطرنج دولية.
كيف مكنهم الغرب من العراق؟
في عام 2003 قامت الولايات المتحدة بإسقاط نظام صدام حسين، ولم تُسقطه فقط بل أزالت الدولة العراقية بالكامل وفتحت الباب أمام مشروع طائفي كانت إيران الملالي جاهزة له بميليشياتها ورجالها وخطتها المتمثلة في حلّ الجيش العراقي، وتسريح عناصره وقمع الآلاف من الضباط السنّة، وفتح مؤسسات الدولة أمام الموالين للولي الفقيه.. تلك المؤسسات التي أُعيد بناؤها من جديد وفق رؤيتهم وتأسيس نظام طائفي محاصصاتي سهل اختراقه، وحوّله إلى دولة فاشلة تخضع لسيطرة ما يسمى بـ "الحرس الثوري.. الذي حكم العراق وكالة عن العراقيين المغيبين".. ولم يُخرج الاحتلال الأمريكي ملالي إيران من العراق بل سلّمهم إياه ثم انسحب تاركًا لهم الساحة كاملة.. كل هذا يوضح أن "التمكين" لم يكن صدفة بل متعمدًا، ووقد كان الغرب يعلم عواقبه ذلك.
الملالي أداة لتدمير قضايا المنطقة؟
أكبر ضحايا المشروع الإيراني بعد العراق كانت القضية الفلسطينية حيث استخدم النظام الإيراني القضية الفلسطينية شعارًا لا مشروعًا. فدعمه لـ "حماس" و"الجهاد" لم يكن في إطار مشروع تحريري بل كورقة ضغط إقليمية..، وإن زجّ ملالي إيران بفكرة "الممانعة" أخرج القضية الفلسطينية من بُعدها العربي الجامع، وقسّم الفلسطينيين أنفسهم، وأدخل القضية في صراع المحاور، وتحولت القدس من قضية عربية إسلامية جامعة إلى أداة سياسية تستخدمها طهران في ملفاتها النووية والإقليمية مما أسفر عن تفكك الصف الفلسطيني، وتراجع الدعم العربي الرسمي، وتشويه الصورة العالمية للقضية بعدما التصق بها خطاب طائفي متطرف غير تحرري.
من الذي سيُسقط الملالي إذن؟
الإجابة الأصدق هو الشعب الإيراني صاحب المعاناة التاريخية.. فالداخل الإيراني يغلي وتشهد البلاد انتفاضات متكررة، وتعاني من فقر، وقمع، وفشل اقتصادي، وعزلة دولية، والعراق من ناحيته ينتفض ضد الفساد والميليشيات، رغم القمع ومحاولات الشيطنة والوعي الشعبي العربي بدأ يدرك أن إيران ليست مشروع مقاومة بل مشروع هيمنة مغطى بالمقدس.. ومع تساقط الأقنعة وتعاظم الغضب الشعبي قد لا يحتاج الملالي إلى من يُسقطهم من الخارج، فهم متفككون داخليًا وينهارون ببطء.. وبمجرد أن يعترف العالم بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للشعب الإيراني وأن برنامج المواد العشر الذي أعلنته السيدة مريم رجوي هو نواة لمستقبل أفضل للشعب الإيراني.. والاعتراف بحق الشعب الإيراني ومقاومته في مواجهة أجهزة الملالي القمعية بكافة السبل الممكنة عندها يبدأ الانهيار المتسارع لنظام الولي الفقيه في غضون أيام.. ويرى العالم إيران حرة ديمقراطية وغير نووية تحترم الجوار وحقوق الإنسان والقيم والأعراف الدولية.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يسقطهم من مكّنهم من الحكم في إيران والهيمنة على العراق وا ...
- ملامح الخيار الثالث لإنهاء الأزمة في إيران
- إيران ومجريات الأحداث وضرورة الخيار الثالث
- برنامج المواد العشر ومستقبل إيران والمنطقة
- لماذا يُصر الغرب على إبقاء حكم نظام الملالي في إيران...؟
- ماذا جرى خلف الكواليس؟
- وجهين لعملة واحدة؛ فماذا جرى في حرب ال 12 يوما؟
- من أسس لخراب إيران والمنطقة.. وهذه الحرب القائمة..
- الغرب ودكتاتورية الشاه.. -انقلاب 1953- نموذجاً
- بعد فشل نهج المهادنة والاسترضاء مع نظام الملالي.. بقايا الشه ...
- أحكام الإعدام في إيران بين الباطل والحقيقة
- النظام الإيراني ومفاوضات البرنامج النووي، استراتيجية اللعب ع ...
- مصير المفاوضات النووية بعد الجولة الرابعة
- تفجيرات وحرائق في إيران.. نظام الملالي على حافة الهاوية..
- ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عب ...
- المفاوضات الأمريكية مع نظام ولاية الفقيه وانتهاكات حقوق الإن ...
- أي الخيارات الممكنة أفضل: بقاء النظام الإيراني أم قيام إيران ...
- المفاوضات النووية مع النظام الإيراني ومستقبل العلاقات مع الو ...
- ملالي إيران والإدارة الأمريكية بين التهديد والوعيد..
- المقاومة الإيرانية تُحيي المرأة في واشنطن؛ رسالة المرأة الإي ...


المزيد.....




- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - إمتداداً ل سايكس بيكو.. ملالي إيران مشروعاً لخراب وترويض الشرق الأوسط