عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 15:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الربيع العربي: ملحمة مسرحية
لكل قصة نصّها، ومخرجها، وأبطالها. تتشكل حبكة الأحداث، وتتحول المشاهد في إطار الكلمات المكتوبة. يحمل المخرج رؤيته الخاصة للنص، قد تتناغم مع السرد، وقد تتصادم معه. أما الأبطال، فقد يحيدون عن رؤية المخرج، وقد تتغير الأدوار، أو يُعاد توزيعها، دون علم الشخصيات أنفسهم.
وهنا يُطرح السؤال الكبير: هل كان الربيع العربي مسرحية جديدة؟ هل نحن خارج النص، مجرد جمهور يصفق لبطل اختاره المخرج؟ أم أننا نؤدي أدواراً دون أن نعي طبيعة المسرح الذي نُعرض عليه؟
في هذا العرض المسرحي المعقّد المسمى "الربيع العربي"، يؤدي كل ممثل دوره ضمن سرد أكبر من أن يُحتوى. تتلاشى الحدود بين النص والواقع، وتختلط أدوار البطولة بالكومبارس، وتتبدل نهايات المشاهد في لحظة. وكما في المسرح، لا نعلم إن كنا نشاهد عملاً مكتمل الإخراج، أم ارتجالاً مفتوحاً على كل الاحتمالات.
الربيع العربي، كما التحفة المسرحية، أبقانا على أطراف مقاعدنا، مشدوهين أمام تداخل الشخصيات وتقلبات الحبكة. لكن السؤال يبقى: هل نحن مجرد متفرجين؟ أم أن لنا دوراً صامتاً في صياغة هذا النص؟ ومع كل رفعٍ للستار، وسقوط له، يبقى الربيع العربي حدثاً يستفز الوعي على خشبة التاريخ.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟