أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم ازروال - الرواية ورهانات الكينونة















المزيد.....



الرواية ورهانات الكينونة


ابراهيم ازروال

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 02:57
المحور: الادب والفن
    


بقلم: إبراهيم أزروال

ما خصائص الأدب الكبير ؟كيف تصمد الرواية في وجه الزمان ،وتتخطى المعايير النقدية الظرفية ؟هل تكفي البراعة التقنية والصنعة واصطناع التجريب ،لإنتاج رواية قوية ،قادرة على الكشف عن المخبوء واستجلاء غوامض الوجود والكينونة واستكشاف أوجاع الإنسان ؟هل يكفي التجريب وتوظيف التراث ،لإنجاز رواية مؤصلة ذات سمات وخصائص متفردة ومتمايزة عن الرواية الغربية ؟
I-خصائص الأدب الكبير :
لا تصمد كل الروايات المشهود لها بالعمق والرهافة والقدرة الاستكشافية العالية في زمان إنتاجها وتداولها، أمام اختبار الزمان. إذ كثيرا ،ما تفقد مكانتها في خرائط الأدب الحي ،وتضحي وثائق اجتماعية أو إثنوغرافية أوأنثروبولوجية أو تاريخية ،برسم الاعتماد والاستيحاء المعرفي أو التوثيق التاريخي.
إن الأدب الكبير ،وثيق الصلة بالأسئلة الوجودية والإشكاليات الإنسانية الكبرى(الحب والسعادة والموت والفقد والمعنى والعدل والحرية ) ،إذ يتوق دوما إلى معالجتها معالجات مستجدة تبعا لإمكانيات كل عصر ورصيده المعرفي والجمالي والتقني.
يتميز الأدب الكبير بالخصائص التالية:
1-الصدور عن رؤية مركبة واستشكالية لقضايا ومشكلات الوجود الإنساني.
(إن روح الرواية هي روح التعقيد.كل رواية تقول للقارئ :"إن الأشياء أكثر تعقيدا مما تظن".إنها الحقيقة الأبدية للرواية ،لكنها لا تسمع نفسها إلا بصعوبة في لغط الأجوبة البسيطة والسريعة التي تسبق السؤال وتستبعده.) -1-
2-مقاربة الأشياء والظواهر والواقعات والعلائق من منظور تراجيدي أو ملحمي أو استكشافي- نقدي.
(والأدب نفسه إذا لم يمارس هذه التساؤلات الجوهرية ،بشكل أو بآخر ،فهو ليس أدبا بل صناعة لفظية.وقد قلت يوما :"الأدب مأساة أو لا يكون".)-2-
3-استثمار الممكنات التعبيرية والجمالية للغة والمتخيل الفردي والجماعي والوجدان القومي و صياغة المستثمرات صياغة محكمة بنائيا ومنفتحة دلاليا(روايات فلوبير وبروست وجويس مثلا) ؛
4-التناسق بين المبنى السردي أو الشكل أو التكنيك و بين المادة السردية ( رواية "أولاد حارتنا "و" ملحمة الحرافيش" و"ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ مثلا )؛
5-الإنفتاح الدلالي والقابلية للتأويل والترهين ( رواية "يوميات نائب في الأرياف "لتوفيق الحكيم و "أرض النفاق " والسقا مات " ليوسف السباعي ... مثلا).إن النصوص الشفافة دلاليا أو المرتهنة ("رواية "الأرض " لعبد الرحمن الشرقاوي مثلا)،مادة وموقفا ورؤية ،بظرف سياسي أو اجتماعي-تاريخي ،لا تحقق هذا الشرط .كما أن النصوص الملغزة ،المستغرقة في التهويم أو التحليق أو التجريب المفرط ،قلما تحفز على التأويل القريب والسعي إلى بناء علاقات منتجة مع المقروء.
من علامات الأدب الكبير، الاتساق العضوي بين البناء والتقنية وبين الرؤية والموقف. وكلما غاب الاتساق بين البناء أو التقنية وبين المادة و الرؤية ،كانت الرواية ،غير متوازنة الأركان ،قد تستجيب لمتطلبات حساسية فكرية أو جمالية أو تيار نظري أو نقدي ،في العاجل ( الإعجاب بالروايات التجريبية لإدوار الخراط أو عبده جبير أو محمد برادة أو محمد الشركي ... مثلا)، إلا أنها لن تصمد كثيرا أمام متطلبات الأدب الكبير في الآجل.
تكمن قوة "الزيني بركات" لجمال الغيطاني مثلا ،في التساوق العميق بين المادة التاريخية و بين البناء الروائي والرؤية الفكرية ،ووثاقة الصلة بين المبنى وبين الرؤية والموقف . وكلما غاب التساوق بين المبنى وبين الرؤية أو الموقف، صارت فنية أو جمالية الرواية موضع استشكال.
-IIالأدب وتكامل العناصر:
لا يمكن إبداع رواية كبيرة بالارتكاز الحصري على عدالة قضية(العدالة الاجتماعية أو حقوق الإنسان مثلا ) أو طرافة أطروحة(الالتزام أو عبث الوجود) أو جمالية تقنية أو تكنيك روائي (تيار الوعي أو استيحاء المنامات أو المقامات أو الكتابات أو الكرامات الصوفية ) أو براعة لغة (كتابات إدوار الخراط مثلا) أو رهافة رؤية/رؤيا .لا بد أن تستجمع الرواية الكبيرة ، شرائط القوة والخصوبة والرهافة ، لغة وحوارا وتقنية ومادة وإيقاعا و إشكالية ورؤية وموقفا .ومتى وفق الروائي في إنارة منطقة معتمة ،أو استكشاف قارة نفسانية أو اجتماعية أو وجودية ،أو معالجة إشكال أو معضلة معالجة معرفية أو جمالية ذكية أو شاملة ،نال موقعا بارزا في خريطة الأدب الكبير .
قد تكون الرواية مدهشة على صعيد التقنية (رواية "حكاية الخبيئة" لجمال الغيطاني مثلا) أو على صعيد الاستكشاف المعرفي أو التاريخي (رواية" العلامة" لبنسالم حميش مثلا)أو النفساني ،إلا أنها قد تفتقر إلى مقتضيات البراعة أو الشفوف على صعيد اللغة أو الإيقاع أو الرؤية الجمالية أو الموقف الفكري -الحضاري .
اعتقد كتاب ونقاد الواقعية الاشتراكية أن قوة الرواية كامنة في إيجابية وتاريخية أو تاريخانية واجتماعية منظورها ووضوحها الإيديولوجي[ رواية "المصابيح الزرق" و"الثلج يأتي من النافذة "لحنا مينة و"الأرض " لعبد الرحمن الشرقاوي مثلا] .واعتقد كتاب ما بعد الواقعية ،أن قوة الرواية ، كامنة ، في انفتاحها الفني على الجماليات والتقنيات وكيفية القول والصياغة والتعبير("ذاكرة النسيان" و"حيوات متجاورة" لمحمد برادة و"رحيل البحر" لمحمد عز الدين التازي و"رامة والتنين " لإدوار الخراط مثلا).وهكذا انتقلنا من إيجابية وتاريخية المنظور إلى جمالية وانفتاح الشكل الروائي ،وأغفلنا فرادة الرواية المتمثلة في خلق التساوق بين المباني والمعاني ،بين المشخص والكوني ،بين الشعور واللاشعور، بين العرضي والجوهري ،بين النثري والشاعري ، بين الواقعي والمتخيل أو اللاعقلاني [كتابات باختين عن رابليه ودوستويفسكي وكتابات رولان بارط عن بلزاك و"لذة النص" مثلا].
القيمة الجمالية والتاريخية للنصوص:-III
إن القيمة التاريخية أو الوثائقية أو الأنثروبولوجية أو الإثنوغرافية لكثير من الروايات أعلى بكثير من قيمتها الفنية أو الجمالية أو المعرفية .ويمكن العودة إليها في إضاءة كثير من منعطفات التاريخ الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي أو السمات الأنثروبولوجية لسياق سياسي-اجتماعي أو لفضاء ثقافي-تاريخي معين( رواية "عرس الزين" للطيب صالح و"المباءة" لعز الدين التازي و"اسطاسية" لخيري شلبي و"قالت ضحى" لبهاء طاهر و"خان الخليلي" لنجيب محفوظ و"الخبز الحافي" و"السوق الداخلي" لمحمد شكري و"بيروت 75"و"كوابيس بيروت "لغادة السمان و"عرس بغل " للطاهر وطار مثلا ...إلخ).
فهذه الروايات وثيقة الارتباط بسياق تاريخي –ثقافي محدد، ولا تستوفي كل شروط التمايز أو التفرد المفترضة في الأدب الإنساني الكبير.
وبناء على هذا المنظور ،فإن قيمة روايات كثيرة طالما احتفل بها النقد الواقعي أو الماركسي لاعتبارات إيديولوجية أو سياسية أو ذاتانية أحيانا ،هي راهنا ،قيمة وثائقية أو تاريخية أو سوسيولوجية أو إثنوغرافية .لا يمكن التعويل على هذه النصوص ،في استكشاف الخفايا ،أو إنارة عتمات الوجود الإنساني ، أو استجلاء غوامض النفس أو الشعور أو اللاشعور أو إقامة تقاطع بين الذات المنشطرة والظرف التاريخي العاصف أو ابتداع رؤى جمالية مفعمة بالألق التعبيري والرؤيوي أو سبر الإشكاليات المخلخلة لليقين المعرفي والجمالي للعصر .ثمة روايات كثيرة ،هامة للغاية من منظور تاريخي أو وثائقي أو إيديولوجي ،إلا أنه يصعب كثيرا إدراجها ضمن ذخائر الأدب الكبير ( رواية "الحوات والقصر" و"العشق والموت في الزمن الحراشي" للطاهر وطار أو" الثلج يأتي من النافذة" أو "حكايات بحار" لحنا مينة أو "وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر أو "سباق المسافات الطويلة" و"شرق المتوسط" و"قصة حب مجوسية" لعبد الرحمن منيف ...إلخ).
ليس الأدب الكبير إخباريا أوتدليليا أو بيداغوجيا إلا عرضا ؛إن قصد الأدب الكبير من "جلجامش "إلى مئة عام من العزلة " لماركيز أو "الحياة في مكان آخر "لميلان كونديرا ،هو إضاءة الوجود ،واستكشاف قيعان الذات واللاشعور وأقاليم الشعورالمنسية ،وكشف المحدوديات الإنسانية ،وإبراز براعة الخيال والمتخيل ( ألف ليلة وليلة " مثلا) في بناء المعنى والذات وتثبيت مواقع الإنسان في مجاري التاريخ .
ولما كانت الرواية مسارا استكشافيا، معرفيا وجماليا، للذات في علائقها بالآخر والعالم و المجهول وإشكاليات الوجود الإنساني ،فإنها لا تتسع -إلا قسرا- للتوظيف السياسي –الإيديولوجي الساعي إلى البرهنة على صحة أطروحة أو نظيمة سياسية (رواية "المصابيح الزرق "و " الثلج يأتي من النافذة " لحنا مينة مثلا) أو الى إدانة وضع اجتماعي-سياسي من منظور سياسي-أخلاقي( رواية "الحب تحت المطر" و"الكرنك " لنجيب محفوظ و"شرق المتوسط " لعبد الرحمن منيف و"ثلاثة وجوه لبغداد" لغالب هلسا و"وليمة لأعشاب البحر"لحيدر حيدر مثلا) أو إلى تقريظ وضع مثالي طوباوي بديل( رواية "الحوات والقصر" للطاهر وطار مثلا).
ويمكن استيحاء الأحداث والجدالات والظواهر الموصوفة في رواية "صيادون في شارع ضيق " لجبرا إبراهيم جبرا، في كتابة مفاصل هامة من التاريخ الاجتماعي والثقافي والأدبي للعراق في الأربعينيات والخمسينيات. كما يمكن التعويل عليها، في كتابة مسارات المثقف، واشتباكه بالحساسيات الفكرية المتصارعة وأشكال التصادم بين القدامة والحداثة، في مجتمع ما بعد تقليدي يروم الحداثة فيما يعاني من انبثاقات اللاشعور المعرفي (دفاع توفيق الخلف عن الصحراء والشرف والشجاعة مثلا) ويصطدم بالآخر ومنظوره الفكري والسياسي والحضاري.
(قد تستطيع يا برايان أن تلاحظ بعينك الناقدة سخرية القدر في تلاصق المتناقضات كالفلاحين ذوي العيون الدبقة وهم يجلسون وسط روث حميرهم على مرمى النظر من الأنصاب العظيمة التي شيدتها إمبراطورية لا يفهمونها. إلا أن السخرية بالنسبة لنا وحشية .إنها تملأنا بالمرارة.إنها ألم يحطمنا .إنها تملأنا بالحقد واليأس.تملأنا بالأمل الطاغي ولكنها ترعبنا حين تجعلنا ندرك عجزنا "...) -3-
من المؤكد أن القيمة التاريخية لرواية "الحب تحت المطر" و "الكرنك "و"الباقي من الزمن ساعة " و"يوم قتل الزعيم " لنجيب محفوظ ،أعلى بكثير من قيمتها الفنية أو الجمالية أو المعرفية .إذ يمكن العودة إلى إفاداتها وحكاياتها وسرودها و متخيلها الحكائي ،في كتابة المغيب أو المعاش أو المسكوت عنه ،في العهد الناصري والساداتي.لا تقل هذه الروايات ،أهمية ،من المنظور التاريخي أو التوثيقي ،عن كتاب نقدي إشكالي لتوفيق الحكيم اسمه "عودة الوعي " أو عن كتابات محمد حسنين هيكل مثلا.
من المحقق، أن القيمة الفنية والجمالية لرواية "الأشجار واغتيال مرزوق" لعبد الرحمن منيف، أعلى من قيمة روايات خصصها للمجاذبات السياسية –الإيديولوجية مثل " شرق المتوسط" و " سباق المسافات الطويلة و " الآن ..هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى".
فمهما كانت القضية المعالجة في الرواية عادلة أو إنسانية(العدالة الاجتماعية أو الحرية أو حقوق الإنسان ..إلخ )،فإنها لا تكفي لادراج رواية من الروايات ضمن ذخائر أو سجلات الأدب الكبير .لا تصمد نصوص كثيرة ،طالما احتفل بها النقد الإيديولوجي الواقعي –الاشتراكي أو الماركسي ،أمام اختبار الزمن ،لأنها احتفلت بعدالة القضية ،وافتقرت إلى عمق الرؤية الوجودية ،أو مالت إلى التبسيط في مواقع التعقيد والتركيب ،أو غلبت المنظورات الأحادية ،بينما يقتضي المقام الأدبي ،إبراز التقاطعات والتداخلات والتجاذبات بين الشعور واللاشعور ، بين المعلن والمسكوت عنه ، بين المدرك والمجهول ،بين المتاح معرفيا والممتنع ،بين النثري الفج والشاعري الموغل في التهويمات والإشراقات .
إن الرواية الكبرى استكشاف جمالي متجدد وإضاءة كاشفة، لإشكاليات ومعضلات الوجود الإنساني( رواية "جاك القدري " لديدرو و "الجريمة والعقاب" لدوستويفسكي و"أنا كرينينا" و"الانبعاث" لتولستوي و"البحث عن الزمن الضائع" لبروست و"الجبل السحري" لتوماس مان و"ملحمة الحرافيش "لنجيب محفوظ .. إلخ).
ومن هذا المنظور، لا تصمد روايات واقعية كثيرة أمام اختبارات الزمان؛ فهي تستجيب إلى معايير نقدية إيديولوجية ظرفية (البطولة الإيجابية أو اعتماد رؤية أخلاقية مانوية أواعتماد السرد الخطي التصاعدي أو التركيز على قطاعات اجتماعية محددة أو على الصراع الطبقي ) ،إلا أنها تفتقد لشرائط الديمومة .
فهل يمكن إبداع رواية كبيرة، دون حس تراجيدي أو ملحمي أو شاعري-نقدي؟ ألا يفرض الحس التراجيدي، رصد نسبية الأشياء والمواقع والقيم، وحتمية التنازع والصراع، بين الإنسان المفتقر إلى التماسك والوحدة وبين العالم المغمور بالوعي المنشطر، واستقصاء أشكال السقوط التراجيدي وتهاوي الإنسان التراجيدي في وهاد التاريخ؟
(وفي الصراع فإنني لا أميل إلى الفاجعية ،ولا أميل إلى التراجيديا إلا بين الإنسان والطبيعة ،ذلك أنني لا أتسامح مع أعداء الإنسانية ،والتقدم ،والمعيقين لمسيرة البشرية ،لكنني أرفض أن أرسمهم كاريكاتوريا..)-4-
الرواية والتقنية: -IV
كان التجديد والتجريب ،من أمارات التميز بعد تراجع هيمنة الواقعية الاشتراكية والانفتاح على الشكلانية والبنيوية والتفكيكية .فكلما كانت الرواية ،متمردة على الشكل السردي التقليدي( روايات إدوار الخراط أو جمال الغيطاني أو إلياس خوري أو عبده جبير مثلا) ،و مالت إلى الامتياح من معين التيارات الفنية(الواقعية السحرية أو تيار الوعي أو الفنتازيا أو السوريالية أو الرواية الجديدة ) أو النقدية الطليعية (البنيوية أو كتابات ميخائيل باختين وما بعد الحداثة )،نالت الحظوة وقوبلت بالاستحسان وعدت علامة من علامات التفرد الأدبي .والحال أن التجديد والتجريب ،المشار إليهما ،ليسا في العمق ،إلا استعارات واقتراضات أدبية .إن استعارة الأشكال والتقنيات والأبنية ،لا تعني بالضرورة تقديم ،مقاربة جمالية ومعرفية لإشكالية من إشكاليات الوجود الإنساني ،أو استحداث طريقة جديدة في تناول مخزون الشعور أو الوجدان وإشكاليات العلائق الإنسانية في منعطف حاد من منعطفات التاريخ المعاصر .علاوة على ما سبق ،فإن التجريب المقدم ،ما هو إلا تجريب مجرب ،في سياق معرفي وجمالي مختلف.
من مفارقات التجديد والتجريب كما مورسا ما يلي:
1-التمسك بتعددية الأصوات واللغات وأحادية الرؤية (رواية "ذاكرة النسيان " و " حيوات متجاورة" لمحمد برادة مثلا ) ؛
2-العودة إلى رومانسية لاشعورية فاقعة من فرط أسطرة التاريخ وشعرنة المحكي (رواية " وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر مثلا)؛
3-تقليص كفاءة اللغة التعبيرية والدلالية والحجاجية من فرط الانشغال بالشاعرية، سردا ووصفا وحوارا (رواية "مرايا النار" لحيدر حيدر مثلا).
إن التطور أو التعقيد التقني، لا يسهم في تجويد المنجز الروائي إن لم ما ترافقه كثافة المادة الحكائية، وخصوبة الرؤية، ومتانة البناء التكويني أو الموقف الفكري.
(إن القفزة التي حققتها "الشراع والعاصفة" بعد ذلك بأعوام،لم تكن وقفا على السوية الفنية،ولا على بطولة الطروسي النادرة،ولا على قصيدة البحر الملحمية ،كانت القفزة في كل ذلك ،وفوقه في الوعي ،في تجاوز الرومانسية النائحة ،في معرفة الناس أكثر،في الرؤية الصحيحة لعالم الميناء والبحر ، وفي النظرة الأعلى درجة ،والأشد موضوعية ،لظروف البحر والبحارة وعمال الميناء . ) -5-
تستوفي "الزيني بركات " مثلا مقتضيات الرواية الكبيرة أكثر من "حكاية الخبيئة " ،رغم تعقديها التقني الكبير.
لا بد إذن، من مراعاة التساوق والانسجام بين أكثر من مكون، وعدم الافتتان، بفورة الأشكال الجديدة. ومن الضروري، كذلك مراعاة خصوصية المادة الروائية المعالجة، وخصائص السياق التداولي المحلي وآلياته في التقبل والتجاوب والتفاعل.إن حداثة التقنية لا تعني بالضرورة قوة الرواية ،ومن هنا ،فمن الضروري ،التفكير في تحقيق التناسق بين المادة الروائية وبين الشكل التقني المعتمد وحل إشكاليات اللغة والاشتغال الدقيق على الموصوف ،واستيحاء تاريخ الرواية العريق ( تجارب رابليه وسرفانتيس وديدرو وفولتير وروسو .. الخ) بدون اصطناع فوارق وهمية بين القرون كما فعل البعض.
(لا يمكن اطلاقا أن نكتب روايات على طريقة القرن التاسع عشر،بعد ما كتبه جويس مثلا،فكثير من الروائيين قد فجروا تلك الطرائق ،واثبتوا ضرورة البحث باستمرار عن أشكال جديدة.)-6-
يقتضي التعامل مع الرواية العالمية ،معرفة قوية بتاريخها الجمالي ،ومنجزاتها ، على صعيد التقنية الجمالية وعلى صعيد الاستكشاف المعرفي .لا يمكن الاستفادة من هذا المنجز ومن الجديد التقني المتراكم ،إلا متى تسلح الأديب برؤية شمولية ومعرفية استشكالية ،لا تفصل الأشكال عن الرؤى ،ولا تعزل المنجز الروائي(تيار الوعي و الرواية الجديدة مثلا ) عن المحيط الثقافي-الحضاري ونوعية التحديات الوجودية والتاريخية بعد الحرب الكونية الثانية .إن استعارة الأشكال الجديدة ،لا تحقق القصد الأدبي-الجمالي ،لا سيما إن صدرت عن افتتان لحظي بمنجز ذي سمات ثقافية-حضارية خاصة ،وافتقرت إلى رؤية استشكالية تفاعلية ،ساعية إلى التدقيق والشمول والتركيب.
(فهو[يقصد نجيب محفوظ] لا يتخلف عن قضايا العصر التي بلغت ذروة الانشغال بها عند أدباء أوربا وأمريكا،كما لا يتجاهل خصائص المرحلة الحضارية التي نعيشها في هذا الجزء من العالم.وهذا هو الفرق بينه وبين الأدباء العرب الذين يتأثرون بالأدب الغربي تأثرا ميكانيكيا ،فينقلون الأشكال الفنية نقلا ساذجا يخلو من المعاناة والصدق وهمزة الوصل بين العمل الفني والحضارة التي أنجبت خالقه.) -7-
وقد قاد الافتتان بالمباني والتقنيات ( تعدد المنظورات والأصوات السردية على طريقة فوكنير أو شعرنة المحكي أو توظيف الرموز والكنايات والأحلام والأساطير أو استيحاء تقنيات المونتاج في الكتابة أو تشذير السرد أو اعتماد الفنتازيا أو العجائبية أو المنامات أو الكتابات أو الكرامات الصوفية أو تذويب الحدود بين الأجناس الأدبية باسم الكتابة ) ،إلى اعتبارها جوهر الإنجاز الروائي .والحال أن استعارة التقنيات الجاهزة من التراث العربي –الإسلامي ( أنماط وتقنيات الكتابة المعتادة في المقامات أو المنامات أو الكرامات أو الأدب و الملاحم الشعبية أو الكتابات الصوفية )أو من الذخائر الأدبية أو النقدية الغربية (السوريالية أو اللامعقول أو الفانتازيا أو التعبيرية أو البنيوية أو مابعد الحداثة ..)،لا تمكن بالضرورة من إبداع نص روائي متماسك بنيويا وتقنيا ،وغني دلاليا ، وخصب رؤيويا ،ومبدع أدبيا .إن استعارة التقنية ،لا تعني الإبداع بالضرورة.
كان من المفترض التساؤل عن الإضافة الجوهرية للروائي وليس الانشغال- الحصري - بالتقنيات الموظفة أو المستعارة -على الأصح- من التراث الكلاسيكي العربي-الإسلامي أو الشعبي أومن الآداب الغربية.
-Vحدود التجريب الروائي :
أضحى التجريب غاية كثير من الروائيين منذ السبعينيات بخاصة، بفعل :
-تراجع هيمنة الواقعية الاشتراكية والنقد الإيديولوجي ( كتابات محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس و لويس عوض و حسين مروة وإبراهيم فتحي وغالي شكري...إلخ) ؛
-التأثر بالروايات والإنتاج الأدبي الغربي المنشغل بمعالجة الأسئلة الكيانية والميتافيزيقية الكبرى ( الوجودية و مسرح اللامعقول والرواية الجديدة )؛
-التأثر بالواقعية السحرية وأدب أمريكا اللاتينية (ماركيز وبورخيس ...إلخ)؛
-التأثر بالتيارات النظرية والنقدية المنفتحة على اللسانيات والتحليل النفسي والأنثروبولوجيا ( البنيوية وكتابات باختين و بارط وجينيت وكريستيفا وتودوروف وسوليرس ... إلخ)؛
-السعي إلى تأصيل الرواية في سياق الانشغال بإشكاليات التراث(كتابات أدونيس وحسين مروة ومحمد عابد الجابري ومحمد أركون عن التراث العربي- الإسلامي .. إلخ) واستكشاف الموروث الكلاسيكي (المقامات والكرامات والأدب العرفاني ..) والشعبي(الملاحم الشعبية وألف ليلة وليلة ) والكتابات الأدبية المهمشة (كتابات أحمد فارس الشدياق ولا سيما" الساق على الساق في ما هو الفارياق " ومحمود المسعدي ولاسيما "حدث أبو هريرة قال" و"السد "...إلخ) .
إلا أن التجريب المفعل ،لم يسهم إلا نادرا ( رواية "الزيني بركات" لجمال الغيطاني مثلا)، في إنضاج الممارسة الكتابية الروائية ،وإنتاج روايات أو نصوص قوية قادرة على الصمود ،أدبيا وجماليا ونقديا ، بعد خفوت حماس المناصرين للمنجز الأدبي البديل وتغير الذائقة الأدبية والاختيارات الإيديولوجية.
فكيف يمكن لنصوص فاقدة للتماسك والتناسق والروابط الضرورية بين المادة الروائية وبين التقنية أو التكنيك الروائي والرؤية الفكرية ،الصمود والاندراج ضمن سجلات الأدب الإنساني الكبير ؟
هل يمكن اعتبار استعارة نموذج تراثي أو غربي تجريبا في الحقيقة ؟ ألا يتطلب التجريب، تدبرا فكريا وتقنيا وجماليا، عاليا، لإشكاليات الكتابة وقدرتها الدلالية والتداولية في سياق ثقافي –حضاري متحول؟
لا يكون التجريب منتجا وخصبا، إلا متى صدر عن رؤية جمالية وفكرية شاملة، وموقف نقدي من المنجز الأدبي بعامة والروائي بخاصة في الماضي والحاضر.
(فالمهم هو أنه ليس عيبا أن تكون الرواية تجريبية ولكن العيب ألا تكون إلا تجريبية. يجب أن تكون تجريبية لهدف ما. والهدف بالطبع هو قضية الموضوع. إذا طرح فذاك ،وإذا لم يطرح ،أو طرح وحكم عليه بأنه لا حل له في الظروف الراهنة ،يبقى العمل التجريبي محدود القيمة.) -8-
إن سؤال التجريب، في العمق ،هو: سؤال المشروع النقدي –الجمالي ،وليس سؤال البحث عن تجديد التقنيات والأشكال واستعارة الأنماط الكتابية من التراث الكلاسيكي أو الشعبي أو الأدب الغربي بدون رؤية فكرية-جمالية نافذة.
-VIالرواية واستيحاء التراث :
وبدلا من التعويل على السريالية أو التعبيرية أو اللامعقول أو الرواية الجديدة (ميشيل بوتور والآن روب- غرييه ونتالي ساروت وكلود سيمون ..إلخ)،مال بعض الروائيين ، بتأثير من الواقعية السحرية (ماركيز وبورخيس و كورتاثر وخوان رولفو ...إلخ ) والكتابات التنظيرية الطليعية قطعا ،إلى استيحاء التراث في إبداع رواية متفردة شكلا ، ومتحررة من سلطة الأنماط والأشكال الغربية الكلاسيكية (" التجليات" و"الزيني بركات" لجمال الغيطاني و"نوار اللوز" لوسيني الأعرج و "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" لإميل حبيبي مثلا ..).
هل يمكن تقديم رواية قوية وخصيبة المعاني والمواقف والرؤى ، بالاعتماد الحصري على الكرامات أو المنامات أو المقامات أو بنية الخبر أو التراث الحكائي الشعبي أو التاريخ والملاحم أو الكتابات العرفانية ؟
يتم التعويل في الغالب على التقنية دون الاعتناء بضرورة تكامل واتساق كل العناصر المؤسسة للرواية بوصفها عالما تخييليا واستكشافا جماليا للحياة والوجود ،وبالنظر كذلك إلى تطلعها الطبيعي أو المفترض إلى استجلاء أبعاد الكينونة ، أو إنارة عتمة من عتمات الذات أو الوجود أو سبر روابط الإنسان بالآخر والموت والزمان والمجهول واللامتعين والكون .
هل تنفصل المباني عن المعاني، والأشكال عن المضامين والتقنيات الروائية عن التصورات والرؤى المباطنة لها ؟هل يمكن التسمك بالمنظور الروائي الاستقصائي لموارد الإبداع والأصالة والاستكشاف ،في الأصل ، والاستناد إلى أشكال تراثية ذات منطلقات و بنى دائرية وقصود تثبيتية ؟
ليست الرواية ،فعلا توثيقيا أو تأريخيا أو تحريات أو استقصاءات تخطيطية لأحوال الذات والآخر وصراعاتهما في منعطفات التاريخ الحادة إلا عرضا.إن الرواية كما دشنتها الحداثة الأوروبية ،استكشاف معرفي-جمالي أو استقصاء فني للكائن والممكن ، للظاهر والغائب ،للمعلن والمسكوت عنه ،للذاتي الحميمي وللجماعي ذي الامتدادات الكونية ، للظرفي الموغل في ظرفيته والكوني الملابس لكل الأزمنة.
هل يمكن ،إذن ،المراهنة على الأشكال التراثية ،في تحقيق منجز روائي ذي تجذر محلي وحمولة كونية و جمالية عالية ؟
(لكن ما تجلى في البداية احتجاجا على الواقع بتغريبه حينا وتصويره في لغة مملوكية حينا آخر ،تحول بالتدريج إلى قبول وموافقة ،من خلال الابتعاد بالألغاز،أو الانتقال من لغة عصر الانحطاط المملوكي إلى لغة التصوف ... أي من خطوة إلى الأمام إلى عشر خطوات إلى الخلف . ) -9-
ليس التأصيل الأدبي بالمهمة الثقافية المركزية، في السياق الثقافي الكوني الراهن. يتمثل الجوهري –راهنا –في الكشف من خلال كشوف الرواية ورؤاها، وحدوسها وحفرياتها، عن إشكاليات الوجود الإنساني ومعضلاته الدائمة والمتجددة والمستجدة وتراجيدياته.
التركيب: -VII
إن النص الروائي كل مركب، لا بد أن يتحقق التساوق العضوي بين عناصره ،وأن ينأى عالم الرواية عن التبسيط والتنميط والأدلجة و الصنعة التقنية والمقررات الفكرانية المسبقة.ومن هنا ،فإن التجريب مطلوب ،شريطة أن يكون نتاج فكر نقدي وتأملي قوي وقرين ممارسة وخبرة جماليتين قويتين ،ومندرجتين في سياق مشروع نقدي –جمالي يستكشف الكينونة ويرنو إلى إضاءة المساحات المعتمة في النفس أو الوجدان أو الذاكرة أو التاريخ.
الهوامش:
1-ميلان كونديرا ، فن الرواية ،ترجمة : بدر الدين عرودكي ،العرب والفكر العالمي ، العدد 15-16،خريف 1991،ص.14.
2-سلوى النعيمي ،شاركت في الخديعة ،قدمس للنشر والتوزيع ،دمشق ،سورية ،الطبعة الأولى 2001،ص.191-192.
3-جبرا إبراهيم جبرا ، صيادون في شارع ضيق ،ترجمة : محمد عصفور ، دار الآداب ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى 1974،ص.135.
4-حنا مينة ،كيف حملت القلم ،دار الآداب ،بيروت ،لبنان، الطبعة الأولى 1986،ص.123.
5-حنا مينة ،هواجس في التجربة الروائية ،دار الآداب ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الثانية1988،ص.107.
6-عبد الكبير الخطيبي ،في الكتابة والتجربة ،ترجمة : محمد برادة ،منشورات الجمل ، بغداد-بيروت ،الطبعة الأولى 2009،ص.155.
7-غالي شكري ،المنتمي -دراسة في أدب نجيب محفوظ، منشورات دار الآفاق الجديدة ،بيروت ، الطبعة الثالثة 1982،ص.330.
8-عبد الله العروي : من التاريخ إلى الحب ، كتاب الدوحة ، العدد 73نوفمبر 2013.،ص.58.
9- صنع إبراهيم ، كيف أكتب ؟،مواقف ،العدد 69،خريف 1992،ص.23.



إبراهيم أزروال
أكادير-المغرب



#ابراهيم_ازروال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوك فيري ونيتشه
- حسن حنفي ونقد الاستشراق
- استجلاء الوعي في سينما المخرج محمد خان
- المعالجة الدرامية لقصة -أهل القمة- لنجيب محفوظ
- المعالجة الدرامية لقصة -الحب فوق هضبة الهرم - لنجيب محفوظ
- هادي العلوي والفكر الهندي
- التجديد اللغوي في - المعجم العربي الجديد - لهادي العلوي
- ورطات العلائق في فيلم -أربعاء الألعاب النارية - لأصغر فرهادي
- الإنسانية الانتقالية ونسيان تراجيديا الحياة والموت
- أشواق الذات في فيلم - أرض الأحلام - لداوود عبد السيد
- استشراف المستقبل وإشكاليات الحرية في فيلم -انفصال - لأصغر فر ...
- لمحات عن السيرة الذاتية للمختار السوسي -الجزء الثاني
- لمحات عن السيرة الذاتية للمختار السوسي الجزء الأول
- الذات والتاريخ في -رحلة من الحمراء الى إيلغ -لمحمد المختار ا ...
- نبيلة قشتالية –برتغالية في القصر السعدي بتارودانت
- الدراسات التراثية : إشكاليات المنهج والتداول
- إفريقيات -موانع المأسسة السياسية
- موزار والإشهار
- حكايات حارتنا : حكايات التوت والنبوت
- ميرامار : شخصيات باحثة عن موقف.


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم ازروال - الرواية ورهانات الكينونة