أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم ازروال - حسن حنفي ونقد الاستشراق















المزيد.....

حسن حنفي ونقد الاستشراق


ابراهيم ازروال

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 20:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن نقد الاستشراق، جزء من علم الاستغراب. فبما أن المستشرق متشبع بالرؤى الفكرية والمواقف الحضارية و التوجهات الأخلاقية للحضارة الغربية، ومنخرط عمليا، في قراءة الآخر الشرقي من منظور الأنا الغربية، فمن الطبيعي، أن يشمله النقد و الاستشكال ،حسب حسن حنفي.
ينتمي المستشرق في منظور منشئ علم الاستغراب إلى حضارة طردية ،ويجتاف مرتكزاتها ورؤاها وقبلياتها ،ويوظف مكتسباتها الفكرية والنظرية والمنهجية ، وهو يتفحص ويتأمل ويستجلي ظواهر ومتون ونظم الحضارة الإسلامية ذات المنحى المركزي الظاهر .
(فالأولى[الحضارة الإسلامية] حضارة مركزية نشأت علومها انطلاقا من مركز واحد كدائرتين متداخلتين ،الصغرى تمثل علم أصول الدين وتتعامل مع الداخل أساسا، وهو الموروث ،تنظيرا للمركز في مواجهة الواقع. والكبرى تتعامل مع الخارج أساسا،وهو الوافد ،تمثلا له في مواجهة الداخل الموروث وحماية له من الجمود والتقوقع على الذات.) -1-
ثمة اختلاف نوعي – حسب حسن حنفي - بين الحضارة الغربية الطردية و الحضارة الإسلامية المركزية ؛والواقع أن الذهول عن هذا الاختلاف الجوهري ،لا يساعد ، في اعتباره ، على فهم الآخر ، و تفسير نظمه المعرفية والقيمية و أنساقه الاجتماعية-السياسية وأطوار تشكلها وتكونها. فلنقد علوم و نظم الحضارات المركزية، لا مفر، في نظره، من صياغة أدوات تحليلية وآليات تفسيرية و نظريات تأويلية، مخصوصة، مختلفة، كليا، عن الآليات والأدوات و الإجراءات التحليلية المبلورة في سياق التفاعل مع علوم ونظم و معارف الحضارات الطردية.
(أما الحضارة الغربية فإنها حضارة طردية أي أنها نشأت تحت أثر الطرد المستمر من المركز ورفضا له،بعد اكتشاف عدم اتساقه مع العقل أو تطابقه مع الواقع ثم إنشاء علوم عقلية وطبيعية وإنسانية تقوم على أدوات جديدة للمعرفة ،العقلية أو الحسية ،وابتداء من بؤرة جديدة وهو الإنسان.) -2-
فمهما كان المستشرق موضوعيا يكتفي بالاستقصاء والتفحص والتحري والتبحر العلمي والمقارنة المتجردة أو التفسير المعتمد على منطوق المقروء ،فإنه لا يتمكن ،في كل الحالات ، من التحرر من مؤسسات رؤيته الفكرية ،ومن توجيهات لاشعوره الثقافي والمعرفي.
والواقع أن حسن حنفي وجه انتقادات منهجية ونظرية وثقافية وحضارية إلى الاستشراق ومناهجه في دراسات كثيرة نشرها قبل نشر كتاب "مقدمة في علم الاستغراب".
نقد النعرة العلمية:
تنهض النعرة العلمية في اعتباره، على فصل الظاهرة الفكرية أو القطاع المعرفي المعالج عن مصدرهما، وربطهما لزاما بالتاريخ وبالمجتمع. وبما أن النعرة العلمية تستغرق في التفاصيل المحايثة وتكثر من الجزئيات التاريخية، فإنها تفقد الظاهرة الفكرية بعدها المثالي وكينونتها المتعالية. فالظاهرة الفكرية تعبير حضاري عن الوحي في المقام الأول، حسب صاحب من "العقيدة إلى الثورة".
(فالنعرة العلمية التي تقوم عليها مناهج المستشرقين تعني دراسة الظاهرة الفكرية كظاهرة مادية خالصة، وكتاريخ خالص مكون من شخصيات وأنظمة اجتماعية وحوادث تاريخية محضة،يمكن فهمها بتحليلها إلى عوامل مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية تحدد نشأتها وطبيعتها ،وتحاول ابتداء من هذه العوامل المتفرقة تركيب الظاهرة بدعوى تفسيرها .) -3-
لا يعتني الاستشراق بفهم الظواهر الفكرية في ارتباطها بمصادرها القبلية وبالموقف الحضاري للأنا العربية –الإسلامية ،ويغفل البنية النظرية لحضارة الآخر ،وكيفية تطور معارف هذه الحضارة وقطاعاتها العلمية و نظرياتها التفسيرية والتأويلية ،انطلاقا من النصوص المرجعية المعيارية ،خلافا للحضارة الغربية.
ومن الجلي أن المستشرق يرفض التخلي عن المفاهيم والنظريات المركزية للحضارة الغربية باعتبارها مكتسبات حضارية إنسانية، لا محيص عن اعتمادها وتوظيفها ، في معالجة كل الظواهر الفكرية والنظرية أيا كان مصدرها الثقافي والحضاري .
(من أغرب الغرائب ان يطلبوا منه[يقصد الغرب] تبني مفاهيم الشرق وتصوراته في عملية الدراسة. لا ريب في أن هذه المفاهيم والتصورات ذات قيمة تاريخية عظيمة ،بل عظيمة جدا،ولكنها أصبحت الآن متجاوزة من قبل التطور اللاحق للفكر البشري .لقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من الميراث العام للبشرية ،وهي ذات قيمة تاريخية فقط. فالواقع يجبرنا على الاعتراف بأننا لا نجد للشرق المعاصر أي مساهمة في بلورة المفاهيم الحديثة والأفكار الأساسية والتأويلات الجديدة للتاريخ والحياة.) -4-
إن المستشرق متمسك، علاوة على ما سبق ،بالمذهب الوضعاني-التاريخي ،حتى بعد حدوث ثورات إبستيمولوجية و منهجية في العلوم الإنسانية والاجتماعية .
وتتجلى النعرة العلمية، في اعتبار صاحب "التراث والتجديد" ، في أربعة مناهج، يوظفها المستشرقون في معالجة الظواهر الفكرية والنصوص التفسيرية و التأويلية الإسلامية و المدونات الإخبارية و التاريخية العربية؛ وهي:
1-المنهج التاريخي:
يرتكز هذا المنهج على الإفادات والجزئيات التاريخية والاجتماعية، ويفتقر إلى التفسير الكلي الكاشف عن المدلولات الكامنة أوعن التعليل المعقول أو التسويغ العقلاني للظواهر الموصوفة والمشخصة. يعتني هذا المنهج، بالجزئيات ويغفل الكليات، ويكثر من الأخبار والإحاطة بالمساقات والسياقات دون أن يستخرج الدلالات أو يستنبط المعاني المطمورة.
يعتني المستشرق، بالتواريخ والشخصيات والتيارات والمذاهب والمدارس والأماكن، علما أن الأفكار مستقلة، في اعتبار حسن حنفي ،عن التواريخ .
إن الأفكار والأنماط الحضارية مستقلة عن القائلين بها حسب رؤيته ؛وعليه فلا معنى للتوسع في ذكر التواريخ واستعراض المسارات الشخصية للمفكرين و المفسرين والمتكلمين والأصوليين.
(إن الفكر الإسلامي لا يضع أفكارا بل يعرض طريقة في تفسير النصوص الدينية وفهمها وتحويلها إلى معان وأبنية نظرية .) -5-
2-المنهج التحليلي:
ينهض المنهج التحليلي على تفكيك الظاهرة الفكرية، وتقسيمها إلى عناصر متفرقة. وبدلا من إيلاء المكون الديني دورا مركزيا، يصار إلى اعتباره عنصرا مكملا أو مساعدا لعناصر أخرى: سياسية واقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو تاريخية. علما أن الظاهرة الفكرية المعالجة، قائمة، حسب حنفي ، على تحويل النص المؤسس إلى معنى والمعنى إلى بنى نظرية .ومتى كان المنهج مفارقا للمادة ومخالفا لأفقها التصوري والدلالي ، كان مخارجا وغير ملائم ومولدا للمفارقات.
ويستعمل المستشرقون المنهج التحليلي، إما على نحو شعوري مقصود أو على نحو لاشعوري غير مقصود في الغالب .فبما أن المستشرق تشبع بالقيم الثقافية للحضارة الغربية ،وتطبع بإشكالياتها ومفهوماتها وتصوراتها وخلفياتها الثقافية ،ورؤيتها لعلائق الدين بالحياة و الاجتماع والتاريخ ، فمن الطبيعي ،أن يصدر عن هذه المحددات حين ينبري لتحليل تراث الآخر، كما يرى مؤسس علم الاستغراب.
وقد يوظف المستشرق هذا المنهج، قصدا وعمدا، لإفقاد الحضارة الإسلامية تمايزها و تميزها واختلافها عن الحضارة الغربية ومنظوراتها التصورية الشاملة.
(وقد يستعمل التحليل عمدا للقضاء على الطابع الكلي الشامل وهو أهم ما يميز الحضارة الإسلامية التي قامت أيضا على وحي كلي شامل ،فبتفتيت الكل لا يرى أحد الأجزاء المتناثرة ،ومن ثم لا تختلف الحضارة الإسلامية عن الغربية في شيء ،فكلاهما مجموعة متناثرة من الأجزاء.) -6-
3-المنهج الإسقاطي:
ينهض هذا المنهج على إحلال الأبنية النظرية الموجودة في ذهن المستشرق محل الظواهر الفكرية أو التاريخية المدروسة. يخضع المستشرق هنا، للأبنية النظرية لصوره الذهنية، وهو يتأمل ويقرأ ويحلل ظاهرة فكرية ، ذات منشأ ديني أو عقدي في الغالب .فالمستشرق أسير الأبنية النظرية لصوره الذهنية ،فلا يتمكن مهما توخى الموضوعية والدقة والإنصاف ، من فهم مسارات تشكل أو تكون الظواهر الفكرية المعالجة.
(الإسقاط إذن خطأ في الإدراك يجعل المستشرق في عزلة ذهنية ،ويضعه في موقف نرجسي خالص عندما لا يرى في العالم الخارجي من موضوعات إلا ما هو موجود في نفسه كصور ذهنية .) -7-
هل "المنهج" الإسقاطي، منهج أم نزعة أم ميل سيكولوجي؟
لا يمكن في الحقيقة، اعتبار الإسقاط منهجا، بل هو نزوع نابع من الاستغراق في الأنا أو الذات وتصوراتها الذاتية وعجزها عن إدراك نسبية تصوراتها ونظرياتها وضرورة مراعاة مساقات وسياقات المقروء ونظامه الدلالي المختلف.
لا يتمكن المستشرق، في منظور حنفي ، من التخلص من الأحكام العقلية و الانفعالية المسبقة المكتسبة من البيئة الأوروبية فيقرأ منتجات ونظريات الآخر، استنادا إلى مناهج ونظريات وآليات غربية. يصدر الإسقاط هنا ،عن تضخم في الذات الحضارية ،ونعرة قومية ،وإيمان كلي بالأفضلية الكلية للثقافات والمناهج والعلوم الغربية.
(فالإسقاط في نهاية الأمر هو وضع الآخر في قالب الذات، والحكم بالسواد على ما ليس بأبيض، وكأن العقلية الغربية بإسقاطها في جوهرها عقلية عنصرية هي الأساس للثقافة والدين والفن والعلم والحضارة.) -8-
4-منهج الأثر والتأثر:
يقوم هذا المنهج، على إرجاع الظواهر الفكرية (الفلسفة الإسلامية أو التصوف الإسلامي أو فكرة الطبائع عند المعتزلة ..إلخ)إلى مصادر خارجية ،أو مؤثرات برانية دون أخذ تعقد العمليات أو التفاعلات الحضارية أو المثاقفات بعين الاعتبار .كما ينهض على التفسير بالعلل البعيدة والعوامل الخارجية وإنكار أصالة وإبداعية المقروء .والحال أن ثمة فرقا ،بين التشابه الحقيقي والتشابه الكاذب ،وأن "التشكل الكاذب "لا يطال المضمون التراثي الأصيل بل يمس الصورة أو الشكل التعبيري بالدرجة الأولى .
والواقع أن هذا المنهج، ينكر،في تصوره ، العطاء الإبداعي للآخر قديما وحديثا، ويؤكد تفوق حضارة الذات الغربية وتفردها بالعطاء الحضاري.
(ومن ثم كان منهج الأثر والتأثر يهدف أساسا إلى القضاء على أصالة الحضارات وقدرتها على التمثيل والتعبير والخلق وإلى القضاء على الظواهر المستقلة وقيامها من ذاتها، وإلى إرجاع كل شيء إلى مصادر خارجية، ومن ثم يقضي على فعل الروح وعمل الذهن.) -9-
الاستغراب أو الاستشراق المضاد:
ما علاقة نقد الاستشراق بالاستغراب؟
ليس الاستغراب، في اعتبار المستغرب، إلا قراءة للآخر الغربي من منظور الأنا أو استشراقا مضادا.
(فإذا كان القدماء قد استطاعوا قراءة الآخر من منظور الأنا فإننا حاليا نقرأ الأنا من منظور الآخر ولم نستطع بعد أن نرد على الاستشراق، وهو قراءة الغرب للاغرب من منظور الغرب،باستشراق مضاد أو استغراب ،وهو قراءة الغرب من منظور اللاغرب.) -10-
يتطلع علم الاستغراب، إذن، إلى التحرر من هيمنة الآخر، وإلى احتوائه وتمثله واستتمام نظرياته وإعادة صياغتها وإيجاد مركبات ثقافية-حضارية جديدة.
كيف ننقد الاستشراق نظريا ومنهجيا، وندعو إلى تأسيس استشراق مضاد؟ ما معنى الرغبة في تأسيس علم، يفتقر معادله الغربي إلى الإحكام والقوة والمناعة، نظريا ومنهجيا وفكريا؟
هل يمكن تلافي القصور النظري والمنهجي والفكري للاستشراق، في صياغة و تطوير علم الاستغراب؟ هل الاستغراب ممكن التحقيق بالنظر إلى وضعية الفكر والمؤسسات الثقافية والإنتاج الفكري، وإلى الوضعيات السياسية-التاريخية –الحضارية القائمة راهنا؟
لا ينفصل نقد الاستشراق كذلك ، عن نقد التغريب الثقافي والفكري ،ونقد الاستغراب المقلوب أو المعكوس.لا معنى ، في اعتباره ،للاقتراض أو الاستعارة المنهجية أو الثقافية أو الفكرية ،أو للتماهي مع المناهج والفلسفات الغربية وتوظيفها في تحليل الظواهر أو النصوص الفكرية المحلية .إذ تكمن جدارة المفكر الثالثي أو "الطرفي" أو الوطني ،في اعتباره ، في استقلاله الفكري والحضاري وصدوره عن موقف ومنظور حضاري واضح المعالم ، وقدرته على قراءة الذات و الآخر من منظور تاريخي وحضاري منحاز إلى الأنا وتطلعاتها التاريخية-الطوباوية في المقام الأول.
(ثم ظهر في جيلنا "استغراب" مقلوب ،بدلا من أن يرى المفكر والباحث صورة الآخر في ذهنه رأى صورته في ذهن الآخر،بدل أن يرى الآخر في مرأة الأنا رأى الأنا في مرآة الآخر.) -11-
أهداف الاستغراب:
نقد الاستشراق جزء، في الواقع من نقد الفكر الغربي والحضارة الغربية، ودعم للموقف الحضاري للأنا ،في سياق تحولات ونقلات حضارية كبرى ،رصد حسن حنفي ،بعض مظاهرها فيما بين الستينيات والتسعينيات. لا بد ،في اعتباره ،من الانتقال من النقل إلى الإبداع ،والتخلص من الاستغراب المعكوس أو الاغتراب النظري والفكري ،المستفحل في صفوف المفكرين ،بعد استشراء الصدمة الحضارية.
(إذن حتى نأخذ موقفا من التراث الغربي علينا أن ندرس الوعي الأوربي على أنه تاريخ وليس خارجه ،أي على أنه مرحلة من مراحل تاريخ الوعي الإنساني وليس على أنه المسار الحضاري الأوحد، وبداية فلسفة جديدة للتاريخ تبدأ من الشرق ،واكتشاف خصوصيات الشعوب،بما فيه إفساح المجال للإبداع الذاتي للشعوب غير الأوربية ،وإعادة كتابة التاريخ بما يحقق أكبر قدر من المساواة في حق الشعوب بدلا من النهب الأوربي لثقافات العالم..) -12-
إن نقد الاستشراق وإبراز حدوده، النظرية و المنهجية، جزء من نقد الوعي الأوروبي، وإظهار حدوده التصورية والفلسفية، واستجلاء علائقه بالتاريخ السياسي الأوروبي والبنيات الثقافية والحضارية الأوروبية واستكشاف بنياته الأنثروبولوجية وقبلياته الميثولوجية .كما أنه مقدمة وتمهيد ،لفلسفة تاريخ وفلسفة حضارة جديدتين ، يراد منهما ،التأكيد على عودة تاريخية وحضارية للذات إلى واجهة المشهد العالمي ، بعد احتجاب حضاري دام سبعة قرون .
(ومن يدري فلربما كنا قادرين على أن نكون خالقين كما كنا في الماضي، ونبدأ دورة ثانية لحضارتنا نقوم فيها بدور الأستاذ والآخر بدور التلميذ ،تشاركنا في ذلك الشعوب التاريخية أو شعوب الشرق، من الصين والهند ويبدأ تاريخ الشرق من جديد .) -13-
تركيب:
اعتنى صاحب مشروع "التراث والتجديد " بنقد الاستشراق ،وتفكيك منطلقاته ومرتكزاته البنيوية، وإظهار قصوره النظري والمنهجي وانحيازه إلى قبليات ومصادرات وغايات العقل الغربي .ومن البين ، أن نقده للاستشراق ،لايكتفي بالمناحي الإبستيمولوجية و المنهجية و التقنية ،بل يطال المناحي التصورية و الفكرية والمواقف الحضارية كذلك.لا ينتقد حسن حنفي الاستشراق ،من منظور منهجي أو إبستيمولوجي محض ،بل ينتقده ، من منظور ابستيمولوجي و تاريخي-حضاري،يروم لا إنهاء التبعية الحضارية للغرب فقط ،بل إعلان نهاية الوعي الأوروبي وقدرة الشرق على امتلاك الريادة الحضارية من جديد.
لكن، هل يمكن تحقيق التطلعات الحضارية وامتلاك الريادة أو القيادة الحضارية، دون وعي تاريخي –حضاري متحرر من الالتباسات ومن المنازع الاهتيامية و الطوباوية ومن التمركز والتمحور حول الذات ؟
الهوامش:
1-(حسن حنفي ،مقدمة في علم الاستغراب ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت،ط،1992،1،ص 14.)
2-(حسن حنفي ،مقدمة في علم الاستغراب ،ص 14-15.)
3-(حسن حنفي ،التراث والتجديد-موقفنا من التراث القديم ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،بيروت،ط،1992،4،،ص.71.)
4-(فرانسيسكو غابرييلي ، ثناء على الاستشراق ،ضمن : الاستشراق بين دعاته ومعارضيه ،ترجمة و إعداد : هاشم صالح ، دار الساقي ، بيروت ، الطبعة الأولى 1994،ص.26.).
5-(حسن حنفي ،التراث والتجديد-موقفنا من التراث القديم ،ص.76.)
6-(حسن حنفي ،التراث والتجديد-موقفنا من التراث القديم ، ،ص.87.)
7-(حسن حنفي ،التراث والتجديد-موقفنا من التراث القديم ، ،ص.89.)
8-(حسن حنفي ،التراث والتجديد-موقفنا من التراث القديم ، ،ص.91.)
9-(حسن حنفي ،التراث والتجديد-موقفنا من التراث القديم ، ،ص.96.)
10-(حسن حنفي ،مقدمة في علم الاستغراب ، ،ص 38.)
11-(حسن حنفي ،مقدمة في علم الاستغراب ، ،ص 55.)
12-(حسن حنفي ،الدين والثورة في مصر 1952-1981،الجزء الأول :اليسار :الدين والثقافة الوطنية ،مكتبة مدبولي ،القاهرة ،د.ت،ص.290.)
13-(حسن حنفي، الدين والثورة في مصر 1952-1981، الجزء السابع: اليمين واليسار في الفكر الديني، مكتبة مدبولي، القاهرة، د.ت.، ص.336.)



#ابراهيم_ازروال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استجلاء الوعي في سينما المخرج محمد خان
- المعالجة الدرامية لقصة -أهل القمة- لنجيب محفوظ
- المعالجة الدرامية لقصة -الحب فوق هضبة الهرم - لنجيب محفوظ
- هادي العلوي والفكر الهندي
- التجديد اللغوي في - المعجم العربي الجديد - لهادي العلوي
- ورطات العلائق في فيلم -أربعاء الألعاب النارية - لأصغر فرهادي
- الإنسانية الانتقالية ونسيان تراجيديا الحياة والموت
- أشواق الذات في فيلم - أرض الأحلام - لداوود عبد السيد
- استشراف المستقبل وإشكاليات الحرية في فيلم -انفصال - لأصغر فر ...
- لمحات عن السيرة الذاتية للمختار السوسي -الجزء الثاني
- لمحات عن السيرة الذاتية للمختار السوسي الجزء الأول
- الذات والتاريخ في -رحلة من الحمراء الى إيلغ -لمحمد المختار ا ...
- نبيلة قشتالية –برتغالية في القصر السعدي بتارودانت
- الدراسات التراثية : إشكاليات المنهج والتداول
- إفريقيات -موانع المأسسة السياسية
- موزار والإشهار
- حكايات حارتنا : حكايات التوت والنبوت
- ميرامار : شخصيات باحثة عن موقف.
- معاصر السكر بسوس في عصر المنصور الذهبي . قراءة في (أخبار أحم ...
- جماليات في عالم بلا خرائط : هوامش على -شارع الأميرات-


المزيد.....




- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم ازروال - حسن حنفي ونقد الاستشراق