أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - رؤية وطنية لمعالجة مشكلة خور عبد الله














المزيد.....

رؤية وطنية لمعالجة مشكلة خور عبد الله


علي مارد الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر خور عبد الله الرئة البحرية الوحيدة للعراق نحو الخليج، لكنه في الوقت ذاته يمثل أحد أخطر التحديات السيادية والتنموية التي يواجهها البلد منذ عقود. فقد ورث العراق هذا الإشكال المركب نتيجة حماقات نظام صدام المجرم، ومنها غزو الكويت عام 1990، وهي المغامرة الكارثية التي أدخلت العراق في مواجهة دولية انتهت بصدور قرار مجلس الأمن رقم 833 لسنة 1993، الذي رسم الحدود البحرية بين العراق والكويت، وضم جزءًا من خور عبد الله إلى الحدود الجديدة، بموافقة رسمية من نظام صدام آنذاك.

واليوم، يواجه العراق واقعًا معقدًا في هذا الخور، حيث يتفوق الجانب الكويتي عمقًا وتنظيمًا في المسارات الملاحية، بينما يعاني الجانب العراقي من تراكم الطمي وضيق المساحة الملاحية، مما يهدد مستقبل ميناء الفاو الكبير، ويقوض الطموحات العراقية المشروعة في امتلاك منفذ مستقل وآمن نحو البحار المفتوحة.

من الناحية الفنية، فإن خور عبد الله يتميز بضيق مساحته، وتقسيمه إلى "جانب عراقي" و"جانب كويتي" لا يعالج أصل الإشكال، إذ أن حركة السفن، خاصة الكبيرة منها، تحتاج إلى ممرات مستقيمة وعميقة لا تعترف بخطوط مرسومة على الورق. كما أن الاعتماد الجزئي للعراق على ممر ملاحي مشترك، يخضع لصيانة كويتية منتظمة، يضعه في موقف ملاحي هش ويحد من استقلاله البحري.

وإزاء هكذا وضع معقد تبرز الحاجة الماسة إلى إنشاء قناة بحرية مستقلة شرق خور عبد الله، ترتبط مباشرة بميناء الفاو الكبير، وتدار بالكامل من قبل العراق. مع تنفيذ عمليات جرف وصيانة دورية للرواسب الطينية، وإقامة منشآت بحرية واقية كالحواجز والجدران لتقليل الترسيب من أجل ضمان عمق ملاحي لا يقل عن 15 _ 20 مترًا في كافة الأوقات، بما يسمح بمرور السفن ذات الغاطس الكبير دون الاعتماد على ممرات مشتركة.

ومن الضروري جدًا أن يرافق هذا التوجه طلب عادة التفاوض على اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله، بما يراعي مبدأ الإنصاف البحري ويكفل الحقوق السيادية المتوازنة.
مع توثيق الصعوبات الفنية والسيادية التي يواجهها العراق ورفعها إلى الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية باعتبارها تحديات تهدد أمنه الاقتصادي والسيادي.
ويقع على عاتق البرلمان العراقي تجميد أو مراجعة أي اتفاقيات سابقة لم تعرض بشفافية أمام الشعب أو لم تخضع لتقييم وطني شامل.

ختامًا..
نقول لكل سياسي عراقي يعمل من أجل تمرير هذا الخلل السيادي الجسيم عبر المحكمة الاتحادية أو عبر صفقات في البرلمان:
خور عبد الله ليست مجرد قضية فنية أو تنظيمية، بل هي قضية وجود وسيادة وطنية، ترتبط مباشرة بمستقبل العراق البحري والتجاري.
إن أي تخاذل في هذه القضية الحساسة، سيعني أن العراق تنازل عن جزء من إرادته الملاحية واستقلاله البحري، في لحظة كان يفترض أن يستعيد فيها هيبته ودوره الإقليمي والدولي من بوابة ميناء الفاو.
على الدولة، وعلى الشعب، وعلى البرلمان، وعلى النخب كافة، أن يتوحدوا خلف هذه الرؤية الوطنية الجامعة، فالمياه لا تقبل المساومة، ولا مستقبل لدولة إن كان منفذها البحري الوحيد تحت رحمة أطراف أخرى.



#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وجوه الفساد المقنن: كتب الشكر بالجملة!
- آن الأوان لتصحيح أحد أكبر أخطاء التأسيس في النظام الجديد
- لماذا فشل العراق في استثمار نفوذه الاقتصادي مع الأردن؟
- كفى.. عيب!!
- في سبيل تحقيق العدالة وانصاف الضحايا
- قبل أن تظهروا الشماتة في مناسبة تشييع من بذل روحه من أجل قضا ...
- كيف أصبح عدد سكان محافظة دهوك بعد عام 2003 أكثر من عدد سكان ...
- المنهجية الطائفية وامتدادها بعد سقوط نظام صدام
- سبع نقاط تفسر لماذا يجب أن نهتم كعراقيين بالشأن السوري
- عندما تتحول الدونية من عقدة إلى عقيدة
- عودة لقانون العفو العام
- لماذا ازدادت الازدحامات المرورية في بغداد مع زيادة عدد المجس ...
- نصف قرار خير من لا شيء!
- أزمة متفاقمة، وإرادة غائبة
- لمحة عن واقع التيارات المدنية العراقية
- عظة ومناشدة من وحي ما لحق بنا من عار
- نحو دين متجرد عن الأنا
- ملاحظات تتعلق بتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188
- ظاهرة -المكتسبات- سيئة الصيت
- الفساد المقنن، الخطر الأكبر الذي يهدد مصير العراق


المزيد.....




- سانت كاترين.. تجربة روحية فريدة جنوبي سيناء
- محللان: نتنياهو يريد مفاوضات تثبت وقائع عسكرية وتهجر الغزيين ...
- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - رؤية وطنية لمعالجة مشكلة خور عبد الله