أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين















المزيد.....

ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي عن الانجليزية بتصرف *

ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
منصة Substack الأمريكية

10 يوليو 2025


أوروبا تسير نحو الحرب لحماية أوهامها

يكشف ألكسندر دوغين عن إنحدار الإتحاد الأوروبي نحو العسكرة، حيث يسعى لإستبدال "باكس أمريكانا" بـ"باكس أوروبا" العدوانية وخوض الحرب للحفاظ على نظامه المنهار.

ألقى مفوض الإتحاد الأوروبي العسكري، الليتواني أندريوس كوبيليوس، خطابًا كاشفًا في منتدى "محادثات توكفيل". النقاط الرئيسية لخطابه تكشف بوضوح كيف يفسر السياسيون الأوروبيون موقعهم الجيوسياسي الحالي في الواقع العالمي الجديد.

يبدأ أندريوس كوبيليوس بإنتقاد حركة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (MAGA) التي ساعدت في وصول ترامب إلى السلطة، ويرجع ذلك إلى فقدان الأمريكيين لإحساسهم بالديمقراطية وتحولهم نحو الفردية. هذا طرح غريب وسخيف، لكنني لا أعتقد أن السياسي الليتواني يعتبر نفسه فيلسوفًا. في الواقع، MAGA هي عودة للتضامن الأمريكي الموجه ضد تجاوزات الليبرالية. إنها ما تبقى من "الديمقراطية الأمريكية" التي أشاد بها توكفيل. ما يسميه العولميون وقادة الإتحاد الأوروبي اليوم بـ"الديمقراطية" هو في الحقيقة "نازية ليبرالية". وهذا ما ثار ضده الأمريكيون. وبحق.

لكن بعد هذه المحاولة الخرقاء في الفلسفة السياسية، يبدأ كوبيليوس في الوصول إلى صلب الموضوع.

أطروحته الرئيسية: "باكس أمريكانا" تنسحب من أوروبا. في الماضي، كانت الولايات المتحدة تقاد من قبل نفس "النازيين الليبراليين" الذين يحكمون أوروبا الآن.
كوبيليوس يستحضر عمدًا مثال "إخوة الغابة" الليتوانيين – المتعاونين مع فرق هتلر العقابية – كنموذج.

في ذلك الوقت، كان الإتحاد الأوروبي يتبع الولايات المتحدة دون قيد أو شرط – سواء كانت واشنطن تبدأ الحروب أو تستفزها، أو تحاول تجميدها، أو إنهاءها. وكان هذا هو الحال أيضًا مع أوكرانيا. إدارة بايدن إستفزت روسيا ثم حاولت إدارة التصعيد. وتبع الإتحاد الأوروبي "باكس أمريكانا" بولاء ونسق أفعاله وفقًا لذلك. لكن ثم جاء ترامب بجدول أعماله الخاص. وفقًا لكوبيليوس، فإن ترامب سيركز الآن على منطقة الهندو-باسيفيك – هل يدخل الشرق الأوسط تحت هذا المسمى؟ – وسيترك أوروبا وجهاً لوجه مع روسيا. وأيضًا مع أوكرانيا. ليس تمامًا بمفردها، لكن مع ذلك، نوايا ترامب غير واضحة، وبما أن حركة MAGA تقف خلفه، لم يعد من الممكن الوثوق به بالكامل. لذلك، من الضروري إطلاق مشروع "باكس أوروبا". وهذا يعني إنقاذ "النازية الليبرالية" بشكل مستقل – بداية من الروس، وربما حتى من ترامب وMAGA، إذا ما ساروا تمامًا في طريقهم الخاص.

يتبع ذلك سيل من الشعارات المعادية لروسيا، تتوج بالإستنتاج التالي: يجب إجبار روسيا على التوقف عن أن تكون عظيمة وتحويلها إلى دولة "طبيعية". إذا بقيت روسيا عظيمة، فستشن حربًا ضد "النازية الليبرالية" (وهو ما قد تفعله)، وحينها لن ينقذ أحد في الإتحاد الأوروبي، خاصة أن أمريكا ستكون مشغولة بشؤونها الخاصة (مرة أخرى، الهندو-باسيفيك). لا يمكن "تطبيع روسيا" إلا بإلحاق هزيمة إستراتيجية بها – عبر الأوكرانيين. فهم، على عكس الأوروبيين أنفسهم، ما زالوا مستعدين للقتال، ويفعلون ذلك بعناد ويأس. حتى أنهم خزنوا طائرات مسيرة أكثر من أي شخص آخر في أوروبا.

وبالتالي، يتلخص مشروع "باكس أوروبا" في الآتي: أن تتحول أنظمة "النازية الليبرالية" في أوروبا وحكامها الديكتاتوريون – الذين يسردهم "أخو الغابة" كوبيليوس – أورسولا فون دير لاين، فريدريش ميرتس، إيمانويل ماكرون، كير ستارمر، جورجيا ميلوني، ودونالد تاسك – إلى تحالف عسكري عدواني وهجومي للحرب ضد روسيا. ومن المقرر أن تلعب أوكرانيا الدور المركزي في هذا التشكيل.

في المقابل، فإن حلف الناتو، الذي يمثل "باكس أمريكانا"، سيصبح غير ذي صلة، لأن الولايات المتحدة الآن في عصر MAGA. لذلك، فإن الإستنتاج واضح: تشكيل تحالف عسكري أوروبي، وقبول أوكرانيا دون قيد أو شرط، وشن حرب شاملة ضد روسيا – دون إنتظار أن تنهي روسيا أوكرانيا وتتقدم نحو أوروبا. هل سيتجهون إلى أوروبا بعد أوكرانيا؟ هذا لا يزال سؤالًا مفتوحًا. لكن كلما زاد عدد أمثال كوبيليوس، كلما أصبح الجواب "نعم" أكثر إحتمالًا.

أهم ميزة في خطاب كوبيليوس هي صراحته. هذا بالضبط ما يفكر فيه حكام الإتحاد الأوروبي الحاليون، وما يستعدون له، وما يعملون بنشاط لتحقيقه.

وبناءً عليه، لم يتبق لروسيا سوى خيار واحد في مواجهة مثل هذه ال "أوروبا": أن تقاتل في أوكرانيا بشجاعة وثبات حتى النصر النهائي، معتمدة على نفسها فقط ومتقدمة بـ"باكس روسيكا".

لكن الأمر المثير للفضول هو كيف أن القوى التي تنكر بعنف وحسم تعدد الأقطاب، تجد نفسها – دون أن تدرك – تدخل في نموذجها وتبدأ في العمل بصيغها. هنا لدينا "باكس أمريكانا" – قطب مليء الآن بـMAGA. ثم هناك "باكس روسيكا" – قطب آخر. "باكس سينيكا" – القطب الصيني (واضح بما فيه الكفاية). والآن، بينهم، يظهر القطب النازي الليبرالي لـ"باكس أوروبا". تعدد أقطاب بحت.
*****

هوامش

1) باكس أمريكانا vs باكس أوروبا
مصطلح Pax Americana
(السلام الأمريكي): يشير إلى الهيمنة العالمية للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث فرضت نظامًا دوليًا مستقرًا تحت قيادتها، يعتمد على القوة العسكرية والاقتصاد والسياسة. مثل: هيمنة الدولار، قواعد عسكرية في كل مكان، والناتو كأداة دفاع غربية.
أما مصطلح Pax Europea (السلام الأوروبي): هو مصطلح أقل شيوعًا، لكنه يُستخدم أحيانًا لوصف محاولة الإتحاد الأوروبي إنشاء نظام مستقر تحت قيادته، خاصة مع تراجع النفوذ الأمريكي. يركز على القوة الاقتصادية والتكامل الأوروبي، لكنه الآن (في سياق مقال دوغين) يُصوَّر كمشروع عسكري عدواني لمواجهة روسيا.

الفرق الرئيسي:
-باكس أمريكانا قائمة على القوة الأمريكية العالمية.
-باكس أوروبا (حسب التحليل) محاولة أوروبية لملء الفراغ إذا إنسحبت أمريكا، لكن بطابع "ليبرالي متطرف" حسب وصف الكاتب.
ملاحظة: المصطلحان يستخدمان غالبًا بإنتقاد — خاصة من الخصوم مثل دوغين الذي يرى فيهما أدوات هيمنة.

2) باكس روسيكا Pax Russica
(السلام الروسي):
- يشير إلى محاولة روسيا فرض نظام عالمي جديد يكون لها فيه نفوذٌ رئيسي، خاصة في مناطق مثل أوروبا الشرقية، آسيا الوسطى، والشرق الأوسط.
- تعتمد على القوة العسكرية (مثل الحرب في أوكرانيا)، الطاقة (الغاز والنفط)، والتحالفات الاستراتيجية (مثل الصين وإيران).
- هدفها: تقليص الهيمنة الغربية وبناء عالم متعدد الأقطاب تهيمن فيه روسيا على مجالها.

3) باكس سينيكا Pax Sinica
(السلام الصيني):
- يعني صعود الصين كقوة عظمى تفرض نظامًا عالميًا بديلًا تحت قيادتها.
- تعتمد على القوة الاقتصادية (مشروع الحزام والطريق)، التكنولوجيا (مثل 5G ورقائق أشباه الموصلات)، و**التوسع الدبلوماسي** (مثل مجموعة بريكس).
- هدفها: إزاحة الهيمنة الأمريكية وبناء نظام تكون فيه الصين القطب المهيمن اقتصادياً وسياسياً.

الفرق بينهما:
-روسيا تعتمد على العسكر والطاقة لفرض نفوذها.
-الصين تعتمد على الاقتصاد والاستثمارات للتوسع.
- كلاهما يسعيان لإنهاء الهيمنة الغربية، لكن بأساليب مختلفة.

ملاحظة: هذه المصطلحات تُستخدم غالبًا في التحليلات الجيوسياسية، ويراها البعض (مثل دوغين) كبديل شرعي لـ"Pax Americana"، بينما يراها الغرب كتهديد للنظام الدولي الحالي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...
- ألكسندر دوغين - روسيا بحاجة ماسة اليوم إلى وضوح فلسفي
- طوفان الأقصى 638 – إيران تضرب العمق الإسرائيلي – عصر الحرب ا ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
- طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر ...
- تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في ...
- طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال ...
- ألكسندر دوغين - شي جين بينغ يتجاهل بريكس
- طوفان الأقصى 635 - دونالد ترامب: «رئيس وزراء إسرائيل» غير ال ...
- زفاف بيزوس في البندقية: عندما يتحول الثراء الفاحش إلى سلطة إ ...


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين