أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سالم جبران - مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين















المزيد.....

مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر مؤخراً باللغة الإنجليزية، في لندن، كتاب مثير سوف تكون له أصداء عالمية، بعنوان: "التطور العرقي في فلسطين". وهذا الكتاب ليس كتاباً "دعائياً" أو "تحريضياً، لكاتب سياسي متحمس بل ثمرة جهد توثيقي كبير للمؤرخ اليهودي- الإسرائيلي البارز الدكتور ايلان بابيه.
د. ايلان بابيه هذا هو أستاذ في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا، وقد ثارت ثائرة زملائه عليه بحجة أنه "معادٍ للصهيونية ومعادٍ لإسرائيل " وانتقل بعد هذا إلى قسم العلوم السياسية في الجامعة نفسها. يعيش د. بابيه في مدينة طبعون، بين حيفا والناصرة، ويتعرض باستمرار للتهديدات التلفونية من الأوساط العنصرية والترانسفيرية التي تعتبره "خائناً لإسرائيل وعميلاً للفلسطينيين". كما تعرض مرات كثيرة للتهديد بالقتل.
"جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" في الناصرة استضافت الدكتور ايلان بابيه لإلقاء محاضرة حول كتابه هذا وحول موضوع "التطهير العرقي في فلسطين".
الدكتور ايلان بابيه إنسان مثير جداً لا يعرف الخوف ويعتقد أن المؤرخ يجب أن يأخذ موقفاً أخلاقياً وأيديولوجياً، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتطهير العرقي والعنصرية واقتلاع شعوب من أوطانها. إن الرصانة الأكاديمية، في نظره، ترتبط بكشف الحقيقة عبر بحث تفصيلي موثَّق ولكن الرصانة الأكاديمية لا تعني أن يكون الباحث "كلب صيد" عند المؤسسة السياسية والعسكرية لبلاده و"محامياً" عن جرائم دولته.
الدكتور ايلان بابيه، قال في المحاضرة في الناصرة، إن استراتيجية الجيش الإسرائيلي خلال حرب 1948 ، كانت تنفيذاً للخطة التي وضعها دافيد بن غوريون و18 من كبار مساعديه السياسيين والعسكريين. وقد كتب بن غوريون الوثيقة بيده في 10/3/1948 قبل بدء الحرب. وشملت الخطة توزيع فلسطين إلى مناطق جغرافية وأوكل لقادة الهاغاناه مهمة تنفيذها عندما تبدأ الحرب. ولخّص بن غوريون الخطة بكل صراحة، عندما قال: "يجب استحواذ الجيش اليهودي على أكبر مساحة من أرض فلسطين مع أقل ما يمكن من الفلسطينيين". وكان واضحاً، أن الاحتلال يجب أن يرافقه الطرد الجماعي للفلسطينيين المحليين، مع أعمال قتل لدفع الناس للرحيل، خوفاً على حياتهم.
ويورد الدكتور بابيه في كتابه هذا أن دافيد بن غوريون كتب رسالة إلى ابنه عام 1937 أكَّد فيها رؤيته الواضحة بضرورة طرد الفلسطينيين، أكثر ما يمكن من الفلسطينيين عنوة، من فلسطين، عندما تحين اللحظة المناسبة، كالحرب ، مثلاً.
ويناقش الباحث، اعتماداً على الوثائق، أن الطرد لم يكن لمقتضيات الحرب فقط، أو لصعوبات عسكرية أدّت إلى طرد السكان، بل أن الطرد كان هدفاً استراتيجياً وضعه القادة السياسيون والاستراتيجيون قبل الحرب. إن الطرد كان من أهداف الحرب-قال- وليس من نتائجها، فقط!
وقال الدكتور بابيه إن مذبحة قرية ناصر الدين (قرب طبريا) كانت لدفع عرب طبريا للرحيل، كما كانت مذبحة عين الزيتون (قرب صفد) مقدمة لرحيل عرب صفد، وكما كانت مذبحة دير ياسين قرب القدس مقدمة لترحيل أكثر ما يمكن من عرب القدس.
وقال الكاتب إن الصهيونية عملت على نشر أخبار هذه المذابح، لتصل إلى الفلسطينيين في كل المناطق للتعجيل في الهلع الإنساني من الحرب والقتل، وللرحيل أسرع ما يمكن.
وشرح الباحث اليهودي بابيه، بالتفصيل المثير للغاية، كيف كانت الوكالة اليهودية والمخابرات العسكرية الصهيونية تجمع معلومات مفصلة جداً، حول كل مدينة وكل قرية، وكانت تعرف عدد السكان، وعدد البنادق في القرية، والمواشي والدجاج والكروم، كما كانت تحصي أسماء عائلات القرية، وتحصي الصراعات والخصومات (الدموية أحياناً) بين حمائل معينة متنافسة، في سبيل إذكاء القتال الداخلي، وفي سبيل التفكير بشراء عملاء ومخبرين ومتعاونين، من خلال استغلال التناقضات الداخلية, وقد شملت هذه التقارير أيضاً أسماء المخاتير والأئمة والتجار والوطنيين المعروفين بالمقاومة الوطنية وعلاقة كل مدينة أو قرية مع جاراتها من القرى.
إن هذه المعلومات التفصيلية لم تكن لأهداف عسكرية صِرْفة، بل كانت إعداداً لضرب هذه المدن والقرى وتسهيل عملية الترحيل. وقدَّم على سبيل المثال قرية مجد الكروم الباقية إلى الآن فقال إن القائدين اللذين احتلا المنطقة اختلفا ورفض أحدهما، بحزم، ترحيل القرية، ولذلك بقيت، بعد أن كان قد رحل نصف سكان القرية ولكن أغلبهم عادوا كمتسللين!
وقال الدكتور ايلان بابيه إن كل الخطة لجمع المعلومات الداخلية في المدن والقرى الفلسطينية أشرف عليها وأدارها الناشط الصهيوني عزرا دانين، الذي دسّ "المستعربين" "الباحثين" من أعضاء المنظمات السرية الصهيونية في القرى العربية، وأحياناً عرّض حياتهم للخطر في سبيل اختراق المجتمع الفلسطيني وجمع أكثر ما يمكن من المعلومات عن المبنى الداخلي للمجتمع الفلسطيني، القرى والمدن والقيادات والطاقات وإمكانيات المقاومة.
وقال الدكتور بابيه إن قرى منطقة وادي عارة بقوا ولم يرحلوا بسبب المقاومة العنيفة من السكان والدعم النشيط لهم من جيش الإنقاذ وخصوصاً من الجيش العراقي.
وقال الدكتور بابيه إن المؤرخ المسؤول تجاه ضميره وتجاه إنسانيته يجب أن يكشف الحقيقة، كل الحقيقة، ويجب أن لا يخاف أو يتردد في ايضاح الأعمال المشينة والصفحات السوداء في تاريخ شعبه أيضاً. وقال:
"لا استطيع أن أبحث وأكتب بدم بارد حول أي تطهير عرقي في العالم، وأيضاً وربما خصوصاً حول تطهير عرقي ينفذه شعبي. خصوصاً وأن التطهير العرقي ضد الفلسطينيين يتواصل إلى الآن من خلال تضييق الخناق بهدف الترحيل، على الفلسطينيين في القدس ومنطقتها، كما أن الحصار الاقتصادي الخانق جداً المفروض ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة منذ حزيران 1967، يهدف هو أيضاً إلى جعل الحياة غير ممكنة والتوجه إلى الرحيل".
وقال الدكتور بابيه إنه لا يستبعد أن تقوم إسرائيل باستكمال مشروعها بالتطهير العرقي بطرد الفلسطينيين الذين لم يرحلوا عام 1948، وصاروا مواطنين في دولة إسرائيل . وقال إن أوساطاً رسمية جداً تتكلم طول الوقت عن التزايد الطبيعي "المقلق" للفلسطينيين في داخل إسرائيل. ومؤخراً انضم وزير جديد إلى حكومة أولمرت-بيرتس هو أفيغدور ليبرمان الذي يدعو صراحة إلى طرد الفلسطينيين من داخل إسرائيل.وقال: إذا أحجمت إسرائيل عن ذلك إلى الآن فهذا لا يعني انه لا توجد عندها مشاريع جاهزة في الأدراج السرية.
وقال إنّه كتب كتابه المثير هذا باللغة الإنجليزية لكي يقرأ الطلاب الجامعيون والباحثون وعامة الشعب في الغرب الحقيقة الكاملة والعارية وحتى ينشطوا للتأثير على صانعي القرار والرأي العام في بلادهم.
وقال إنه لم يطبع كتابه بالعبرية لأنه وصل إلى مرحلة اليأس من المجتمع الإسرائيلي، وقال إن الكتاب سوف يترجم إلى العربية قريباً.
وقال في ختام محاضرته المثيرة: "إذا لم يتعامل العالم مع إسرائيل كما تعامل في حينه مع نظام الأبارتهايد العنصري في جنوب أفريقيا فلن يكون سلام في الشرق الأوسط".




#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممارسة الإرهاب
- مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل
- من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!
- كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل
- فيلم وثائقي إسرائيلي..أثار عاصفة -يوسف نحماني..وسقوط طبريا!:
- في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!
- لبنان نموذج حضاري متقدم للأمة العربية.. فهل يهدمونه؟!!
- نهاية الطاغية..تحذير لبقية الطغاة!
- هروب الأدمغة من العالم العربي
- حول الفساد في العالم العربي: السمكة تفسد من الرأس!
- أنظمة البطش والتخلف واللصوصية-مسؤولة عن فقر الشعوب العربية!
- الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع ...
- حزب العمل الإسرائيلي أزمة قيادة..وأزمة طريق!
- ابتهجوا يا عرب : اللغة العربية ألا تواجه خطر الانقراض!
- مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فل ...
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!
- المتعصبون المتطرفون فقط-يخافون من الحوار والتفاعل
- البيان الختامي للإتحاد العام للأدباء مثل بيان ختامي لوزراء ا ...
- الدفاع عن سيادة لبنان الديمقراطي دفاع عن كل المستقبل العربي
- لمواجهة قوى التطرف الديني والاستبداد


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سالم جبران - مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين