أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع لبنان؟!!














المزيد.....

الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع لبنان؟!!


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأنا مرة ومرتين وثلاثاً خبراً مفصلاً عن رسالة الرئيس السوري بشار الأسد إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إهود اولمرت، كما نشرتها الوكالات والعديد من المواقع العربية على الانترنيت.
وتضمنت رسالة الأسد إلى أولمرت النقاط الأساسية التالية:
*الدعوة إلى مفاوضات بين سورية وإسرائيل، بدون شروط مسبقة!!
*الموافقة على المحكمة الدولية بشأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بشرط أن لا تستدعي المحكمة شخصيات بارزة سياسية وعسكرية من النظام السوري.
* التباحث في مصير الجولان، بدون شروط مسبقة، أي بدون الالتزام الإسرائيلي سلفاً بإعادة كل الجولان. إلى الوطن الأم سورية.
*سورية ستعمل على ضبط الحدود السورية-العراقية والمحافظة على الأمن، كما هي الحال على الحدود بين إسرائيل وسورية!
*العمل مع قيادة "حماس" في الخارج للحدِّ من تأثيرها على الحركة في الداخل.
* منع وصول الأسلحة عبر الحدود السورية إلى حزب الله في لبنان.
على الرغم من هذا الانبطاح( الذي لو لم يقم به رئيس بعثي لسميناه انبطاحاً ذليلاً!) فإن إهود أولمرت رفض دعوة بشار الأسد. وقالت الدوائر الرسمية الإسرائيلية إن على الأسد "أن يبرهن بشكل قاطع" أنه فعلاً يريد السلام ولا يناور، فقط. وفي حقيقة الأمر، فإن إسرائيل أغلقت الباب في وجه الأسد، حتى لا تُغضب الادارة الأمريكية التي تعتبر النظام السوري حليفاً للنظام الايراني في ما يُسمى "محور الشر".
بودنا هنا، بكثير من الألم، أن نطرح موضوعاً آخر متعلقاً بالنظام السوري، ونطلب توضيحات من الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية.
إذا كنت يا سيادة الرئيس الشاب "لطيفاً" و"رقيقاً" و"معتدلاً" و"حضارياً" و"دبلومسياً" في مخاطبة رئيس حكومة إسرائيل، فلماذا لا تتمتعون بعشرة بالمئة أو حتى خمسة بالمئة من هذا اللطف والاعتدال، عندما تخاطبون رئيس حكومة لبنان الشقيق، السيد فؤاد السنيورة؟
لقد وصفتَ السنيورة بأنه "عبد مأمور لعبد مأمور" فهل تتجرأ سيادتكم أن تصف إهود أولمرت بأنه "عبد مأمور"؟ في حوارك من طرف واحد مع أولمرت، كل شيء "بدون شروط مسبقة"، وحتى التفاوض على الجولان السوري المحتل، هو"بدون شروط مسبقة". لماذا هذا الكرم الحاتمي مع رئيس حكومة "العدو الصهيوني" وهذه الغطرسة الفظّة في التعامل مع رئيس حكومة لبنان الشقيق فعلاً لسورية؟
لماذا يعتقد الأسد أنه يجوز كل تنازل أمام "العدو الصهيوني"، ويجوز كل انبطاح وكل زحف على البطن أمام العدو الأمريكي، بينما التعامل مع لبنان يكون بلغة الغطرسة والفظاظة والعنجهية والتسلط والبلطجية؟ هل هذا من ضرورات التعامل مع الإخوة ومع الدول الشقيقة؟!
كيف يفسر بشار الأسد هذا المسلك المعيب في تعامله من ناحية مع أولمرت، ومن الناحية الثانية مع القيادة الوطنية المنتخبة ديمقراطياً للبنان الشقيق؟
هل هذا المسلك هو لأن إسرائيل تملك سلاحاً نوويا، بينما لبنان"يملك" حزباً ربانياً يقول إنه حزب الله (استغفر الله!). يملك 80 ألف صاروخ تصل كلامياً إلى ما بعد بعد حيفا، بينما هي في الحقيقة تهدد بيروت وما شمال بيروت وما جنوب بيروت؟
إننا نقول للسيد بشار الأسد، ما قلناه لصدام حسين المخلوع. كل حاكم دكتاتور يبطش بشعبه لا هو أمين ولا شعبه أمين. كل حاكم يبطش بشعبه ويقذف بالألوف من خيرة مثقفيه ومناضليه لحقوق الإنسان للسجن لا بد أن يدفع الثمن مضاعفاً في آخر الأمر. إن رقص الستربتيز أمام أولمرت،لن يُخرج سورية النظام، من عزلتها الخانقة. وإذا كان بشار الأسد يعتقد أنه بالصداقة مع محمود أحمدي نجاد ليس معزولاً، فإننا نقول له "مسطول يستند إلى مسطول"، لولا أن الأسد ونجاد. مؤمنان ورعان لا يقربان الخمرة اللعينة!
إن مسلك النظام السوري في رسالة الأسد إلى أولمرت مفضوح تماماً. في كل النقاط ليِّن ومنبطح إلاّ في نقطة واحدة، هي المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري. فبشار الأسد يؤيد المحكمة "بشرط أن لا تستدعي شخصيات بارزة سياسية وعسكرية من النظام السوري".
المحكمة سوف تحاكم كل متهم توجد أدِّلة وبينات تقول إنه متهم، وإذا وصلت خيوط الجريمة إلى شخصيات بارزة سياسية وعسكرية في سورية، فكيف يمكن الالتزام بعدم محاكمتهم؟ وإذا لم تكن سورية تعرف ما لا نعرفه نحن بعد، فلماذا تطلب هذه الحصانة للشخصيات السورية البارزة السياسية والعسكرية، سلفاً؟ لماذا لم تشترط الأردن ذلك مثلاً؟ لماذا لم تشترط ذلك تركيا؟ لماذا لم تشترط ذلك فرنسا؟ عندنا في فلسطين مثل قديم جداً لعله رائج في سورية أيضاً (فكلنا بلاد الشام ). يقول هذا المثل :"السارق يخاف من خياله". وهناك مثل آخر يقول : "آكل اللحم النيّ معدته تكركع". والسياق واضح. أنا شخصياً، كمواطن عربي فلسطيني ليس لي اعتراض على كل الالتزامات التي تبرع بها الرئيس الأسد لزميله إهود أولمرت. كنت أطلب منه شيئاً آخر، إضافياً، وهو إطلاق سراح المناضلين السوريين المسجونين بلا محاكمة. وعندها يسجل التاريخ وهو يقهقه ضاحكاً، أن إطلاق الأسد لسراح أربعة آلاف سجين سوري معتقلين بلا محاكمة كان "بادرة حسن نية تجاه الرئيس أولمرت"*!!

(سالم جبران-شاعر ومفكر فلسطيني يعيش في الناصرة).



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العمل الإسرائيلي أزمة قيادة..وأزمة طريق!
- ابتهجوا يا عرب : اللغة العربية ألا تواجه خطر الانقراض!
- مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فل ...
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!
- المتعصبون المتطرفون فقط-يخافون من الحوار والتفاعل
- البيان الختامي للإتحاد العام للأدباء مثل بيان ختامي لوزراء ا ...
- الدفاع عن سيادة لبنان الديمقراطي دفاع عن كل المستقبل العربي
- لمواجهة قوى التطرف الديني والاستبداد
- لا قيمة للإنسان وحياة الإنسان
- ربيع الثورة يعم أمريكا اللاتينية
- -أدولف ليبرمان يدعو إلى ..تنظيف- إسرائيل من العرب
- تقول إنك قومي ماذا تقصد؟
- لماذا يقرر كل متطرف متخلف أنه إمام فينا
- المهاجرن العرب إلى الغرب.. غيتوات مغلقة..أم شركاء في المجتمع ...
- البطل غير قابل للتدجين
- جامعات أم مصانع
- الدين سماء لا زنزانة
- الطريق للخروج من المأزق واللحاق بالتقدم الإنساني العاصف
- لبنان بتجربته الحضارية أكبر بكثير من مساحته
- الشعب لا يأكل أوهاماً


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع لبنان؟!!