أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم جبران - لبنان بتجربته الحضارية أكبر بكثير من مساحته














المزيد.....

لبنان بتجربته الحضارية أكبر بكثير من مساحته


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:24
المحور: المجتمع المدني
    


لبنان، منذ القرن التاسع عشر وإلى الآن، له دور متميزفي النهضة العربية، أكبر من وزنه الجغرافي والسكاني. فقد كان، إلى جانب مصر، مركزاً أساسياً للنهضة اللغوية والثقافية والقومية، ولقد تعلمنا أن أول من صاغ اصطلاح "الوطنية" في التاريخ العربي الحديث كان المفكر اللبناني الفذ، بطرس البستاني أحد رواد النهضة الخالدين.
لقد كان لبنان، بفضل انفتاحه المبكر على أوروبا، ساحة مخاض حضاري قومي، أثَّر تأثيراً مباشراً على كل الأقطار العربية. كما كانت جامعات لبنان المتقدمة مشتلاً حضارياً تخرَّج منها ألوف المثقفين الذين صاروا قادة سياسيين وفكريين في سوريا والأردن واليمن والعراق وفلسطين. إن لبنان، أكثر من أية دولة عربية أخرى، ساهم في الانبعاث القومي للشعب الفلسطيني، بعد نكبة فلسطين.
لذلك نقول إن الانكشاريين الذين يحاولون التشكيك في لبنان، عروبة وانتماء وعطاءً، يحاولون اغتيال التاريخ.
ولندخل إلى صُلْب الموضوع. إن حلم الوحدة العربية، كما حلم به جمال عبد الناصر، لم يتحقق. ووجود دول عربية هو حقيقة موضوعية. فإذا كانت لسوريا شرعية، وللأردن شرعية، وللعراق شرعية، وللصومال شرعية ولموريتانيا شرعية، فلماذا يعتقد البعض أن من حقه ابتلاع لبنان؟!
إن لبنان، بتنوعه الطائفي وعلاقاته مع أكثر من مليونيين من المهاجرين اللبنانيين في الغرب، وغناه الثقافي، وتطوره الاجتماعي مؤهل أكثر من أية دولة عربية لبناء نظام ديمقراطي تعددي مع حريات سياسية وحريات صحفية ومبادرات إبداعية ومجتمع حر، الإنسان سيِّد فيه، لا عبد ولا سجين!
إن الذين يعتقدون أن من الطبيعي أن يكون لبنان "بوز مدفع"، وأن يكون في لبنان جيش تابع لحزب طائفي، يسيطر على كل جنوب لبنان نرجوهم أن يجيبونا على السؤال: لماذا لا يكون في سوريا أيضاً وفي الأردن وفي مصر أحزاب طائفية بالإضافة إلى "الجيش الوطني" الذي يخدم فيه كل أبناء الوطن؟!!
إذا كان لبنان يجب أن يحرر الأراضي المحتلة بقتال أبنائه، لماذا سورية منذ انتهاء حرب أكتوبر 1973 لم تُطلق رصاصة واحدة في اتجاه الجولان؟!
لماذا تقترح سوريا على لبنان الشجاعة في الاستشهاد بينما تختار لنفسها "العقلانية" الممتنعة عن إطلاق رصاصة واحدة في اتجاه جولانها المحتل وهو أكبر خمسين ضعفاً من مزارع شبعا؟
إن اغتيال رفيق الحريري –وستكشف الأيام هوية القَتَلَة ومَن يقف وراءهم- كان في الحقيقة محاولة لاغتيال تطور المجتمع المدني في لبنان. فالشهيد الحريري هو القائل: " كل اللبنانيين، من كل الطوائف مواطنون متساوون في بناء لبنان، وشركاء مسؤولون عن استقلال لبنان وبنائه وصياغة المواطنة اللبنانية سقفاً فوق كل الانتماءات الطائفية وأهم منها جميعاً". هذا الحلم الذي توهج في قلب رفيق الحريري هو ما أخاف أنظمة الانكشارية الطائفية، ولذلك قتلوه، حتّى يقتلوا حلمه!
عندما نسمع الافتراءات ضد وليد جنبلاط وضد فؤاد السنيورة وضد كل حركة 14 آذار نتساءل: أحقاً هؤلاء هم أعوان الغرب أم أنكم أنتم أعوان نظام ايران الأصولي المتطرف الذي يحتل جُزُراً عربية في شط العرب؟
لقد كان لبنان، تحت الاحتلال السوري المباشر، وكانت خيراته ومقدراته تحت تصرف المخابرات السورية ، وكانت عائدات المطار والميناء، وعائدات مئات المشاريع تصب في جيوب المجموعة الحاكمة في سوريا. ونعتقد أن عُمْق الحقد السوري الرسمي على التجربة اللبنانية مردَّه الخسارة السياسية والاستراتيجية للنظام السوري وليس أقل من ذلك الخسارة المالية. والله يعلم كم مليونيراً نبت في سوريا من خيرات الشعب اللبناني!
إننا نطالع في الانترنيت لوائح بأسماء السجناء السياسيين في سوريا، من أمثال القائد والمفكر رياض الترك وعضوي البرلمان رياض غيث ومحمود الحمصي، فهؤلاء ورفاقهم هم أيضاً أعوان للغرب؟!!
لبنان يصارع لبناء وطن حر، ديمقراطي، مُوَحَد، منفتح على الحضارة. لبنان يريد أن يكون جزءاُ من العصر، لا عالة على العصر. ونقول بكل يقين إن الأنظمة العربية المتآمرة على لبنانلا تطمع بلنان فقط، بل تخاف أن يُصبح لبنان نموذجاً يُحتذى، وعندها سوف تسقط أنظمة الدكتاتورية العسكرية القائمة على إرهاب الشعب ونهب خيراته والفساد والاغتيالات في الظلام ونشر ثقافة القطيع.
لبنان ليس قاصراً ولا يحتاج إلى وصاية. ولبنان ليس عاجزاً ولذلك لا يحتاج إلى "أولياء أمور"، ولبنان ليس ذا عروبة مهزوزة ومشكوك فيها حتّى يدَّعي الأدعياء أنهم "ضمانة لعروبة لبنان".
لبنان الحر، الموحد، المستقر، المزدهر، له سيِّد واحد ووحيد هو الشعب اللبناني. وبإمكان لبنان أن يكون نموذجاً ومصدر وحي للدول العربية الغارقة في ظلام الدكتاتورية العسكرية والظلامية والتخلف. القريبة قبل البعيدة ربما لهذا بالذات، تُسَّن الأسنان المسمومة لنهش لحم لبنان!
إن كل قوى التقدم والديمقراطية والتعددية والانفتاح وحرية الفكر، في الأوطان العربية، يجب أن تُدرك أنها عندما تدافع عن لبنان وتحميه بصدورها، إنما تدافع عن مستقبلها هي، في الوقت نفسه. لقد كانت بيروت، وتبقى، منارة حضارية، وملتقى للأدباء والشعراء والفنانين والمفكرين من مختلف أنحاء الوطن العربي. لقد تنفس ألوف المناضلين للنهضة الحضارية العربية الهواء النقي في مناخ بيروت العربية. ودور النشر في بيروت كانت الحاضنة لكل إبداع مجدِّد وشجاع، ولكل فكر قومي وتقدمي وديمقراطي وإنساني ولأكثر الحركات والتيارات الأدبية الطليعية والفنية الطليعية والفكرية النهضوية.
إنني كفلسطيني أصرخ من قلب مأساتنا أن حماية لبنان الديمقراطي الحر المنفتح على العصر والحضارة هي مهمة قومية عربية عامة، وأقول ذلك لا مجاملة للبنان، بل من منطلق المصلحة القومية العربية العامة.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب لا يأكل أوهاماً
- - العرب الجيدون - - العرب الساقطون في خدمة نظام القمع الاسرا ...
- الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل تعيش أزمة قيادة غير مسبوقة
- دور المثقف في نظر إدوارد سعيد
- ماركسية الحقبة الجديدة-ثورية,إنسانية,ديمقراطية
- أكبر من أزمة ثقافية
- كذب الظَّن ,لا إمام سوى العقل!
- إسرائيل بدأت تستعد للحرب القادمة
- وضع العرب الفلسطينيين في إسرائيل
- المعركة ضد الاستعمار الأمريكي والمعركة ضد الأصولية الدينية ا ...
- الشخصية الأولى في إسرائيل–علامة سؤال
- الحرب على لبنان دمرّت..حكومة أولمرت
- هل كانت الحرب لإعادة الجنود المخطوفين؟
- في دولة الأغنياء
- هل هناك استراتيجية عربية
- بعد الفشل في الحرب إنتخابات برلمانية مبكرة
- انتخابات الآن
- بعد توقف العدوان على لبنان بدأت الحرب الداخلية في إسرائيل
- الفرق بين القومية والجعجعة القومية
- تكاليف الحرب


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم جبران - لبنان بتجربته الحضارية أكبر بكثير من مساحته