أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!














المزيد.....

من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت الصحف صباح الثلاثاء (23/كانون ثاني)، وهو يوم الإضراب العام الذي أعلنته "المعارضة" بقيادة حزب الله، في لبنان ، أن الشيخ حسن نصرالله قال إن تكاليف حرب تموز الماضي مع إسرائيل بلغت أكثر من أربعة مليارات دولار. وقال الشيخ السخي إنه مستعد أن يدفع كل هذه التكاليف!
إن الصحف التي نشرت ذلك ليست الصحف المناهضة لحزب الله وبرنامجه الأصولي، بل الصحف المؤيدة لحسن نصرالله. بمعنى آخر، فلم يكن النشر إفتراء، بل افتخاراً بأريحية رئيس حزب الله!
من حق كل مواطن لبناني، وكل مواطن عربي، وكل محب للبنان أن يسأل حسن نصرالله: من أين لك هذا؟ لو كان المبلغ قليلاً ومتواضعاً لقلنا وفَره سماحته في الأيام البيضاء لاستخدامه في الأيام السوداء. ولكن هل يُعقل أنَّ حسن نصرالله (وكل حزبه معه) وفر أربعة مليارات من الدولارات؟!!
لا شك أن حسن نصرالله أخذ المبلغ من مصدر ما. أما سورية، فهي في وضع اقتصادي صعب لا نعتقد أن سورية معه، مستعدة أن تعطي أربعة مليارات دولار لحزب الله. سورية تحتاج إلى مَن يعطيها، وليس هذا سراً خافياً على أحد.
بقي تفسير آخر، وهو أن حزب الله أخذ هذا المبلغ من ايران، التي تهدر كل ثرواتها من النفط في مغامرات سياسية وعسكرية جنونية، في لبنان، وفي العراق، وفي أماكن أخرى. كما أن نصرالله لا ينكر أنه يريد أن يطرح تحدياً سياسياً انقلابياً ضد كل الأنظمة العربية التي يسميها، بالتلميح، عميلة للشيطان الأمريكي، مثل مصر والسعودية والأردن والمغرب وتونس ودول الخليج. هناك من يفسر حقد نصرالله على هذه الدول بأنه تصفية ثارات "شيعية" ضد "السُنة"، ولكننا نعتقد أنه حقد سياسي، لأن نصرالله، أصلاً، ليس حريصاً على المصالح الشيعية الحقيقية.
في الأسبوع الماضي أطلق حسن نصرالله تصريحات، من مخبأه، مثيرة للاهتمام والتفكير. قال مخاطباً إسرائيل: إذا عقدتم صلحاً مع سورية، فإن هذا سيكون مقدمة لحل كل المعضلات في المنطقة، وسيكون من غير الصعب حل المشكلة بين لبنان وإسرائيل.
هكذا، إذن، يا شيخ؟ أليس هذا تأكيداً صارخاً، أنك تابع للنظام البعثي العلوي السوري؟ ثم هل هناك حاجة إلى البرهنة أن حزب الله مسيَّر لا مخيَّر، في خدمة النظام الايراني؟
إن ايران سعيدة جداً، بأن حزب الله قدَّم لها موطيء قَدَم في المنطقة العربية، ولأول مرة، هناك أوساط "قومية" و"إسلامية" راديكالية تمجد حسن نصرالله وتمجد أيضاً ايران، بينما تكيل الشتائم للنظام العربي العام.
العالم العربي الآن يواجه عدّة محاور خطيرة: التحدي الإسرائيلي، التغلغل الأمريكي اقتصادياً وعسكرياً، والمخطط الايراني الشرس لتقسيم العراق، تمهيداً لابتلاعه أو ابتلاع جزء كبير منه، وكذلك إلحاق العالم العربي شريكاً ثانوياً في "المحور الايراني".
ايران تحاول أن تخلق بؤرة رعب للغرب تضم ايران والمناطق العربية والإسلام الأصولي الراديكالي في الشرق.
ايران تريد أن تصير"دولة عظمى" على خرائب القومية العربية ، وعلى حطام العالم العربي المفكك. وحزب الله، برئاسة سماحة الشيخ، ليس قومياً، بل ايرانياً، ليس مناضلاً لتحقيق المصالح القومية العربية(فلسطين وغيرها) بل هو"مناضل" في خدمة المشروع الايراني.
ما يضحكنا، حتى البكاء، هو التالي: كيف لا يرى من يمجدون صدام حسين ونظامه البائد، تناقضاً صارخاً بين هذا، وبين الهوس الأصولي في عشق ايران، ألم يكن صدام حسين هو الذي قاتل ايران أكثر من عشر سنوات، لصد المطامع الايرانية؟ أم أننا شعوب تنساق عاطفياً بدون رؤية سياسية أو اجتماعية، وبدون منطق معقول يربط بين المواقف المختلفة التي تأخذها ؟
نعود إلى حزب الله، والمعضلة اللبنانية. إن حزب الله هو حزب سياسي وعسكري، وقد أقام في جنوب لبنان مجتمعاً أصولياً شيعياً، ومنذ ثلاثين سنة، لم يصل جيش لبنان إلى الجنوب، وكان جيش الله وحسن نصرالله هو القوة الوحيدة في جنوب لبنان. في الانتخابات البرلمانية الأخيرة حصل حزب الله على ستة مقاعد. ولكن قوته هي في سيطرته على جنوب لبنان، وفي قوته العسكرية. نسأل ويسأل العالم: أية دولة عربية أو غير دولة عربية فيها جيش وطني عام للجميع، وفيها أيضاً جيش طائفي أصولي تعطيه دولة أجنبية (ايران) السلاح والمال، المال الكثير؟!
لبنان يصارع للتقدم الاقتصادي والتجاري والسياحي، لبناء وطن حر ومتطور، بعد انتهاء الوصاية السورية، ولبنان يريد صهر كل الشعب اللبناني شعباً واحداً يستوعب في داخله كل الطوائف والفئات وكل المناطق، مما يبشر بتطور وطنية لبنانية عصرية، ديمقراطية، كل المواطنين فيها شركاء ونشيطون في سبيل بناء لبنان الجديد.
إن سورية- نقصد النظام البعثي في سورية- تخاف من ازدهار التجربة اللبنانية الديمقراطية، لأن هذا يعمق الأزمة الداخلية في سورية. سيقول المواطن السوري الغلبان المقموع والجوعان: إذا كان اللبناني قادراً على هذا، فلماذا لست قادراً؟!
نجاح التجربة الديمقراطية الوطنية المدنية في لبنان ليس انتصاراً تاريخياً للبنان فقط، بل هو انتصار للنضال الديمقراطي الوطني في العالم العربي كله.
كل القوى العاقلة والديمقراطية والوطنية والمدنية والعصرية، في لبنان والعالم العربي مدعوة إلى عدم قبول ما هو أقل من الانتصار الديمقراطي في لبنان، والاستقرار في لبنان، كبداية لتحولات عصرية ديمقراطية في العالم العربي كله.
إن هزيمة محور ايران-سورية- حزب الله، في لبنان هي انتصار للنضال العربي الديمقراطي، انتصار للمستقبل العربي كله.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل
- فيلم وثائقي إسرائيلي..أثار عاصفة -يوسف نحماني..وسقوط طبريا!:
- في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!
- لبنان نموذج حضاري متقدم للأمة العربية.. فهل يهدمونه؟!!
- نهاية الطاغية..تحذير لبقية الطغاة!
- هروب الأدمغة من العالم العربي
- حول الفساد في العالم العربي: السمكة تفسد من الرأس!
- أنظمة البطش والتخلف واللصوصية-مسؤولة عن فقر الشعوب العربية!
- الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع ...
- حزب العمل الإسرائيلي أزمة قيادة..وأزمة طريق!
- ابتهجوا يا عرب : اللغة العربية ألا تواجه خطر الانقراض!
- مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فل ...
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!
- المتعصبون المتطرفون فقط-يخافون من الحوار والتفاعل
- البيان الختامي للإتحاد العام للأدباء مثل بيان ختامي لوزراء ا ...
- الدفاع عن سيادة لبنان الديمقراطي دفاع عن كل المستقبل العربي
- لمواجهة قوى التطرف الديني والاستبداد
- لا قيمة للإنسان وحياة الإنسان
- ربيع الثورة يعم أمريكا اللاتينية
- -أدولف ليبرمان يدعو إلى ..تنظيف- إسرائيل من العرب


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!