أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحسين شعبان - غزّة و-الثمرة المرّة-














المزيد.....

غزّة و-الثمرة المرّة-


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 15:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا كان يهود أوروبا قد تعرّضوا للهولوكوست على يد النازية في الحرب العالمية الثانية، فإن الفلسطينيين يتعرّضون، خلال أكثر من ثلاثة أرباع القرن، إلى هولوكوست ممنهج ومتواصل لإفنائهم، أو دفعهم إلى الإجلاء القسري، والأمر يحدث على مراحل وبالتدرّج أحيانًا، فعند قيام إسرائيل تمّ طرد أكثر من 700 ألف فلسطيني، والاستيلاء على أراضي فلسطينية جديدة لم يتضمّنها قرار الأمم المتحدة رقم 181 المعروف باسم قرار التقسيم لعام 1947.
وبعد عدوان الخامس من حزيران / يونيو العام 1967 استولت إسرائيل على كامل أراضي فلسطين بضمّ الضفّة الغربية وقطاع غزّة والقدس الشرقية إليها، وقامت ببناء المستوطنات وتوسيعها، وخصوصًا بعد اتفاق أوسلو العام 1993، على الرغم من أن العديد من القرارات الدولية التي ندّدت بضمّ القدس والجولان، بالإضافة إلى اعتبار بناء المستوطنات يتعارض مع قواعد القانون الدولي، لكن إسرائيل لم تمتثل لها، وتصرّفت بمعزل عنها وعن ميثاق الأمم المتحدة، وذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، والدول الغربية بشكل عام.
ولعل ما نشهده من حرب إبادة جماعية ضدّ سكّان غزّة منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023 وإلى اليوم خير دليل على ذلك، فإسرائيل تضع نفسها فوق القانون الدولي، وهو ما يؤكّد أنها مشروع حرب مستمرّة وبؤرة عدوان وإرهاب دائمين، وأن أي حديث عن السلام تعتبره محض هراء ومضيعة للوقت، ولذلك ظلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض جميع الدعوات التي تطالبه بوقف حرب الإبادة ضدّ سكّان غزّة، لأن هدفه جعل الحياة مستحيلة تمهيدًا لإجلاء أهلها وإعادة احتلالها والضفّة الغربية من جديد.
وهذا ما دعا فرانشسكا ألبانيز، المقرّرة الأممية الخاصة بفلسطين، إلى القول إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضدّ الفلسطينيين تذكّرنا بالهولوكوست (وتقصد بذلك المحرقة التي تعرّض لها اليهود على يد هتلر). وتساءلت الموظفة الأممية: كيف يمكننا تجاهل ما يحدث في غزّة الآن؟ إنها مأساة، مشدّدةً: إن هدف إسرائيل هو الانتقام من جميع الفلسطينيين، ليس في غزّة فحسب، بل في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية.
وتُعتبر حرب الإبادة الجماعية جريمة حرب مكتملة الأركان حسب القانون الدولي، وهي تختلف عن مفهوم الحرب، وهو ما دعا المبعوثة الأممية إلى القول إن حرب الإبادة تذكّر العالم بالهولوكوست، على الرغم من أن الغرب لا يحبّذ استخدام هذه التسمية، والسبب هو أنها تذكّره بالماضي المشين لحكوماته، والارتكابات التي قامت بها ضدّ اليهود، ولاسيّما في ألمانيا، وبالتالي تضعه أمام مسؤولياته في قيام دولة إسرائيل في قلب العالم العربي. وإذا كان الغرب يريد التكفير عن ذنوبه في محاولة لإنصاف الضحايا اليهود وذويهم، فكان ينبغي عليه إقامة هذه الدولة في أوروبا وليس في الوطن العربي.
الجدير بالذكر أن إسرائيل، منذ عملية طوفان الأقصى، تشنّ حرب إبادة مفتوحة على قطاع غزّة، وهذه الحرب تسبّبت بسقوط أكثر من 56 ألف فلسطيني ونحو 150 ألف إصابة، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وخلقت دمارًا وخرابًا لا مثيل لهما، وكوارث صحيّة وبيئية وإنسانية، الأمر الذي يستوجب تقديم المرتكبين إلى القضاء الدولي بدعوى الإبادة الجماعية، وهو ما ذهبت إليه محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، لكن إسرائيل تتمادى في الاستهانة بالمجتمع الدولي استنادًا إلى "قانون القوّة"، بل تعتبر أن أي انتقاد لها ولأعمالها الوحشية إنما هو "معاداة السامية" ، وهو ما اتُّهمت به فرانشيسكا ألبانيز، حيث طالبت بعزلها، خصوصًا حين قارنت بين أدولف هيتلر وبين بنيامين نتنياهو.
لعلّ إفلات إسرائيل من العقاب هو الثمرة المرّة التي حاولت وضعها في فم كلّ من ينتقد إسرائيل، ويدعو إلى امتثالها إلى قواعد القانون الدولي، معتمدةً على دعم الغرب وشركاته الكبرى التي لم تتورّع عن جني الأرباح الخيالية على حساب شعب فلسطين الذي يتعرّض للإبادة، إنها "الثمرة الحلوة" التي تحاول أن تطعمها لتلك الشركات، بحيث أصبحت هذه الشركات مرتبطة ماليًا بنهج الفصل العنصري والعسكرة الإسرائيلية.
وقد تردّد أن من بينها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية (الخاصة بالصناعات العسكرية) وشركة ليوناردو الإيطالية والمتعددة الجنسيات (العاملة في مجال الفضاء والدفاع والأمن)، و شركة كاتربيلر الأمريكية (المختصّة بالمعدات الثقيلة والمحركات والتعدين) وشركة أتش دي هيونداي الكورية الجنوبية والمتعددة الجنسيات (المختصّة بالصناعات الثقيلة وبناء السفن والهندسة البحرية والطاقة والروبوتات)، إضافة إلى مؤسسات دولية عملاقة مثل غوغل (ألفابت) وأمازون ومايكروسوفت، وهذه جميعها ضالعة في تزويد إسرائيل بالأسلحة والمعدّات وأدوات الرقابة والمراقبة، بما يحمّلها مسؤولية قانونية، خصوصًا بإلحاق الدمار والخراب والجوع بأهل غزّة.
وإذا كانت ألبانيز قد كشفت بعض الحقائق عن بعض الشركات وطالبت بمساءلة إدارتها طبقًا لنظام العدالة الدولية وقواعد القانون الإنساني الدولي، فإنها دعت إلى وقف التعامل مع إسرائيل، حيث تزهق الأرواح وتستمر الإبادة الجماعية.
لم تكتفِ إسرائيل بالتنديد بألبانيز، بل انضمّت إليها الولايات المتحدة واعتبرتها تساهم في تشويه الحقائق وإساءة استخدام اختصاصاتها، ودعت واشنطن وتل أبيب مجلس حقوق الإنسان (اللتان سبق أن انسحبتا منه، في 3 و5 شباط / فبراير 2025 على التوالي) إلى اعتبار موقفها متحيزًا ضدّ إسرائيل، وهو الاتهام ذاته الذي وجّهتاه إلى المجلس.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرابطة العربية للقانون الدولي إدانة العدوان الإسرائيلي - ال ...
- عبد الحسين شعبان.. اسم مُشرِّف في سورية
- فوردو والصبر الاستراتيجي
- هي النجف التي كانت وستكون...
- النجف -الغري- والذاكرة والميتافيزيقيا
- مجلس -دزئي- العامر
- تقريظ لكتابي الدكتور عبد الحسين شعبان - الهولوكست صانع إسرائ ...
- عبد الحسين شعبان. إلّا فلسطين!!
- عبد الحسين شعبان واللّاعُنف
- النجف بين المرئي واللّامرئي
- قراءة في كتاب: “مذكرات صهيونيّ… يوميات إيجون ريدليخ في معسكر ...
- غائب طعمة فرمان رائد الرواية البغدادية
- ذاكرة الألم والعدالة الانتقالية
- النجف -شقائق النعمان-
- شعبان.. شذرات من فكره القانوني والدستوري
- الأوليغارشية الترامبية
- رؤية الدكتور عبد الحسين شعبان إلى قضايا العصر ومشكلاته
- داعيةُ اللاعُنف وذوّاقةُ الشِّعر
- إيضاح من عبد الحسين شعبان
- تعديل الدستور استحقاق لا بدّ منه وإلغاء نظام المحاصصة الخطوة ...


المزيد.....




- الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق ...
- كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك ...
- محكمة أمريكية تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع خالد شيخ محمد -ال ...
- مظاهرات احتجاجية بمدن وعواصم أوروبية رفضا لحرب غزة
- لافروف ينقل رسالة من بوتين إلى كيم جونغ أون.. ماذا جاء فيها؟ ...
- اختطاف وقتل.. جريمة مروعة تودي بحياة رياضي مشهور في البرازيل ...
- مسؤول إسرائيلي كبير يوجه -رسالة تهديد- إلى تركيا بسبب إف-35 ...
- طهران تضع شرطا قبل العودة للمحادثات النووية مع واشنطن
- الإفراط في القهوة خلال الطقس الحار.. خطر خفي على صحتك
- تحقيق أولي يكشف ما حدث قبل تحطم الطائرة الهندية بلحظات


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحسين شعبان - غزّة و-الثمرة المرّة-