أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - ممارسة الاطفال لضرب الزنجيل في عاشوراء..جريمة















المزيد.....

ممارسة الاطفال لضرب الزنجيل في عاشوراء..جريمة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 20:42
المحور: المجتمع المدني
    


بدءا ..انا احترم العقائد واصحابها حتى لو اختلفت معهم..وأنا رجل علم امضيت فيه نصف قرن وأؤمن بالعلم.
وبدءا ايضا..أعرف أن هناك من سيتهمني بكذا وكذا،لأنني اعتبر الآباء والأمهات الذين يدفعون اطفالهم الى ضرب ظهورهم بالزنجيل وتطبير رؤوسهم بآلات حادة في عاشوراء..يرتكبون جريمة بحقهم، لاسيما ان بين هؤلاء الأطفال من هو بعمر ثلاث سنوات!

ولا يعنيني أمر هؤلاء ،على قلتهم ، فما يلزمني هنا أمران هما: واجبي بصفتي سايكولوجست،وتذكير من يعنيه الأمر (الحكومة والبرلمان بشكل خاص) بمخالفة العراق لوثيقة حقوق الطفل بصفته عضوا صادق ووقع عليها.ولأنهما (الحكومة والبرلمان) مسؤولان عن اشاعة هذه الظاهرة..حكّام وقادة كتل وأحزاب شيعية، لأغراض تهدف الى بقائهم في السلطة وليس حبا بالحسين الذين هم نقيضه النوعي في القيم والمباديء.بينهم من كانوا يبعون الخردة..صاروا (مليارديريه) واصبحوا الان من اغنياء العالم..بتوثيق مركز بحوث فرنسي.

في سيكولوجيا الطفولة
نعيد التذكير بأن (الطفولة) شغلت اهتمام علماء النفس بشكل عام وعلماء نفس النمو بشكل خاص. والمفارقة اننا نحن العرب سبقنا هؤلاء في تبيان اهمية مرحلة الطفولة،يكفي الاشارة الى: اخوان الصفا،القيرواني،ابن سينا،الغزالي ،وابن خلدون الذي خصهم بفصل في مقدمته بعنوان :(في تعليم الولدان واختلاف مذاهب المصار الاسلامية في طرقه)..وجميعهم اكدوا على ان ما يتعلمه الطفل من اسرته وبيئته يؤثر في تشكيل شخصيته طفلا ومراهقا وراشدا، وتحذيرهم للوالدين والمعلمين من استعمال العنف مع الاطفال..بل انهم ،ويالنباهتهم، اوصوا ان يختار الوالدان اسماءا جميلة لأطفالهم!.

ولا يدرك كثير من العراقيين أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد أهم وأخطر مرحلة في حياة الآنسان،لدرجة انه يمكن تشبيهها بالأساس الذي تبنى عليه عمارة. ولهذا اطلقوا عليها اسم المرحلة التكوينية التي يكتسب فيها مفاهيم تؤثر في سلوكه وشخصيته حين يكبر. فشيخ علماء النفس، فرويد، يرى ان خصائص او سمات شخصية الانسان الراشد تشتق من مرحلة الطفولة وان ما يصيبه من اضطرابات نفسية في مرحلة الرشد تعود اسبابها الى اساليب تنشئته في مرحلة الطفولة. ولخصمه العلمي علم النفس(سكنر) مقولة (اعطني عشرة اطفال وانا كفيل بان اصنع منهم عالما ومجرما وما شئت)،فيما الاسلام سبق الجميع بالقول ان الانسان يولد على الفطرة..ما يعني ان الطفل يتعلم من والديه والمجتمع الذي ينشأ فيه وان ما يتعلمه من قيم ،عادات، طقوس..،تبقى ملازمة له خلال مراحل حياته كلها.

قوانين حق الطفل

منذ العام 1949 صدرت قوانين دولية متعددة على صعيد الأمم المتحدة ،وبرتوكولات جنيف (1989الى 2005) هدفت الى تثبيت واجبات الأسرة والدولة تجاه الاطفال وما يترتب عليهما من حقوق تخص الطفل وحمايته من امور كثيرة بضمنها (عدم تعريضه الى الأذى الجسدي والنفسي).وكان العراق من بين 193 دولة التي وقعت عليها. يضاف الى ذلك ان الدول العربية اصدرت قانون حماية الطفل تضمن (145) مادة ،بضمنها تلك التي تنص على عدم تعريض الطفل الى أذى جسمي او نفسي..والعراق من ضمن الموقعين عليه.

وكان العراق قد اصدر في 2010 (مشروع قانون حماية الطفل) جاء في المادة (1 – أ ):
الارتقاء بالطفولة في العراق بما لها من خصوصيات إلى مستوى ما توجبه من رعاية تهيّأ أجيال المستقبل بتأكيد العناية بالطفل الحاضر)،وأقر في مادته التاسعة بـ(تمتع الطفل بكل الضمانات المقررة في القانون الإنساني الدولي والمنصوص عليها في المعاهدات الدولية المصادق عليها من العراق(..

والأهم من ذلك ان المادة (63 ،و 65) تضمنتا بالنص (كل من اعتدى على طفل بالضرب او بالجرح..وافضى الى موته او احدث فيه عاهة مستديمة يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن عشر سنوات " موت الطفل" ولا تقل عن خمس سنوات "عاهة مستدية ").

أطباء نفسيون ومفكّرون..يحذّرون

في عاشوراء العام(2017) تم نشر وتداول صور صادمة لأطفال بينهم بعمر ثلاث سنوات جرى تطبيرهم بطريقة سالت فيها الدماء من رؤوسهم على وجوههم وثيابهم،بينها صور لأمهات حاملات اطفالهن المدماة رؤوسهم وهن مبتسمات بتباهي .وكنا قدمنا مذكرة الى المرجعية الموقرة بتاريخ (5/19/2017) حملت تواقيع 763 شخصية عراقية تدعو المرجعية الى اصدار توجيه او فتوى بتحريم تطبير الأطفال في عاشوراء( موثقة في غوغل).
وانطلاقا من مسؤوليتنا التربوية والسيكولوجية ،فاننا كنا قد توجهنا الى المرجعية الدينية الموقرة في (5 /10/2017) ، ونتوجه لها الآن ( 5 تموز 2025) بالتماس نرجوها فيه اصدار فتوى بتحريم تطبير الأطفال،اوضحنا فيه ان هذه العملية تؤدي من وجهة نظر علم نفس الطفولة الى اصابتهم باضطرابات نفسية وسلوكية من قبيل :( كوابيس،تبول لا ارادي، فزع، جفلة، تاخر دراسي...)، وان اثارها تمتد الى المراهقة والشباب والرشد،توصلهم الى استسهال العنف والعدوان وتعلم حلّ مشاكلهم والتعامل مع الآخرين باستخدام الالات الحادة،مستندين في ذلك الى دراسات علمية تؤكد ان ما يتعلمه الأطفال من بيئتهم يعدّ محددا رئيسا لما سيكونون عليه في المستقبل.

وكنا طلبنا رأي مفكرين وزملائنا الأطباء النفسيين عن موقفهم فجاءت داعمة لدعوتنا هذه، بينهم كبير الأطباء النفسيين العراقيين الدكتورعبد المناف الجادر(الأردن)، واستشاريين عراقيين في جامعات بريطانية،بينهم: محمد جمعة عباس،رياض عبد، زيراك الصالحي ، و حسنين الطيار من جامعة اكسفورد،فيما طالب الطبيب النفسي الدكتور الراحل طه النعمة بأحالة آباء هؤلاء الأطفال الى المحاكم. واتفق مفكرون مع موقف الأطباء النفسيين بينهم الراحل الدكتور كاظم حبيب الذي اوضح بأن هؤلاء الآباء يحملون فهما مشوها ومزيفا للدين والمذهب والشيعة ويلحقون أفدح الأضرار بأنفسهم أولاً، وبأطفالهم ثانياً، وبالمجتمع العراقي ثالثاً،فيما رأى الدكتور تيسير الالوسي أن تطبير الأطفال يتطلب تنفيذ القوانين بـ" تجريم " مرتكبيه.

وها نحن نكرر دعوتنا الى من يعنيهم الأمر: المرجعية، مجلس الوزراء،وزارة العدل،رجال دين، فضائيات، صحف،مواقع الكترونية،وسائل تواصل اجتماعي..الى الزام الحكومة بتطبيق الاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل، والتوعية الجماهيرية بمخاطر تطبير الأطفال السيكولوجية والشخصية والسلوكية والمجتمعية ،والدعوة الى الحدّ منها وايقافها لضمان جيل سليم نفسيا، يتعامل مع الواقع بمنطق من سيعيشون زمانا غير زماننا ، لا باللطم وضرب الزنجيل والتطبير بالقامات التي تشيعها جهات سياسية تهدف الى تكريس التخلف وتغييب الوعي لضمان الفوز بالانتخابات والبقاء في السلطة لنهب مستحقات آباء هؤلاء الأطفال وحقهم في حياة كريمة بوطن هو الأغنى في المنطقة وأحد عشرة بلدان الأغنى في العالم!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضيري وداخل وناصر بهم بدأت الأغنية العراقية
- الحضارة سبب نشوب الحروب!(نظرية عراقية)
- الصعلكة - تصحيح مفهوم
- اصدقاء كبار نفتقدهم . 5- الدكتور عناد غزوان
- اصدقاء كبار نفتقدهم - 4. علي الشوك
- الضدان النقيضان - الرصافي والزهاوي
- اصدقاء كبار نفتقدهم. 3. بلند الحيدري
- اصدقاء كبار..نغتقدهم
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- يا قادة العالم العربي- انقذوا الشباب من المخدرات
- حماية الأطفال والمراهقين من اخطار النت - ميؤولية الأسرة والم ...
- ظاهرة انتحار الطلبة في العراق - تحليل سيكوبولتك
- انا والصلاة (2)
- أنا و..الصلاة
- الانتخابات التشريعية القادمة..هل ستحقق التغيير؟
- كاوه الكردي..هو تموز السومري
- اساءوا له ..ويحيون ذكرى استشهاده!
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي (2)
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي


المزيد.....




- وزارة الصحة بغزة: الحصار والمجاعة يقتلان 67 طفلًا في قطاع غز ...
- أحداث السويداء.. تركيا تدعو لوقف العنف والأمم المتحدة تطلب ت ...
- مصادر طبية: غزة تشهد مجاعة فعلية.. ومراكز الإغاثة تحولت لمصا ...
- الشرع: الدروز ركن أساسي من النسيج الوطني السوري.. ونلتزم بحم ...
- سيناتور أمريكي: لا ينبغي لواشنطن التواطؤ في التطهير العرقي ب ...
- فيديو يُظهر طفلة فلسطينية تهرب من قصف إسرائيلي على مخيم للاج ...
- -انتهاك غير دستوري- .. القضاء الأمريكي يجمّد قرار ترامب ضد ا ...
- الأمم المتحدة تحذر من أن يصبح الحرمان الجماعي أمرا طبيعيا في ...
- صحة غزة: المجاعة ومجازر الاحتلال قرب مراكز المساعدات تهدد حي ...
- صحة غزة: المجاعة تتفشى في القطاع ونحذر من كارثة صحية وإنساني ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - ممارسة الاطفال لضرب الزنجيل في عاشوراء..جريمة