أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - اصدقاء كبار نفتقدهم - 4. علي الشوك















المزيد.....

اصدقاء كبار نفتقدهم - 4. علي الشوك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


اصدقاء كبار..نفتقدهم
علي الشوك
أنموذج العقل العراقي الذي مات في الغربة


علي الشوك( 1929-2019) ..كاتب وروائي وأديب وباحث عراقي.ولد في (بغداد – كرادة مريم) ،واكمل المرحلة الثانوية فيها ثم التحق بالجامعة الأمريكية (1947) لدراسة الهندسة المعمارية التي لم يخترها بنفسه، وانتقل الى بريكلي لدراسة الرياضيات ، وفيها بدأ اهتمامه بالموسيقى .عاد الى وطنه العراق في خمسينات القرن الماضي واصبح معروفا في الوسط الثقافي .تعرض للأضطهاد في العهد الملكي واعتقل بعد انقلاب 8 شباط 1963،واضطر الى ان يغادر العراق نهاية سبعينيات القرن الماضي إلى هنغاريا،وغادرها الى بريطانيا اوائل التسعينات ليستقر فيها الى يوم رحيله الأبدي.
يتفق كبار المثقفين العراقيين والعرب ( بينهم الكاتب والباحث السوري عبدالرزاق دحنون والكاتب العراقي حمزة مصطفى) على ان علي الشوك يعدّ من أكابر المثقفين والمفكرين العراقيين في العصر الحديث. فهو بوصف الباحث هادي العلوي (واحد من أملأ مثقفي الوطن العربي) ،لأنه امتلك ثقافة عالية وسلوكا حضاريا متقدما،ولأن مؤلفاته حملت قيمة بحثية متقدمة ومتنوعة. ففي علم الأشتقاق اللغوي ،الّف ثلاثة كتب تعد من اندر ما ألّف في هذا الباب وهي: "ملامح من التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب", "جولة في أقاليم اللغة والأسطورة" , "كيمياء الكلمات". وفي علوم الرياضيات والفيزياء ألف: "الدادائية" , "الأطروحة الفنتازية" , "الثورة العلمية الحديثة وما بعدها", "تأملات في الفيزياء الحديثة". وله في الدراسات "الموسيقى الإلكترونية" , "أسرار الموسيقى", "الموسيقى بين الشرق والغرب" . وله في السيرة "ستندال" و كتاب "الكتابة والحياة" . وأتقن علي الشوك اختيار عناوين أجزاء روايته, فجاءت تدل على مزاج متحضر وذوق حسن, فانظر كيف سمى أجزاء روايته: "السراب الأحمر", "مثلث متساوي الساقين", "زنابق بين الألغام", "فتاة من طراز خاص". وكانت له تجربة روائية أولى سماها "الأوبرا والكلب" و من ثمَّ أصدر عدداً من الروايات المهمة: "أحاديث يوم الأحد", "موعد مع الموت", "تمارا", "فرس البراري", "رسائل من امرأة ليست مجهولة", "الفرس الزرقاء"،إضافة إلى عشرات إن لم تكن المئات من الدراسات الأدبية والعلمية المنشورة في المجلات والجرائد العربية.
وحين بلغ السبعين من عمره ،كتب رواية فخمة حملت عنواناً عريضاً "سيرة حياة هشام المقدادي" في أربعة أجزاء بلغ عدد أوراقها أكثر من ألف وخمسمائة صفحة.
ويتساءل الكاتب دحنون: هل أمعن علي الشوك في حلمه وذهب بعيداً بحيث تمنى أن تعرض كتبه في الساحات العامة حيث يلتفت إليها القاصي والداني؟ نعم, وهذا من حقه, ولما لا, فقد أبدع في كل ما كتب. وقد وجه عتاباً إلى المؤسسة الثقافية الرسمية قال فيه: على الصعيد الثقافي، أنا نكرة مقصودة، أو غير مقصودة، بلغة النحو, في كل الدوائر والمؤسسات الثقافية العربية، طبعاً باستثناء المجلات والصحف التي كانت ولا تزال تتعامل معي بترحاب ومودة. فأنا لم أتلق في حياتي الثقافية كلها أي دعوة من مؤسسة ثقافية عربية تقيم معارض دورية للكتب، مع أن عدد الكتب التي صدرت لي حتى الآن بلغ أزيد من عشرين كتاباً. ليس يعني هذا أنني ألهث وراء مثل هذه الدعوات، التي أنا زاهد فيها أصلاً، بيد أن من حقي أن أتساءل: هل أفتقر أنا إلى مواصفات الكاتب الناجح، فتتجاهلني كل معارض الكتب العربية، في الوقت الذي يدعى إلى هذه المعارض من هب ودب؟
ويجيب:
أنت تصرخ يا أستاذي الفاضل في واد جفَّ فيه الزرع والضرع. وها أنا أخفف عنك بعض كآبتك برواية حادثة تعمر النفس بالأمل, فقد روى ياقوت الحموي في "معجم الأدباء" عن ابن الأخشاد قوله: ذكر أبو عثمان الجّاحظ في أول كتاب "الحيوان" أسماء كتبه, ليكون ذلك كالفهرست, ومر بي من جملتها كتاب "الفرق بين النبي والمتنبي" وكتاب "دلائل النبوة" فأحببت أن أرى الكتابين, ولم أقدر إلا على واحد منهما, وهو كتاب "دلائل النبوة" فهمَّني ذلك -من الهم- وساءني ألا أظفر بالكتاب الآخر. فلما شخصت من مصر, ودخلت مكة حاجّاً, أقمت منادياً بعرفات ينادي والناس حضور من الآفاق على اختلاف بلدانهم و أوطانهم: رحم الله من دلنا على كتاب "الفرق بين النبي والمتنبي" لأبي عثمان الجّاحظ على أي وجه كان.طاف المنادي في ترابيع عرفات, وعاد بالخيبة, وقد عجب الناس منه ولم يعرفوا هذا الكتاب, ولا اعترفوا به. وإنما أردت بهذا أن أبلغ نفسي عذرها. وعلَّق ياقوت بقوله: وحسبك بها فضيلة لأبي عثمان الجّاحظ أن يكون مثل ابن الأخشاد, صاحب الحكاية, وهو معروف في علوم الحكمة, يستهام بكتب الجاحظ حتى ينادى عليها بعرفات والبيت الحرام. وهذا الكتاب موجود في أيدي الناس اليوم- زمن ياقوت الحموي- لا تكاد تخلو خزانة منه, ولقد رأيت منه نحو مئة نسخة أو أكثر.

من بين اجمل ما كتب الشوك هو سيرة حياة هشام المقدادي في روايته (مثلث متساوي الساقين) التي هي سيرة حياة مؤلفها علي الشوك.اذ تحكي السيرة حياة إنسان, وهو أوجز وأجمل تعريف للسيرة الذاتية. فشخصية هشام المقدادي قريبة جداً من شخصية علي الشوك.ومن عاش ايام الكاتب الساخر (ابو كاطع) سيندهش حين يكتشف في الصفحات الأخيرة من "مثلث متساوي الساقين" ان أبا ناصر الذي استقبل هشام المقدادي بعد أن طار هذا الأخير من بغداد وحط في براغ عاصمة التشيك هو شمران الياسري!..وأن أبو ناصر هو ذلك الفلاح الملقب بأبي كاطع, والذي كان يكتب مقالات صحفية في جرائد اليسار العراقي والتي حملت من روحه الساخرة المبدعة صرخة شجاعة ضد الظلم والاستبداد,وله رواية ريفية جميلة في أربعة أجزاء اسمها "رباعية أبو قاطع". ثم ضاق به المقام في العراق فهرب من بطش نظام صدام حسين ومات في بلاد التشيك بحادث سيارة يجلس في مقعدها الخلفي هشام المقدادي الذي هو علي الشوك!.
بقي أن أقول ان ابنة على الشوك (المهندسة المعمارية زينب) هي زوجة ابني (المهندس بسام) وكلاهما حاليا في كندا، وله ولي منهما حفيدة اسمها (لارسا)..تجيد عزف البيانو.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضدان النقيضان - الرصافي والزهاوي
- اصدقاء كبار نفتقدهم. 3. بلند الحيدري
- اصدقاء كبار..نغتقدهم
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- يا قادة العالم العربي- انقذوا الشباب من المخدرات
- حماية الأطفال والمراهقين من اخطار النت - ميؤولية الأسرة والم ...
- ظاهرة انتحار الطلبة في العراق - تحليل سيكوبولتك
- انا والصلاة (2)
- أنا و..الصلاة
- الانتخابات التشريعية القادمة..هل ستحقق التغيير؟
- كاوه الكردي..هو تموز السومري
- اساءوا له ..ويحيون ذكرى استشهاده!
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي (2)
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي
- من عشرين سنة..السيناريو يتكرر في العراق!
- خاطرة عراقية لمناسبة يوم المرأة العالمي
- الصوم بمنظور علماء النفس- مواقف متضادة
- المعلم العراقي في قرن!
- شارع الثقافة في الناصرية يحتفي بالدكتور قاسم. الدكتور هيثم ع ...


المزيد.....




- 37 مليون جنية في أسبوع واحد بس! .. ايرادات فيلم مشروع اكس بط ...
- -أريد موتًا صاخبًا لا مجرد عدد-.. ماذا قالت بطلة فيلم وثائقي ...
- هونر تشعل المنافسة بين الهواتف العملاقة بهاتفها HONOR X9c ال ...
- -صحفيو غزة تحت النار-.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف ...
- شاهد/استقبال حافل بالورود للفنان الايراني همايون شجريان في ا ...
- ايران وحق تخصيب اليورانيوم.. والمسرحيات ا?مريكية الاسرائيلية ...
- “متفوتش الحلقة الأخيرة” القنوات الناقلة بجودة عالية القنوات ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على صناعة الأفلام السينما ...
- أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
- تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد و ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - اصدقاء كبار نفتقدهم - 4. علي الشوك