أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - قاسم حسين صالح - اصدقاء كبار نفتقدهم. 3. بلند الحيدري














المزيد.....

اصدقاء كبار نفتقدهم. 3. بلند الحيدري


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 20:53
المحور: قضايا ثقافية
    


اصدقاء كبار..نفتقدهم

( 3) : بلند الحيدري

أ.د. قاسم حسين صالح
من مفارقات الشاعر بلند انه مبدع في كتابة الشعر العربي مع انه كوردي الاصل(بلند بالكردي..يعني شامخ!) . والده ضابط في الجيش العراقي ،ووالدته.. فاطمة بنت إبراهيم أفندي الحيدري الذي شغل منصب شيخ العرب في إستانبول!. وله شقيق اكبر اسمه (صفاء الحيدري) ..شاعر ايضا..انفرد في زمانه انه كان وجوديا متمردا ..نصب خيمة سوداء في بساتين بعقوبة الخضراء! وتعرف على صديقنا الشاعر المتمرد (حسين مردان) الذي اخذت منه القصيدة التي يتغزل فيها بعفيفة اسكندر مع انها ما كانت تحبه كما قالت هي لي. ورغم أنه من عائلة ارستقراطية ،فان من عائلته..السياسي الشيوعي المعروف جمال الحيدري الذي قتله البعثيون في انقلابهم عام 63.
ولقد وجدت في حياة بلند احداثا درامية صنعت منه شاعرا يمتاز عن كل الشعراء العراقيين. فقد انفصل والداه عام 1940،وهو بعمر الرابعة عشرة ، وتوفيت والدته..حبيبته عام 1942 ،لينتقل الى بيت جدة والده..وفيه حاول الآنتحا ر لقوانينها الصارمة ، وترك الدراسة قبل ان يكمل المتوسطة في ثانوية التفيض..ليبدأ حياة تشرد وتسكع وصعلكة! وهو بمرحلة المراهقة..وليفتتح عشرينياته بوفاة والده الذي حرم ومنع من المشاركة في تشييع جنازته!..فنام تحت جسور بغداد لياليا..واشتغل (عرضحالجي) امام وزارة العدل التي يرأسها خاله (داوود الحيدري)!. وقد كتب هو قبل دخوله المستشفى بساعات: ( كان المنفى قائماً في داخلي منذ أن وعيت نفسي كائناً شعرياُ وكائناً سياسياً في آن واحد.. والغربة بهذا المعنى، كانت في داخلي، غربتي عن عائلتي البرجوازية المتشبثة بالحكم البائد، مما دفعني – يومذاك – بالهرب من داري في قصر العائلة لأتشرد في شوارع بغداد، وأنام على أرصفتها بصحبة الشاعر حسين مردان.. ولكي أجسد ثورتي الحقيقية على عائلتي البرجوازية...)..فعاش حياة التشرّد والصعلكة والأغتراب الذي تجسد عنده في اقسى حالاته: من انا؟ وهل لوجودي في الحياة..معنى؟!
وبالرغم من تشرده كان حريصا على تثقيف نفسه ، فكان يذهب إلى المكتبة العامة ليبقى فيها حتى ساعات متأخرة من الليل بعد أن صادق حارس المكتبة الذي سمح له بالبقاء بعد إقفالها.. فدرس الأدب العربي والنقد والتراث وعلم النفس، وتبنى الوجودية لفترة ثم الماركسية..وقد سجن وعذّب وغادر الى بيروت ومنها الى لندن ثم الى بيروت زمن الحرب الأهلية التي كتب عنها أمين المعلوف كتابه (الهويات القاتلة) ليعود بدعوة من الشاعر شفيق الكمالي الذي اسس مجلة( آفاق عربية ) عام 1979..ومنها بدأت علاقتي بـ(بلند).
كنت نشرت في العام 1979 مقالا في مجلة آفاق عربية ، وكان يومها قد خصه شفيق الكمالي بمسؤولية ادارة المجلة وكاتبا فيها.
كنت خارجا من المجلة في الطريق الذي يؤدي الى بلند ..فنهض وقال:
• حضرتك مو استاذ قاسم؟
اجبته: سعيد جدا ان يعرفني بلند الحيدري!
وجلست ،وابدى لي اعجابه بمقالتي في المجلة التي كانت بعنوان ( الأبداع الفني عند الفرويدية والسريالية)..وكنت يومها ( هم وسيم وهم استاذ جامعي وهم كاتب مقالات مقروءة!).
تطورت العلاقة الى صداقة ،ودعاني لسهرة ليلية..وكنت حصلت على احد دواوينه الشعرية ..وفيه لفت انتباهي ان الكثير من قصائده كانت عن المرأة البغي..فسألته:
• هل جربتهن؟ ومن دلك عليهن؟
فاجاب مبتسما..حسين مردان!

رسالة لمظفر
كان بلند قد كتب رسالة الى مظفر قال له فيها:

يا مظفر لم اكن أعلم يوما أن حظي قد تعثّر
ضاع عمري في سجلات ودفتر
(ياحمد والريل فارغ..والكصب بردان حيل..ومستحي اهوايه تأخر
علمي لم يبق احمر
كان حلمي وسط تراب..وقناعاتي خيالا في سراب
كان للوهم يغني من جديد..لا وطن حر ولا شعب سعيد).

وعلى ايقاعه ..قلنا لمظفر:

يا مظفر..أصحيح ان شعبا انجبك،صار من احزاب تدّعي الأسلام..يقهر!
ولنا جيش يتامى وارامل،سرقوا خبزها اليومي وبنى منها معمم لأبيه ضريحا،
كان قد افتى ابوه..قتل من نادى..(وطن حر وشعب سعيد)!
أو تعلم يامظفر..أن شعبا كان من عهد جلجامش يوصف بالعنيد
صار من تغريدة ( هاوي ) بالسياسة، يهتفوله بالقداسة
ويبوسون ترابا قد مشى يوما عليه..وان كان نجاسه!
كلّ هذا يامظفر قد حصل
وما كنت تمنينا بيوم يفطر الناس به: كيمر عماره وعسل
افطر شعبك يامظفر..خبزة نخاله وبصل.!

للأسف ..فان بلند الحيدري بات منسيا! من يوم وفاته في لندن ( 6 آب 1996) ، وقد عاتبت اتحاد الأدباء . ومع اننا نقيم مهرجانات احتفالية نحيي فيها ذكرى شعراء كبار ( ابو تمام.....) فاننا بخلنا على بلند في ان نحيي ذكراه ولو بسهرة.
بقي ان اقول :
ان حياة (بلند الحيدري) تصلح مسلسل تلفزيوني مميز ، وانا حاضر لكتابته ( حوار وسيناريو) ان وعد احد المخرجين المعتمدين بأخراجه.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصدقاء كبار..نغتقدهم
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- يا قادة العالم العربي- انقذوا الشباب من المخدرات
- حماية الأطفال والمراهقين من اخطار النت - ميؤولية الأسرة والم ...
- ظاهرة انتحار الطلبة في العراق - تحليل سيكوبولتك
- انا والصلاة (2)
- أنا و..الصلاة
- الانتخابات التشريعية القادمة..هل ستحقق التغيير؟
- كاوه الكردي..هو تموز السومري
- اساءوا له ..ويحيون ذكرى استشهاده!
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي (2)
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي
- من عشرين سنة..السيناريو يتكرر في العراق!
- خاطرة عراقية لمناسبة يوم المرأة العالمي
- الصوم بمنظور علماء النفس- مواقف متضادة
- المعلم العراقي في قرن!
- شارع الثقافة في الناصرية يحتفي بالدكتور قاسم. الدكتور هيثم ع ...
- عبد الجبار عبد الله ايقوة عالم الفيزياء العراقي
- عبد الرزاق عبد الواحد. للذين سخروا من شاعريته


المزيد.....




- غارة إسرائيلية تقتل 9 أبناء لزوجين طبيبين بخان يونس جنوب قطا ...
- ما موقف إيران من العمل مع السعودية وسلطنة عُمان في تخصيب الي ...
- الداخلية المصرية: إصابة شخصين جراء انفجار أسطوانة غاز بالمني ...
- مصر.. بيان رسمي حول الانفجار أمام نادي ضباط المنيا
- ترامب يوضح كيف توصل إلى -استنتاجه- حول مساهمة الولايات المتح ...
- الشتاء يعود إلى وسط روسيا في نهاية الربيع
- مصر.. انفجار أمام نادي ضباط الشرطة بمحافظة المنيا
- دعوات في برلين لسحب الجيش الألماني من ليتوانيا
- الاتحاد الإفريقي يدين أعمال العنف في طرابلس ويدعو إلى مصالحة ...
- بعد الأعطال في منصة -إكس-.. ماسك يعلن عزمة إيلاء المزيد من ا ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - قاسم حسين صالح - اصدقاء كبار نفتقدهم. 3. بلند الحيدري