أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - اصدقاء كبار نفتقدهم . 5- الدكتور عناد غزوان















المزيد.....

اصدقاء كبار نفتقدهم . 5- الدكتور عناد غزوان


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


اصدقاء كبار ..نفتقدهم

5. الدكتور عناد غزوان

أ.د. قاسم حسين صالح


كان أول لقاء لي بالدكتور عناد غزوان اسماعيل في سبعينيات القرن الماضي . كنت يومها أقدّم برنامجا اذاعيا بعنوان ( كبار) انتقي فيه من تعدى الخمسين لأوثق اهم اعماله في مختلف المجالات( محمد جواد اموري مثلا في الفن وتوثيق لحكاية قصيدة مرينه بيكم حمد). واخترت الدكتور عناد غزوان بوصفه اديبا وابرز مؤسسي النقد الحديث في العراق ، بداتها بطفولته في الديوانية التي يعتز بها.. الى حصوله على الدكتوراه من جامعة (درم ) في بريطانيا ،الى المراكز التي تولاها في الجامعات العراقية.
ابهرني بطلاقته،واسترساله ،وغزارة ثقافته.. وكنت لا استطيع مجاراته . بدأت الحوار معه تقليديا فعرفت انه ابن (الديوانية) ..ولد فيها عام 1934 ،وتعلم العربية والقرآن الكريم في كتاتيبها، ثم تهيأت له فرصة الدراسة في دار المعلمين العليا. ولأنه كان متفوقا على اقرانه فأنه أرسل ببعثة دراسية إلى جامعة رونك بانكلتراعام 1959ليعود منها بشهادة الدكتوراه في الادب العربي من جامعة (درم) بانكلترا عام 1963.
وعناد..الناقد والمفكر والمؤلف والمترجم..عراقي أصيل . كتب عنه الكاتب والناقد الدكتور عقيل مهدي يوسف بان الدكتور عناد (استطاع بكفاءة قيادية للدرس الأكاديمي أن يطرح أنموذجاً للأستاذ الجامعي الأصيل، الذي يقرن المعرفة بالعمل، والسلوك الملتزم الجاد، واحترام الذات والآخر في سبيل الوصول إلى (مشهدية) معاصرة يرصّنها بآرائه، المدروسة وبتراجمه الثرية المحدثة لدى أدباء وكتاب ونقاد أجانب ينتقيها بتحسب منهجي، وضرورة تمليها عليه مواقفه التخصصية وأفكاره النقدية، ورؤيته الخلاقة، ضمن سلسلة تتواصل حلقاتها في خطة بحث متكاملة، لتكون خلاصتها ومغزاها فتح (حوارات) أكاديمية مع نخبة متعلمة مثقفة في الحرم الجامعي ومراكز البحوث ومؤسسات الترجمة وحلقات الأدباء والفنانين، و مع عموم القراء عبر الصحافة والوسائط المرئية والمسموعة.).

ترك عناد مؤلفات وترجمات ستبقى مقروءة ،بينها:
(1) الشعر والفكر المعاصر، 1974م.
(2)مكانة القصيدة العربية بين النقاد والرواة العرب 1967م.
(3) خمسة مداخل إلى النقد الأدبي، مترجم بالاشتراك مع جعفر صادق الخليلي 1981.‏
(4)نقد الشعر في العراق بين التأثرية والمنهجية 1985.
(5) آفاق في الادب والنقد 1990
(6) أصداء 2000
(7) أسفار في النقد والترجمة 2006
(8)خمسة مداخل إلى النقد الأدبي، مترجم بالاشتراك مع جعفر صادق الخليلي 1981.‏
جامعة صنعاء
كانت اجمل (صحبة) جمعتني بعناد يوم ذهبنا معا الى اليمن. كان ذلك عام 1998 تلبية لدعوة من جامعة صنعاء وبقينا فيها اربعة اشهر .التحقت انا بقسم علم النفس (دراسات عليا) والتحق هو بقسم اللغة العربية . وكنا ننام في مكان واحد هو دار الضيافة التابعة للجامعة..ونتحدث في صنعاء براحتنا عن العراق بما نخشى قوله في بغداد،ونتحدث في ليالينا عن الأدب. ولما وجدت انه يميل الى الشعر اكثر من ميله الى النصوص النثرية والسردية، فاننا سهرنا ليلة مع المتنبي ..هو يحلله نقديا وانا احلله سيكولوجيا ..نشرت في حينها بجريدة الجمهورية اليمنية.
كانت لعناد لقاءات علمية مميزة بجامعة صنعاء ،ابرزها انه القى محاضرة على اساتذة الجامعة وطلبتها ادهشت الحاضرين ..ليست فقط لبلاغتها ولكن لصوته الأذاعي المميز وطريقة القائه ايضا. ومن جميل اخلاقه انه حضر لي محاضرة بقسم علم النفس حضرها عميد واساتذة كلية التربية، فاشاد بي ..وجاءه الرد من عميد الكلية: دكتور عناد ..لو لم تكونا عالمين مميزين لما وجهت لكما الجامعة دعوة (استاذ زائر) وتشرفت باقامتكم لأشهر.
وكانت لي فيها ذكريات جميلة عن اساتذتها الأفاضل وطلبتها الملتزمين بالأخلاق العربية الأصيلة ..بينها ان طالبة كانت تأتيني الى مكتبي..ولأنها محجبة فأنني كنت اسالها عن اسمها..وفي احد الأيام جلست ومدت يدها على ورده حاكتها علي يمينها وقالت: دي عملتها على شانك حتى لا تسألني بعد عن اسمي ..وذكريات اخرى عن سهرة (للأستمتاع بالقات!)..الذي يسمى (شاي العرب) وهو نبات اخضر مخدر يتعاطاه اخوتنا اليمينيون في المناسبات والايام العادية،ولا يحاسب عليه القانون.
وتمر سنوات اخرى ويسقط النظام، وينتخب عناد رئيسا لاتحاد الادباء ودعاني لالقاء محاضرة كانت هي الاولى لي فيه، وبقينا بكلية الآداب هو بقسم اللغة العربية وانا بقسم علم النفس نلتقي بين الحين والآخر،وما تزال بعض مشاهد اللقاء في الذاكرة ،لاسيما تلك (المحلاّة) بالنكتة التي يجيدها.
يوم رفعنا تابوته
افجعني خبر موت عناد ،فاسرعت لأصل بيته مبكرا في مدينة الشعب. كان مسجى في تابوته تعلو وجهه ابتسامة لا تفارقه استحضرت لحظتها نكاته يوم كنا معا استاذين زائرين بجامعة صنعاء .
كنا بداخل الغرفة ستة ..نرفع التابوت مكبرين ونعيده مهللين مغردين بدموع احبة مفجوعين.
وحين حانت لحظة التشييع واكتمل المشيعون،اتصلت بمستشار وزارة الثقافة الصديق الراحل كامل شياع،لأبلغه بضرورة الحضور ممثلا لوزارة الثقافة، وكان يومها الأمن مفقودا في بغداد وخطر جدا على شخصية مستدهفة مثله.
بعد اقل من ساعة وصل كامل ليشارك في موكب التشييع..رغم انه ما كانت له صلة معرفة شخصية بالعالم الكبير عناد غزوان..وودعنا عالما كبيرا اعطاه حقه الدكتور عقيل مهدي يوسف بمقالة له بجريدة الصباح حملت عنوان (الاستاذ الدكتور عناد غزوان انموذجا اكاديميا رصينا).
القادسية تكرّم عناد
في العام 2022 دعتني رئاسة جامعة القادسية لالقاء مجموعة محاضرات في عدد من كلياتها . دخلت الجامعة فرأيت نصبا كبيرا يتوسط حرمها مكتوبا تحته (الدكتور عناد غزوان 1934 - 2004) ..قلت للسائق: توقف من فضلك..نزلت..سلمت عليه والدمعة تلوج بالعين ،وشكرت رئيس الجامعة الدكتور كاظم جبر على تكريم عالم من طراز رفيع نشأ في مدينتها ،وتمنيت على الجامعات العراقية ان تحتذي بهذا التقليد بما يليق بعلماء العراق .
لك الذكر الطيب ابا معتز وستبقى في الذاكرة مهما طال الزمن.

*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصدقاء كبار نفتقدهم - 4. علي الشوك
- الضدان النقيضان - الرصافي والزهاوي
- اصدقاء كبار نفتقدهم. 3. بلند الحيدري
- اصدقاء كبار..نغتقدهم
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- القمة العربي في بغداد فاشلة ام ناجحة؟
- يا قادة العالم العربي- انقذوا الشباب من المخدرات
- حماية الأطفال والمراهقين من اخطار النت - ميؤولية الأسرة والم ...
- ظاهرة انتحار الطلبة في العراق - تحليل سيكوبولتك
- انا والصلاة (2)
- أنا و..الصلاة
- الانتخابات التشريعية القادمة..هل ستحقق التغيير؟
- كاوه الكردي..هو تموز السومري
- اساءوا له ..ويحيون ذكرى استشهاده!
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي (2)
- نوري المالكي - تحليل سيكولوجي لشخصيته وادائه السياسي
- من عشرين سنة..السيناريو يتكرر في العراق!
- خاطرة عراقية لمناسبة يوم المرأة العالمي
- الصوم بمنظور علماء النفس- مواقف متضادة
- المعلم العراقي في قرن!


المزيد.....




- عمان.. -الأمل- يجمع الأردنيين والروس في مهرجان يحتفي باللغة ...
- جامعة -الدون- التقنية الروسية تعمل على إنشاء مركز للغة الروس ...
- الضفة الغربية: إسرائيل تمنع جولة وسائل إعلام دولية في قرية ا ...
- تاء تأنيث النقد الأدبي العراقي.. في أمسية ثقافية
- وفاة الممثل جوناثان جوس عن عمر يناهز 59 عامًا إثر إطلاق نار ...
- مصر.. قرار للنيابة في فضيحة قصر ثقافة الأقصر
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل المخرج -عبد الرحمن الأنصا ...
- رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سور ...
- مخطط متنزه إسرائيلي يطرد سكان سبسطية من قريتهم التاريخية
- -إيروفلوت- الروسية تفوز بجائزة مرموقة في مجال التصميم والفن ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - اصدقاء كبار نفتقدهم . 5- الدكتور عناد غزوان