أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - التكنولوجيا للناس: مشروع الضبعة والأثر المتوقع على تنمية المجتمع المحلى















المزيد.....

التكنولوجيا للناس: مشروع الضبعة والأثر المتوقع على تنمية المجتمع المحلى


ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- كيف ستساهم محطة الضبعة النووية في تعزيز أمن الطاقة لمصر؟

تعتمد مصر اعتماداً جوهرياً الآن على المصادر الأحفورية للطاقة من النفط والغاز الطبيعى، وهى مصادر ناضبة بطبيعتها، وقد ظهر خطر نضوبها جلياً في مواقف اختناقات إنتاج الغاز الطبيعى التي تعرضت لها مصر في السنوات الأخيرة، التي تسببت في تخفيف الأحمال الكهربية، وانقطاع الكهرباء عن الأحياء السكنية بالمدن على التناوب عدة شهور، لنقص إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء.

وفى انتظار الكشوف الجديدة للغاز لا يزيد الإنتاج الحالي على 4.3 مليار قدم مكعب يومياً بينما يزيد الاستهلاك اليومى على 6 مليارات قدم مكعب، ما استدعى جهوداً حثيثة من الدولة للحصول على الغاز الطبيعى من الدول المصدرة له في المنطقة المحيطة.

ويتكرر هذا المشهد عينه مع إمدادات البترول للسوق المحلية رغم تسارع الجهود في مجال التنقيب والاستكشاف.

أما مشاركة الطاقة المتجددة فلا تزال محدودة للغاية، حيث لم تزد القدرات المركبة الشمسية الفوتوفلطية وقدرات الرياح الآن على حوالى 6% من إجمالي القدرات المركبة بنظام القوى الكهربية المصرى، ولا ينتظر أن تتزايد بالسرعة المطلوبة لتحقق المستهدفات الاستراتجية لقطاع الطاقة المصرى، ما يضع أمن الطاقة لمصر على المحك على نحو جدى.

هنا تبرز الأهمية القصوى لمحطة الضبعة النووية في تعزيز أمن الطاقة لمصر، حيث ستضيف المحطة حوالى 4800 ميجاوات للقدرات المركبة المصرية، بما يرفع العبء عن كاهل الغاز والنفط في التوليد الكهربي بشكل حاسم، لما تمثله المحطة من إضافة للشبكة الكهربية بحوالى 8% من القدرات المركبة الحالية.

والحق إن المزايا الضخمة للقوى النووية تجعل من محطة الضبعة مركزاً محورياً لأمن الطاقة لمصر، فهي ذات عولية مثالية للخدمة بالشبكة، والتكلفة التشغيلية لها منخفضة، ودرجة الأمان فيها قياسية، وفرص العمل التي توفرها بجودة عالية كبيرة، والخدمات التي ترتبط بها في المجتمع المحلى وفيرة، فضلاً عن كونها طاقة نظيفة لا يصدر عنها ملوثات للهواء، كما أنها صديقة للمناخ لا يصدر عنها غازات الدفيئة.

2- كيف يحفز مشروع الضبعة بقيادة روس أتوم الأجيال القادمة لدراسة التكنولوجيات النووية؟

بلغت روس أتوم شأواً بعيداً في التفوق التكنولوجى للقوى النووية، وهي تنتج حالياً الجيل الثالث من المحطات التي تبلغ فيها معايير الأمان التكنولوجي مستوى أسطورياً، يجعل من الأمان النووى حالياً خاصة ذاتية متأصلة في التكنولوجيا، وهي التكنولوجيا التي تقوم بتوطينها حالياً بمصر فى محطة الضبعة النووية.

ولذلك يعد مشروع الضبعة نموذجاً متقدماً للقوى النووية التي تصبح مصدراً للتعليم الأحدث للتكنولوجيات النووية، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام الأجيال الجديدة لتنهل من دراسة العلوم والتكنولوجيات النووية.

وتتوقع معاهد البحوث ومنظمات الطاقة العالمية والأكاديميات الدولية أن يتزايد اعتماد العالم على القوى النووية في السنوات القادمة حتى عام 2050، حيث ينتظر أن تبلغ مشاركة القوى النووية في المزيج العالمي الكلى للطاقة حوالى 17%، وتبلغ مشاركتها في التوليد الكهربى العالمى حوالى 27%، ما يضع التكنولوجيا النووية على قائمة الأولويات في التعليم الهندسي والتكنولوجي، ويفتح الباب على مصراعيه أما الأجيال الجديدة للتعلم في محراب التكنولوجيا والهندسة النووية.

وفى مصر تتقدم الهندسة والتكنولوجيات النووية انطلاقاً من الضبعة، والوجود القوى الفاعل لروس أتوم فيها.

3- في ضوء الأهداف المناخية العالمية: كيف يمكن لمصر الاستفادة من محطة الضبعة النووية لتكون نموذجاً للدول المتطلعة للنمو في مجال الطاقة النظيفة؟

تسعى الأهداف المناخية العالمية إلى التخفيف من ابتعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتستهدف المخططات الاستراتيجية العالمية للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ تقليصاً جوهرياً للابتعاثات لا يقل عن حوالى 50% منها بحلول عام 2050.

وتمتاز القوى النووية بأنها لا يصدر عنها مطلقاً أثناء تشغيلها غازات الدفيئة، ما يجعلها مناط الأمل للعالم في اقتطاع كمية ضخمة من غازات الدفيئة بحلول عام 2050.

وفي هذا الصدد ينتظر أن تستقطع محطة الضبعة النووية سنوياً ما لا يقل عن حوالى 15 مليون طن من ابتعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن التوليد الكهربي بنظام القوى الكهربية المصرى، وهي مساهمة كبيرة فى جعل مصر مشاركاً رئيسياً في خفض غازات الدفيئة على كل من المستويين الوطني والعالمي، ما يؤهلها لتقديم نموذجاً طليعياً للدول التي تسعى إلى النمو فى مجال الطاقة النظيفة.

4- كيف يمكن أن يستخدم مشروع الضبعة كمحفز رئيسى لإعادة التفكير في تعليم العلوم والهندسة في المدارس والجامعات المصرية؟

لا شك أن دخول مصر عصر إنتاج الطاقة النووية يجعل من تعليم العلوم والهندسة والتكنولوجيا النووية مكوناً رئيسياً في استراتيجية ومخططات التعليم فى مستويات التعليم المتعددة بالمدارس والجامعات المصرية.

ولقد وجهت مصر منذ بدء الخمسينيات من القرن الماضى اهتماماً ملحوظاً للتعليم الهندسي في مجال الطاقة الذرية وأنشأت لذلك قسم الهندسة النووية بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية، التي قامت بتخريج عدة دفعات من مهندسى الطاقة النووية الذين قامت على أكتافهم التطبيقات السلمية للطاقة النووية بمصر، انطلاقاً من مفاعل أنشاص الذرى، كما تفرق الكثيرون منهم إلى جامعات الدول النووية المتقدمة، حيث حصلوا على أعلى الدرجات العلمية في الهندسة والتكنولوجيا النووية، واشتغلوا في المؤسسات والمحطات النووية لهذه الدول، وحَصَّلوا في ذلك خبرات ضخمة.

ولقد تراجع التعليم النووي بعد ذلك في مصر مع تعثر البرنامج المصرى للطاقة النووية في خضم الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد، وتوقف التعليم النووي بجامعة الأسكندرية.

لكن التعليم الهندسي النووي ينشط بمصر من جديد مع مشروع الضبعة النووى، ويتم دفع التعليم النووى بجامعتى القاهرة والإسكندرية لتخريج جيل جديد من مهندسي التكنولوجيا النووية لمواكبة التوسعات المنتظرة في الطاقة النووية بمصر.

كذلك فإن مشروع الضبعة يقدم الآن حوافز أساسية للتعليم العام بمصر لتضمين المناهج علوم وتكنولوجيا القوى النووية، على الأخص بعد إنشاء المدرسة الثانوية النووية بمجتمع الضبعة لتخريج القوى العاملة المدربة المطلوبة لتشغيل المحطة.



#ماهر_عزيز_بدروس (هاشتاغ)       Maher_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشعاع الذري
- الخطر النووي المنتظر في الحرب الإيرانية - الاسرائيلية
- صراع وجودي
- التكنولوجيا والصناعة .. شراكة استراتيجية نحو مستقبل مزدهر
- سعد الهلالي : تجديد الخطاب الديني تحت المقصلة
- المهجرون وتخوفات مشروعة
- هل يكون الدين علما؟
- علمانية الدولة.. درس من تونس الخضراء
- الخطر الذى يحدق بمصر
- التغيير الجذري ومسئولية الرئيس
- الجمال والقبح في مصر المحروسة
- الطاقة الخضراء وجيوسياسيات التحول الطاقى
- التخلص من النفايات النووية
- كوب 28 يدعم قادة الاتحاد الأوروبى فى ندائهم للعودة إلى القوى ...
- أهمية الطاقة النووية فى حل مشكلات المناخ
- الطريق إلى دبى
- المخاطر العالمية تهدد البقاء
- 28 سبتمبر/ الجبل الذي هوي- وفاة الرئيس عبد الناصر
- الطريق إلى شرم الشيخ 4 - تحدى القضايا الملتهبة
- الطريق إلى شرم الشيخ 3 - تحدى التفاوضات العَسِرَة


المزيد.....




- سوريا.. بيان من 10 دول عربية وتركيا يعدد 6 نقاط لدعم دمشق
- ما هو مخطط حكومة نتانياهو في سوريا ودور الدروز الإسرائيليين؟ ...
- رئيس الشاباك الأسبق يعلق لـCNN على ضربات إسرائيل بسوريا: دخل ...
- سوريا.. العشائر والقبائل العربية تشعل تفاعلا في السويداء.. م ...
- كارثة الطائرة الهندية: من هما الطيّاران اللذان كانا في قمرة ...
- لتحقيق الأمن المائي.. تونس تبحث عن حلول في الأرض والسماء
- دراسة لناسا: الحياة خارج الأرض دون ماء ممكنة
- ماكرون يدين -بأشد العبارات- القصف الإسرائيلي لكنيسة -العائلة ...
- القبور الوهمية.. مدافن إسرائيلية بلا موتى لطمس هوية القدس
- ابتكارات اضطرارية.. الغزيون يواجهون النقص بصناعة بدائلهم


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - التكنولوجيا للناس: مشروع الضبعة والأثر المتوقع على تنمية المجتمع المحلى