ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 16:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان أتاتورك قائدا فردا صعدت به الأحداث عام 1924 في وطنه الدولة العثمانية إلي موقع القيادة ، فقام بثورة اقتلعت من الجذور .. من أعمق أعماق الجذور .. أفكار الهوس الديني الممزوجة بإرث الاستبداد والقمع ، الغارقة في التخلف الحضاري والتراجع البشري ، فأقام بعلمانية زاهرة شعب بلاده من سباته العميق في ظلمات الماضي السحيق إلي يقظة عارمة في نور التحضر ، والأسلوب العلمي لصنع الحياة .
عندئذ خلقت تركيا الجديدة الناهضة بفكر قائد تقدمي مستنير حاسم حازم مقتدر ، وبأيدي الشعب التركي ، خلقا مختلفا جذريا عما كانت تغوص فيه الدولة العثمانية الغاربة من هستيريا الدروشة والعته والهوس الديني ، فتقدم أتاتورك العظيم ببلده تركيا إلي العلمانية الحديثة .. إلي المستوي الحضاري الذي أمكن أن تعبر به تركيا مئات السنين الغابرة ، لتدخل إلي الحضارة الأوربية كتفا لكتف ورأسا برأس .
وحتي مع ما يفعله أردوغان منذ سنوات طويلة ليرتد بالشعب التركي إلي ظلمات الفكر العثماني ، صار الشعب في جوهره عصيا علي الارتداد ، بعدما عاش في نور العلم والتحضر ، إلا البعض الذي لا يتجاوز تأثيره السلبي المجموع الحضاري كله .
ومصر الآن في حاجة شديدة إلي أن تزيل القيادة عنها فكر العصور الوسطى المهيمن علي المجتمع المصري كما بيد من حديد ، وتطرح فيها نمطا من القيادة جديد ، يصنع ثورة جذرية في مصر كالتي صنعها أتاتورك حرفيا ، التي يمشي علي خطاه فيها الآن بشجاعة منقطعة النظير ، وبفكر علمي علماني حضاري متقدم الأمير الشاب محمد بن سلمان في السعودية الجديدة .
لا يمكن أن تكون " الجمهورية الجديدة " التي تشيع في وسائل الاعلام كافة حاليا ، مجرد جيش قوي ، ومشروعات عمرانية مترامية ، ومشروعات بنية أساسية وفيرة ، ومصانع ومزارع ، وأحواض ثروة سمكية ، وغيرها ، مهما كانت متقدمة ، بيد أنها غارقة كلها في بحر الديون ، بعملة وطنية منهارة ، واقتصاد معوج ، وسياسات مالية واقتصادية غير سوية وغير ناجحة ،
لكن الجمهورية الجديدة هي فكر جديد .. فكر جديد مختلف جذريا عن الفكر السائد في المجتمع الآن ، الراجع للعصور الوسطي والقديمة .. فكر جديد مطلقا علي نموذج تركيا الجديدة أيام أتاتورك ، والسعودية الجديدة هذه الأيام بقيادة ابن سلمان العظيم .
#ماهر_عزيز_بدروس (هاشتاغ)
Maher_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟