أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - التكنولوجيا والصناعة .. شراكة استراتيجية نحو مستقبل مزدهر















المزيد.....


التكنولوجيا والصناعة .. شراكة استراتيجية نحو مستقبل مزدهر


ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد الصناعة العالمية تحولًا جذريًا بفضل التقدم التكنولوجي المتسارع، حيث أصبحت التكنولوجيا محركًا أساسيًا للابتكار والنمو في مختلف القطاعات الصناعية، وتبدع هذه الشراكة الاستراتيجية بين الصناعة والتكنولوجيا فرصًا هائلة للتنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.

تُعرف التكنولوجيا الصناعية بأنّها مجال تطبيق الهندسة فى التصنيع، وتضطلع تكنولوجيا الصناعة بشكل أساسي بإدارة النظم الهندسية المعقدة وتشغيلها وصيانة أدواتها، وما توظفه من العلاقات البشرية، والاقتصاد، وضبط الجودة ومراقبتها، وتطبيقات الحاسب الآلى، والبرامج الإلكترونية، وعمليات التشغيل الآلي.

وتهدف تكنولوجيا الصناعة إلى الربط بين الهندسة وتقنية التصنيع، فعلى الرغم من أنّ التكنولوجيا الصناعية تُطَبّق على نحو واسع في مجال الصناعات النفطية، تُطَبَّق التكنولوجيا فى جميع القطاعات، بما في ذلك التعليم والإدارة الحكومية.

وتتألف تكنولوجيا الصناعة من قسمين رئيسيين: القسم التطبيقى، والقسم التقني، إذ تهدف إلى تطوير تنقيحات مبتكرة وخلاقة لتشغيل الأنظمة التكنولوجية المعقدة وصيانتها والحفاظ عليها على الدوام.

وتتضمن التكنولوجيا الصناعية جميع العمليات الكيميائية والميكانيكية والكهربائية التي تساهم في عملية الإنتاج.

1- الصناعة والابتكار التكنولوجى

يعتمد النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والعمل المناخي بشكل كبير على الاستثمارات في هياكل البنية الأساسية والتنمية الصناعية المستدامة والتقدم التكنولوجي. وأمام المشهد الاقتصادي العالمي سريع التغير، واتساع فجوة التفاوت، يشمل النمو المستدام التصنيع الذي يتيح الفرص أمام جميع الناس في المقام الأول، وثانيا، مدعوما بالابتكار وهياكل البنية الأساسية القادرة على الصمود.

وتكتسب الاستثمارات في تكنولوجيا هياكل البنية الأساسية – كالنقل والري والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات – أهمية بالغة لتمكين المجتمعات في العديد من الدول، ودعم الدول الأقل نمواً، والاستثمار في التقنيات المتقدمة، وخفض ابتعاثات الكربون، وتوسيع الوصول إلى النطاق الواسع للنقل المستدام.

ويؤدي التصنيع الشامل والمستدام، إلى جانب الابتكار فى تكنولوجيا هياكل البنية الأساسية ، إلى إطلاق العنان لقوى اقتصادية ديناميكية وتنافسية تعمل على إبداع فرص العمل والدخل. كما يؤدى دوراً رئيسياً في إستدخال وتعزيز تكنولوجيات جديدة، وتسهيل التجارة الدولية، وتمكين الاستخدام الفعال للموارد. ويعني نمو الصناعات الجديدة تحسنا في مستوى المعيشة بالنسبة للكثيرين، والحفاظ على الاستدامة، والعديد من التأثيرات الإيجابية على البيئة.

ونظراً لدور الصناعة كمحرك أساسي للتنمية العالمية للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة، يؤدي الفشل في تحسين هياكل البنية الأساسية وتشجيع الابتكار التكنولوجي إلى تدهور الرعاية الصحية، وقصور خدمة الصرف الصحي، ومحدودية الوصول إلى التعليم.

فى العالم المتقدم تعتمد القوة الاقتصادية اعتمادًا مفصليًا على أداء صناعتها وقدرتها على الابتكار التكنولوجى ، إلى جانب اعتمادها على الشركات متوسطة الحجم. وفى ألمانيا – على سبيل المثال- تعتبر صناعة السيارات، التي يعمل بها حوالي 800,000 موظف، تخصصًا استعراضيًا لشعار "صُنع في ألمانيا". وهي الآن واحدةٌ من الرواد العالميين في التحوُّل إلى النقُّل المستدام بما لديها من العلامات التجارية الست الكبرى: فولكس فاجن وبي إم دبليو ودايملر وعلامات فولكس فاجن التجارية أودي وبورشه وكذلك أوبل (ستيلانتس)، ولضمان قدرتها التنافسية تستثمر الشركاتُ الألمانية المليارات في البحث والتطوير التكنولوجى للصناعة. وتُشكِّل المحركات الكهربائية، والربط الشبكي الرقمي، والقيادة بمساعدة ، أو القيادة الذاتية، الاتجاهات الرئيسية في مجال النقُّل بالسيارات. ويتم إنتاج اثنتين من بين كل ثلاث سيارات لدى الشركات الألمانية المُصَنِّعة في مصانع في الخارج. وتشمل الفروع القوية للاقتصاد الألماني تقليديًا الشركات العالمية في تكنولوجيا وصناعة الكيماويات، وفي هندسة المنشآت والماكينات. وتعتبر الشركة المُؤسَّسة في العام 1865 (BASF) باسف، التى تتخذ من لودفيجزهافن مقرًا رئيسيًا لها، أكبر شركةٍ كيميائية في العالم بحوالي 112,000 موظف في 234 موقع إنتاج في أكثر من 90 دولة. والشركةُ الألمانية الكبرى في هندسة المنشآت والماكينات التى تحتاز الريادة العالمية في القطاع المحوريّ للهندسة الكهربائية وصناعة الإلكترونيات هي شركةٌ سيمنز، التى تنشط في أكثر من 200 دولة، بحلولٍ تطبيقية عالية الابتكار، فى المدى من هندسة النقل إلى الطاقات المتجددة.

والمراكز التكنولوجية والصناعية الأهم في ألمانيا هي المناطق الحضرية الكبيرة مثل منطقة الرور، وميونيخ وشتوتغارت (التكنولوجيا الحديثة وهندسة السيارات)، ومنطقة راين نيكار (المواد الكيميائية وتكنولوجيا المعلومات)، ومنطقة فرانكفورت أم ماين (الماليات)، ومنطقة نورنبرغ (الصناعة والخدمات)، ومنطقة كولن وهامبورغ (الموانئ وصناعة الطائرات، ووسائل الإعلام). ولقد تكوَّنت مراكز للتكنولوجيا الحديثة عالية الكفاءة في شرقيّ ألمانيا، وخاصةً "مناطق المنارات" في دريسدن، ويينا، ولايبزيغ، وليونا، وبرلين - براندنبورغ. وقد احتلت شركاتُ السيارات الريادة في قائمة أكبر الشركات الألمانية مُقاسةً بحجم المبيعات في العام 2021 : احتلت فولكس فاجن المركزَ الأول، و مرسيدس بنز ومجموعة بي إم دبليو المركزين الثالث والرابع. وتطغى تكنولوجيا الخدمات بقوة لتشكِّل وجهَ ألمانيا كموقعٍ صناعيّ. وتنشط 80% تقريبًا من الشركات في هذا القطاع، حيث تولِّد ما يقرب من 70% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفِّر ثلاثة أرباع الوظائف، وهذا يعادل حوالي 30 مليون موظف.

وفى طريقها إلى الثورة الصناعية الرابعة تعد القدرة الابتكارية للتكنولوجيا هى الباعث الرئيسيّ وراء القوة الاقتصادية لألمانيا. حيث تُوَجَّه جهودٌ مُكثَّفة للبحث والتطوير، ليتسنى لاستراتيجية التكنولوجيا الحديثة أن تعطى للحكومة الاتحادية قوة دفعٍ حاسمة في هذا المجال. ومن أجل ذلك تأسست الوكالة الاتحادية للابتكارات (شبرين ديه ش.ذ.م.م، 2019)، والوكالة الألمانية للنقل التكنولوجى والابتكار (داتي، 2021 ). ولقد أُنفقت ألمانيا 121 مليار يورو على البحث والتطوير التكنولوجى في العام 2023 ، وهو ما يمثل أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي، رقمٌ أعلى بكثير من متوسط منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية في الميدان الاقتصادي البالغ 2.4%

2- الثورة الصناعية الرابعة: بناء المؤسسات الصناعية الرقمية

توجد مصطلحات مثل "الإنترنت الصناعي" أو "المصنع الرقمي"، إلا أنها لا تعطي نظرة شمولية مثل مصطلح "الثورة الصناعية الرابعة". فبينما ركزت الثورة الصناعية الثالثة على أتمتة الآلات الفردية والعمليات، تجمع الثورة الصناعية الرابعة بين التحول الرقمي الشامل لكافة الأصول المادية، والتكامل في المنظومة الرقمية مع الشركاء في سلسلة القيمة. ويعزز توليد وتحليل وإيصال البيانات بسلاسة المكاسب التي وعدت بها الثورة الصناعية الرابعة، التي تنشر مجموعة كبيرة من التقنيات الحديثة لإبداع القيمة. ومع استخدام مصطلح "الثورة الصناعية الرابعة" بشكل أكبر، نجده يشير إلى أمور محددة يحركها ما يلى:

(1) التحول الرقمي والتكامل لسلاسل القيمة العمودية والأفقية

تعمل الثورة الصناعية الرابعة على تحويل العمليات رقمياً وتكاملها بشكل عمودي في المؤسسة بأكملها، بدءاً من تطوير المنتج والشراء، ووصولاً إلى عمليات التصنيع، والخدمات اللوجستية، وتقديم الخدمة. كما تعد جميع بيانات عمليات التشغيل، وكفاءة العملية، وإدارة الجودة، بالإضافة إلى تخطيط العمليات متوافرة في الوقت الحقيقي، ومدعومة بالواقع المعزز، ومحسّنة ضمن شبكة متكاملة.

أما التكامل الأفقي فيمتد إلى ما بعد العمليات الداخلية؛ بدءاً من المزودين ووصولاً إلى العملاء وجميع شركاء سلسلة
القيمة. كما أنه يشمل جميع التقنيات التي تتنوع بين أجهزة التتبع والتعقب، وعمليات التخطيط والتنفيذ المتكامل في
الوقت الحقيقي.

(2) التحول الرقمي في المنتجات والخدمات

يشمل تحويل المنتجات رقمياً توسعة المنتجات الموجودة، مثل إضافة المستشعرات الذكية أو أجهزة الاتصال التي يمكن استخدامها مع أدوات تحليل البيانات، بالإضافة إلى إيجاد منتجات رقمية جديدة تركز على تقديم حلول متكاملة. وسوف تتمكن الشركات - عبر تكامل الطرق الجديدة لعمليات جمع البيانات وتحليلها - من توليد بيانات حول كيفية استخدام المنتج وتحسين المنتجات لتلبية الطلب المتزايد من العملاء النهائيين .

(3) تطوير نماذج أعمال رقمية للوصول إلى العملاء

تعمل الشركات الصناعية الرائدة على توسعة ما تقدمه من خلال تقديم حلول رقمية ثورية، مثل الخدمات المبنية على البيانات، وحلول المنصات المتكاملة. وتركز نماذج الأعمال الثورية على توليد إيرادات رقمية إضافية، وتحسين التفاعل مع العملاء، والوصول إليهم. وفي كثير من الأحيان تسعى المنتجات والخدمات الرقمية إلى خدمة العملاء بتقديم حلول متكاملة في منظومة رقمية مميزة.

إطار الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الرقمية المساهمة


وتنبثق عن ذلك مؤشرات رئيسية:

1. انتقلت الثورة الصناعية الرابعة في العالم من القول إلى الفعل
2. يحقق التحول الرقمي قفزات كبيرة في الأداء
3. تعزيز العلاقات الرقمية مع المزيد من العملاء المُمَكَّنِيِن
4. التركيز على الأفراد والثقافة لدفع عجلة التحول
5. تحليل البيانات والثقة الرقمية هما أساس الثورة الصناعية الرابعة
6. تتطلب قدرات تحليل البيانات القوية على مستوى المؤسسة قدراً كبيراً من التغيير
7. تُسهم الثورة الصناعية الرابعة بتسريع العولمة لكن بطبيعة إقليمية واضحة
8. استثمارات ضخمة ذات آثار كبيرة وعوائد سريعة

وفيما يتعلق بالتقنيات التى تلوح فى الأفق سيكون التركيز الرئيسي للاستثمارات على التقنيات الرقمية مثل أجهزة الاستشعار أو أجهزة الاتصال، وعلى البرمجيات والتطبيقات مثل أنظمة تنفيذ التصنيع، وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات. وسوف تستثمر الشركات في تدريب الموظفين وقيادة التغيير المؤسسي المطلوب.

بالإضافة لذلك يمكن إيجاد مجموعة أوسع من التقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، والإنسان الآلي، والتكنولوجيا الدقيقة، التي تتلاءم وتساهم في توسيع نطاق التحول الرقمي لدى العديد من الشركات ، إضافة إلى التقنيات الجديدة الأخرى التي ستساعد على زيادة التكامل والإنتاجية أيضاً. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تنقل المركبات ذاتية القيادة المواد بين المواقع المختلفة وفي أرجاء الموقع نفسه، كما يعتبر الإنسان الآلي والطائرات بدون طيار أكثر أماناً، كونها تحد من تعرض الإنسان للمواد الكيميائية والغازات الخطرة. ووفقاً لدراسة حديثة، من المتوقع أن تبلغ قيمة السوق العالمية للطائرات بدون طيار ما يزيد على 140 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، علماً بأن عدداً ضخماً من الجهات الحكومية في العالم قد بدأت باستخدام هذه الآلات الذكية للقيام بالعديد من الوظائف، مثل: التفتيش، والمراقبة، ورسم مخططات الأعمال، والبحث، والإنقاذ، والصيانة، والتوزيع، والعديد من المهام الأخرى .

وقد بدأت الشركات في العالم باعتماد هذه التقنيات الحديثة بشكل متزايد، حيث من المتوقع أن يقوم أحد العملاء ممن يعملون في مجال الطيران بإنشاء مصنع رقمي، حيث تكون عمليات تتبع المنتجات/ الإجراءات، وأتمتة العمليات، والتغذية الراجعة الرقمية الأساس وطريقة العمل المعتمدة. كما يقوم عميل آخر في قطاع تجارة التجزئة، باستخدام التقنية القائمة على الإسقاط الدقيق لإحداثيات المواقع بصيغة الأنوار لتتبع مسارات المستهلكين والمنتجات، بالإضافة إلى إمكانية دراسة عدد المرات التي زار فيها المستهلكون المتاجر، وتحديد وجود الزبائن ذوي القيم الاستهلاكية المرتفعة، وتتبع تفاعل طاقم العمل مع الزبائن، مما يتيح إمكانية جمع المعلومات وإنشاء قاعدة بيانات ضخمة يمكن تحليلها واستخدامها لتحسين المنتجات والمبيعات.

وبناءً على ما سبق، يمكن للشركات من خلال الاستعانة بالتحول الرقمي، والتكامل، والأتمتة، أن تبقى مواكبة لهذا العصر الذي يتسم بالتطور المستمر لهياكل البنية الأساسية الذكية والمتصلة رقمياً.


التتابع الزمنى للثورات الصناعية التى أبدعها التطور التكنولوجى





ومن الأمثلة على ذلك إحدى الشركات الإقليمية الرائدة في قطاع تصنيع الكابلات التي حققت بالفعل مستوى متقدماً من التحول الرقمي في مختلف مصانعها. فقد استثمرت الشركة، على مدى السنوات القليلة الماضية، ما يقارب 10 %من عائداتها السنوية لتنفيذ إجراءات ترمي إلى الارتقاء بمستوى العمليات، وتحسين سلسلة القيمة لديها. واشتملت هذه الإجراءات على ما يلي:
• ضمان التوافر والتكامل العمودي لجميع بيانات سلسلة التطوير والتصنيع والتوريد
• تحقيق الإدارة الفعالة للبيانات، وقدرات تحليل
• استدخال مُطوّرة للبيانات في الوقت الحقيقي
• أتمتة كافة العمليات المهمة في عملية واحدة مستمرة
• القياس والتحسين المستمرين لكافة مراحل العمليات والمتغيرات

أما فيما يخص المستقبل، فالمتوقع هو الوصول إلى مستوى متقدم من التحول الرقمي في غضون خمس سنوات وتظل هنالك إمكانات هائلة لتحقيق التحول الرقمي حتى في القطاعات التي لا ترتبط بشكل مباشر مع آخر التطورات التي أفرزتها الثورة الصناعية الرابعة.

ومن الأمثلة على ذلك قطاعا الهندسة والإنشاءات، حيث يُعد التوافر الأفضل للمعلومات ذات الصلة، وتسوية القضايا بوتيرة أسرع، وتقنيات التعاون مع الموردين والعملاء، والتعاون في مجال تصميم المشروعات وبنائها وتشغيلها من بين أبرز الأساليب التي يُمكن أن يُسهم التحول الرقمي في إحداث تحسن كبير فيها من حيث الكفاءة واستعمال الموارد.

وتنعكس إمكانية الثورة الصناعية الرابعة في إحداث التحولات في مجالات نماذج الأعمال الرقمية وخدمات المنتجات. ويُمكن ملاحظة هذه الإمكانات في واحد من أهم القطاعات ، ألا وهو قطاع البتروكيماويات؛ إذ تتمتع الشركات الكيماوية باتساع مجال قدرتها على تجميع معلومات أفضل حول الخصائص الكيميائية والفيزيائية للمنتج من خلال طلبات العملاء، والاستفادة منها لتخصيص المنتجات، وتحسين سُبل التعاون، وتطوير أدوات وخدمات مُشتركة.

وعلاوةً على ذلك تعمل بعض الشركات المتخصصة في مجال تصنيع المواد الكيماوية على استكشاف الفرص التي تبدعها المنظومة الرقمية الأوسع في أسواق منتجاتها، حيث تبحث تلك الشركات في بيانات الأسواق النهائية، وتستخدمها ليس فقط لتوفير معلومات حول تطوير المنتجات، وإنما لتوفير خدمات ذات قيمة مُضافة للعُملاء.


كيفية إسهام الثورة الصناعية الرابعة فى تحقيق المكاسب المتعلقة
بالإيرادات والتكلفة والكفاءة

تحقيق إيرادات إضافية من خلال: تخفيض التكلفة وزيادة الكفاءة من خلال:
إحداث تحول رقمي لمجموعة المنتجات والخدمات الحالية مراقبة الجودة في الوقت الحقيقي بناءً على تحليل البيانات الكبيرة
إبداع نماذج أعمال جديدة مفاهيم إنتاج مرنة ومصممة خصيصاً للعملاء
منتجات، وخدمات، وحلول رقمية جديدة الاطلاع على العمليات وتباين المنتجات في الوقت الحقيقي، والواقع المعزز، والاستفادة المثلى من خلال تحديث البيانات
تقديم بيانات وتحليلات كبيرة على شكل خدمات الصيانة الوقائية للأصول الرئيسية باستخدام خوارزميات التنبؤ لتحسين جداول الإصلاح والصيانة وتحسين جاهزية الأصول.
منتجات مصممة حسب الطلب وتخصيص شامل التكامل العمودي بدءاً من أدوات الاستشعار في نظام تنفيذ التصنيع وانتهاءً بتخطيط الإنتاج في الوقت الحقيقي، لتحسين استخدام الآلات وتقليل الوقت المستخدم لتصنيع المنتجات
اقتناص فرص الأعمال ذات الهوامش الربحية العالية بفضل تحقيق فهم أعمق للعملاء من خلال تحليل البيانات التكامل الأفقي إلى جانب تتبع المنتجات وتعقبها لتحسين أداء المخزون وخفض الخدمات اللوجستية
زيادة حصة السوق من المنتجات الأساسية إحداث تحول رقمي في العمليات وأتمتتها لاستخدام الموارد البشرية بطريقة أكثر ذكاءً وتنفيذ العمليات بشكل أسرع.
التخطيط الشامل في الوقت الحقيقي والمُستند إلى النظام، والتعاون الأفقي باستخدام منصات التخطيط القائمة على التقنيات السحابية لتحسين التنفيذ.
زيادة الحجم من خلال زيادة حصة السوق من المنتجات الأساسية.

ويعتبر غياب الثقافة الرقمية والتدريب المناسب هما التحدي الأكبر حيث يبرز أثر الثقافة الداخلية من خلال مقدار تقدمه على العوامل الخارجية، مثل وجود أو عدم وجود معايير صحيحة، وبنى أساسية، وحماية للملكية الفكرية.

وبالنسبة للعديد من الشركات، ثمة ارتباط وثيق بين الثقافة والحاجة لوجود رؤية وقيادة واضحة من الإدارة العليا بشأن المنحى الذي تتخذه العمليات الرقمية.

التحديات التي تواجه التنفيذ الناجح لإمكانات الثورة الصناعية الرابعة

يمكن إيجاز أهم التحديات التى تواجه التنفيذ الناجح لإمكانات الثورة الصناعية الرابعة فيما يلى:
- الافتقار إلى الثقافة الرقمية والتدريب
- المتطلبات الاستثمارية المالية الكبيرة
- عدم وضوح الفوائد الاقتصادية للاستثمارات الرقمية
- عدم كفاية الكفاءات
- بطء التوسع في تقنيات هياكل البنية الأساسية
- الافتقار لرؤية واضحة للعمليات الرقمية والدعم/ القيادة من الإدارة العليا
- الافتقار للمعايير والقواعد الرقمية والشهادات
- الافتقار لأمن البيانات وخصوصيتها مع البيانات الخارجية
- مخاوف بشأن فقدان السيطرة على المُلكية الفكرية للشركات
- عدم قدرة شركاء الأعمال على التعاون بشأن الحلول التقنية


التركيز على الأفراد والثقافة لدفع عجلة التحول

تمتلك الثورة الصناعية الرابعة تأثيراً كبيراً على طريقة اختيار الشركات لتنظيم نفسها، ونماذج تقديم الخدمات لديها. ويتوجب على الشركات التأكد من إدراك موظفيها لكيفية حدوث التغيير داخلها، وكيف يُكنهم أن يكونوا جزءاً منه.

التحول لمؤسسة رقمية

سيتعين على العديد من الشركات الصناعية تطوير مجموعات مهارات رقمية تتمحور حول التصميم الرقمي المبتكر للاستراتيجيات والبُنية والتصميم التقني، وتصميم تجارب المستخدمين، أو قدرات أسرع في تطوير النماذج الأولية.

إذا لم تتوافر الثقافة الرقمية الصحيحة ، سوف تترك أفضل الكفاءات الشركة، ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن هو: ما هي الصورة الحقيقية للعقلية الرقمية؟ إنها تعاونية للغاية، وتتجاوز حدود الشركة، وترتبط خارجياً بالشركاء والعملاء. ومن غير المحتمل أن تنجح الشركات التي تظل حبيسة الوحدات الوظيفية المعزولة في تحقيق التكامل الذي يُعد ركيزة أساسية من ركائز الثورة الصناعية الرابعة.

ولا يُمكن تأسيس بيئة رقمية دون وجود التزام حقيقي من القيادة. حيث تُوكل بعض المؤسسات مسئولية قيادة التحول الرقمي للجهاز المركزي للمعلومات لديها، في حين تُعَيِّن مؤسسات أخرى مديراً تنفيذياً للتطوير الرقمي، أو أحد أعضاء الإدارة التنفيذية، لقيادة هذه المساعي والجهود. ومن جهة أخرى تلجأ بعض الشركات لتأسيس مجلس رقمي يُدير عملية تطوير التحسينات الرقمية والمنتجات والخدمات بفاعلية بدءاً من مرحلة طرح الأفكار وانتهاءً بتنفيذها في الوحدات التشغيلية. كما يُمكن للمجلس الرقمي أن يدعم الفِرق متعددة الوظائف من خلال الإدارة الاستباقية للموارد الرقمية.

لن يتحقق التحول الرقمي إلا إذا وضعت الإدارة العليا الثورة الصناعية الرابعة في صميم جدول أعمالها، وجعلته على رأس سلم أولوياتها.




نموذج النضج التكنولوجى والصناعى
تتطور القدرات الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة في سبعة أبعاد وعلى أربع مراحل




تتوافر فرص تنفيذ مشروعات تجريبية في الثورة الصناعية الرابعة
في جميع مكونات سلاسل القيمة التشغيلية الأفقية والعمودية



مخطط لتحقيق النجاح الرقمي



#ماهر_عزيز_بدروس (هاشتاغ)       Maher_Aziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعد الهلالي : تجديد الخطاب الديني تحت المقصلة
- المهجرون وتخوفات مشروعة
- هل يكون الدين علما؟
- علمانية الدولة.. درس من تونس الخضراء
- الخطر الذى يحدق بمصر
- التغيير الجذري ومسئولية الرئيس
- الجمال والقبح في مصر المحروسة
- الطاقة الخضراء وجيوسياسيات التحول الطاقى
- التخلص من النفايات النووية
- كوب 28 يدعم قادة الاتحاد الأوروبى فى ندائهم للعودة إلى القوى ...
- أهمية الطاقة النووية فى حل مشكلات المناخ
- الطريق إلى دبى
- المخاطر العالمية تهدد البقاء
- 28 سبتمبر/ الجبل الذي هوي- وفاة الرئيس عبد الناصر
- الطريق إلى شرم الشيخ 4 - تحدى القضايا الملتهبة
- الطريق إلى شرم الشيخ 3 - تحدى التفاوضات العَسِرَة
- الطريق الى شرم الشيخ 2 - فجوة التمويل
- الطريق إلى شرم الشيخ 1 - فجوة الابتعاثات
- صفحات من سيرتى الذاتية-لغة الهندسة
- صفحات من سيرتي الذاتية: ذيس إذ آ شيم


المزيد.....




- فرنسا: حظر شامل للتدخين في الأماكن العامة والمتنزهات وعلى ال ...
- ماذا نعرف عن مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
- الكوليرا في زمن الحرب: الوباء يحصد أرواح السودانيين
- لماذا يجب على أوروبا تطوير منظومة -قبة ذهبية- خاصة بها؟
- ألمانيا تكافح نقص العمالة: سفينة تعمل بالتحكم عن بعد
- مستوطنون يشيدون سياجا حول قرية فلسطينية في غور الأردن (فيديو ...
- قيادي في -حماس-: قدمنا خطة بضمانات أمريكية.. ولكن -كل شيء تغ ...
- بيسكوف: وفدنا جاهز للتفاوض.. ولقاء بوتين مع ترامب وزيلينسكي ...
- وسائل إعلام: طائرة الرئيس الليبيري كادت أن تتحطم أثناء الهبو ...
- ليبيا.. تحقيقات موسعة في وفيات سجن -الجديدة- وانتهاكات أمنية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر عزيز بدروس - التكنولوجيا والصناعة .. شراكة استراتيجية نحو مستقبل مزدهر