أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - السرقات الأدبية الشلالية والإقصاء المتعمد














المزيد.....

السرقات الأدبية الشلالية والإقصاء المتعمد


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


لست بحاجة إلى كتابة مقال موسع، أو تدبيج النقولات –أي المنقول من كتب ومؤلفات أخرى- من هنا أو هناك حول تأكيد تلك القضايا، فقد أصبحت ملء السمع والبصر، ولكنني أعتمد طريقة جديدة في الكتابة النقدية تقوم على إيراد النقولات فقط، بالإضافة وضع عناوين حول تلك القضايا.
فقضية السرقات الأدبية موجودة، وكُتِب فيها مؤلفات متخصصة حول هذه النقطة بالتحديد، منها: كتاب أستاذنا العلامة "محمد مصطفى هدارة" (السرقات الأدبية). وهناك كتابات أُخرى أوضحت الفرق بينها وبين التنَاصّ، وتوارد الأفكار، وغير ذلك من الأفكار. والإشكالية لا تكمن الآن في وجود الظاهرة من عدمها، وإنما الإشكالية تكمن في التحايل المصاحب لتلك السرقة خصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي، واستخدام التقنية في الكتابة بديلاً عن الإبداع الإنساني، كل هذه الأمور أصبحت أورام في الحقل الثقافي الحديث، والأسوء من ذلك سرقات الكبار، خصوصًا من نعدهم ونعتقد أنهم شخصيات متزنة مثل: نجيب محفوظ، أو صلاح عبدالصبور، أو صلاح فضل، أو يوسف زيدان، أو غيرهم الكثير، والقائمة تطول، لذلك يجب التأكيد على "أننا هدمنا الأصنام حول الكعبة، لكن كل واحد منا احتفظ بتمثال داخله، في حين يدّعي أنه يدافع عن القيم النبيلة، لذا نحن بحاجة إلى وقفة مع النفس"( )
هذا المحور الأول الذي كِتِبْتُ عنه، أما المحور الثاني فيتناول قضية "الشلالية" في الفترة الماضية، وقد لاحظت أن الشباب الذي ظهر لم يتأمل عيوب الأجيال السابقة ويتجنبها، وكان من المفترض أن ينظر هذا الجيل الحالي سواء كانوا فنانين، أو كتاب قصة، أو كتاب مسرح، أو حتى فناني الفنون التشكيلية، إلى أخطاء الجيل الذي سبقهم، ثم يسعون إلى تقديم شيء جديد وأفضل، سواء في الفن أو في الأخلاق. لكن للأسف الشديد، هذا الجيل لم يكتفِ فقط بعدم تصحيح الأخطاء، بل أخذ كل ما هو سيئ وأضاف إليه المزيد من الأخطاء والعيوب"( )
و"هذا بالفعل ما نراه في هذه الأيام بالطبع، هناك استثناءات في كل جيل، فقد نجد خمسة أو ستة أشخاص في كل مجال مختلفون عن القاعدة العامة، سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون. ولكن ما حدث الآن أمرٌ مرعب للغاية، وهو تدني مستوى الإبداع واللجوء إلى الأساليب غير النزيهة، كالضرب تحت الحزام"( )
وأسوق هذه الوقائع فأقول: "ذات مرة، تحدثتُ مع الفنان الكبير "محمد توفيق"، وسألته عن سبب عدم انتشار أعمالي المسرحية، فقال لي: "يا بني، المسألة ليست موهبة فقط، هناك أسماء محددة فقط هي التي تُعرض أعمالها، والبقية لا فرصة لهم." ( )
إن مشكلة المحسوبية ليست جديدة، ولكنها ازدادت سوءًا الآن، حيث أصبح الجيل الجديد أكثر تكتلًا، وأصبح الإقصاء أكثر وضوحًا، حتى في الجوائز الأدبية والمسرحية.
إننا بحاجة إلى إعادة صياغة الفكر العربي والمصري؛ لأن المحسوبية والشلالية أصبحت أمرًا مقلقًا في كل المجالات، ليس فقط في مصر، بل في جميع أنحاء الوطن العربي. فعندما زرت الكويت، رأيت أن بعض الأسماء تُمنح فرصًا دون وجه حق، لمجرد انتمائها إلى دوائر معينة، بينما يتم تهميش آخرين أكثر موهبة.
في الحقيقة، لا يوجد إبداع جديد ينشأ من العدم، بل ينبع من تراكمات الماضي، فكل مبدع تأثر بشخص أو بمدرسة فكرية معينة.
المسرحي العظيم "صلاح عبد الصبور"، -على سبيل المثال- تأثر بمسرحية "حديقة الحيوان" للكاتب الأمريكي إدوارد ألبي، وقام بتقديم أعمال تستلهم بعض تقنياتها.
المشكلة اليوم ليست في التأثر بالأعمال السابقة، بل في أن بعض المبدعين الجدد لا يمتلكون أي أساس إبداعي، ورغم ذلك يظهرون فجأة ويطالبون بالاعتراف بهم دون أي مجهود أو تاريخ حقيقي.
لقد أصبحت المحسوبية والشلالية تسيطر على المشهد الأدبي والفني في الوطن العربي، وليس فقط في مصر، وحتى في مجال النقد الأدبي، نجد أن مجموعة صغيرة من النقاد تتحكم في المشهد، ويقومون بإقصاء الآخرين بشكل ممنهج.
أذكر أن الناقد الكبير "أحمد خميس" اعترف في ندوة عامة خلال مهرجان المسرح التجريبي العام الماضي، بأن بعض أساتذة النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية لا يعرفون حتى كيفية كتابة نقد تطبيقي.
إن الشِلَل الأدبية والفنية اليوم هي السبب الرئيسي في تدهور المشهد الثقافي في مصر والوطن العربي، لأنها تكرس الرداءة، وتمنع المواهب الحقيقية من الظهور.
وفي الختام، أؤكد أننا بحاجة إلى ثورة فكرية حقيقية، لإعادة بناء المشهد الثقافي والفني على أُسس عادلة ونزيهة، بعيدًا عن الشلالية والمحسوبية، حتى لا نظل ندور في نفس الدائرة المغلقة التي تعيق أي تقدم حقيقي. ( )



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب محفوظ في وجهة نظر أخرى
- النكسة الثقافية في العالم العربي
- لا تجهد نفسك يكفيك أن تعرف الطريق
- النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟(3)
- البناء الحقيقي والبناء المزيف - قراءة في البنية السطحية والع ...
- النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟2
- الثقب في أروقة التاريخ
- مذكرات السيد حافظ الجزء الخامس واقع أمة بين التراجيديا التار ...
- النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟
- العمق الوهي
- الأدب في صدر الإسلام والعصر الأموي بين استلهام القديم والمؤث ...
- حركة الترجمة بين توهم نقل المعرفة، وإفساد عقل الأمة.
- تصحيح التاريخ وقراءة قراءة واعية في ضوء المتغيرات الواقعية و ...
- بين النقد والنقض في بناء الحضارة
- قرارة جديدة للمرأة عند قاسم أمين من خلال كتبه
- الشخصيات الوازنة في المشهد الثقافي من خلال مذكرات السيد حافظ ...
- جمالية القفل في القصة القصيرة مجموعة السيد حافظ- حكايات أحفا ...
- بنية المفارقة في القصةالقصيرةعندالسدحافظ
- المعادل الموضوعي للقضايا ( الرمز )
- عوارض التركيب -الانزياح اللغوي.- في القصة القصيرة عند السيد ...


المزيد.....




- دراسة تكشف فوائد صحية لمشاهدة الأعمال الفنية الأصلية
- طهران وموسكو عازمتان على تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية و ...
- محاضرة في جمعية التشكيليين تناقش العلاقة بين الفن والفلسفة ...
- فلسطينيون يتجمعون وسط الأنقاض لمشاهدة فيلم -صوت هند رجب-
- مونيكا بيلوتشي تشوق متابعيها لفيلم 7Dogs بلقطة مع مع أحمد عز ...
- صورة الصحفي في السينما
- تنزانيا.. سحر الطبيعة والأدب والتاريخ في رحلة فريدة
- -في حديقة الشاي- لبدوي خليفة.. رواية تحاكي واقعا تاريخيا مأز ...
- -أوبن إيه آي- تدرس طرح أداة توليد موسيقى
- محمد بن راشد يفتح -كتاب تاريخ دبي-.. إطلاق -دار آل مكتوم للو ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - السرقات الأدبية الشلالية والإقصاء المتعمد