أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - منعرج النار: المنطقة على أبواب صراع وجودي شامل














المزيد.....

منعرج النار: المنطقة على أبواب صراع وجودي شامل


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن صباح السابع من أكتوبر مجرد لحظة عابرة في تأريخ المنطقة، بل بداية لعصر جديد من الاصطدام المباشر، حيث انكسر الصمت الاستراتيجي وبدأ التأسيس الفعلي لمعادلات جديدة على الأرض. منذ ذلك اليوم، والشرق الأوسط يشهد تحولات متسارعة، كان آخرها الهجوم الإرهابي الواسع الذي استهدف قلب الجمهورية الإسلامية في إيران، في محاولة لإشعال حرب واسعة النطاق بهدف تقويض توازن الردع الذي فرضته إيران ومحور المقاومة على العدو.

خلال الساعات الماضية، تلقت يافا المحتلة وعدد من مدن كيان الاحتلال ضربات نوعية أربكت حسابات مؤسسات الأمن والاستخبارات في الغرب، وأسقطت كل الهالات الدعائية حول أسطورة المناعة. الضربات الإيرانية لم تكن إلا رسائل محدودة، كما أكدت قيادات عسكرية، وأن الجيش الإيراني لم يدخل الميدان بعد. هذا التوصيف وحده يكفي لفهم أن السيناريو المقبل سيكون مختلفًا نوعيًا.

عدوان منسق ومخطط إقليمي

تفاصيل الهجوم الأخير على إيران تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمر ليس تصرفًا منفردًا لكيان الاحتلال، بل هجوم مشترك شاركت فيه منصات استخبارية وعسكرية أوروبية وأميركية، ووفرت بعض الدول العربية الغطاء اللوجستي والاستخباراتي. المصادر الأمنية تشير إلى أن القواعد البريطانية في قبرص لعبت دورًا حاسمًا في إخفاء الطيران المعتدي، وهو ما أكده رسميًا المندوب الروسي في مجلس الأمن. كما تم رصد تحركات استخباراتية من قواعد للموساد في أذربيجان كانت قد أُعدّت مسبقًا لضرب المنظومات الدفاعية الإيرانية.

هذا التنسيق لا يمكن فصله عن الحراك الواسع لحلف الناتو في الإقليم، وسط تسارع التحركات المشبوهة لواشنطن عبر منصات التفاوض في سلطنة عمان، والتي تبيّن لاحقًا أنها كانت مجرد غطاء لتحضير العدوان.

ماذا يريد العدو؟ تفكيك منظومة الردع

الهدف الأساس لهذا التصعيد يتمثل في تدمير أعمدة القوة الاستراتيجية الإيرانية. لقد استُهدفت شخصيات علمية وعسكرية بارزة من الطراز الأول، مما يشير إلى عمل تجسسي دقيق ومستمر، يؤكد أن العدو يعوّل على خلخلة البنية الداخلية للمؤسسة الثورية. هذه الضربات، وإن كانت موجعة، لم تضعف المؤسسة، بل كشفت عن استعداد متقدم للمواجهة، وعن قدرة غير مسبوقة على امتصاص الصدمة والتخطيط للرد.

العدو، كما تشير المعطيات، لا يراهن فقط على الطائرات والصواريخ، بل على إثارة البؤر الداخلية، واستثمار التعدد القومي والثقافي لإيران، لخلق حالة من التململ السياسي، تمهيدًا للفوضى. وقد جاء تحريض رئيس وزراء كيان الاحتلال، الذي خاطب الشعب الإيراني مباشرة، ضمن هذا السياق، في محاولة فاشلة لاستنساخ تجربة الفوضى الخلاقة.

رسائل القوة.. والردع الاستراتيجي

برغم الخسائر، أظهرت الجمهورية الإسلامية بأنها لا تزال حجر الأساس في محور المقاومة، وأن أي محاولة لعزلها ستؤدي إلى انفجار إقليمي واسع. الرسالة الأهم كانت واضحة: أي اعتداء على إيران، سيقابل برد متعدد الجبهات، لن يقف عند حدود فلسطين المحتلة، بل سيطال كل مراكز الدعم والتمويل والتخطيط، بما في ذلك المنشآت الحيوية في دول خليج فارس العربية المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر.

الوقت لم يعد يسمح بالمجاملات. وقامت ايران بالفعل بتوجيه تحذير حقيقي للدول التي شاركت أو سهلت هذا العدوان بات ضرورة استراتيجية، وعلى رأسها السعودية، ، قطر، الأردن، سوريا، والعراق. نعم، قطر والعراق تحديدًا، اللتان حاولتا في الظاهر لعب دور الوسيط، لكن معطيات الميدان وفتح الأجواء أمام العدوان، تظهر تورط جهات نافذة فيهما بتسهيل تحركات استخبارية أو تمرير معلومات استخدمت في الضربة الأخيرة.

أخطاء الحسابات الغربية

المخططون في واشنطن ويافا المحتلة يظنون أنهم يملكون ناصية المعادلة. لكن الحقائق على الأرض تثبت أن الاستكبار لا يصنع نصرًا. لقد تجاهل هؤلاء أن الجمهورية الإسلامية نجحت بخلال خمسة و أربعين عامًا في بناء شبكة مقاومة واسعة ومترابطة من اليمن إلى لبنان، مرورًا بسوريا والعراق وغزة. كل هذه الجبهات مؤهلة للاشتعال دفعة واحدة. وكلها ترتبط بعقيدة واحدة: أن مصير القدس لا يُقرر في مكاتب البيت الأبيض، بل في ميدان المواجهة.

إن أوهام إزالة البرنامج النووي الإيراني السلمي ضرب من العبث، فالعلم النووي بات في عقول العلماء، والقدرات الهندسية والعسكرية تطورت بدرجة تجعل من استهداف المنشآت مجرد عبثية دعائية. لقد وصف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريره الأخير، زيارته لمنشأة فوردو بأنها نزول إلى عمق الجبل، حيث تعمل وحدات التخصيب في بيئة منيعة. هذا دليل واضح على أن الردع الإيراني ليس وهمًا، بل حقيقة قائمة، وقدرة مستدامة.

نار الخليج.. وزمن الصفقات الخائبة

زيارة ترامب إلى الخليج الفارسي قبل سنوات، وما رافقها من صفقات خيالية، كانت بداية إعلان الحرب الصامتة. من دفع خمسة تريليونات، لا يمكنه اليوم التنصل من تبعات التورط في كل عدوان على المقاومة. إن النيران التي تستعر الآن في قلب كيان الاحتلال، مرشحة للامتداد، ولن تبقى محدودة. وإذا لم يُفتح باب الردع الآن، فإن العدوان سيتكرر بأشكال أشد فتكا.

نعم، آن الأوان لأن تستهدف البنى الاقتصادية للعدو ، و أن يُصوّب الضرب باتجاه منابع المال والتمويل، التي تغذي هذا الوحش.. فالحرب لم تعد بين سلاح وسلاح، بل بين منظومات وجود، بين شعوب تبحث عن الحرية، وقوى استكبار تريد إحراق كل من يرفع رأسه.

كلمة أخيرة

إيران اليوم ليست في ميدان الدفاع فحسب، بل في قلب المعركة، تخوضها نيابة عن أمة بكاملها. والذين يظنون أن إسقاط النظام في طهران سيُفرج عنهم، واهمون. إن رحيل إيران عن الميدان، لا قدّر الله، سيكون بداية النهاية لكل ما تبقى من سيادة عربية وإسلامية. وهذه الحقيقة يجب أن تُقال بلا مواربة.

لقد بدأت المعركة، والأيام المقبلة ستكون حاسمة. لكن من يدفع الثمن ليس من يقاتل، بل من اختار الجبن، أو تورط في خيانة الأمة.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيل الخلاف بين دونالد ترامب وإيلون ماسك بناءً على تصريحات ...
- إيلان بابيه: انهيار الكيان الصهيوني بات مسألة وقت
- عام على الرحيل: إبراهيم رئيسي وعبداللهيان.. شهداء الخدمة وال ...
- -عمران خان حرًا: كيف كان سيغير وجه أزمة باكستان والهند 2025-
- الإغارة على اليمن: تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة
- إيران وأمريكا: رقصة دبلوماسية على حافة الهاوية
- مفاوضات إيران والولايات المتحدة: التزام طهران وحقها النووي و ...
- كيف يمكن لتركمانستان أن تساعد العراق في إنهاء أزمة الطاقة؟
- إيران تحصر المفاوضات النووية مع أمريكا ترامب في القضايا النو ...
- حرب ترامب التجارية الثانية: صمود التنين الصيني يُعيد تشكيل ق ...
- ترامب والمعادن النادرة: كيف أشعلت أمريكا حربًا اقتصادية انته ...
- حماية المكونات في سوريا رداً على مقولة الأقليات ..سوريا للجم ...
- تحليل استراتيجي لمشروع “طريق التنمية” وتأثيراته الجيوسياسية
- المعارضة الإيرانية في الغرب: العودة إلى إيران، هل هي الحل ال ...
- إيران بين التزامها النووي ومخاطر التصعيد
- لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النو ...
- العهد العالمي الجديد وأفول الكيان الصهيوني
- “وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”
- إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحدي ...
- الساحل السوري: التطهير الطائفي مستمر بصمت والشرع بلا مساءلة


المزيد.....




- مصادر إسرائيلية وأمريكية تكشف لـCNN -المدة التقريبية- للعملي ...
- أول تعليق من عبدالملك الحوثي على الضربة الإسرائيلية بإيران و ...
- إيران تضرب إسرائيل بصواريخ -الحاج قاسم-.. ماذا نعلم عنه؟
- -فارس-: بعض الصواريخ التي قصفت تل أبيب فجر اليوم مزودة برؤوس ...
- محاكاة ثورية تكشف إمكانية -خلق- الضوء من العدم
- تكتيك هجين سلاح واشنطن ضد الصين
- خبير يكشف الأهمية الاستراتيجية لتطوير البحرية الروسية
- الهجوم الروسي الصيفي، بدأ!
- صراع الجبابرة في أمريكا
- -يسرائيل هيوم-: فرق الطوارئ تقيم مركزا لاستيعاب القتلى في من ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - منعرج النار: المنطقة على أبواب صراع وجودي شامل