أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - عام على الرحيل: إبراهيم رئيسي وعبداللهيان.. شهداء الخدمة والمقاومة















المزيد.....

عام على الرحيل: إبراهيم رئيسي وعبداللهيان.. شهداء الخدمة والمقاومة


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التاسع عشر من مايو 2024، توقفت قلوب الملايين في إيران وخارجها، حين هزّ خبر استشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته الدبلوماسي المقاوم حسين أمير عبداللهيان العالم. لم يكن الحادث الذي أودى بحياتهما مجرد تحطم طائرة في جبال أذربيجان الشرقية، بل كان، بلا شك، عملًا مدبرًا في ظلام الليل، استهدف رجلين جسّدا رمز الخدمة الصادقة والدفاع عن المظلومين. بعد مرور عام على هذا المصاب الجلل، تتجدد مشاعر الحزن العميق، لكنها تختلط بفخرٍ عارم بإرثٍ تركه رئيسي وعبداللهيان، يتجلى في كتاب "خادم الشعب"، وفي ذكريات الشعوب المحرومة التي أحبها رئيسي، خاصة عرب خوزستان، البلوش، الأكراد، وغيرهم.

رئيسي: خادم الشعب ورجل المحرومين
لُقّب السيد إبراهيم رئيسي بـ"خادم الشعب" و"شهيد الخدمة"، ليس من فراغ، بل لأنه كان رجلًا يعيش هموم الناس ويتنفس آمالهم. كتاب "خادم الشعب"، الذي أُلف في إيران وتُرجم إلى تسع لغات، يروي قصة رجلٍ نشأ في مدينة مشهد المقدسة، قريبًا من مرقد الإمام الرضا (عليه السلام)، فاستلهم منه الروحانية والتواضع. يوثّق الكتاب، الصادر عن دار النخلة الخضراء، كيف قضى رئيسي سنوات رئاسته (2021-2024) في زيارة المحافظات النائية، يستمع إلى شكاوى الفلاحين، العمال، والمحرومين، ويعمل على حل مشاكلهم بلا كلل. لقد كان رئيسي يؤمن أن الحكم ليس سلطة، بل خدمة، وأن القرب من الشعب هو جوهر القيادة.
ما يميّز الكتاب هو تركيزه على إنسانية رئيسي. يروي شهادات من أهالي القرى النائية الذين استقبلوه في بيوتهم المتواضعة، فوجدوه يتحدث بلغتهم البسيطة، يشاركهم طعامهم، ويبكي لمآسيهم. لقد كان رئيسي رجلًا يحمل قلبًا كبيرًا، قلبًا لم يفرّق بين قومية وأخرى، بل جمع الإيرانيين تحت مظلة العدالة والكرامة.
عرب خوزستان: أولى محطات رئيسي
من أبرز ما يُذكر عن رئيسي اهتمامه اللافت بأهالي خوزستان، العرب الإيرانيين الذين عانوا من الإهمال لعقود. بعد توليه منصب الرئاسة، كانت أول زيارة رسمية له خارج طهران إلى الأهواز، عاصمة خوزستان، في خطوة رمزية عكست أولوياته. شعب خوزستان، هذا الشعب العريق الذي تحمل الصعاب وصمد في وجه الحروب والتحديات، وجد في رئيسي أبًا وقائدًا. لقد أمر بتخصيص ميزانيات ضخمة لتحسين البنية التحتية، توفير المياه الصالحة للشرب، ودعم الزراعة في المنطقة. كان يرى في عرب خوزستان رمزًا للصبر والكرامة، شعبًا يستحق العيش بكرامة على أرضه الغنية بالنفط والتأريخ.
شعب الأهواز، بتراثه العربي الأصيل وتضحياته في سبيل إيران، يستحق كل المديح. إنه شعبٌ حافظ على لغته وثقافته، وأسهم في بناء الدولة الإيرانية الحديثة بدماء شهدائه وجهود أبنائه. رئيسي، الذي كان يتحدث إليهم بلغة القلب، ترك في خوزستان إرثًا من المحبة والتنمية، يشهد عليه أهالي المنطقة الذين يذكرونه بدموع الحنين.
البلوش والأكراد: إخلاص رئيسي للمحرومين
لم يقتصر اهتمام رئيسي على خوزستان، بل امتد إلى قوميات أخرى عانت التهميش، مثل البلوش والأكراد. شعب بلوشستان، هذا الشعب الشجاع والمضياف، الذي يعيش في أقصى جنوب شرق إيران، وجد في رئيسي قائدًا يفهم معاناته. البلوش، بتقاليدهم العريقة وروحهم الحرة، كانوا محل تقدير رئيسي، الذي زار مناطقهم مرات عديدة، وأطلق مشاريع لتوفير فرص العمل، تحسين التعليم، وتطوير البنية التحتية. لقد كان البلوش، في عيني رئيسي، جزءًا لا يتجزأ من النسيج الإيراني، شعبًا يستحق الاحترام والدعم.

كذلك الأكراد، أصحاب التأريخ العريق والثقافة الغنية، وجدوا في رئيسي رجلًا يحترم تنوعهم ويقدر تضحياتهم. في كردستان إيران، عمل رئيسي على تعزيز التنمية الاقتصادية ودعم الحقوق الثقافية، مؤكدًا أن وحدة إيران تكمن في احترام تنوعها. الأكراد، بصمودهم وكرامتهم، كانوا مصدر إلهام لرئيسي، الذي رأى فيهم رمزًا للقوة والإباء.

عبداللهيان: صوت المقاومة
إلى جانب رئيسي، كان حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية الشهيد، رمزًا للدبلوماسية المقاومة. لقد حمل عبداللهيان صوت فلسطين، اليمن، وكل المظلومين في المحافل الدولية. كان رجلًا يجمع بين الحزم والحكمة، يدافع عن سيادة إيران وكرامتها، ويعزز علاقاتها مع دول الجوار والعالم. استشهاده مع رئيسي لم يكن صدفة، بل جزءًا من مؤامرة استهدفت إضعاف إيران وإسكات صوت المقاومة.
عمل مدبر بليل
لا يمكن لعقلٍ واعٍ أن يصدّق أن تحطم طائرة رئيسي وعبداللهيان كان حادثاً وحسب . توقيت الحادث، مكانه، والظروف المحيطة به، كلها تشير إلى يدٍ خفية سعت إلى اغتيال رجلين كانا شوكة في حلق أعداء إيران. رئيسي، الذي قاد إيران نحو الاكتفاء الذاتي وتعزيز التحالفات الإقليمية، وعبداللهيان، الذي أعاد تشكيل الدبلوماسية الإيرانية بقوة وحنكة، كانا هدفًا لمن يريدون إضعاف إيران وكسر إرادتها. لقد كان هذا العمل المدبر محاولة يائسة لوقف مسيرة أمةٍ تقاوم الهيمنة وتدافع عن كرامتها.
لكن هذه المؤامرة باءت بالفشل. فالشعب الإيراني، بكل قومياته، أثبت أن إرث رئيسي وعبداللهيان لن يموت. مراسم إحياء الذكرى الأولى، التي بدأت في 15 مايو 2025، شهدت حضور ملايين الإيرانيين، من خوزستان إلى بلوشستان، من كردستان إلى طهران، يجددون العهد على مواصلة طريق الخدمة والمقاومة.

كتاب "خادم الشعب": إرث عالمي
كتاب "خادم الشعب" لم يكن مجرد وثيقة إيرانية، بل أصبح رمزًا عالميًا. المبادرة العالمية التي أطلقتها دار النخلة الخضراء، والتي دعت الناس لقراءة الكتاب وتسجيل مقاطع فيديو، لاقت استجابة واسعة. آلاف المشاركين من العراق، لبنان، اليمن، تونس، مصر، وحتى السعودية، انضموا إلى هذا الحراك، معبرين عن إعجابهم بإرث رئيسي. الجائزة المقدمة – رحلة مجانية إلى إيران لزيارة مرقد الإمام الرضا (عليه السلام) – تعكس روح الكرم التي تجسدها إيران تجاه محبي رئيسي.

دموع وعهد
عامٌ مرّ على رحيل رئيسي وعبداللهيان، والحزن لا يزال يعتصر القلوب. لكنه حزنٌ ممزوج بالفخر. لقد ترك رئيسي إرثًا في خوزستان، حيث يذكره العرب بكل محبة، وفي بلوشستان، حيث يحتفي به البلوش كقائدٍ عادل، وفي كردستان، حيث يراه الأكراد رمزًا للوحدة. أما عبداللهيان، فسيظل صوته يتردد في فلسطين وسوريا واليمن، حيث دافع عن المظلومين حتى آخر لحظة.
إن استشهادهما لم يكن نهاية، بل بداية. بداية عهدٍ جديدٍ لشعبٍ يرفض الخضوع، وأمةٍ تؤمن بأن الخدمة والمقاومة هما طريق العزة. فلنحيي ذكرى رئيسي وعبداللهيان بالمشاركة في قراءة "خادم الشعب"، ولنحمل شعلتهما في قلوبنا، متعهدين بأن نكون خدامًا لشعوبنا، ومقاومين لكل ظالم.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عمران خان حرًا: كيف كان سيغير وجه أزمة باكستان والهند 2025-
- الإغارة على اليمن: تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة
- إيران وأمريكا: رقصة دبلوماسية على حافة الهاوية
- مفاوضات إيران والولايات المتحدة: التزام طهران وحقها النووي و ...
- كيف يمكن لتركمانستان أن تساعد العراق في إنهاء أزمة الطاقة؟
- إيران تحصر المفاوضات النووية مع أمريكا ترامب في القضايا النو ...
- حرب ترامب التجارية الثانية: صمود التنين الصيني يُعيد تشكيل ق ...
- ترامب والمعادن النادرة: كيف أشعلت أمريكا حربًا اقتصادية انته ...
- حماية المكونات في سوريا رداً على مقولة الأقليات ..سوريا للجم ...
- تحليل استراتيجي لمشروع “طريق التنمية” وتأثيراته الجيوسياسية
- المعارضة الإيرانية في الغرب: العودة إلى إيران، هل هي الحل ال ...
- إيران بين التزامها النووي ومخاطر التصعيد
- لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النو ...
- العهد العالمي الجديد وأفول الكيان الصهيوني
- “وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”
- إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحدي ...
- الساحل السوري: التطهير الطائفي مستمر بصمت والشرع بلا مساءلة
- الإبادة الجماعية بحق العلويين في سوريا: مسؤولية الجناة ومخاط ...
- سوريا: إبادة العلويين بصمت مريب
- المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية


المزيد.....




- نتنياهو يتهم زعماء بريطانيا وفرنسا وكندا بـ-تقديم جائزة ضخمة ...
- -هو أنا لسه عايش؟-.. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه ...
- بوتين وترامب.. توافق لإنهاء حرب أوكرانيا
- نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات إ ...
- ترامب: لن أفرض عقوبات على روسيا لأن هناك فرصة للتوصل إلى تسو ...
- مجلس الأمة الجزائري يزكي رئيسا جديدا
- عاجل | ترامب: الحرب في أوكرانيا ليست حربي وأنا فقط أحاول الم ...
- مقرر أممي: خطط إسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة سياسية لا إنسانية ...
- محللون: احتلال غزة لن يكون سهلا وواشنطن محبطة وتريد وقف الحر ...
- ما دلالة تزايد أعمال المقاومة وفشل عملية الاحتلال؟ الدويري ي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - عام على الرحيل: إبراهيم رئيسي وعبداللهيان.. شهداء الخدمة والمقاومة