أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الإغارة على اليمن: تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة















المزيد.....

الإغارة على اليمن: تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الخامس من مايو 2025، نفّذ كيان الاحتلال الصهيوني غارات جوية مكثفة بثلاثين طائرة مقاتلة على أهداف تابعة لحكومة صنعاء في اليمن، مستهدفاً بشكل رئيسي ميناء الحديدة ومواقع عسكرية أخرى.

جاءت هذه الضربات رداً على هجوم صاروخي نوعي من صنعاء استهدف مطار بن غوريون، أدى إلى تعطيل حركة الطيران وأظهر قدرات عسكرية متقدمة لحكومة صنعاء، وكشف عن خلل كبيرفي منظمات دفاع كيان الاحتلال . هذا الحدث يمثل تصعيداً خطيراً في المنطقة، يحمل مخاطر تفاقم الصراعات الإقليمية، خصوصاً في ظل التوترات المتصاعدة في غزة والعلاقات المعقدة بين إيران والولايات المتحدة وكيان الاحتلال.

تختلف هذه الغارات عن سابقاتها من حيث التوقيت والسياق. فهي تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات حساسة:
• تفاوض إيراني-أمريكي محتمل: تشير تقارير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس مسودة اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي . ترامب أبدى انفتاحاً على السماح لإيران باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، مع التأكيد على تفكيك أي برنامج عسكري نووي، وهو ما تقول مصادر استخباراتية أمريكية إنه غير موجود أصلاً. هذا الخطاب يعكس رغبة ترامب في تحقيق إنجاز دبلوماسي يعزز صورته داخلياً.

• تصعيد في غزة: تشهد غزة تجدداً للحرب منذ انهيار الهدنة في ديسمبر 2023. العمليات العسكرية ، بما في ذلك الحصار على شمال القطاع واستهداف البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والمدارس، أثارت اتهامات بارتكاب إبادة جماعية. تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، التي تدعو إلى احتلال القطاع حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأسرى، تعكس توجهات اليمين المتطرف نحو احتلال دائم وتهجير الفلسطينيين.
• دور حكومة صنعاء: أعلنت صنعاء إغلاق الأجواء لكيان الاحتلال رداً على الحرب في غزة، ونفذت هجوماً صاروخياً دقيقاً على مطار بن غوريون. تقارير تشير إلى أن الصاروخ تفادى أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، بما في ذلك نظام "ثاد" الأمريكي، مما يشير إلى تطور كبير في قدراتها الصاروخية. خبراء غربيون أشاروا إلى أن سرعة الصاروخ قد تصل إلى 16 ضعف سرعة الصوت، وهو ما يمثل مفاجأة استراتيجية.

دوافع كيان الاحتلال ونتنياهو
تُظهر الغارات على اليمن استراتيجية أوسع يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية:
داخلياً: نتنياهو مُحاصر بقضايا فساد تهدد مسيرته السياسية. هناك تقارير تشير إلى أنه قد يقبل تسوية قانونية تعترف بمسؤوليته مقابل الخروج من الحياة السياسية، كما ألمح الرئيس إسحاق هرتسوغ. لكنه في الوقت ذاته يسعى للبقاء في السلطة وتعزيز مكانته كزعيم تاريخي، ويرى أن تصعيد الصراعات الخارجية قد يؤجل محاسبته ويحشد الدعم الشعبي.
إقليمياً: يهدف نتنياهو إلى مواجهة إيران وحلفائها (مثل حكومة صنعاء وحزب الله) لتعزيز هيمنة كيان الاحتلال في المنطقة. الغارات على اليمن تهدف إلى ردع صنعاء وإضعاف الدعم الإيراني لها، لكنها تعكس أيضاً محاولة لجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع. ومع ذلك، يبدو أن ترامب غير مستعد لتقديم دعم عسكري كامل، كما يتضح من إقالته مستشار الأمن القومي والتز وتسليم الملف إلى وزير الخارجية ماركو روبيو لضمان السيطرة على القرارات.

في الوقت نفسه، أعلنت إيران عن صاروخ "قاسم بصير" بمدى 1200 كيلومتر، قادر على تجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية والتابعة لكيان الاحتلال. هذا الإعلان يعزز موقف إيران الدفاعي ويرسل رسالة ردع لكيان الاحتلال والولايات المتحدة. إيران، التي تدعم حكومة صنعاء لوجستياً وعسكرياً، تبدو حريصة على تجنب مواجهة مباشرة، مفضلة التفاوض مع إدارة ترامب على حافة التصعيد. هذا النهج يعكس استراتيجية طهران في الحفاظ على توازن القوى دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

إدارة ترامب تتبنى نهجاً حذراً. الغارات على اليمن تمت بتنسيق مع واشنطن، كما أكد مسؤولون أمريكيون ومن كيان الاحتلال لموقع أكسيوس، لكن ترامب يسعى لتجنب التورط في حرب واسعة. إقالة والتز وتكليف روبيو بملف الأمن القومي تؤكد رغبة ترامب في السيطرة على القرارات المتعلقة بكيان الاحتلال وإيران. تصريحاته حول قبول الطاقة النووية السلمية لإيران تهدف إلى تحقيق نصر دبلوماسي يعزز صورته، خاصة أن تقارير استخباراتية تنفي وجود برنامج نووي عسكري إيراني.

كيف يمكن أن تتطور الأحداث؟
استمرار التفاوض: من المرجح أن تستمر القنوات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث يسعى ترامب لتحقيق إنجاز سياسي دون تصعيد عسكري. إيران، من جانبها، ستحافظ على نهج التفاوض مع استعراض القوة عبر حلفائها.
تصعيد محتمل: إذا واصل نتنياهو التصعيد دون تنسيق دقيق مع واشنطن، فقد يؤدي ذلك إلى ردود فعل من صنعاء أو إيران تزيد من التوترات. الغارات الحالية، رغم تنسيقها، تحمل مخاطر كبيرة إذا توسعت أو أثارت مواجهات جديدة.
تفاقم الأزمة في غزة: الحرب المتصاعدة في غزة، إلى جانب خطط الاحتلال الدائم، قد تدفع حكومة صنعاء وحزب الله إلى تصعيد هجماتهم، مما يوسع نطاق الصراع.
ردود فعل إقليمية ودولية: الغارات على اليمن والحرب في غزة قد تثير إدانات دولية وتزيد من عزلة كيان الاحتلال. كما أن استمرار صنعاء في استهداف كيان الاحتلال قد يؤثر على الملاحة في البحر الأحمر، مما يثير قلق القوى الغربية.

هل التفاوض الأمريكي-إيراني قادر على احتواء الأزمة؟
التفاوض الأمريكي-الإيراني يحمل إمكانية احتواء الأزمة، لكنه يواجه تحديات كبيرة. ترامب يملك حافزاً قوياً لتحقيق إنجاز دبلوماسي، خاصة مع إيران، لتعزيز صورته داخلياً وإثبات قدرته على إدارة الأزمات بشكل مختلف عن سلفه. تصريحاته حول قبول الطاقة النووية السلمية ونفي وجود برنامج نووي عسكري إيراني تشير إلى رغبته في نزع فتيل التوترات عبر الحوار. إيران، من جانبها، أظهرت مرونة في التفاوض في الماضي (مثل اتفاق الإطار النووي 2015)، وتبدو حريصة على تجنب حرب شاملة، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الداخلية.

لكن نجاح التفاوض يعتمد على عوامل عدة. أولاً، قدرة ترامب على كبح جماح نتنياهو، الذي يبدو مصمماً على التصعيد لتعزيز موقفه السياسي. الغارات على اليمن، رغم تنسيقها مع واشنطن، تعكس نوايا نتنياهو لتوسيع الصراع، مما قد يعرقل الجهود الدبلوماسية. ثانياً، استجابة حكومة صنعاء وحزب الله، اللذين قد يواصلان الهجمات إذا استمرت الحرب في غزة، مما يزيد من الضغط على إيران للرد. ثالثاً، الديناميكيات الداخلية في إيران، حيث قد يواجه المتشددون ضغوطاً للرد إذا شعروا أن التفاوض يضعف موقفهم.

التصعيد ليس حتمياً، لكنه يظل احتمالاً قوياً إذا لم يتم احتواء الأزمة بسرعة. الغارات على اليمن والحرب العدوانية على غزة تخلق مناخاً متفجراً، حيث يمكن لخطأ حسابي واحد أن يشعل حرباً إقليمية.
نتنياهو هو العامل الأكثر خطورة هنا، حيث يبدو أن مصالحه الشخصية تتجاوز الاعتبارات الاستراتيجية.
وإذا استطاع ترامب فرض ضوابط صارمة على تحركات كيان الاحتلال، وإذا التزمت إيران بضبط النفس، فقد تنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة. لكن هذا يتطلب تنسيقاً دولياً وتدخلاً عاجلاً لوقف التصعيد في غزة، وهو المحرك الرئيسي للتوترات الحالية.

في الختام، الوضع الراهن على حافة الهاوية. التفاوض الأمريكي-الإيراني هو الأمل الأفضل لتجنب كارثة، لكنه يتطلب إرادة سياسية قوية من واشنطن وطهران، وتغليب المصالح الإقليمية على الأجندات الشخصية لنتنياهو. بدون ذلك، فإن المنطقة قد تنزلق نحو تصعيد لا يمكن السيطرة عليه.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران وأمريكا: رقصة دبلوماسية على حافة الهاوية
- مفاوضات إيران والولايات المتحدة: التزام طهران وحقها النووي و ...
- كيف يمكن لتركمانستان أن تساعد العراق في إنهاء أزمة الطاقة؟
- إيران تحصر المفاوضات النووية مع أمريكا ترامب في القضايا النو ...
- حرب ترامب التجارية الثانية: صمود التنين الصيني يُعيد تشكيل ق ...
- ترامب والمعادن النادرة: كيف أشعلت أمريكا حربًا اقتصادية انته ...
- حماية المكونات في سوريا رداً على مقولة الأقليات ..سوريا للجم ...
- تحليل استراتيجي لمشروع “طريق التنمية” وتأثيراته الجيوسياسية
- المعارضة الإيرانية في الغرب: العودة إلى إيران، هل هي الحل ال ...
- إيران بين التزامها النووي ومخاطر التصعيد
- لحظة الحقيقة لإيران… هل سيكون 2025 عام الحرب أم الاتفاق النو ...
- العهد العالمي الجديد وأفول الكيان الصهيوني
- “وراء الرسائل: حسابات إيران وترامب”
- إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: التعاون النووي والتحدي ...
- الساحل السوري: التطهير الطائفي مستمر بصمت والشرع بلا مساءلة
- الإبادة الجماعية بحق العلويين في سوريا: مسؤولية الجناة ومخاط ...
- سوريا: إبادة العلويين بصمت مريب
- المجازر ضد العلويين : صفحة جديدة من المأساة السورية
- الجيش الصهيوني يخطط لعمليات اغتيال مركزة: استراتيجية جديدة ل ...
- العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في ظل العملية العسكري ...


المزيد.....




- إدارة ترامب تكشف أحدث خططها للترحيل الجماعي.. 1000 دولار وتذ ...
- في منطقة عسير بالسعودية.. مشاريع مشوقة تفتح آفاقاً جديدة للس ...
- من باكو إلى قابالا.. أذربيجان ترسم خريطة جديدة للسياحة في عا ...
- بلومبرغ: اليمن يقف حجر عثرة أمام مساعي ترامب لإعادة رسم خريط ...
- قاذفتان استراتيجيتان أمريكيتان B-52H تتجهان إلى المحيط الهند ...
- السودان يؤكد احترامه لقرار محكمة العدل الدولية
- من -ستاربيس- إلى المريخ.. خطة ماسك لإنقاذ البشرية من مصير ال ...
- -حماس-: لا معنى لأي مفاوضات في ظل استمرار حرب التجويع في غزة ...
- قوات الدعم السريع تستهدف فندق -مارينا – الهيلتون- بمدينة بور ...
- الإليزيه يكشف تفاصيل زيارة الشرع لفرنسا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الإغارة على اليمن: تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة