أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أريج محمد أحمد - بين مرآة وبحر














المزيد.....

بين مرآة وبحر


أريج محمد أحمد
كاتبة وشاعرة

(Areej Mohemd Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


كانت تستغرب حالها، وكم الوحشة التي انتابتها من بعد آخر رسالة بينهما. كيف ذلك؟ من أين أتت كل هذه الألفة؟ هل لأنها شعرت أنها تتحدث إلى روح تفهمها؟ تتحدث ذات لغتها تلك المفتوحة على المدى!

مارست مهامها اليومية في ضجر واضح، وبين مهمة وأخرى كانت تسافر عبر خطوات مترددة إلى هاتفها المحمول تتفقد الرسائل. كان سفرًا نحو المجهول. ماذا إن لم تكن هناك واحدة؟ وإن كانت، هل ستترك كل ما يحيط بها وتنغمس راغبة في عذوبة لغته؟ تصل إلى المحطة فتجدها فارغة، تزداد ضجرًا، وتبدأ تحادث نفسها: "ربما انشغل، ربما أخذته الرواية التي يعمل عليها، أو الأكيد إنه ليس مهتمًا. نعم، هو كذلك. أنا مجرد غريبة عنه، لا تفاصيل بيننا."

عادت لمن حولها، تحادث ابنتها قليلًا، تطل من الشرفة للحظات. وكما هي العادة، تلمح ابتسامة بلهاء تطل من وجه ذلك الرجل الذي يمتلك محل الموبيليا أسفل بنايتها، ولكنه يعتمد الجلوس على الجانب الآخر يترقب ظهورها. لكنها اليوم، وعلى غير العادة، قررت أن تكسر تجاهلها له وتنظر في عينيه مباشرة. وفعلت! حتى ارتبك الرجل وسارع بمغادرة مكانه.

فانتقلت الابتسامة البلهاء إلى شفتيها، ثم تبعتها ضحكة على حال الرجل وكيف قام بتفسير نظرتها التي اخترقت ترقبه وجعلته يفر. ربما هو سعيد الآن، ينظر إلى وجهه البائس في واحدة من مرايا المحل ويقول أخيرًا: "حنّ قلب الفرسة وشافتني." استغرق هذا الحدث السخيف دقائق معدودة، اتبعتها بساعة أمضتها أمام شاشة التلفاز في محاولة للهرب. وهي بين شرود وتصنّع للبرود، ولكنه بطريقة ما كان يحدث ضجيجًا هائلًا في عقلها. ذلك الغائب كان لحوحًا في الحضور.

حان وقت القهوة وطقسها أن تبدو في أجمل حالاتها. شرعت في ذلك مباشرة: انتقت بيجامة باللون الأزرق، دلفت إلى الحمام، رفعت شعرها للأعلى. وقفت عارية لثوانٍ أمام المرآة، ولكنها اقتربت منها أكثر حتى كادت تلتصق بها. كانت لا ترى جسدها، بل تنظر داخل عينيها، تحدق في انعكاسهما. لم ترَ شيئًا مختلفًا. ذات البحر الذي يتوارى خلف مرآتها، وهي واقفة إلى جواره تمد قدمها في خفة تلامس موجاته ومن ثم تسحبها.

رأت بوضوح كم كانت وحيدة، وحيدة لدرجة أنها وقعت في غياب رجل خرج في لحظة جموح من متاهات اللغة.



#أريج_محمد_أحمد (هاشتاغ)       Areej_Mohemd_Ahmed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجيديا ...
- في حضرة موتنا الكبير...
- في تقدير المغربي الأستاذ المهدي نقوس
- مساحة محتدمة
- الحب في زمن الحرب
- فوضى في ذاكرة الحواس ...
- سألتقيك ...
- محبرة الغياب ...
- عبور أخرس نحو العزلة ....
- المرور من تحت إبط الموت
- شيء من عالمٍ آخر ....
- كسريان الليل في أوردة المدينة ....
- على شرفة قلبي تزهر القصيدة 🌹🌹🌹Ӿ ...
- مواجع ...
- أريد أن أحبك أكثر 🌹🌹🌹🌹
- انتظار ...
- على سكة الخسارات


المزيد.....




- تعليق ترامب على مقتل المخرج روب راينر يثير الغضب
- تجسد الشخصيات للمرة التانية على التوالي .. هل فيلم الست حقق ...
- صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...
- اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل ...
- - سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية ...
- جامعة حلب تحتفل باليوم العالمي لعائلة اللغة التركية
- فيلم وثائقي فرنسي-ألماني يقدم قراءة نقدية حادة للواقع المصري ...
- تقرير: الأسد يدرس في موسكو اللغة الروسية وطب العيون


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أريج محمد أحمد - بين مرآة وبحر