الطم ياشعبي الحبيب

علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الطم ونح، مذ عهد نوح وانت تلطم،
الطم في كل العهود...الطم في القيام والقعود،
الطم على الثورات الضائعة والثورات المنتصرة" التي ستذبح فيما بعد"
ورتب نواحك تنازليا:
في عهد عبد الكريم ابكي على الملكية،
وفي عهد العارفين الطم على عبد الكريم،
وفي عهد صدام ابكي على عهد العارفين،
اما في عهد"جمهوريت" اللطم والخراب والفساد الاداري والروحي فابكي على كل شئ،
على المجاري التي طفحت، والمعامل التي توقفت، والاراضي التي جفت،والرشاوى التي في كل زاوية نبتت، على سعر الانسان الذي هبط في السوق وعلى النفط الضائع والمسروق ، ابكي على وطن الحضارات الذي أختصر الى عمائم سوداء وعشائر وعمائم بيضاء ، و الطم على تلوث الارض والسماء،
ابكي على الجامعات التي تلفعت بصور المعمميين كمقابر هائلة الحجم، وعلى الوزارات التي رفعت على واجهاتها كيف هوى على راس علي سيف ابن ملجم ،
ابكي على خواء الرؤوس.... وكنز الفلوس ، الطم على الوطن الذي مزقوه قطعا بين أهل العمائم ...وأهل الحواسم
ابكي على بلاد عادت لعصر الحجر وعلى الثقافة التي هربت وعلى الكتاب الذي انتحر،
امامك متسع من اثني عشر اماما للطم .......في ولادتهم مكتوب عليك اللطم........ وفي وفاتهم مكتوب عليك اللطم،
الطم .....ولاتسأل لماذا لايلطم زعماء الاحزاب الطائفية ابناء رسول الله على جدهم الحسين كما تبكي انت وتلطم؟ الطم ولا تسأل لماذا لاتتمزق ظهور أئمة المساجد ومقاولو المواكب باللطم ؟ الطم ولماذا لاتلطم ؟ انت ابن الرافدين قد أختارك الله لكي تتعذب في هذه الدنيا الفانية وفي كل فسحة مابين ولادة امام ووفاته لديك وقت للاعتناء بنفسك، لتلطم على من مضى من اهلك بعد أنفجار في النهضة او الكرادة او الحيانية وهناك ايضا متسع للطم
سنترك العالم يسير الى حيث يريد وكيفما يريد وننصرف للطم،
سنترك الدنيا ومشاغلها لطالبيها، ولاهل العمائم زواجات المتعة وارباح الخمس من مال الفقراء ليبنوا به اضرحة لابائهم فيما الشعب يسكن المقابر والمعسكرات المهجورة والخرائب الاثرية، ولاتسأل ، اياك ان تسأل : هل اراد باقر الحكيم لنفسه ضريحا؟ او هل اوصى باقر الصدر ان تنصرف وزارة الاسكان عن الاحياء فتهتم بمثواه الاخير؟ أياك ان تسأل ، افعل كل شئ ولا تسأل لان السؤال وليد الشك،والشك مطية الشيطان التي ستوصلك الى النارفهل تروم المكوث في النار ابد الابدين ؟؟ لاتسأل اذن وانصرف للطم!

ابكي والطم في كل وقت وزمان، الطم في رمضان وفي شعبان، قبل الافطار وبعد الافطار، في الليل والنهار ، في الصيف والشتاء فكل مكان كربلاء وكل يوم عاشوراء،فباللطم والعويل تبنى المجتمعات المتطورة،
وبالزنجيل والقامة نقترب من حدود الدول المتحضرة ، نلحق الاميركان ونتجاوزهم فنصل الزهرة قبلهم، ونقتحم أبواب المريخ بقاماتنا الايرانية الصنع يتقدمنا أطفالنا العراة المتأكلة ظهورهم من وقع الزناجيل،
ألطم الى أبد الابدين مادامت هناك احزاب تتأسس للطائفة الواحدة ، الطم فقادة هذه الاحزاب لن يكونوا قادة بدون لطمك،
لطمك ضرورة من ضرورات العصر،وميزة من ميزاته، ومطلب من مطالب التاريخ، وسوف لن تستتب اركان الدين بدون دمك المهدور ونحيبك الازلي وظهرك الممزق وتخلفك الفريد،
الطم فالبعث من امامك، والمليشيات من وراءك ،الى اين تفر؟ والامة العربية ذات الرسالة الخالدة ملوك وقبائل تلاحقك ، والامة الاسلامية تستعد للفتك بك عبر شيوخها الذين لاضمير لهم،
ولكن ياشعبي الحبيب
هذه المرة اريدك ان تفكربي انا الذي افكر في كل لحظة بك ، مرة واحدة فكر واستغل الرأس الذي منحك الخالق اياه، مرة واحدة حسب ، افعلها من اجلي وقل لي مالك تقاد هكذا من قادسية الى ام معارك؟ من هرولة الى حنجلة؟ من جسر، الى الماء تحت الجسر؟ مالك تقاد هكذا كالضرير؟ اريد أن أعليك فتنزلق من بين يدي وتتدحرج على مدارج التاريخ المعتمة، اريد أن أغسل وجهك من تراب المعارك الخاسرة والجولات الدونكيشوتية وامهات المعارك وخالات المهازل وجدات الخرافات ، فتنشب أضافرك في عنقي ، اتكلم عنك فأقول انك صنعت العجلة قبل الاف السنين واخترعت الحروف الاولى، فتباغتني بصورتك الرثة حاملا فأسك ممعنا بالحاق افدح الأذى برأسك ألذي منحك الله أياه لكي تفكر به لا لكي تدمره ، قالوا لي عندها: هل هذا هو صاحبك الذي أخترع العجلة؟ لم اعرف مايتوجب علي قوله مذ بدء الخليقة وانا أفكر بك واصرخ ..بي..وبك حتى تصل صرخني اخر الكون ...متى ستنتبه لنفسك، متى...متى...منى....؟؟؟

#علي_بداي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل