أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي بداي - هذه التكنولوجيا.... التي فضحتنا















المزيد.....

هذه التكنولوجيا.... التي فضحتنا


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


قبل ان نلج نحن جموع العرب والمسلمين باب التكنولوجيا في الصحافة والاعلام، كنا مستورين بعض الشئ وكان كتابنا محصنين ومتمتعين بقدر من الاحترام باعتبارهم شغيلة البناء الفوقي بما يعنيه ذلك من بعض " شهرة"، وقرب ما من "مصادر الخبر" و"قيادات الدولة"، كما ان الوظيفة المرتبطة بالقلم والورق في بلاد تعج بالاميين كامبراطورياتنا العرب/اسلامية، غالبا ما كانت تسم صاحبها " بالثقافة" و"المعرفة والاطلاع "، وكان ذلك بحد ذاته مجدا صغيرا، يعوض به الكاتب مشقة التفكير والبحث اضافة الى ضآلة مدخوله المادي المتواضع عادة، والمنافسة الاجتماعية الحادة التي يخوضها مع ابناء جيله من ممتهني المهن "الراقية" حسب التصنيف الاجتماعي السائد كالمهندسين والاطباء.
كان الكاتب يقاس بكتابته، اذ لا يوجد رئيس تحرير يغامر بتشغيل كاتب يجهل قواعد اللغة، او يتشتت في طرح موضوعاته مشتتا معه ذهن القارئ وبالتالي الدريهمات المعدودة من ايراد الصحيفة او المجلة، اما المادة المكتوبة من الكتاب المساهمين، فتخضع لاختبارات متتاليه الى ان تتحول الى عمود او مقالة. وقبل ان تدخل تكنولوجيا الكومبيوترلتزيح الالة الطابعة ،كان الكثير من الكتاب يكتب مادتة بخط يده ، وكان الكثير من المحرريين يكون الانطباع الاول عن الكاتب من جودة الخط وندرة الاخطاء اللغوية، ثم يتناول المادة المكتوبة بالتحليل والتقويم والتقييم النهائي.
كانت علاقة الكاتب المباشرة بقراءه، معدومة ، ثم نشأت زوايا التعليقات على المقالات التي كانت ايضا خاضعة لرقابة التحرير، لكن الكاتب كان بالنسبة للقارئ، مجرد اسم مجهول العنوان ومحل الاقامة، محصنا لايخشى من سلة شتائم تهدى اليه اوفيروسات مشتراة بسعر غال بقصد اسكات قدرته على الكتابة.
كانت الامور تسير ببطئ ولكن بمنطق معقول ، حتى راينا انفسنا ذات صباح وجها لوجه امام التكنولوجيا، الهاتف المنقول الذي يخفي شخصيتك عمن تروم مضايقته ( او بالاصح مضايقتها) واخيرا الانترنيت والصحافة الاليكترونية التي تمكنك في خلال نصف ساعة ان ترى " عصارة افكارك" وصورتك على شاشة الكومبيوتر.
لااعرف ان كانت الشبكات الاليكترونية التي تشترط على كتابها اشهار بريدهم الاليكتروني قد فعلت ذلك عن قصد، لتجنب تبعية ردود الافعال بتحويلها الى الكاتب نفسه في حين تبقى هي بمنجى من اي هجوم، او كان شرطها هذا الزاما للكاتب بتعريف نفسه امام الادارة. في كل الاحوال، استبيح الكاتب الجيد الذي توسل بالتكنولوجيا وسيلة للوصول الى اوسع تجمع ممكن من القراء ، استباحة قاسية من قبل سلطة المتخلف الذي يختفي كالارهابي خلف اسم مستعارعادة، لينتقي كل ما تجود به مفردات اللغة البذيئة تعبيرا عن اختلافة مع طرح الكاتب، دون ان يجرؤ على مناقشة فكرة واحدة، او التعبير بالكلام البشري المتحضر المتعارف عليه عن قناعاته المغايرة .
ولان المهاجم الملثم جبان، لذا فهو لا يقوى على سماع رد الفعل الذي تخلفه بذاءاته، فيذيل شتائمه بعبارة من قبيل: انا لااقرأ البريد الاليكتروني الذي يصلني منك، فلا تتعب نفسك بالرد!! وهو بالحقيقة يمارس تكتيك الجبناء بالضرب في الظلام والهرب سريعا بلا اثر، خوفا من العاقبة.
هل انتهى زمن العلاقة الربحية بين الصحيفة وكاتبها، وتحول رئيس التحرير الى مؤجر يؤجر المساحات بالمجان لتتصارع عليها الاراء وتكفش الافكار روؤس بعضها ؟، وتتعلق النظريات بارقاب معارضاتها؟، ويسب الكتاب الكتاب والقراء الكتاب ويهددونهم بالموت كما يهدد الارهابي ضحيته؟، عولمة تلك ام انحطاط وفوضى؟ هل انتهى زمن اللياقة الادبية واحترام القصد النبيل الذي يجعل الكاتب كاتبا، والمحاور متحليا بحسن مخاطبة محاوره، وابتدا زمن التنابز بالالقاب فهذا ذو كرش وذلك ذو راس منتفخ واخرالاعور الدجال والى ماذلك من نعوت انقرضت لدى الكثير من الاقوام وبقيت تتجدد لدينا،ولدينا فقط؟ أحرية رأي هذه ام حجة نضعها بايدي حاكمينا المستبدين لكي يبرهنوا على عدم جدارتنا بالحرية والديموقراطية ؟
لقد كشفت التكنولوجيا كم الحقد البدوي الذي يعتمل في اعماقنا، وبينت جوانب من قدرتنا الهائلة على التدمير والالغاء، والقت بحزم من الضوء الساطع على مكامن الانانية الراقدة داخل اعماق شخصيتنا العرب/ اسلامية !
اذكر حين كنت طالبا في الثانوية، قدم استاذ لمدرستنا للبدء بمشروع دراسة بدت لنا وقتها عجيبة، اسماها"الادب المراحيضي" ! كان هذا الاستاذ غير المالوف، ينوي الغوص في اعماق شخصية ذوي الكتابات البذيئة في تواليتات المدارس ليعرف الدوافع ويحللها، الان اساأل نفسي اذا كانت المراحيض سبورة الجبناء ، كما يحرص مدراء المدارس على التذكير به في بداية كل عام دراسي ، فماذا نسمي شبكة الانترنيت التي وفرت فرصة سكب السفالات والنذالات ، وتفريغ قاموس الشتائم دفعة واحدة من قبل من لا يتجرأ ان يتكلم الا في الظلام الدامس، حيث لاملامح، ولادلائل ، ولا حتى بقية من ورق التوت!

لقد اطلعت على مايجود به ملثموا الانترنت من انعكاس لشخصياتهم المريضة، عبر سلسلة سباب وبذاءات وجهوها للزميلة الشاعرة فينوس فائق، ومانشر اليوم من قبل جاسم المطير، وما واجهه عدنان الصائغ وداود البصري ووداد فاخر وفاتن نور ومايصلني بلا انقطاع من ردود افعال على مااكتب، وضقت بهذه الحال المزرية من اسليب التخاطب وحالة الدفاع التي نعيشها ككتاب ومفكرين وفنانين ، عزل، يطاردوننا ونكتفي بالشجب والاستنكار واللعبة مستمرة ، فهم الطرف الذي يجيد فنون الحرب بالمفهوم العرب/اسلامي الذي تعودنا عليه:هدد بسيف من خشب وسيخافك الاخرون ، اطل اللسان ماستطعت واتهم من لاتود ان تستمع اليه بالعمالة والخيانة
ومن اجل ان نضع حدا لزحف الارهاب الفكري الذي يتربص بنا اقترح ان تساندوني ايها الكتاب والفنانين لاقرار مبادئ شراكة بيننا كطرف ومواقع الانترنت كطرف اخر ، هذه الشراكة تستند الى الاسس التالية:
1. يكتب الكتاب بلا مقابل، وينشر موقع الانترنيت بلا مقابل ايضا، من المسلمات اذن ان نشيد بالطرفين ونستنتج ان كليهما له مصلحة باستمرار الاخر وتطوره وبالتالي ، فان التنازل عن بعض الحقوق من كليهما ضروري لسد المنافذ امام الملثمين.

2. تتخلى مواقع الانترنت عن مطالبة الكتاب بنشر عناوينهم الالكترونية ويحق لهذه المواقع الاحتفاظ بالعناوين لاغراض التواصل مع الكتاب على ان يتم الالتزام بعدم تسريبها اونشرها،

3. تنقل اراء القراء الجادة الى الكاتب المعني ان كانت هناك ضرورة عبر الموقع.

4. يغير الكتاب عناوينهم الحالية المعروفة.

5. تمتنع مواقع الانترنت الرصينة والتي تسقطب الكتابات الجادة عن نشر اي فتوى تهديدية ضد اي كاتب مهما كانت الجهة التي تقف وراء هذه الفتوى، او اعادة نشر بيان من هذا القبيل او الاشارة له.

6. تدقق مواقع الانترنت بمحتوى المواضيع لمنع استغلال المواقع لاثارة النعرات الطائفية والدينية والقومية.

اذا اتفقنا على تنفيذ هذه الشراكة بين الكاتب وموقع الانترنيت سيحاصر ملثمو الفتاوى في زوايا ضيقة من مواقع خاصة بهم وسينفجر حقدهم باعماقهم ولربما ستسقط اقنعة وتنكشف وجوه وآنذاك ستنتهي لعبة اللثام وتنقابل وجها لوجه كما يليق بخصمين ....متحضرين



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اتاكم حديث الانفال؟
- هل يصلح الجعفري قائدا لسفينة العراقيين؟
- نحو استراتيجية جديدة لانهاء الوجود الشيوعي في العراق
- باسم العروبة ...اطلقوا سراح صدام
- تناقضاتنا قادتنا لاحضان اميركا
- سيصفقوا لصدام مقصوص الجناحين
- قيامة الكاظم
- لينطق اليسار بوضوح مع اميركا، والناس، والرجعيين
- يريدون عراكا جديدا لاعراقا
- ‏لنحترم ارادة سماحة السيستاني ونكف عن الاستشارات
- الى متى يلاحقنا شبح الاكراد؟
- الشيوعية في العراق نخلة باسقة، والانتماء لليسار العراقي بكل ...
- جريمة البصرة مصغر لما يعدنا به الاسلاميون مستقبلا في كل العر ...
- ثوري ايتها البصره بوجه المتخلفين
- ثوري ايتها البصره بوجه المتخلفين، تضامنوا مع طلبة هندسة البص ...
- دعونا على الاقل نصرخ بصوت واحد
- ايها الكورد....انتم املنا الاخير ولااحسبكم ستخذلونا
- عصبوا عينيه الوقحتين... وكفوا عن تحجيبي
- قائمة المرجعية والديموقراطية... ايران 1979 ام جزائر 1990 ؟
- يريد ينجح بالزغل ......سعّودي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي بداي - هذه التكنولوجيا.... التي فضحتنا