أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - بعد تطاول المشهداني....باية لغة نتعامل مع الرجعيين؟















المزيد.....

بعد تطاول المشهداني....باية لغة نتعامل مع الرجعيين؟


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 1698 - 2006 / 10 / 9 - 11:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


للحذاء مكانة حساسة في التاريخ الشعبي العراقي ، فهو يدل دلالة مباشرة عبر الامثال الشعبية على المكانة الطبقية والاجتماعية لصاحبه او فاقده، فيقال للفقير: حافي ويقال لوصف الغني : اقدامه تؤلمة من كثرة تبديل الاحذية الجديدة
وفي هذا السياق، سبق لرئيس العراق المخلوع عى العرش صدام حسين ان وصف الشعب العراقي الذي يرأسه انه كان شعبا "حافيا" قبل ان يتسلم هو السلطة وينعم عليه بنعمة احتذاء الاحذية دون ان يسأل سائل عن سبب عدم استخدام الاموال التي يملكها العراقيون، باعتبارهم مالكين لثاني احتياطي نفط في العالم لشراء الاحذية والسر الذي يجعلهم ينتظرون مخلصا على شاكلة صدام ليلبسهم الاحذية؟؟

كما ان للحذاء رسالة تبليغية حيث يمثل استخدامه للضرب اعلى درجات الاهانة. وهذا التبليغ يتحقق بشكلين مادي ومعنوي اما المادي فهو الاستخدام الفعلي للحذاء كاداة ضرب ويقال عندها لشجار يستخدم هذا النوع من الوسائل ب:"
صارت بال...." وهو أحط انواع الشجارات ويدل دلالة مباشرة على وضاعة مستوى المتشاجرين.
أما الاستخدام المعنوي، فهو التهديد الكلامي باستخدام الحذاء للتعامل مع الخصم او وصف الخصم بالحذاء، وغالبا ما يذكر الحذاء اثناء كلام الناس المحترمين مسبوقا بكلمة" تكرم" او" حشاك" والا دل ذلك على وضاعة المتحدث وافتقاره الى اداب الحديث.
ومن الواجب ذكره هنا، ان الحذاء الذي يرتبط في الذهن العراقي وربما العربي والشرقي ايضا بالمكانة المنحطة، ينال التقدير والتكريم في اوربا حتى اني احفظ اغنية باللغة الجيكية تتغزل بالحذاء وكون نظافته دلالة على الاناقة وحسن الهندام ،و ربما يعود السبب في ذلك الى ان الفضاء الذي ينشط الحذاء الاوربي داخل حدوده هو فضاء نظيف من ارض او سيارة فيما يماس الحذاء العراقي او الشرقي بيئة وسخة من شوارع مليئة بالقمامة الى الدروب الموحلة شتاءا

وضمن مهمة التبليغ هذه دخل الحذاء العراقي بنسخته الصيفية المسماة "بالنعال" التاريخ من اوسع أبوابة على يد مستخدمة السيد جواد كاظم " ابو تحسين" الذي دشن بضرباتة المحكمة مرحلة سقوط الدكتاتورية في 9 نيسان 2003 .
حاكم حذاء ابو تحسين الاستبداد ممثلا بشخص صدام حسين محاكمة فورية، شجاعة، صادقة نقلتها وكالات الانباء العالمية نقلا مباشرا وترجمتها الى كافة لغات العالم تقريبا وقد لخصت صفعات النعال المهيب لابي تحسين ببساطة منقطعة النظير مكانة صدام حسين الحقيقية في المجتمع العراقي والمشاعر الحقيقية التي يضمرها العراقيون له بعيدا عن لغة الاعلام الرسمي والمهرجانات الدعائية وبالضد من المشاعرالمشوهة للاعلام العربي الغارق يوحول الاحساس بالدونية والمتمترس خلف مفاهيم البداوة والقبيلة حيث يكون الحاكم مندمجا مع رعيته.

ومما امتلك دلالة خاصة وقتها ان ضربات نعال ابو تحسين تمت في وقت كانت فيه العاصمة قد أخليت امام اللصوص وعصابات النهب والسلب، وفيما كانت الاوضاع الامنية لم تحسم بعد حيث لم يكن بمقدور أحد التأكيد على انسحاب قوى الامن البعثية من الشارع والمؤسسات الحكومية .
وحين سؤل ابو تحسين لاحقا عن سبب عدم اشتراكه بهذه الافعال وهو الموجود امام مؤسسات وممتلكات خلت من الحراس فاجأ الجميع بقوله: "ان الحزب الشيوعي الذي تربيت داخلة يمنعني من اقتراف مثل هذه الافعال الشنيعة" وهكذا اتضحت هوية هذا العراقي و سنحت للحزب الشيوعي العراقي وقتها فرصة تاريخية نادرة للخروج للعالم بوجهه الناصع " ابو تحسين" الذي اشتهر عالميا كمثال للشجاعة والصدق والشرف.
لم يكن التاريخ في يوم ما بالكرم الذي كان عليه مع الحزب الشيوعي العراقي في يوم 9 نيسان وهو كرم لايتكرر بسهولة لقد وجد الحزب الشيوعي نفسه بفضل شجاعة اعضاءة الحزب الوحيد الذي يجرؤ على توزيع صحيفته في شوارع بغداد بعد خمسة ايام من هزيمة البعثيين المخزية امام الدبابات الاميركية ، وقبل ذلك بايام خرج الحزب من حياة السرية والمطاردة والقمع الدموي الى العلن عبر تصرف واحد من ابناءه الذي دخل كل بيوت الكرة الارضية

لقد كان بامكان الحزب الشيوعي استثمار شخص ابي تحسين وفعله الشجاع في دعايته الانتخابية لدورتين انتخابينين في وقت دخلت فيه الفضاءيات كل بيت عراقي، لكن ذلك لم يحصل في الدورة الاولى فكتبت حينها رسالة سريعة حارقة مختصرة لمركز الحزب أقول فيها: لو كان لدي حزب مكون من ابي تحسين فقط لكسبت ربع مقاعد البرلمان!! ورشحت نعال ابي تحسين وهو يهوي على وجه صدام حسين ليكون شعارا للحملة الانتخابية وضرب الحزب اقتراحي عرض الحائط ولم يرد علي ، ليتحالف مع علاوي ومرام ويضيع فيما بعد وسط ركام العمائم والعباءات السود التي وشحت لون برلماننا العتيد ليكون ثاني اكئب برلمان في العالم بعد البرلمان الايراني ولنجد انفسنا بعد ثلاث سنين نتسائل ببراءة الاطفال عن مصدر جرأة مغمور مثل المشهداني ليبيح لنفسه مقاطعة سيدة محترمة بكلمات تفتقر الى ابسط مقومات الذوق والادب.

ادى حذاء ابي تحسين دوره التبليغي التاريخي ليتوقف بعدها الحذاء عن لعب اي دور في الحياة السياسية حتى عاد اخيرا بشكل مغاير تحت قبة البرلمان كما يقال. فقد صرح السيد رئيس البرلمان مقاطعا النائبة ميسون الدملوجي انه مستعد لضرب الديموقراطية بحذاءه ان تعارضت مع مااسماه ب"الشريعة الاسلامية".
انني وخلافا لرأي الكثيرين ارى ان الدواعي والمسوغات التي دعت السيد رئيس البرلمان لاستخدام هذه اللغة السوقية المنحطة مبررة جدا، فمن يعادي الدكتاتورية يستخدم ضدها كل انواع الاسلحة والتحقير فهكذا كان تصرف ابي تحسين ولم يتغير شئ من الرسالة التبليغية للحذاء سوى ان المفعول بة قد تغير. فاذا كان حذاء ابى تحسين قد و قع على صدام ودكتاتوريته كمفعول به فان المقصود من الاحتقار في فعل السيد المشهداني هو العملية الديموقراطية كلها خاصة وان الفرصة كانت سانحة بوجود متحدث من جنس النساء الذي يضمر له المشهداني وغيره من رجعيي البرلمان العراقي كرها واحتقارا واضحين.
لقد أشر الحذاء في الحالتين لمرحلتين مختلفتين،فلقد انزل ابو تحسين اعلى سلطة الى مستوى الحذاء بتدشينه عصر انهيار الدكتاتورية في العراق في حين دشن حذاء المشهداني عهد فاشية متسخة باسنان صفر طويلة وقوام هزيل كرمح مسموم ، فاشية صفق لها نواب تعيش اجسا دهم فقط في القرن الواحد والعشرين لكنهم فكرا وروحا ينتمون الى مجاهل التاريخ المظلمة، لعصر الكهوف والغزوات والحريم. هؤلاء يحتاجون لغة خاصة لكي نخاطبهم بها ، لغة تعريهم وتكشف قذاراتهم ودجلهم امام الناس اجمعين .....لغة الشجاعة



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاضينا ......راضي
- جمهورية صدام الثالثة
- يسألونك عن الانفال يابشرى الخليل
- في اي عالم سيحيا صغارنا؟
- المتأمرون على عروبة العراق وهويته الاسلامية
- من اجل المرأة والثقافة والمستقبل في العراق
- هذه التكنولوجيا.... التي فضحتنا
- هل اتاكم حديث الانفال؟
- هل يصلح الجعفري قائدا لسفينة العراقيين؟
- نحو استراتيجية جديدة لانهاء الوجود الشيوعي في العراق
- باسم العروبة ...اطلقوا سراح صدام
- تناقضاتنا قادتنا لاحضان اميركا
- سيصفقوا لصدام مقصوص الجناحين
- قيامة الكاظم
- لينطق اليسار بوضوح مع اميركا، والناس، والرجعيين
- يريدون عراكا جديدا لاعراقا
- ‏لنحترم ارادة سماحة السيستاني ونكف عن الاستشارات
- الى متى يلاحقنا شبح الاكراد؟
- الشيوعية في العراق نخلة باسقة، والانتماء لليسار العراقي بكل ...
- جريمة البصرة مصغر لما يعدنا به الاسلاميون مستقبلا في كل العر ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - بعد تطاول المشهداني....باية لغة نتعامل مع الرجعيين؟