أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي/ التطبيقات















المزيد.....

النص الثقافي في الشعر العراقي/ التطبيقات


عيّال الظالمي

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


استخدام الكلمات العامية:
عملية استقدام الكلام الشعبي وتضمينه ضمن الشعر العربي له مداليل وعلامات تخدم النص وتقوي من صدق ما انتج الشاعر، وكذلك يزيد من ثقة الشاعر في نصه لإيصال ما يعتمل في داخله من حب، أو غضب، أو توضيح، أو اشادة، فالكلام العربي خاص في العراقيين كثيمة دخلت في الشعر العراقي العربي، أو ضمن المنلوج في الشعر، وهو إحساس سردي بتاریخ المتحدث وبصیرة نفسه الشخصیة المونولوج الدرامي ثاني اقدم شكل من اشكال الشعر بدأت في الثقافة الیونانیة ، وقد استخدم ( معن غالب سباح) ضمن مجرى النص الشعري جملاً من الكلام الشعبي العامي، واعتقد أن مثل هكذا نوع من التضمين ويُدرج دائماً ضمن الشتائم أو الإنتقاد اللاذع لزيادة زخم الدعم، وهو تعبير نفسي للشاعر قبل أن يكون نقل لقائليه، لما يعبر عما في داخل الشاعر من غضب يشعره بالراحة لما يقدمه من نص يذهب به نحو الكمال الكتابي، ففي قصيدة (أم ديوان) وضع (معن) جملة لها تقول فيها: ( يا حيف الهدانات تحكم مذاريب)
فأمهم ناقمة على المسؤولين، وعائلتها الكبيرة محتاجة هذا الدعم لأنها تعاني من
الفقر والتخلف وعسر الحال، فقد أضاف الشاعر مقدار من الصدق في نقل المسموع بصدقه المتوارث والذي سمعه كما هو، والمتداول بين العامة عن ( أم ديوان) القابلة، فحضور الأمومة ( الأم الشجاعة) وهي تعلم فأن قولتها هذه ستسري كالنار في الهشيم، ستصل الساسة آنذاك، وهذا التعبير عن رأيها وهي تدعم الجمع غير مكترثة بالعواقب، فمن خلال الشعر يزداد الزخم الادهاشي، وخاصة في الشتائم من تضمين الكلام العامي الشعبي، وهناك حاجة لادخاله في النص الشعري وهو ما يعبر عن نفسية الشعب العراقي في شتى المراحل من تأريخ العراق السياسي، ووصفهم بأهازيج شعبية تقع في بحر الشتائم، وبمختلف العصور السياسية، كأهزوجة:
(نوري سعيد القندرة ( الحذاء) وصالح جبر قيطانها.)
وكانت من أهازيج الشعب وكان هناك موقف لنوري السعيد أنقله عن كاتبه: [ وأقول حينما أعدنا إلى الأذهان تلك (الهوسة) اتصل بنا صديقنا الساخر عبدالعزيز الشمري وقال لنا: (يا أبا سامي) هل تعرف ماذا حدث بعد تلك المظاهرة؟.. وحينما أجبناه بالنفي قال: أنا سآتيك لأكمل القصة وسأرويها لك شفهياً، لأنني قد كتبتها في ورقة مطبوعة وسأرسلها إلى أحد الأصدقاء الذين يشرفون على مجلة أسبوعية تصدر في إحدى دول الخليج، وذلك رداً لـ(جميلهم) معي في إرسال أعداد المجلة لي بشكل دائم، ولأنني أعرف أن الوفاء من طبيعية صديقي أبي فيصل.. عبدالعزيز، فقد شجعته على هذه الخطوة وأنا (أضمر) شيئاً في نفسي ولذلك طلبت منه رواية ما حدث بعد المظاهرة شفهياً، وحينما جلس وعدّل من قامته الطويلة على الأريكة و(شفط) فنجان القهوة كعادته دفعة واحدة قال: اسمع يا - رعاك الله -: قيل إنه في عام 1956م قامت المظاهرات الطلابية في بغداد تدعو بسقوط حكومة نوري السعيد وكان نوري السعيد بذاته يجلس في شرفة مجلس الوزراء ويستمع للهتافات فأعجبه هذا الهتاف (الخاص به): (نوري سعيد القندرة.. وصالح جبر قيطانها) فأمر الشرطة بعدم اعتقال المتظاهرين، وحينما عاد إلى البيت أخذ يدندن بالمعزوفة واستدعى مربية ولده الوحيد، وكان اسمها (حليمة الملاية) وطلب منها أن تُلحّن وتغني هذه الكلمات لما عُرف عنها من جمال الصوت ومهارة العزف ولكنها حوّرت الهتاف إلى قولها: (نوري سعيد الوردة وصالح جبر ريحانها) ولكنه (رفض تزوير التاريخ) وعدم الإخلال بحقوق الملكية الفكرية!! ولذلك أخذ يبحث عن مؤلف هذا (النشيد) العجيب فقيل له إنه من تأليف طالب اسمه (محمد الحبّوبي)، أصبح فيما بعد من أشهر شعراء العراق في تلك الفترة، ولذلك استدعاه بشكل خاص ليتناول العشاء معه، وحينما وصل الحبّوبي إلى القصر وجد (الباشا نوري) في الحديقة وقد وضع أمامه سمكة كبيرة مشوية على الطريقة العراقية (أي المسكوف) وهو يدندن بالنشيد إياه ويبتسم في وجه الطالب الحبوبي، بل ويحتضنه وهو يربت على كتفه بقوله: (لا لوم عليك لقد قلت رأي الشارع بحكومته) وبطريقة فنية لاذعة، ثم أخذ يتبادل النكات مع الشاعر، وبعدها دعاه إلى تناول السمكة فقال الحبوبي - حذراً -: لا آكل السمكة حتى أشمّها لكي أتأكد من صلاحيتها للأكل وعدم (خياسها)، لا سيما على موائد الرؤساء(!!).. في غمز مبطن يُفهم منه أنه يشك في أن السمكة قد تكون مسمومة، لذلك قام الحبوبي بـ(شم السمكة) من ذيلها، وهنا ضحك نوري السعيد وقال له: (ولِك.. شمّ خياس السمكة يجي من ذيلها لو من رأسها؟!).
وهنا قال الحبوبي: أما خياس الرأس فنحن متأكدون منه ولكننا نريد أن نعرف هل وصل (الخياس) إلى الذيل يا سيادة الرئيس؟.. فضحك الرئيس كثيراً، وقال له: اسمع يا محمد بمناسبة ذكر (الخياس) أو العفن.. فأنا - الآن بمثابة غطاء (بالوعة المجاري) بالنسبة للعراق، فإذا ما أزيلت هذه البالوعة فستخرج عليكم الروائح والأوبئة والصراصير والجرذان السياسية، لذلك أوصيك يا ولدي - إذا ما أزيلت هذه البالوعة يوماً ما والتي اسمها نوري السعيد وجاءكم رئيس أفضل منه فلتتجه إلى قبري ولـ(تفعلها) عليه، أما إذا جاءكم من هو أسوأ مني فلتبلغه بكل ما دار بيني وبينك هذا المساء. ]
ومن نص (أم ديوان) أيضا ضمن قول الدفان:(دير بالك عليه وليدي تره مثلك شباب ) من نص (أم الشامية، أم ديوان)، ليوصل مقدار الفاجعة التي أوجدتها الحروب وحلت بالشعب واخذت مقدار كبيرا من الشباب، فهي عملية حصاد جماعي لأجيال من الشعب العراقي والإيراني على السواء، وهذا ما يجعل الشاعر في حالة تعاطف كبير مع ضحايا الحرب، ليعيد إلى الأذهان فواجع الحصاد وفقد الأحبة، وتعطيل الحياة بكبر حجم الحزن والاضطراب وانتشار الأمراض النفسية التي أصابات الشعب وأحدثت تشوهات نفسية في نسيج المجتمع نتجت عنه انحرافات وظهور تشوهات وظواهر غير اخلاقية لم يشهدها المجتمع العراقي سابقاً.
وما قاله اللص:( يا منعولة الوالدين ) في نص اللصوص الـ (ظرفــاء،، أصدقاء الليل،، حراس الشامية ولصوصها العظماء)، أورد هنا ما قاله عن لسان اللص، ويقصد بمقولة اللص (يا ملعونة الوالدين) فهي بالكلام الشعبي ليس سباب من جهة الغضب، ولكن من جهة التعجب على قيمة الحكمة التي تحملها ربة البيت وصبرها على السارق وخوفها على يتيمها وتبيان خسة اللص بأن يسرق بيت أرملة، وكان من قيم اللصوص عدم سرقة بيت الأرملة، لهذا اجد ان اغلب النصوص مدعمة بمواقف وكلام شعبي لزيادة ثقة القاريء بحقيقة النص ومقدار صدق الشاعر وانه لا ينقل نصاً خيالي أو نص مختلق من مخيلة الشاعر نفسه.



#عيّال_الظالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب في حلقات /تطبيقا ...
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / التطبيقات
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / غير مطبوع/ حلقات الت ...
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب في حلقات / التطب ...
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غ.م/ التطبيقات
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ تطبيقات
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غير مطوع
- النص الثقافي في الشعر العراقي/ كتاب غير مطبوع / أنواع النصوص
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / كتاب غير مطبوع/ الحل ...
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غير مطبوع في حلق ...


المزيد.....




- إجراءات إيران الفنية ستدخل حيز التنفيذ فور إصدار الوكالة الد ...
- بمزانية 40 مليون دولار وأكثر”متى موعد عرض فيلم 7dogs” رئيس ه ...
- طلاق جديد في الوسط الفني المصري
- كلاكيت: السينما تاريخ من الموجات والتيارات
- مسرحية ابطالها مكفوفين تروي حكاية كربلاء مع الدولة العثمانية ...
- مصر تدشن أول خطوة لإحياء اللغة الهيروغليفية القديمة
- مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
- -افتتاحية رقص العالم-.. الباليه الوطني الروسي في قلب القاهرة ...
- -أبناء الثقافة الثالثة-.. قصص نساء يعشن بين أكثر من بلد وثقا ...
- انطلاق أسبوع الثقافة الروسية في طهران


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي/ التطبيقات