أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب في حلقات / التطبيقات














المزيد.....

النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب في حلقات / التطبيقات


عيّال الظالمي

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 18:24
المحور: الادب والفن
    


النص الثقافي ما بين المقارنة والتمثيل:
حمل النص الثقافي عبر ترحله في كتب التراث واللغة الشفاهية الكثير من الأسماء بعضها إنسانية وحيوانية، وهذه الحيوانية هي أصلاً بنيت للإنسانية من باب أن تكون قناعاً وستراً من أجل التخلص والتملص من العقاب، أو المشابهة بين الطُّغاة والدكتاتوريين والظَّلَمَة، فقد إضطلع بمهام عظيمة عبر التجبر السياسي، وبنيت النصوص الثقافية بناءً بسيطة يفهم من العامة سواء كان سردياً أو شعرياً يفهم بما يمتلكه القارئ وفق امكاناته التي يستشف المعاني من تضاعيف النص الموضوع لا تلتبس دلالاته النظرية بسياقات اشكالية متداخلة، فهي خطابات فكرية بنصوص دينية واجتماعية أخلاقية توعوية تنحو نحو القدوة أو المقابلة مع عمل قيمي في زمن كانت تلك القيم لها وقع مثالي في المجتمع، ومن البعد الإنساني لتعامل الشاعر مع أحداث ومناقب أهل مدينته، "فإن نصوصه تشي بالكثير مما يعرضه الناقد، فمن أوجه عدة أكثر فاعلية من أشكال الكلام الأخرى في نقل ما تمتلك من محتوى يميزه العقل الإنساني، فحينما يقال: العقل الإنساني اليافع مثل عقل الطفل له قابلية الإستجابة أكثر مما يظهر بعينيه، وينقل بإسلوب بهيج من استجابته لما يستنتج بصورة غير مباشرة، ويتضمن عملية تجريد من الواقع" ، فمثلا مواقف اللصوص سابقاً، واحجامهم لأمور مرت بهم أو فعلوها إنسانياً، وإيقاض الضمير في لحظة قد تكون من ضرب الخيال منعتهم من سرقة ما عزموا عليه وتجشموا الصعاب كي يبلغوا مرادهم، ليقول معن غالب في نص (أصدقاء الليل حراس الشامية ولصوصها
العظماء ):
قولوا
لـ ذهيب الجنابي*
وأنت
تخطف الكحلةَ من العين
قبل أن يرتد طرفها
يمكنُك أن تمر بيتَنا
كفارس(روبن هودي)
لأن والدي معنا
هنا يشير إلى براعة هذا اللص وهو ( ذهيب) مصغر ذهب، فعليه ان يأتي ليسرق وما هو سبب الدعوة لوجود من يحمي البيت، الوالد قائم على الحراسة، فافعل إن كنت تستطيع؟ انت المعروف بسرقة (الكحلة) من جفون العين، وكان من الأعراف القديمة ان اللصوص معروفون، ومعرَّفون للعامة، وحينما يريدون سرقة بيت أحيانا يجاهرون للتحدي، فهي هواية وغواية وبطولة وشجاعة مفرطة مع المجتمع القاسي المدجج بالسلاح.
أّما في غيابِه
فأنت تعطُّر الليلةَ الواحدةَ
بثلاث دورات حراسة تحمي بها طفولتنا
عجبي ولا عجب.
ولكن اللقطة الأولى لنص (ذهيب) أن والد تلك الفتاة، حينما يسافر يستودعهم، أمانة عند اللصِّ وهنا المفارقة أن يتحول السارق إلى حارس، فهو دائم الحركة ولا ينام ليلاً كي يحرس بيت المودِّع عنده حتى يعود، والعائلة تعرف ذلك، وهذه قيمة عليا في المجتمع المحفاظ على الأمانة وإن كان المُؤَمَنُ عنده لصَّاً، وهذا النص يشير به الشاعر ليس للفخر فقط، بل لما يحدث في أمانات الدولة عند المسؤولين والموظفين والمقارنة مع لص سابق، مهنته السرقة وسبيل عيشه، ليكون النص موعظة ونصيحة ما بين القيم المتوارثة والقيم الدخيلة على المجتمع العراقي، وفي النص نفسه يكمل الشاعر حكاية اللص الآخر وكما يناديه بالإخبار:
قولوا
لـعـبّادي ابن عبيدة*)
أن عباءَتَك التي افتَرشتَها
مملوءة بحنطِة اليتيِم
وأمِه كسرت ظهَرك
مرتين الأُولى لثقلها
والثانية عندما سمعتَها
تقول: ليتيِمها
دعني أساعد خالَك
فقلتَ :(يا منعولة الوالدين )
لقد كسرت ظهري
عجبي ولا عجب .
اللص الآخر هو (عـبّادي ابن عبيدة) يقول النص بأن هذا الرجل، قد افترش عباءته لكي يصب عليها من مخزن الحنطة الصغير المعمول من الطين وهو ما يشبه الزير، ويدعى ( السِّدَانة) حيث تقوم الأمهات بعمل شاق كي تستخلص الحنطة كحبوب جاهزة للطحن من القشور باستعمال أدوات ريفية قديمة ميكانيكية تحتاج لعمل مضني منهن، ثم يخزن في هذا الإناء الطيني، فحين حمله ليصب الحنطة وهو القمح كانت المرأة مستيقظة وخائفة، ولفطنتها في ردعه استعملت التصرف اللبق المقابل للإهانة لتعلمه بأنها امرأة أرملة، ولها طفل، فقالت لولدها (سأساعد خالك) بحمل كل ما تملك، وما دام خاله فكيف يسرقهم المفروض هو من يجلب المعونة لهم، ففي هذا الموقف الذي سرده اللص، سبَّ المرأة وقال: (كسرتي ظهري) أي أخجلتني تماماً وجعلتني بلا قيم رجولية، حيث اعاد المؤونة إلى مكانها وقام في احاديث خارج النص برعاية ولدها حتى كبر، وهي من الحكايات المشهورة، وهذه موعظة عن العفّة وكبر النفس وعدم النزول للرذائل وللسراق أعراف، ومن يتجاوز تلك الأعراف يعاقب من الجمع بفضح تصرفه الشائن كما يعتقدون هم ويُحارب، وفي نهاية النص وفي اللوحة الثالثة، يقول الشاعر:
قولوا
لـ حيوان ختول*
أن البقرَة التي عَفَّتْ روحُك
عن سرقتِها في الحيدرية
أصبحت قطيع أبقار مبارك
لأنّك استحرمتَها بعدما
ذقت خبزَة قريتِها عنَد تعبِك في الغروب
عجبي ولا عجب.
من حوادث السراق وحكاياتهم أن
( حِيوان ختول) وهذا اسم اللص قد وصفت له ان بقرة بها مواصفات متفردة عن باقي الأبقار وفي منطقة الحيدرية البعيدة، فهو يبعد ما يقارب 170 كيلو متر سيراً على الأقدام أو يركب فرساً، وهذا اللص تجشم السفر وركب طرق السرقة وحين وصل متأخرا أنهكه الجوع والعطش، فضيفه أحد أبناء المنطقة، عندها انتبه بأنه أكل من زادهم والزاد أمان، فدار صراع نفسي داخلي قرر لا يمكن ان يخون هذا الزاد والبيت جزء من المنطقة فقد حَرَّمَ على نفسه سرقة المنطقة، واعترف لصاحب البيت عن نيته التي قدم من أجلها وما قرر عمله فذهب مثلاً شعبياً، وهنا الشاعر يحاكي من عاشوا في العراق وكيفية عدم الحفاظ على إقتصاد وثروات البلد وسرقته أو التنازل عنه مقابل حفنة من الدنانير، كما فعل بعض النواب بالتنازل عن أرض عراقية لصالح الكويت مثلاً، والكثير من الأمور التي عكست صغر النفوس في زمن الفساد والإفساد.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غ.م/ التطبيقات
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ تطبيقات
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غير مطوع
- النص الثقافي في الشعر العراقي/ كتاب غير مطبوع / أنواع النصوص
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / كتاب غير مطبوع/ الحل ...
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غير مطبوع في حلق ...


المزيد.....




- أسرة العندليب تنشر خطابا بخط يد -حبيبته- الشهيرة للرد على شا ...
- مسئولون عسكريون إسرائيليون: حسمنا المعركة في غزة ويجب ترجمة ...
- بعد أول محادثات مباشرة بينهما منذ 2022.. أوكرانيا وروسيا تكش ...
- -رسوماتها إبرة تخيط جراح غزة-.. مقتل الفنانة الفلسطينية إلها ...
- في سابقة تاريخية.. CNN تعرض مسرحية لجورج كلوني في بث مباشر م ...
- “مفيش زن وعياط من تاني” اضبط فورا تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بيبر يكشف حقيقة تعرضه لاعتداء جنسي من طرف ديدي حين كان مراهق ...
- ضباط القوات المسلحة الإندونيسية سيتعلمون اللغة الروسية
- -10 قصص عن الحب والموت-.. مسلسل تلفزيوني عن أحداث دونباس
- بعد غياب 3 سنوات.. توم كروز يعود إلى مهرجان كان بفيلم -المهم ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب في حلقات / التطبيقات