أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ تطبيقات














المزيد.....

النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ تطبيقات


عيّال الظالمي

الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 17:49
المحور: الادب والفن
    


نكمل التطيقات
-محمد الشاعر يختلف عن معن الشاعر في نصوصه الثقافية، فمحمد يتحدث وينتج عن لسانه، عن لغة خطاب مباشرة منه، ومعن يمتاح من معين تراثي، وحين ينقل محمد خطاب عن أمٍّ تخاطبه هو، ليكون الراوي العليم (مما حكته لي أمّي) كان متأثراً جداً وقلقاً جداً، ما يراه يسكنه داخلياً ويقظ مضجع تطلعاته، هو لا يفكر في تأريخ مدينته ولا يتعامل مع ماضٍ، بل مع حاضر يراه مهشماً وإن مضت أيامه عن وقت قريب، وما يأتي رجاءٌ، لا أقول تمني، حين يضمّن غداً الغيبية، هذا ما يرجوه وليس الضمان في تحقق الحدث، ربما يستشف من قراءة عن أمس، لأن الزمان كما يقال يعيد نفسه:
نم يا صغيري نامت اليقظاتُ
وتدثرت بغلافها الصفحاتُ
هذه الهدهدة في مهد الحياة بصوت الأم القادم من التراث العراقي بأغنية الطفولة الماثلة في ذاكرة جميع الشعب ( دل اللول، يا الولد يبني) هنا هو الأم، هو الذي يخاطب قلبه، أو عقله لكي يجعله يهدأ، المستقبل لله، ما عليك سوى ان تدع ما ليس لك طاقة على صنعه لخالقه، فما قرأته وعلمته أو تعلمته إتركه الآن فتلك الصفحات من الحياة أغلقت أبواب غلافها واصبحت من التأريخ، وستأتي صفحات لتِدَوَّن وهكذا، إنه خطاب نفسي قانط، ولكن لا حيلة، فعليه أن يثق بأن ( ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها يغير الله من حالٍ إلى حالِ) يقول:
لا تقصص الأحلام
قد تبتزنا حربٌ عجوز قادها الأموات
هذه هي ( الحرب العجوز) القلق الدائم، فالحروب منذ ان ولدت على يد أبني آدم، وهي تكبر ولا تشيخ، لا تُنهَك بل تتجدد مع الأجيال بولادات أكثرها معسرة فتكون حلا لليائسين، وقدرا للراحلين، ونكاية للحالمين، الذين لا يريدون دار العناء، فطلب النوم قصير، وربما غفوة دون استيقاض مع حرب فتية، يشعلها من يرحل قبل أن تكمل أسبابها، ويموت قبل أن تحل أوزارها، وهنا يبدأ بقص حكاية الأم ووصاياها وتحذيره من أن يبوح ويخبر الصبيان بأحلامه، وكيف أنه فقد الحبيبة وفقد الأمل المتمثل بالشمس، لا تبوح بحبك الذي ذهب للرهبان فما عليك بُدٍّ من الاعتراف بعشقك ولا صلاة، فالأم عند ( محمد السويدي) مبتدعة بكل ما تحمل من صور النصح والإرشاد، هي فكرية من صنعه، شخصية مبتكرة متواجدة في عقله الباطن، قد تكون المدينة، وقد تكون الحلم، وقد تكون الصراع الذي يهيمن عليه من جراء تعرضه وأهله ومدينته للحروب ومنها الطائفية وغول الدولة الإسلامية المفتعل، لتحطيم العراق وأحلام أبنائه، لهذا ينشد أن يكبر هو وبلاده لا فرق بينهم لكي يتجاوزوا المحنة من أجل الغد المنشود، فلسان حاله ما قاله جاك ريف ر: 0 كلنا نموت، الملك من الضجر والحمار من الجوع وأنا من الحب) وحصل التجاوز ومازال الغد واقفا خلف العارضة، فتبقى الأماني المستعصية فينشد لغدٍ:
فغداً ستكبر يا بُني
وحينما تغدو كبيراً تكبرُ الكلمات
ويمتلك (محمد السويدي) عمّاً للمدينة وهو (الشيخ مرعي) هذا العم على عكس عم ( معن غالب) فذاك دافن للاجساد المثقوبة، والمنتهية الصلاحية في الحياة، والمنهي للتطلعات حيث الغياب الأبدي، وهذا الذي اخذ حكايته من والده، (حكى لي والدي عن ملّا مرعي) هذا العم مخضر الخطى، يصاحب الخير والنماء، كذاك اسمه يوافق الرعاة والعشب والرعية، فهو الصائن المصون، والمحمي، ويخبره بأن له بالمدينة طيور تلتقيه على ألسنة الفروع وأغصان الشوارع فيها:
ففي شرقاطه كانت طيورٌ
هنالك تلتقيه بكل فرع
تطمئنه على سير الأغاني
وتدرس عنده احكام شرع
متحضر متنور هذا المُلَّا، يطمئن على المتناقضات، تارك الخلق للخالق، بمدينته تنوع فكري ما بين الذين يطمئنونه على أن الأغاني لم تكن مقعدة، وهي تسير لمحبيها، ولكنها وفق المنشأ الصحي لها لأن هذه الطيور النقية الفتية تدرس وتطلع على الشرع، وتأخذ أكيد وتطبق ما يجيزه وما ينهى عنه، وهذا العم يدرأ الحرب بالحياة التي يتصورها الشاعر على أنها أغنية، لأن الحرب لا نفع من قيامها.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غير مطوع
- النص الثقافي في الشعر العراقي/ كتاب غير مطبوع / أنواع النصوص
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / كتاب غير مطبوع/ الحل ...
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غير مطبوع في حلق ...


المزيد.....




- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...
- فيلم وثائقي يكشف من قتل شيرين ابو عاقلة
- بعد 21 يوما من وفاته.. تحديد موعد دفن الإعلامي عطري صبحي
- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ تطبيقات