جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 16:30
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
بحث مؤتمر العمل الدولي في دورته ال - 113 المنعقد في قصر الأمم بجنيف ، موضوع قبول عضوية فلسطين كدولة مراقب في منظمة العمل الدولية، وخلال بحث الموضوع في الجلسة الخاصة يوم الخميس الخامس من حزيران الجاري ، قدم أعضاء مكتب إدارة المنظمة توصياتهم بخصوص إعتماد مكانة فلسطين من تمثيل كمنظمة تحرير الى مكانة دولة مراقب في منظمة العمل الدولية .
وخلال بحث الموضوع قدمت ممثلة اصحاب العمل والحكومات في المؤتمر توصيتها بخصوص تعديل اتفاقية العمل البحري وموضوع بند 33 من دستور المنظمة بخصوص اتخاذ عقوبات على ميانمار، أما بخصوص دولة فلسطين فقالت :” اللجنة تبنت قراراً بخصوص فلسطين ومكانتها كعضو مراقب في المنظمة ، وقد دعمنا ذلك" ، أما ممثلة فريق العمال فأكدت على تبني موضوع التعديلات بإتفاقية العمل البحري واتخاذ خطوات عقابية وفق البند 33 لدستور المنظمة ضد ميانمار وبخصوص موضوع فلسطين قالت :” وأخيراً وليس أخيراً مركز فلسطين في المنظمة ، في مداخلاتنا بمجلس الادارة اكدنا علي حق فلسطين بالعضوية لذلك نكرر دعمنا التوافق مع قرار الجمعية العامة،إن قرارنا هذا ومنذ تبني القرار الأممي ، لقد تدهور الوضع في فلسطين بصورة كارثية وأشير الى تقرير المدير العام بخصوص عمال الاراضي المحتلة الذي يؤكد على تردي أوضاع العمال والشعب في فلسطين خاصة في غزة والضفة الغربية...الاعتراف بفلسطين كدولة هو لأمر أساسي وموافقة الهيكل الثلاثي للمنظمة عليه، نحث كل الوفود لتبني هذا القرار"، وقد قوبلت تلك التوصيات خاصة التوصية بخصوص فلسطين بالتصفيق الحاد.
وبعد الإستماع لبعض المداخلات التي أيدت بمعظمها الموضوع الفلسطيني بمعارضة من الممثل الإسرائيلي فقط ، لقضية اعتماد قبول عضوية فلسطين ،تم اقرار موضوع تعديل اتفاقية العمل البحري بالإجماع كما هو الأمر بالنسبة لموضوع ميانمار، وعندما طلب رئيس الجلسة الموافقة على إعتماد بند عضوية فلسطين خاصة وأن الأجواء في القاعة كانت وسط تصفيق حاد من الحضور ، طلب ممثل الولايات المتحدة إجراء تصويت سري – إلكتروني على هذا البند -كالعادة أمريكا الداعم الوحيد للموقف الإسرائيلي- وتبعه في هذا الطلب ممثل إسرائيل، لذلك تقرر تأجيل البت في الموضوع حتى الإنتهاء من التصويت الإلكتروني وفق ما شرحه المستشار القضائي للمؤتمر ،وإعلان النتيجة في جلسة يوم الجمعة السادس من جزيران 2025 .
تأييد جارف لفلسطين
وفي جلسة يوم الجمعة 6/6/2025 ، أي في يوم عيد الأضحى المبارك وفي الساعة الرابعة بعد الظهر تقريباً أعلن رئيس الجلسة نتائج التصويت وكانت كالتالي 386 مؤيد لإعتماد عضوية فلسطين في المنظمة ومعارضة 15 صوتا وامتناع 42 عن التصويت ،وقال رئيس الجلسة :أفضت نتائج التصويت على منح فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية بانتصار كاسح تجاوز كل التوقعات، وهي نتائج خلفت ارتياحا كبيرا في صفوف الشركاء الاجتماعيين من كافة أنحاء العالم المتواجدين حاليا بجنيف للمشاركة في أعمال الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي”.
ولم تخل مشاهد الاحتفال من ساحات المؤتمر في صفوف النقابيين خاصة اثر تتويج جهودهم للحشد والمناصرة بانتصار تاريخي في سياق سياسي معقد يحتاج فيه الشعب الفلسطيني إلى رسالة طمأنة بوجود قوى حية إلى جانبه. ، وبذلك كانت النتيجة جارفة لصالح قبول عضوية فلسطين في المنظمة وسط التصفيق الحاد من الحضور وتبادل التهاني مع أعضاء الوفد الفلسطيني. وقسم من أعضاء المؤتمر من مختلف الدول إرتدوا الكوفية الفلسطينية ،وأصدرت العديد من الإتحادات النقابية الدولية والعربية بيانات تُشيد باعتماد المنظمة عضوية فلسطين في المنظمة ، وقال لوك تريانغل الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات:" انتصار تاريخي لدعم الشعب الفلسطيني، نتمنى أن يكون دافعا للجهود الديبلوماسية والوساطة الدولية لإنهاء الحرب على قطاع غزة، أتقدم بالتهاني لعمال وشعب فلسطين بهذا الانتصار الجديد، لقد سجل الشركاء الاجتماعيون من جميع أنحاء العالم من جديد وفاءهم لمبادئ العدالة ومناصرة حق الشعوب في التحرر، نتمنى أن يشكل هذا التصويت على منح فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية حافزا لتنشيط الجهود الديبلوماسية والوساطة الدولية لإنهاء المأساة التي يعيشها قطاع غزة، فخيار الحرب لم يثمر سوى الدمار والضحايا وانهيار كل مظاهر التنمية، سنواصل جهودنا كحركة نقابية عالمية من أجل فرض السلام العادل في الشرق الأوسط".
وقالت النقابية هند بن عمار السكرتير التنفيذي للاتحاد العربي للنقابات:"لقد سجل كل الشركاء الاجتماعيين من أنحاء العالم صفحة جديدة ضمن الصفحات الناصعة من تاريخ الانتصار للقضايا العادلة، فلسطين اليوم لديها صفة عضو مراقب وبكل استحقاق، فكلما ابتعدت مطابخ السياسة المصلحية كلما انتصرت العدالة، أتوجه بخالص التهاني لعمال وشعب فلسطين بهذا النصر الكاسح، وبكل عبارات الشكر لجميع من صوت لصالح فلسطين وأعتقد أن رسالة قوية وجهت اليوم، فلسطين لم ولن تكون لوحدها وكل محاولات القفز على قرارات الشرعية الدولية لن تفلح في كبت صوت الحق".
من جهته قال وزير العمل المصري محمد جبران رئيس المجموعة العربية في المؤتمر هذا القرار :” قرار المؤتمر لتعديل مركز فلسطين في المنظمة وحقوق مشاركتها في اجتماعاتها، أن القرار يجسد واقعًا وحقيقة تاريخية على الأرض، واعترافًا بحقوق شعب عانى وما زال يُعاني لأكثر من سبعة عقود من الاحتلال الأجنبي، والحصار، والقمع، والتهميش وقتل النساء والأطفال”.
أما الإتحاد التونسي للشغل فقال في بيانه :”جاء عيد الاضحى هذا العام مكللًا بخطوة رمزية مهمة اتخذتها منظمة العمل الدولية يوم أمس (الجمعة)، حيث صوّتت الأغلبية لصالح منح فلسطين صفة "دولة مراقبة" بدلًا من تصنيفها السابق كـ"حركة تحرر". هذا القرار الأممي، رغم طابعه الرمزي، يحمل دلالة سياسية ومعنوية قوية، ويأتي في لحظة يُواجه فيها الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، أوضاعًا إنسانية مأساوية، تحت القصف والمجازر والحصار.
الاتحاد العام التونسي للشغل كان من بين الأصوات التي طالبت بمنح فلسطين عضوية كاملة في منظمة العمل الدولية، انطلاقًا من مواقفه الثابتة في دعم الحق الفلسطيني داخل كل المحافل النقابية والدولية.
نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لمسار حقيقي نحو اعتراف شامل بدولة فلسطين في كل المنظمات الأممية، وتأكيدًا على أن صوت الحق لا يسقط مهما طال الظلم”.
أما خالد زاهر الفناطسه، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن فقال في بيانه:"حشدنا كل علاقاتنا وصداقتنا انتصارا للشعب الفلسطيني وأكدنا مجددا المواقف الثابتة للمملكة الأردنية الهاشمية الداعمة للقضية الفلسطينية”.
من جهتها صرحت وزيرة العمل خلال إجتماعها مع مدير عام منظمة العمل الدولية قبيل إعلان نتائج التصويت على انضمام فلسطين للمنظمة،في جنيف، في خطوة تُعد مفصلية نحو تعزيز حضور فلسطين على الساحة الدولية في قضايا العمل وحقوق العمال.
وأكدت وزيرة العمل على أهمية هذه الخطوة بالنسبة لفلسطين، مشددة على أن الانضمام إلى منظمة العمل الدولية يشكل منصة حيوية للدفاع عن حقوق العمال الفلسطينيين، ورافعة لدعم سياسات التشغيل وبناء بيئة عمل قائمة على العدالة والكرامة. كما أشادت بدور المنظمة في دعم الحقوق العمالية في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها فلسطين، لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية.
من جانبه، رحّب مدير عام منظمة العمل الدولية بالتقدم الذي أحرزته فلسطين على هذا المسار، وأعرب عن استعداد المنظمة لتعزيز شراكتها مع فلسطين حال قبول عضويتها.
وأضافت :"أتوجه بأحر التهاني للشعب الفلسطيني، لقد حققنا اليوم انتصارا جديدا لقضيته العادلة، وهو انتصار ساهم فيه كل الشركاء الاجتماعيين من كافة أنحاء العالم".
كما صرح شاهر سعد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين عقب اعلان النتائج بقوله: "هذا الانتصار هو انتصار المبادئ الإنسانية السامية وشهادة كونية بعدالة القضية الفلسطينية
إنه يوم استثنائي بكل المقاييس، فقد وجهت أطراف الإنتاج الثلاثة من جميع أنحاء العالم وما تمثله هذه القوى من ثقل دولي، رسالة بأن المبادئ الإنسانية السامية لا تزال بخير، وأن قضية الشعب الفلسطيني لا يمكن قبرها، لقد عاينت اندفاع الجميع من أجل تحقيق هذا الانتصار وكنت متأكدا من نيل فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية ثقة مني في التزام جميع مكونات هذه المنظمة بمبادئ الانتصار للقضايا العادلة.
هذا الانتصار وجه رسائل في كل الاتجاهات، طمأنة لشعبنا الفلسطيني في كل انحاء العالم، تحذير لمطابخ السياسة الدولية بأن فلسطين ليست لوحدها، وختاما بأن الوحدة تصنع المستحيلات.
أتوجه بخالص عبارات الامتنان لكافة الشركاء الاجتماعيين من كل أنحاء العالم وأتوجه إلى أبناء بلدي شعبا وقيادة بخالص عبارات التهاني بهذا الانتصار على الذي يأتي ضمن مسار بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة".
هذا وصدرت العديدمن بيانات التهنئة من قبل الاتحادات النقاية عربية ودولية منها الأتحاد المغربي للشغل واتحاد عمال الجزائر والاتحادات الدولية لعمال النقل وعمال الصناعة وعمال البناء والأخشاب وغيرها من القوى النقابية العربية والدولية.
إنها خطوة هامة على طريق الإعتراف الدولي بفلسطين ،وتأتي أهميتها الخاصة في ظل مواصلة العدوان الإسرائيلي على عمال وشعب فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية وغيرها من مواقع تواجد الشعب الفلسطيني ، كلنا أمل بأن تكون هذه الخطوة ذات بعد دولي يساعد على عودة الوي العالمي من أجل وقف الحرب وإحال السلام العادل.
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟