حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 00:05
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
والمُحتال في نابلس
What Happened to the High Priest Salāma Ghazāl
and the Swindler in Nablus
بقلم راضي الأمين صالح صدقة الصباحيّ (1922-1990)
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון, 2021, כרך א’ עמ’ 134–135 وكُرّرت خطأ في ص. 241–242.
البائع الساحرُ المتجوِّل
نزل الكاهن الأكبرُ سلامة غزال كعادته ذاتَ يوم (كاهن أكبر بين السنتين 1752-1787) للتسوّق في نابلس. وكان قد التقى ببائع متجوِّل غريب، يبيع الفواكه بأسعار رخيصة، وتزاحم عليه الكثيرون من المشترين.
اشترى الكاهن سلامة من الفاكهة أيضًا، حطّها في سلّته ومشى. عندما رجع إلى بيته، اكتشف بأنّ الفاكهةَ التي ابتاعها ليست سوى رَوْثِ البقر؛ وكلّ موضوع الفواكه ما كان إلّا خِدعة بصريّة.
عاد الكاهن ”بالفاكهة“ إلى السوق منتظرًا ما سيحدث، واستعدّ للتعامل مع الساحر/المشعوذ. عند وصوله لساحة السوق، شاهد المحتالَ يعرِض أمامَ الناس عملًا سحريًّا، مثل قطع رأس طفل كان معه، وإعادة الرأس إلى موضعه. والناس فغرت أفواهها من الدهشة والذهول.
”اِسْمع يا إسرائيل“ بالمقلوب/بالشقلوب
حينما كرّر الساحر فِعلَه هذا، قاطعًا رأس الطفل، بدأ الكاهن الأكبر سلامة توًّا بقراءة آياتٍ من التوراة ولا سيّما نوبة ”اِسمع يا إسرائيل“ بالمقلوب، من نهايتها لبدايتها. والنتيجة كانت فشلَ الساحر في شَعوذته، خِدعته البصريّة لم تنجح. لم يقدر على إعادة رأس الطفل إلى موضعه، كما فعل في المرّة الأولى.
أحسّ الساحر بوجود شخصٍ ذي قوّة تفوق قوّتَه. وهو في يأسه هذا، ألقى نظرة على الجُمهور فالتصقت بعيني الكاهن الأكبر، الذي كان واقفًا جانبًا وبرز بهيئته كزعيم دينيّ، وعلى رأسه عِمامته الحمراء. أدرك المحتالُ أنّ هذا الإنسانَ قد كشف مكيدتَه وأبطل فعلَه. بلا تأخير، تقدّم إلى الكاهن غزال طالبًا ومتوسّلًا أن يصفح عنه ولا يتدخّل، فهذا عمله ومصدر رزقه.
قال له الكاهن الأكبر: لي منك طلَبان: أوّلًا، أن تُعيدَ نقودي التي دفعتها ثمن ”فاكهتك“؛ وثانيًا، أن تنصرف حالًا من نابلس ومن ضاحيتها.
وعد الساحرُ بتلبية الطلبَين.
فورًا، تلا الكاهنُ الأكبرُ قراءاتِه و ”اِسمع يا إسرائيل“ بحسب الترتيب العاديّ. أعاد المشعوذُ رأسَ الطفل لمكانه، دفع للكاهن الدينَ وانصرف من نابلسَ بالخِزْي والعار.
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟