|
قراءة: سادن المحرقة-باسم خندقجي-الإنسان الذي يفقد ظلّه ويخاف من لعنة الكريات
سلمى جبران
الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 23:09
المحور:
الادب والفن
تبدأ الرواية بمحاولة البطل أور شابيرا فَصْلَ نفسِهِ عن "ضوضاءِ الواقع". فيستهلّ كتابة مذكّراتِه بِ: "ليس كلّ الألمان نازيّين وليس كلّ النازيّين ألمانًا"! في الصفحة الأولى من الفصل الأوّل في الرواية. تبدأ الرواية قبل البدء/قبل التكوين وكانت الأرض خربةً وخالية. وعلى وجه الغمر ظلمة! فاختلطت الجبال والسهول والمدن والتلال والبحار مكوّنةً مزيجًا فلسفيًّا بين الخيال والواقع، تتعارك الأضداد فيه وتخلق هويّة أخرى وواقعًا آخر وخيالًا آخر! قبل أن تبدأ الرواية كان أور جنديّا حارب في غزّة 2022 وأُعفي من الجيش بصفة مُعاق ومصاب بالبوسط تراوما. بدأ، في دفتر مذكّراته، يكتب عن نفسه بضمير الغائب. يقول ص11: "هذا يعفيني من قيود الخصوصيّة وحدودها ويقول: "هو تساؤل حاصرني قبل الشروع بالكتابة بضمير الغائب: أهو طوق نجاة من هاوية الواقع أم انتحار في هاوية الماضي؟ " ص12، وهاوية الماضي اختبرها في عمر سبع سنوات عندما شرحت له أمّه سبب تواجد قبور خارج سور مقبرة الكيبوتس، قائلة: هي قبور من هم من الأغيار ص10 يصل به الأمر في مجريات مذكّراتِهِ إلى الخلط الخيالي/الواقعي بين الخاص والعام، فيقول لطبيبته النفسيّة ص 100: "أن أُصبح عامًّا يعني أنّني كنت خاصًا بالأمس. أن يصبح جرحي الخاص جرح الأمّة ووجعها وفخرها. جرحي الصغير هو جرح الأمّة الكبير!" فتقول له: "هذه أجواء خصبة لترعرع أعراض انفصام الشخصيّة" ص 101. ص13 قال لطبيبته: "أنا لا أعاني من آثار ما بعد الصدمة فحسب فأنا الصدمة بحدّ ذاتها. أنا الصدمة والمصدوم." ثمّ يُكمل: "صدمني قطارٌ سريع لم يبلغ محطتَه الأخيرة بعد، قطارٌ مُحمَّلٌ بكلّ أعباء التاريخ والجغرافيا والآلهة والوصايا والذاكرة. كلّا، لم يصدمني القطار فحسب، بل أحالني إلى سكّته التي لا نهاية لها حتى الآن." ص14: "أنتقل بحذر كما لو أنّني أنتقل فوق جثامين أحبَّتي، فما هي حياتي بالنهاية سوى جثث ومشاريع جثث". أور عاش منبوذًا من أهله لأنّه أقلّ شجاعة وإنجازات وتحصيلًا من أخيه جدعون الذي التحق بنخبة الجيش وقُتل في رام الله في صدام مع "المخرّبين". انتابتْه الكتابة بعد أن عاد من الحرب على غزّة 2022 مصدومًا (يعاني بوسط تراوما). سطّر أور في كتابة مذكّراته أسطورة عمرها آلاف السنين، تعيش في نفوس المنبوذين، أسطورة تحملها الجينات وخلايا المخ، أسطورة تختصر الكثير من المعاناة البشريّة، أسطورة فلسفيّة تكتنفه وتستحوذ عليه تفكيرًا وشعورًا وواقعًا وخيالًا. أخوه جدعون كان في وحدة النُّخبة في لواء المظلّيّين، فخر الجيش الإسرائيلي، وهو الهارب والمصدوم من أيامه في الجيش، ليس مصدومًا من الجيش بحد ذاته بل من لحظات الجيش" ص 15. أور دخل في وضع نفسي مرير ففقد ظلَّه وشرع يحلم أحلامًا غريبة وغامضة عندما سكن في بيت جدّيْه نير وسوزانا في جفعات شاؤول. في زياراته لطبيبته النفسيّة هداس، قال لها إنّه يحلم بلغة غريبة تشابه لغتَه، فقالت قد تكون العربيّة. سألتْه عن شعوره تجاه أن يحلم بالعربيّة، فقال أنا خائف جدًّا. ص17. منذ سنتين وهو يحلم بالعربيّة، لذلك قرّر، بدعم من طبيبته هداس أن يتعلّم العربيّة، معلّمته هي مريم فاطم، وقال عنها: "إنها علّمَتْهُ بخُبثٍ عربيّ شديد بعث في داخله شياطين مريم المجدليّة، وعرّفَتْهُ أنّه على أنقاض مذبحة دير ياسين التي بنيت فيها جفعات شاؤول ص18، وفي موقع آخر من هذه الصفحة يخاطب نفسَه قائلًا: "من أنا في النهاية سوى مُعاق من مُعاقي الجيش ومُصاب ب Post Trauma". كان يُعالَج في عيادة الدكتورة هداس التي لا تكبره إلّا بخمس سنوات وكان يتغزّل بها ويمارس الاستمناء أثناء التفكير بها. طلبت منه الطبيبة نقاط تعيين وأخذتها ممّا كتبه في مفكّرتِهِ وكتبتها على اللوح أمامه في العيادة: ص23-24 حرب لبنان 2006، حرب غزّة 2008-2009، مقتل أخيه جدعون في هجوم عسكري على ضبط أمَّه تخون أباه في عيادتها مع مودي شريكها، 2010، انفصلت عنه حبيبته دوريت وأخبرته أنها مثليّة 2019، توفّيت أمُّه بعد إصابتها بالكورونا 2020، والده دخل في غيبوبة إثر إصابته بجلطة دماغيّة2021، موت كلبته سامو وزيارة معسكر الإبادة النازي أوشفيتس وهو في المدرسة الثانويّة، مشاجرات والديْه الدائمة وفشله في ممارسة المحاماة. كلّ نقاط التعيين هذه أرّقتْه، وزادت حدّة الأرق عنده عندما بدأ يسمع أصوات عويل وصراخ خارجة من جدران بيت جِدّيْه، طلبت هداس منه كلّ هذه الأمور: نقاط التعيين لكي تتمكّن من تفكيك أصل البلاء والصدمة عنده. وفي ص 27 حكت له هداس عن "وراثة الصدمة" حسب ما قرأت في مقال في صحيفة هآرتس. في بيت جدّيه بدأت كوابيس جدّته سوزانا "المتربّعة بكامل عُرْيها المترهِّل تعزف بعصا الكمنجة على رقم أوشفيتس على يدها حتى نزف الدم منه متدفّقًا في أطباق الطعام". اجتمعَت في جفعات شاؤول/ديرياسين كوابيس النكبة وكوابيس النازيّة، فتشكّلت "أطياف سوداء بلا ملامح، بلا وجوه". وهذا أحد المشاهد الرهيبة في الرواية، وقد جعل العويل عويلًا واحدًا والدم دمًا واحدًا والنزف نزفًا واحدًا... وهكذا ازداد الكابوس رعبًا، وأخذ أور يهذي، فحدَّقَتْ به طفلة المغارة تتحدَّث باللغة الغريبة (العربيّة)، فأخذ يهتزّ حتّى التصق رأسُهُ بالجدار وتهاوى على الأرض مغمى عليه...ص 29-30. تحوّلت أساطير "البطولة" التي سمعها من جدّته وما سمع من مريم عن النكبة إلى كوابيس أسطوريّة! في يوميّاته، يتكرّر حديثه مع والده وحديثه عن نفسه بضمير الغائب وشرح عن ماضي والده العسكريّ وعن التفرقة بينه وبين جدعون أخيه والذي كان متفوّقًا عسكريًّا عليه، فإنّ أخاه التحق بلواء النخبة القتاليّ: جفعاتي، وهو التحق بلواء المظلّيّين "الأسطوريّ". يكتب أور في يوميّاته وهو يحدّث أباه عن مريم معلّمة العربيّة: "كانت تلك هي المرّة الأولى في حياتي التي أُخاطب بها إنسانًا عربيًّا، مريم هي الأولى وربّما الأخيرة". ويستمر في الكتابة عن لقائه عربًا وجهًا لوجه ويقول: "لم أكن أشعر أنّني بحاجة للتعرُّف إلى أيٍّ منهم أو مخاطبته أو التعامل معه. ربَّما لأنّني أو لأنّنا جميعًا كُنّا وما زلنا موسومين سَلَفًا بهويّاتنا، التي تمثّل شيفرات المرور والتواصل في الحياة"ص36. أور اعتبر مريم ضمير الغائب، وهو حكى عن نفسه في اليوميّات بضمير الغائب. وقال ص37-38: "لمريم ضمير الغائب، لمريم تلك المسافة اللا مرئيّة التي تفصلني عنها. هناك في تلك المسافة التي يترعرع فيها ضمير الغائب." هل التقت غربته في تل أبيب وغربتُهُ في البلاد مع الضمير الغائب لمريم! هل من مشترك بينه وبين مريم؟ هل هو ضمير الغائب الضائع في العقليّة الجمعيّة؟ هل يلتقي غيابه عن نفسه مع غياب مريم عن مجتمعه المؤدلج؟ هل هو غياب أم غربة؟ أين تلتقي الغربتان؟ يكتب أور عن التناقضات الموجودة بينه وبين مريم ثمّ عن التناقضات في المجتمع الإسرائيلي وعن اغتيال رابين وعن محاولة جهاز التربية زرع اللغة العبريّة في برامج التعليم وفي نفوس الطلّاب ويقول: "لم يطالبوا السكّان بأن يتعلّموا اللغة العبريّة فحسْب، بل أن يحلموا بها أيضًا" ص41. وهذا ما لم يحدث له عندما بدأ يحلم باللغة العربيّة ويتحاور مع مريم. مريم هي التي أطلعتهُ على الرواية الفلسطينيّة كأسلوب لتعلُّم اللغة العربيّة، فقال: "وأنا ألتهم النسختين العربيّة والعبريّة من "باب الشمس" – رواية الياس خوري – اكتشفْت فداحة الألم الذي أحاطتني به مريم من خلال تعريضي لشمس "باب الشمس". وسبّب له ذلك الكثير من الآلام فقال: "اللعنة على الشمس وباب الشمس". وقد كشف أور عن اسمه: أور شابيرا فقط في نهاية الفصل الأوّل، وبعد أن انكشف على بيت شعر للسيّاب من قصيدة: "صلب المسيح": "حين عرّيتُ جُرحي وضمَّدْتُ جُرحًا سواه حُطِّمَ السورُ بيني وبين الإله" السياقات في هذا الفصل الأوّل من الرواية وتوارد المعاني والمواقف والأحداث تشكّل بحدّ ذاتِها طروحات قويّة لنصٍّ ضمنيّ يضاهي النصّ الصريح ويفوقُهُ، فيغلب النصّ الضمني على الظاهر وتلتقي الروايتان في نصّ يكتبه القارئ! في الفصل الثاني "يعتبر أور أنّ كتابة اليوميّات تذكرة عبور إلى الراحة والنسيان ويعتبرها قبرًا ورقيًّا"، ولكنَّه يهذي بوصف تجربته في الحرب... "يهذي اليوم بلغة قاتلة... العربيّة!" ص49. وقال أيضًا ص50: "لقد اختلطت الأشياء لديّ، اختلطت إلى حدّ الجنون". بدأ يشعر أنّه لا يعاني من الصدمة، بل هو الصدمة بحدّ ذاتها... دوريت صاحبته التي كان يعبدها، وقال عنها: "إنّها مشروع نبيّة"، ص56. تركته لصالح فتاة أحبَّتْها! في السرداب الذي يقع أسفل مطبخ البيت، بيت جدّه، ظهرت له، في تهيُّؤاته وكوابيسه، طفلة تغنّي بنفس اللغة الغريبة-العربيّة، "طفلة القبو"، وقالت: "حاولْتُ أن أغنّي مع جدّتك سوزانا، ولكنّها رَفَضَتْ..." ص 57. وهنا تحاول الطفلة أن تتواصل مع الجدّة على المستوى الإنساني، ولكنّها تواجَهُ بالرّفض. هذا المشهد، وطلب "طفلة القبو" الرقص مع الجدّة، يحكي تاريخًا طويلًا من البساطة والعفويّة والصدق مقابل تاريخ ليس بطويل من الحقد الأعمى والقتل والتسلّط والاضطهاد! وعندما تعمّق أكثر بالاطّلاع على كتب ودراسات تسلّط الضوء على خفايا النكبة، ممعنًا بكلّ ما حوله في بيت جدّيْه، وبكلّ ما حدث معه أنَّ المجزرة لعنة على مرتكبيها، ص58، وبدأ يفكّر أنّ "الاسم هو إله التشبُّث بالرواية"، ص59، وبدأ يخاف من الذكريات... إذ قالت له مريم: " هذا الجبل كلّه متحف للقرى المهجّرة!" ص61. وقال: "مريم هي التي ادعت هذا الادعاء وليس أنا حفيد الناجين من المحرقة". هنا تكمن قوّة هذه الرواية في جعل السياقات تتوالى وتقول أبعد ما يقوله النصّ! فتتكرّر هذه الملامح الإبداعيّة وتتحوّل الرواية إلى طبقات بعيدة المدى تتزاحم فيها الأفكار وتترك مجالًا وارفًا للمشاعر التي لا يمكن تجاهلها. وفي مرحلة ما، أوحت له مريم "بتقصّي تاريخيّة قصّة أخرى من قصص التوراة" وبدأ عمليّة التجوّل الالكتروني المعتادة. في جفعات شاؤول، بخلاف تل أبيب، اختبر "أجواء نقيّة صافية ولكنّ الأحلام فيها بركانيّة مرعبة"، هذا ما كتبه عن نفسه بضمير الغائب ص64. وهنا، أيضًا، تخرج "طفلة القبو"، لتنغمس هي الأخرى ولتؤكّد إبداعيّة السياقات. وما هو أبعد من ذلك، أنّ "طفلة القبو" هي الموتيف الأقوى وهي "ضمير الغائب" الذي لا يغيب إذ تمثّل "خَوْف الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ" (درويش)، حيث عبّرت في مكان سابق أنّ جدّته سوزانا رفضت أن تغنّي مع "طفلة القبو". ص57. ولا تخلو الرواية، بكل طبقاتها، وروافدها من علم الآثار الذي يشكِّل هو الآخر موتيفًا قويًّا تمتدّ جذوره من "قناع بلون السماء" إلى هنا ويُخرج من جوف الأرض صورة لإله بحثوا عنه "فظهرت سندريللا توراتيّة قديمة"، وهنا، السخرية تتحوّل عصبًا من أعصاب الرواية وتلتحم في صلبها. ص62-70. ويستمرّ خندقجي بالتهكُّم الذي يربط ربطًا رهيبًا بين الماضي والحاضر، بين "تابوت العهد" والحروب الجديدة القديمة، بين بعثة الآثار الأميركيّة والباحثين المحلّيّين فيها وبين الواقع والتخييل، بين الضمير الغائب والضمير الحاضر ليعود إلى ربط الحياة الحاضرة بالموت الحاضر ليعمّ الخراب على وجه الأرض،"... وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ." (سفر التكوين 1:2). الاسم أسطورة تؤذن بذاكرة حيّة، الاسم إله التشبُّث بالرواية والمجزرة أصبحت لعنة على مرتكبيها... ص33، كتب أور لوالده: "قد قدّمتنا فداءً على مذبح الوطن!" وناقش ذلك بوضوح مشيرًا إلى تقدِمة إبراهيم لابنه على مذبح الله. وهنا نرى، من ناحية أولى: تقديس الموت، ومن الناحية الأخرى، هناك سور في المقبرة اليهوديّة "يحرسها من موت الأغيار" ص74، فتجزَّأَ الموت إلى موتَيْن: موتهم وموت الأغيار، وهذا يمثّل تناقضات أكثر عمقًا في نفسيّتي الوالديْن حتّى في الموت وليس فقط في الحياة حيث اعتقد والده وأخوه جدعون "أنّه يبالغ في أعراض ال post trauma التي عانى منها جرّاء الحرب" ص72، وحينها، بعد موت أخيه جدعون في الحرب، وهو المفضّل لدى والده، توطّن الموت في نفس أور وعائلته وأوْقعه أكثر في غياهب الصدمة وويلاتها! كتب أور عن نفسه في يوميّاته بضمير الغائب وفي ص77 شرح ذلك قائلًا: "أن تكتب عن نفسك بضمير الغائب يعني أن تخلق مسافة بينك وبين الواقع من جهة، وبينك وبين الخيال من جهة أخرى". وهنا يربط ضمير الغائب بالانفصام ويسأل إن كانت هذه المؤشّرات لا تتعارض مع بعض أعراض انفصام الشخصيّة وهو الذي عاش الانفصام في كلّ مناحي الحياة. "طفلة القبو" تعود ص85، إذ قال أور: "سأعود إلى تل أبيب ولتذهب طفلة القبو إلى الجحيم، سأُغلق حقائبي جيِّدًا كي لا تتسلَّل إليها وتحاصرني هناك مُقحمةً أيّامي في دهاليز أحلام تصهر الواقع بالخيال". شعر أور من استعمال ضمير الغائب ومن ظهور "طفلة القبو" أنّه يكتب رواية، فقال ص86: "لماذا لا أكتب رواية أجمع فيها أشلاء حياتي المفقودة؟ ربّما أفعل ذلك......غير أنّني لا أومن برواية الحقيقة، وإنّما بحقيقة الرواية. قد أكتب الرواية لا لأصبح روائيًّا أشكنازيًّا مشهورًا، بل لأشيّد بيتًا، لأخلق رحمًا أولد منه من جديد في رواية. حقيقة الرواية كذب مرصّع بأماني الصدق، صدق يراقص وهمًا أمام حشدٍ من الاستعارات والتوريات". الدلالات هنا تتدفّق بشكل لا متناهي لتحكي عن الجلّاد كضحيّة وعن الضحيّة كجلّاد، والإشارة هنا إلى ما "جلَدَتْهُ" به مريم من معلومات عن نكبة شعبها! ص95-89 يقول أور: "من هذا الذي انتحلني؟ فقط فيما بعد اكتشفتُ أنني نسيت بطاقة هويّتي في معطفي الجلديّ الذي كان لأخي جدعون.......وقد باعَتْهُ دوريت إلى سوق العاديّات دون أن أعلم". وهنا لام نفسه لأنّه لم يبلّغ السلطات عن فقدان بطاقة هويّته، ويسأل نفسَه: "لماذا أنكرْتُ صلتي بهويّتي؟ ... لماذا لم احتجّ لانتحال أحدهم شخصيّتي؟ لماذا أنكرتُ صلتي بالهويّة وأنا الذي ترعرعْت على احترام القانون". لكنّه كان فاشلًا في ممارسة المحاماة ووالداه دائمًا حطّا من قدره ولم يؤمنا به! دلالات إنكار صلته بهويّته لا تحتاج إلى إيضاح وتفسير لكي تطغى على إحدى الثيمات المركزيّة العميقة في الرواية. انتقل أور من الكيبوتس إلى تل أبيب وكره حياة تل أبيب وقال ص94: "تل أبيب ليست امرأة عاشقة بل هي زانيةٌ لعوب". واستمرّ في لوم ذاته ص97-96: "قمتُ بتخييب آمال أبي وأمّي، ولم تكن البوست تراوما هي السبب فحسْب، وإنّما الانتقام ربّما أو الإسهام أكثر في خيبتهما معًا". صعد إلى عيادة أمّه ليخبرها بتعيينه في شركة محاماة "ووجدها متمدّدة أسفل زميلها مودي الكلب"ص97. كلّما حاول الاقتراب من أهله أكثر كلّما ازدادت خيباته وخيباتهما! بالإضافة إلى كلّ ذلك، ظلّت "طفلة القبو" تلاحقه أيضًا في تل أبيب، فقالت له: "أنت أفاتار أحمق، هل تعلم لماذا؟ ...... أنت أحمق لأنّك لم تنجح بالهروب منّي فأنا أُقيمُ فيك!". ص97-98. وظلّ أور يتخبّط بين العربيّة والعبريّة حتى تحوّلت الكلمات إلى مسخ لحروف اللغتين: "كانت الكلمات ملتصقة ببعضها البعض، من دون أن أنجح بفضّ الاشتباك بينها حتى أخرج بشيء من معانيها". ما أعمق وأبعد دلالات كلام أور هذا فهو يختصر تاريخًا من الصراعات والتعقيدات التي عاشها! وفي الفصل الثالث هناك تكثيف للرموز والصور التي تسبّبُها البوست تراوما والتي تركّز على التقاء وتشابك اللغتين: العربيّة والعبريّة! وهذه الحالة تتأرجح بين الهذيان والإدراك وبين الخيال والواقع! وهذا الوضع يتخاطب ويتناظر ويتكاتب مع قضية الخلط بين الخاص والعام الذي بحثه مع طبيبته عندما سألتْه عن حالات نبذ وإقصاء في طفولته، ص100-101، فقال: "إنّ جرحي الصغير هو جرح الأمّة الكبير". يتحوّل حديثُهُ مع الطبيبة إلى تحليل لذوبان الفرد بالمجموع وفقدانه ذاته، فقدانه هويّته كفرد، وبهذا هو يحاول أن يفهم انفصام الشخصيّة الذي تحدّثت عنه الطبيبة، ويقول: "ماذا يعني هذا؟ هل هذا الدمج بين الخاص والعام انفصام؟ إذن كلّنا نعاني من انفصام الشخصيّة". تحليله هذا يشير إلى عقليّة القطيع التي تقع فيها كلّ عقائديّة يتبنّاها شعب أو قوميّة! ولكنَّ طبيبته تفسّر ذلك ص101: "أنت أشكنازي ومحامٍ فاشل وأحمق يسعى لتعلُّم اللغة العربيّة من لدن معلّمة تدسّ سمّها في عسل لغتها، عبري يحلم بالعربيّة، ألا يكفيك هذا؟!". كتب أور في يوميّاته أيضًا عن الضحيّة والجلّاد وحواره مع الطبيبة عن ذلك، وكتب على لسان طبيبته: ص102 "القضيّة أنّ اليهودي يرى في الفلسطيني ذاته، يرى الضحيّة. يرى تاريخ الاضطهاد والمنبوذيّة، الذي مورس بحقِّهِ. يرى الانكسار. وعندما يخشى من الفلسطيني، فإنّه بالحقيقة يخشى من نفسه، ولهذا فهو يسعى نحو التخلّص من مرآته، من الفلسطيني". كل هذا الحوار كان وهو، في حلم، تخيّل أنّه في وضع جنسي مع طبيبته حين كان هائجّا وهي لم تتفاعل معه وفي النهاية شتمته عندما لفظ اسم أيالا (بدل اسمها) وقالت: "من أيالا يا ابن الزانية!؟". هذا المشهد كان خليطًا هجينًا بين الخيال والواقع، بين الفلسفة المتخيّلة والممارسة الواقعيّة، بين البساطة والتعقيد، ووصل به الأمر إلى المقارنة بين أور الحقيقي وأور المنتَحَل، بين الكابوس واليقظة وبين أيالا والطبيبة حتّى أنّه، أي أور الحقيقي، ضاع في كلّ هذا المزيج الغريب وضاع القارئ معه! ومن ثمّ هرَبَ إلى معلّمة العربيّة مريم، وأخذ يهذي ويخلط بين معسكرات الإبادة الجماعيّة وبين ما يعيشه الآن: ص104-105 "كما أرى الأمر اليوم أنا كنتُ AVATAR جدّتي!". في هذا الفصل ترد مشاهد كثيرة من الانفصام والبوست تراوما، مشاهد اخذت الرواية معها إلى حالة تشبه تعقيدة خيوط كرة الصوف عندما تتدحرج على الأرض دون توقُّف! فضاع أور وضعنا معه... ص108: "اللعنة! لستُ متأكّدًا الآن من أيّ شيء. خيال واقع. واقع خيال. أيالا! من أيالا؟ هل هي حقيقة بالفعل؟ ألا لعنة السماء عليّ لأنّني طردتُها بكلّ ما أوتيت من غضب وذعر ومارشميللو؟". كلّ هذه الفوضى في الخيال وفي الواقع وفي الماضي وفي الحاضر تركّز على أوضاع الاضطراب وفقدان التوازن التي تبرزها الرواية في نفوس وواقع وخيال وماضي وحاضر كلّ شخصيّاتها وكلّ التشعُّبات التي يعيشونها! ص111، كلّ هذا النقاش السفسطائي بين أور ومريم يدخل في مسالك فلسفيّة وجوديّة: "الذاكرة هويّة والهويّة قوميّة والقوميّة تمنح الشرعيّة" فأجابته مريم: "بل تمنحك شرعيّة قتلي وإقصائي من قوْميّتك"، وربط أور هذا النقاش بالقوّة والقذائف الحارقة والاقتحامات التي عاشها كجندي. احتدم النقاش بهذه الحدّة بعد أن قالت له مريم ص109: "أبحثُ (في مشروع الماستر) عن معلومات تتعلّق بالناجين من المحرقة، من الذين انخرطوا بالعصابات الصهيونيّة إبّان نكبة 1948". هذه المعلومة عن بحث مريم زادته تعقيدًا واضطرابًا (مثل كلّ المعلومات التي تلقّاها من مريم)، ص112-115 قال: "لم أكن أدرك حينذاك أنّ حفيد الناجين من المحرقة، في داخلي، هو من كان يدفعني نحو معارك الدفاع عن حقّنا بالوجود في أرض لنا"، وقد شرح هذه الفكرة وفلسفها وشرحها بتوسّع ص114-115. "طفلة القبو" ترافقه أينما حلّ وتأخذ مكانًا دائمًا في الرواية، ففي ص128 كان جالسًا مع دوريت صاحبته السابقة تحت شجرة من أحراش جفعات شاؤول، فاهتزّ جذع الشجرة بعنف بعد أن تحدّثا عن الأقنعة، فهتفت منشدة: " الأقنعة للموجوعين ... الأقنعة للمنبوذين ... الأقنعة للتائهين". عندما أراد طردها انتقلت إلى أعلى شجرة أخرى وتحدّتْه. ص 130حتى 159 - نهاية الفصل الرابع، استمرّ أور بالخلط بين الخيال والواقع مكوّنًا مساحة كبيرة كان يبحث فيها عن ذاته بكلّ السبل حتّى ظهرت له "طفلة القبو"، وهذه المرّة على سطح القمر، ص148. اعتقد أور في هذه المرحلة أنّه لا يعاني من البوست تراوما بل يعاني من الأقنعة، ص150، ووصل به الوضع إلى الحوار مع المرآة، وفي المرآة أيضًا ظهرت له "طفلة القبو" وأثارت أعصابه فحطَّمَ المرآة بضربة من رأسه ص154. في كل هذه الفترة كان يبحث عن أور الذي انتحله في مكتب شركة الآثار الذي عمل فيه. طُرد أور من المكتب وظلّ يلاحق الموضوع حتى كشفوا له عن أنّ شخصًا عمل معهم كان يُلقِّب نفسه أور شابيرا ولكنّه في الحقيقة يُدعى نور الشهدي. وهنا التحمت هذه الرواية مع رواية "قناع بلون السماء". في الفصل الخامس والأخير، بعد أن يعثر أور على نور الشهدي، افتراضيًّا، يبدأ أور بحديث وحوارات معه. أحيانًا يحكي معه من منطلق القوّة وأحيانًا أخرى يقول: "أنا أنت لا أقلّ ولا أكثر"، ثمّ يعود فيقول: "بإمكاني تحطيمك وسحقك عبر التسبُّب بإلقاء القبض عليك وجعلك تشارك صديقك المخرِّب الآخر زنزانة قذرة داخل أحد سجوننا". يعتبر أور نفسه يلعب مع نور، كما لعب معه نور وانتحل اسمه، ص165، ثمّ يقول أور لنور: "أنت مثقّف إذن ولست لصّ آثار وحفّار قبور قديمة". هذا التأرجح بين الإعجاب والانتقام ينتج عن قراءة أور لما يكتبه نور ويقارن مع ما تربّى عليه في عائلته وفي الجيش، ومع ذلك أعجبه اقتراح نور لإنشاء تطبيق تحرير الوطن افتراضيًّا، وقد سمّى التطبيق "حرّر وطنك". وسأل أور نور عن معلّمته للغة العربيّة، ويقول: "ألا تعرفها، إنّها عربيّة من جماعتك"ص172. ثمَّ يعود أور مرّة أخرى ليحدِّث نور عن نفسه، ويبرّر ذلك قائلًا: "أنت منّي وأنا منك، أليس كذلك؟ ما الضير بإدخالك إلى عالمي الجوّاني؟! .........ص180، دعنا لا نتشاجر على التاريخ والهويّات والأسماء والرموز ... أنت أحَلْتني إلى قناعك الأزرق والأبيض". ص183-184. في البودكاست الثالث يتحدّث نور عن الكائن الكولونيالي: مخلوق بدون ملامح، ينظر في المرآة ويرى كائنًا آخر بدون ملامح. المرآة صنعها الكائن الكولونيالي المسيطر وليس الكائن الكولونيالي الخاضع. وبدأ يحكي ويحلّل وضعه بمقياس: إيجابي – سلبي، مسيطر – خاضع، وقال: "إنّ الكائن المسيطر حدّد صورتي، ككائن خاضع، بالطريقة التي يريد: إرهابي، متخلّف، عصبي... كلّ الفلسطينيّة صاروا كائنات كولونياليّة خاضعة." الكائن المسيطر لديه شيفرا مزدوجة: مخرّب← قمع وتحييد، حركة←إقصاء... وهكذا الشيفرا المزدوجة تعمل على الدلالة على الكائنين بشكل مشوّه: الجندي لا اسم له ولا ملامح... المخرّب لا اسم له ولا ملامح...وهكذا يسمّيان بعضهما البعض: مخمّد-أخمد-مخمود، وموشي-شلومو-كوهن. ولكنّ الطبيبة قالت ان ملامح أور أشرقت في الآونة الأخيرة (بعد تعرُّفه على نور) ولذلك صار أور يتخيّل أنّه يأخذ نور معه إلى عيادة الطبيبة ويخبّئه وراء الأريكة، وبعدها، ازداد تفاعله مع هداس واقترح عليها أن يكتب رواية قائلًا: "الرواية قد تكون في بعض الأحيان المثوى الأخير لكلّ ما نخشاه ونعاني منه". ص189، يقول أور: "عثرْت أخيرًا على نقطة التعيين النهائيّة، نقطة الخلاص"..."أنت نقطة التعيين يا نور". من المثير للانتباه أن نور يكتب باللغة المحكيّة وأور يكتب باللغة المعياريّة. وهذا يشير إلى تعلّم أور للعربيّة على أصولها. ص194 كتب نور عن وجوب تغيير البنية الكولونياليّة إلى بنية كوْنيّة تتّسع لكلّ الناس. أور يبحث في كتاب نور، ص196، ويقول: "عليّ أن أكتب...أن أغنّي... أن أصلح العطب الذي أصابني". وممّا ورد في كتاب نور: "أنظر نحو العالم الذي أُقصيت منه، لا لأصوّر المشهد بل لأبحث عن ذاتي فيه، عن أناي الإنسانيّة. أنظر محدّقًا (نحو عالم الكولونيالي المسيطر) ليس بتلك التحديقة ذات النظرة الحلم المتسلّلة، والهادفة لأن تصير الآخر، إذ أحدّق بالآخر من دون أن يراني، لا لأصيره، بل لأتحرّر منه ويتحرّر منّي"! وفي مدوّنته الصوتيّة، قال نور: "هادي هي الميتافيزيقيّة الغربيّة...ازدواجيّة معايير أخلاقيّة...باختصار، احنا منعاني من السكيزوفرينيا الأخلاقيّة الغربيّة". هذا التحليل الفلسفي العميق يؤدّي بأور إلى استنتاجه: "ليس ثمّة تضامن يا نور، فإمّا تتّحد بي وإمّا أتّحد بك، أو نبحث معًا عن اتحادٍ ما، يقينا شرور الأقنعة والأفاتارات والمحارق والنكبات، وهذا ما أجده نمطًا من أنماط التسوية العادلة في لقاءاتي مع مريم." أور شابيرا يحكي كل ما يمكن أن يحكيه أشكنازي صهيوني عن إسرائيل كوطن له وعن الجيش وعن كل ما يختلجه عن الفلسطيني ومريم تجيبه بالمثل. هذا الحوار المحتدم أصبح شرعيًّا في الرواية، وفي كثير من الأحيان، طبيعيًّا. وفي هذا الأفق تشكّل الرواية امتدادًا لوعي ذاتي واقعي فرداني إنساني برز عند محمود درويش في سياق تواجده داخل حصار رام الله عندما كان يسكنها، قال درويش في قصيدة "حالة حصار": "أيها الواقفون على العتبات، أدخلوا/واشربوا معنا القهوة العربيّة/قد تشعرون بأنّكم بشرٌ مثلنا/ أيها الواقفون على عتبات البيوت/أُخرُجوا من صباحاتِنا/لكي نطمئنَّ أنّنا بشرٌ مثلكم." وعظمة هذا الفكر أنّه أنسن العدوّ، أنسن الآخر ولم يشيطنه! وكذلك عارف الحسيني في رواية " نُصّ أشكنازي" حيث سمعنا صوت المستوطن متمثِّلًا بحديث الزوجين رونيت وتسفيكا الذي يحكي لسانُهُ عن المستوطنين كلّ الحكاية بكل ما فيها من معتقدات تمثّلهم. في ص190 ذكر أور حادث اغتصاب الطفلة البدويّة. كذلك كان هذا الحادث قد ذكر سابقًا أيضًا مذيّلًا بالمصدر العبري (مقال أفيف ليفي في هآرتس 28/10/2006)، وهذا الحادث ورد في سياق طبيعي من قراءاته خلال تعلّم اللغة العربيّة مع مريم، ولكنّ الشرح المطوّل عنها وتحليلها بإسهاب ص122-126 يسرق من وهجها وتأثيرها في الرواية كرواية، حيث تحوّل مسارها فعرّجَتْ على كتب التاريخ، وهذا ما حدث في الشرح المطوّل عن ضمير الغائب (ألا يكفي أن ضمير الغائب يذكّر القرّاء بنهج "حاضر غائب"؟). وهذا تكرّر أيضًا في تكثيف الكتابة عن تاريخ دير ياسين والقرى المهجّرة الأخرى. في الأدب، حدّة الإشارة إلى الحدث تجعلك تعيشه مرّة أخرى وتربطه بالواقع، ولكن عندما نقرأ كتاب تاريخ لا ننسى أنّ الحدث كان قبل عقود. أعتقد أنّه تكفي الإشارة فقط، إلى الحدث، وتذييل المصدر يشكّل إمكانيّة أمام القارئ للرجوع أو عدم الرجوع إليه. تتحدّى هذه الرواية كلّ الأنماط المتعارف عليها في الرواية الفلسطينيّة وتنحى منحى مغايرًا للحديث عن الفلسطيني. فهْم أور لما فهِم من مريم ونور هو أمرٌ يتعدّى السرد العادي، إنّه خوْض في "العالم الجوّاني" للطرفين وخلْق فلسفة عميقة تحوّل الطرفين إلى إنسانين مكبّلين بنظرة كلٍّ منهما للآخر، رواية سادن المحرقة أزالت كلّ الأقنعة عن الطرفين وجعلَتْهما يلتقيان كإنسانين تدور بينهما مناظرات جدليّة ترفع من شأن المسيطِر والخاضع وتوحّد بينهما في الجوهر الإنساني، وتطرح جانبًا، بالسخرية أحيانًا، وبالجدل المنطقي أحيانًا أخرى، كلّ مظاهر شيطنة الآخر ومصطلحاتها وتضع المشاعر الإنسانيّة فوق كلّ البِدَع والأمراض الايديولوجيّة! هنيئٍا لنا بهذا الإنسان الكاتب الشاعر المبدع باسم خندقجي. لك الحريّة والحياة
#سلمى_جبران (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قلادة ياسمين لعامر سلطان
-
موسيقى عربيّة صامتة
-
صدور ديوان -صبا الروح- للشاعرة سلمى جبران.
-
سيرة الجليلة وعَظَمَة البساطة
-
قراءة ترصد خط التماس بين العبثيّة والبديهيّة في ديوان -يدٌ ي
...
-
قراءة في رواية: قناع بلون السماء لباسم خندقجي.
-
قراءة في رواية -العائد إلى سيرته- للكاتب باسل عبد العال.
-
قراءة تفاعليّة في رواية -رحلة إلى ذات امرأة- للكاتبة صباح بش
...
-
شاعرٌ يعانقُ القصيدة وحالمٌ عنيد
-
قصيدة للقدس: ترابُها طينٌ وماءْ
-
كـــلٌّ يُناجــــي قُدْسَـــــهُ.
-
عن كتاب: في ظلال الرجال
-
رسائل من القدس وإليها والتناغم الثقافي
-
قراءة في رواية : -ليلة واحدة تكفي- - قاسم توفيق / حزيران 202
...
-
جنوبي يجولُ شمالًا وشرقًا وغربًا وما بيْنَهُم
-
قراءة في رواية جنوبي لرمضان الرواشدة
-
ملف 8 آذار
-
سالم جبران شاعر المحبة ومفكّر الحرية
-
مصيبة جديدة تأتي على رؤوس النساء
-
لماذا تقتلون الصبية ميس..؟
المزيد.....
-
“الخيال بقى حقيقة”.. Honor 400 Pro بيصور كأنك في فيلم وسعره
...
-
هل يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة قواعد صناعة الموسيقى؟
-
نغوجي واثيونغو حين كتب بلغته كي لا يُمحى شعبه... دروس لكردست
...
-
مصر.. منشور منسوب للفنان المصري أحمد آدم يثير ضجة بالبلاد
-
سلوتسكي: السلطات في لاتفيا مستعدة لحظر حتى التفكير باللغة ال
...
-
نجوم فيلم -Back to the Future- يجتمعون لاستعادة قطعة أثرية م
...
-
لمحة عن فيلم -Wicked: For Good-.. هذا ما كشفه الإعلان التروي
...
-
بوتين يدعو للاحتفال بيوم لغات شعوب روسيا في ذكرى ميلاد رسول
...
-
مصر.. تصاعد الخلاف بين محمد الباز وابنة الشاعر الراحل أحمد ف
...
-
-أجراس القبار- للروائي الأردني مجدي دعيبس.. رواية تاريخية في
...
المزيد.....
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|