أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - مجلس النواب يمارس دوره الطبيعي














المزيد.....

مجلس النواب يمارس دوره الطبيعي


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت جلسات مجلس النواب مناقشات عاصفة حول الموازنة العامة للدولة، الموازنة تحتل أهمية خاصة في حياة المواطنين، فهي تمثل تجسيدا عمليا لخطة الحكومة وتوجهاتها العامة على ارض الواقع، وكل ما لا تتضمنه الموازنة يبقى مجرد وعود لا يستند الى معطيات مادية ملموسة، فالحكومة قدمت برنامجها الاقتصادي والاجتماعي لعام قادم من خلال الموازنة لمجلس النواب
أعلن رئيس الوزراء ان من أهم أهداف الحكومة مكافحة الفقر والبطالة، لندقق في برنامج الحكومة المتصل بالموازنة العامة للدولة، برنامج الحكومة تضمن رفع أسعار المشتقات البترولية"الكاز والغاز والسولار" بشكل مباشر ورفع أسعار البنزين بشكل غير مباشر بفرض ضريبة إضافية "ضريبة المبيعات"، كما تضمن برنامج الحكومة رفع أسعار الكهرباء، الأمر الذي سيؤدي الى رفع أسعار مختلف السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، كما قررت الحكومة تعويم أسعار بعض أصناف الدواء، ومصطلح التعويم غالبا ما يعني رفع الأسعار، كما ان التوجهات العامة للحكومة تتجه نحو زيادة العبء الضريبي، بالتوسع في تطبيق الضريبة العامة على المبيعات، هذا ما أعلنته الحكومة على لسان المسؤولين، حيث سيشمل هذا التوسع قطاع المقاولات، وسيسهم ذلك برفع أسعار العديد من السلع، بالإضافة الى رفع كلفة السكن، وزيادة إيجار المساكن لقطاع وصلت حالة التضخم فيه حدا لا يمكن احتماله، بالإضافة الى كل ذلك أعلنت الحكومة لا زيادة على رواتب الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين.
هذا هو برنامج الحكومة الحقيقي بغض النظر عن أي كلام أخر يقال، بدليل إنها قدمت موازنتها استنادا الى هذه المعطيات، أما قول الرئيس بان من أهم أهداف الحكومة منذ تشكيلها مكافحة الفقر فالمعطيات المقدمة لا تزكي هذا الطرح، الممارسات الملموسة والمعلنة للحكومة تسهم في إفقار المواطنين، حتى دولة الرئيس يشكك بصحة برنامج الحكومة لفشله في تخفيض نسبة الفقر والبطالة، حين يقول في سياق رده على طرح النواب" بالرغم من استمرار النمو الاقتصادي بنسبة معقولة خلال السنوات القليلة الماضية... وبالرغم من إنفاق الدولة 700 مليون دينار خلال السنوات 2001-2005 لمواجهة الفقر إلا أن معدلات الفقر والبطالة بقيت تراوح مكانها، ولم يلمس المواطن أثرا فعليا لتحسن مستوى المعيشة " من هنا يتضح بشكل جلي أن سياسات الحكومة لا تستهدف الفقر والبطالة، والدليل على ذلك برنامجها الذي اشرنا إليه في مطلع المقال، بالإضافة الى اعترافات الرئيس، بعدم جدوى وصلاحية خطط الحكومة في هذا المجال، ألا يكفي هذا الاعتراف من الرئيس لإعادة النظر بالسياسات التي تتبع في هذا المجال..؟ أليس ما يصرف بدون نتائج تذكرهدرا للمال العام..؟
يكفي التذكير في بعض النقاط والتي تشكل مؤشرا عاما حول السياسة الاقتصادية للدولة،
- كيف يمكن ان تتحسن أوضاع الفئات الشعبية من معدلات النمو الاقتصادي المعلنة سنويا والتي تتراوح بحوالي 6%، في حين ان نسبة التضخم تتراوح بنفس النسبة، والاهم من كل ذلك تدني حصة العاملين من القيمة المضافة، فمن المعروف ان المعدل الوسطي لنصيب العاملين في القطاع الصناعي يقدر بحوالي 200 دينار شهريا، وكذلك القطاعات الأخرى ليست أفضل حالا، وهي تتساوا مع قيمة المعونة الوطنية التي تصرف بمعدل 33 دينار للفرد من الصندوق الوطني لعائلة مكونة من 6 أفراد 198 دينار..!
- وضعت الموازنة بلا دعم للمشتقات البترولية على أساس سعر برميل النفط 60 دولار، سعر البرميل حاليا دون 50 دولار والحكومة كانت تعلن عن عزمها على رفع أسعار المشتقات البترولية في نيسان القادم.
- حققت موازنة 2006 زيادة في الإيرادات الضريبية قدرها 570 مليون دينار مقارنة مع عام 2005، وزيادة قدرها 255 مليون دينارفي عام 2007، أي بحوالي 825 مليون دينار خلال العامين وهي تتحصل من جيوب المواطنيين، ومع ذلك تسجل الموازنة عجز مقداره 954 مليون دينار ويتساءل الرئيس عن سبب عدم تحسن أوضاع الفئات الشعبية.
- زيادة في الإنفاق العام في موازنة2007 نسبته 25%عن الموازنة التقديرية لعام 2006، ومع ذلك لا تتوفر موازنة لتغطية زيادة الرواتب، وستقوم الحكومة بتقديم ملحق لزيادة الانفاق.
هذه نماذج محدودة للسياسات العامة للدولة، لا يتسع المقال للتوسع في جوانب لا تقل أهمية عن ما ذكر، تتلخص بزيادة الإيرادات من الضرائب ومن جيوب المواطنين، والتوسع في الإنفاق في اولويات لا تخدم المواطنين. هل هذه السياسات تخدم معالجة قضايا الفقر والبطالة..؟
مارس النواب حقهم الطبيعي ودورهم المطلوب في إرغام الحكومة على التخلي عن جزء هام من برنامجها بتقديم التعهد بوقف رفع الأسعار والتقدم للبرلمان في ملحق للموازنة يتضمن زيادة الموظفين والمتقاعدين، علما انه كان من الممكن استبدال كلفة الرواتب في بعض النفقات الهامشية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهمية القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني 2
- أهمية القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني 1
- المرتكزات الاساسية لخطاب الموازنة الاردنية
- ملاحظات اوليه على موازنة 2007
- دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني
- الذكرى الثلاثين لرحيل فؤاد نصار
- بعض خصائص الاقتصاد الاردني 4
- بعض خصائص الاقتصاد الاردني 3
- بعض خصائص الاقتصاد الأردني 2
- بعض خصائص الاقتصاد الأردني 1
- التجارة العربية في ظل العولمة الرأسمالية
- نقد الفكر الرأسمالي بين نظريات القرن التاسع عشر ومستجدات الع ...
- نقد الفكر الرأسمالي بين نظريات القرن التاسع عشر ومستجدات الع ...
- نقد الفكر الرأسمالي بين نظريات القرن التاسع عشر ومستجدات الع ...
- مشروع قانون ضريبة الدخل يعمق الفجوة بين الفئات الاجتماعية
- مشروع قانون ضريبة الدخل يعمق التشوهات الهيكلية للاقتصاد ولا ...
- الذكرى التاسعة لوفاة شيخ النقابيين والابن البار للطبقة العام ...


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - مجلس النواب يمارس دوره الطبيعي