حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 16:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل كان يمكن للقيادة السورية الجديدة سلك مسار اخر، غير مسار العار و الانبطاح ؟
لا أعلم صراحة، لانني لست في السلطة، و لا افقه منطق السلطة، لكن لا يمكن أن أقف مع إرادة العار تحت أي ظرف، و ببساطة كذلك لأنني لست من اهل السلطة، ولا افكر بمنطق السلطة،و لا افقه في منطق السلطة مرة أخرى!
في بداية استتباب حكم السلطة الجديدة في سوريا، كانت هناك زيارة ودية لوزير الخارجية الجزائري الى دمشق، مد خلالها يد المصافحة و المصالحة الى القيادة السورية، و باعتبار ان تورط الجزائر مع النظام البائد لم يكن بذاك السوء، أو كان محدودا، و ان كان موجودا و ثابثا بطبيعة الحال، على مر عقود و إلى اخر لحظة في عمر النظام السابق، اي لحظة تحرير حلب و حماه و دمشق، و كان ممثلا في عناصر عسكرية جزائرية و عناصر من البوليزاريو.. لكن و وفق منطق بسيط، كنت ولازلت ارى انه كانت هناك فرصة لتدارك الامر وفق ما يصرح به الشرع عن التجاوز و النسيان، و كذلك كون ان موقع الجزائر الجيوسياسي لا يمثل فعليا تجليا لذاك الاستقطاب الحاد بين عناصر النزاع، حيث ان علاقات الجزائر مع تركيا نفسها لا باس لها، و علاقات الجزائر مع قطر و السعودية كذلك لا بأس بها ان لم نقل جيدة، و كذلك كون ان حانة الامارات المعادية للجزائر حاليا، كان لها موقف سيء جدا و غير مفهوم من الثورة و القيادة الجديدة في سوريا، و هو صدى مباشر للموقف الصهيوني طبعا، و بمعزل عن الحظيرة العربية.
هكذا تشكلت لدينا قناعة واضحة، ان القيادة السورية اختارت ببساطة و عن قناعة و اقتناع و استمتاع، مسلك العار و الانبطاح، و هذا ما تم تتويجه باغلاق تمثيليات بوليزاريو اخيرا، بعد لقاء ترامب، و الركوع لامريكا و الامارات، و الشروط و المحاذير الصهيونية، و بكل قذارة و انحطاط و استسلام، و باعتبار ما يمكن تجاوزه و التغاضي عنه بخصوص الولاء لتركيا و قطر و السعودية، باعتبارهم داعمين و حلفاء منطقيين و موضوعيين للثورة و القيادة الجديدة و تحت شعار ( فوق طاقتك لا تلام ).
لكن، و مرة اخرى، اختارت سوريا الجديدة مسلك العار و الانحطاط، و من اوسخ الطرق و الأبواب، و هذا ما يُدخل القيادة السورية الى مزبلة التاريخ اذا وجدت لها مكانا هناك.
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟