أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير خطيب - قناع الليبرالية وذراع الصهيونية: بين دم الحقيقة , خجل الخطابة والحل -الانقاذي-















المزيد.....

قناع الليبرالية وذراع الصهيونية: بين دم الحقيقة , خجل الخطابة والحل -الانقاذي-


سمير خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 18:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قناع الليبرالية وذراع الصهيونية:
بين دم الحقيقة , خجل الخطابة والحل "الانقاذي"⬇️
🚩ازدواجية المعايير بأبهى تجلياتها:
في الأسبوع الأخير، صدرت عن عواصم غربية مثل باريس ولندن وأوتاوا سلسلة من التصريحات شديدة اللهجة تجاه إسرائيل. فقد لوّحت فرنسا بـ"عواقب" في حال استمرت عمليات القتل والتشريدفي غزة ، وتحدثت بريطانيا عن "القلق من تجاوز حدود الدفاع عن النفس"، بينما عبّرت كندا عن صدمة من صور الأطفال في رفح، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار. لكنّ هذه التصريحات، رغم تصاعد لهجتها، تبقى محصورة في نطاق الكلام، وضريبة كلامية بخسة، لأنها دون أي فعل حقيقي مثل فرض عقوبات، أو حظر تصدير السلاح، أو حتى سحب السفراء، وما نشهده ليس تحوّلًا جوهريًا في المواقف، بل "تلميع" في الخطاب يهدف إلى ترميم صورة الغرب الليبرالي بعد أن بلغت ازدواجية المعايير ذروتها منذ السابع من أكتوبر. فمنذ تلك اللحظة، اتخذت الدول الغربية موقفًا داعمًا بلا أية شروط لإسرائيل (حتى ولو كذبًا) ، مبرّرة القصف الجماعي على غزة بأنه "حق الدفاع عن النفس"، حتى في وجه آلاف القتلى من الأطفال والنساء. وقد قالها كثير من النشطاء والمفكرين بوضوح: الغرب لم يفقد بوصلته الأخلاقية مؤخرًا، بل كشفها.
🚩الليبرالية تدافع عن سرديتها، لا عن المبادئ
الغرب لا يدافع عن إسرائيل فقط، بل عن سرديته الليبرالية ذاتها؛ عن حقه في أن يبقى ممسكًا براية "حقوق الإنسان" و"القانون الدولي " ولو كانت ملوثة بدم الأبرياء. ورغم الضجيج الإعلامي والتصريحات الدبلوماسية المتأخرة، فإن غياب أي إجراء فعلي يجعل من هذه التصريحات مجرد ضريبة كلامية بلا أثر حقيقي.وهذا ما يؤكد دقة كلام نعوم تشومسكي: "الحديث عن المبادئ في السياسة الغربية ليس سوى واجهة لحماية المصالح."
🚩"نُنقذ إسرائيل من نفسها":
(ذريعة الإنكار)
بعض هذه التصريحات بات يُبرَّر ضمنيًا على أنه محاولة "لإنقاذ إسرائيل من نفسها"، خوفًا من أن يُفجّر السلوك الإسرائيلي المنفلت كل ما بنته الليبرالية الغربية من سرديات.
🚫جدعون راشمان (فاينانشال تايمز): "التحدي الأكبر ليس الدفاع عن إسرائيل، بل الدفاع عن العالم الليبرالي من تداعيات تصرفاتها."
أي أن ما يفعله الغرب ليس الا مجرد محاولة لإنقاذ الابنة المتمردة – الصهيونية – قبل أن تحرق البيت الليبرالي كله.
🚩صراع بين الليبرالية وابنتها الصهيونية
للمرة الأولى، يظهر صراع علني بين الليبرالية الغربية والصهيونية السياسية، وذلك أن الليبرالية – نظريًا – قائمة على المساواة وكرامة الإنسان، بينما الصهيونية تأسست على التمييز العرقي والحصرية الدينية، وقد ظل هذا التناقض مخفيًا طويلًا تحت غبار "الذنب الأوروبي" بعد المحرقة، لكنّ مذبحة غزة جعلته ينفجر على سطح الخطاب الغربي، ولهذا يمكن القول أن الصهيونية اليوم لا تهدد الفلسطينيين فقط، بل تهدد أيضًا ما تبقى من مصداقية الغرب الليبرالي. لذلك، لا بد من ايجاد "حل وسط" يحافظ على الشكل، دون المساس بالمضمون.
🚩نتنياهو: تصوّر "الفداء التكتيكي" لإنقاذ المنظومتين( مجرد تصور )
في ظل الانكشاف الأخلاقي العميق الذي تعاني منه المنظومة الغربية، وتحديدًا الليبرالية السياسية التي تدّعي الدفاع عن "حقوق الإنسان"، يبرز تصور يُتداول في الكواليس الإعلامية والسياسية كـ"حل إنقاذي" مزدوج: التضحية بنتنياهو. ليس كإدانة فعلية للجرائم المرتكبة، بل كإجراء رمزي يُبرء ساحة الليبرالية من الاتهام، ويمنح الصهيونية فرصة لإعادة التموضع دون المساس بجوهرها.
يُطرح نتنياهو، في هذا السياق، لا كشخص قاد حملة تدمير وتهجير وقتل ضد غزة وسكانها فحسب، بل كـ"انحراف فردي" داخل منظومة يُفترض أنها قابلة للإصلاح. إن تحميله وحده وزر المجازر، وتحويله إلى هدف للغضب الدولي، هو في جوهره إعادة إنتاج مريحة للأسطورة الليبرالية: أن الخطأ يكمن في الأفراد لا في البنى، وفي الزعيم لا في الأيديولوجيا....
قد تُفتح محكمة، أو يُلوَّح بعزله، أو يُدفَع للتنحي عبر توافقات داخلية وخارجية، لكن كل ذلك لا يعني – ولن يعني – أن المنظومة ستُراجع نفسها. بل على العكس: ستُقدَّم هذه "المحاسبة الشكلية" كدليل على "حيوية الديمقراطية الإسرائيلية"، في حين تبقى السياسات على حالها، والمقتلة مستمرة بأدوات أكثر تهذيبًا.
وهذا السيناريو يخدم ثلاثة أطراف في آنٍ واحد:
• الليبرالية الغربية التي تبحث عن كبش فداء تُبرّئ به ذاتها وتستعيد به شيئًا من مصداقيتها.
• الصهيونية السياسية التي تُعيد إنتاج نفسها عبر واجهة قيادية "أقل تطرفًا".
• المؤسسة الإسرائيلية ذاتها التي ترى في نتنياهو عبئًا أصبح اسمه مرادفًا للفظائع.
*****زيغمونت باومان: "حين تخطئ المنظومة، تبحث عن فرد تُعلّق عليه الفشل، لتبقى هي بلا مساس."
إنه فداء تكتيكي لا يهدف إلى العدالة، بل إلى تجميل الجريمة وتوزيع المسؤولية بطريقة تترك النظام سليمًا، وقابلًا للاستمرار.
🚩الولايات المتحدة: بين الدعم المطلق والتضحية التكتيكية
الولايات المتحدة تبقى العنصر الأكثر حسمًا. فمنذ السابع من أكتوبر، منحت إدارة بايدن إسرائيل دعمًا مطلقًا، متجاوزة بذلك كل مواثيق القانون الدولي. لكنها، في الأسابيع الأخيرة، بدأت تُظهِر علامات حرَج استراتيجي، خصوصًا مع تنامي الانتقادات داخل الحزب الديمقراطي، وتراجع التأييد الشعبي خاصة بين الشباب.
من هنا، قد تنظر واشنطن إلى التضحية بنتنياهو كـ"حل وسط": تضمن به استمرار الدعم لإسرائيل، وتُخفف الضغط الداخلي والخارجي، دون الحاجة لمراجعة شاملة. لكن حتى هذا السيناريو لن يُطبّق إلا بتنسيق كامل مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وربما بدفع مباشر منها، إذا رأت أن بقاء نتنياهو يهدد مصالحها الاستراتيجية.
باختصار، التضحية بنتنياهو قد تحدث – لكن لا كإجراء عدلي – بل كجزء من صفقة دولية لإعادة تعويم النظام، وليس لتفكيكه.
🚩الخاتمة المعروفة:
الغرب لا يراجع مبادئه، بل يرمم واجهته. وإذا تمّت محاكمة نتنياهو، فستُقدَّم لا كمحاسبة لنظام إجرامي، بل كقصة "زعيم خرج عن السيطرة". وسيُنسى أن ما جرى كان نتيجة منظومة كاملة من التحريض، الاحتلال، والعقاب الجماعي. وفي النهاية، سيبقى الدم هو الثمن، وتبقى الرواية الرسمية تتحدث عن "الخطأ في الفرد"، لا في الفكرة التي أنتجته.



#سمير_خطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَاطِمَةُ وَالْمِفْتَاحُ الْخَالِدُ
- التراجع الاستراتيجي
- يوم الارض
- دورةُ الأسى ما بين غزَّة ومكَّة
- أيمن عودة يريد تغيير الواقع لا أن يحلله ويحتج عليه فقط| سمير ...
- 75 عاما على قيام اسرائيل ...أزمة سياسية أم ازمة هوية وجودية ...
- التاريخ الزائف: ملاحظات حول كتاب -الحزب الشيوعي الإسرائيلي و ...
- في الذكرى ال- 104 لإنطلاقة ثورة أكتوبر الإشتراكية
- لوحة بانورامية
- لماذا أنا شيوعي؟
- إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي ...
- في الطريق إلى قرار التقسيم!!
- أردوغان وماكرون.. تصدير مشاكل داخلية بواسطة استغلال الدين
- نعم ل -المراجعة- ... ونعم ل -التراجع-
- جدارية السنديانة الشيوعية
- لوليتا وليليت/ث... وغوص في بحر الأدب والميثولوجيا
- يوم الأسير الفلسطيني
- إلى أين ذاهبون ؟
- الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومشروع ابتعاث الطلاب للدراسة الاكاد ...
- في ذكرى مجزرة دير ياسين 09/04/1948


المزيد.....




- ترامب سيطرح شروطا جديدة... ويتكوف يعبر عن تفاؤله بشأن مفاوضا ...
- وزير الخارجية المصري في المغرب بعد اتفاق مع موريتانيا على دع ...
- المغرب - سوريا: بعثة من الخارجية المغربية في سوريا لإعادة فت ...
- ليبيا: رئيس حكومة الوحدة الوطنية يدعو إلى إجراء انتخابات مبا ...
- المملكة العربية السعودية: هل سمحت ببيع الخمور؟
- ليبيا: هل ينجح مجلس النواب في تشكيل حكومة جديدة؟
- -شبكات باكو-: تكريم فرانس24 وإذاعة فرنسا الدولية في حفل جوائ ...
- ترامب: هجوم -7 أكتوبر- أسوأ ما رأيته في حياتي.. وويتكوف يعلن ...
- تفكيك شبكة أوروبية لتجارة المخدرات واحتجاز 800 كلغ من الكوكا ...
- ماتفيينكو تهنئ قاليباف بإعادة انتخابه رئيسا للبرلمان الإيران ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير خطيب - قناع الليبرالية وذراع الصهيونية: بين دم الحقيقة , خجل الخطابة والحل -الانقاذي-