أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير خطيب - في الطريق إلى قرار التقسيم!!














المزيد.....

في الطريق إلى قرار التقسيم!!


سمير خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 11:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


دائما حاولت تخيل المشهد عشية قرار التقسيم٫ ومحاولة تتبع الأحداث في تلك الفترة، وكيف استطاع اليهود إقناع العالم باستصدار هذا القرار غير المنطقي وغير العادل وغير القانوني وقد قرأت الكثير من الكتب والمقالات حول الموضوع لأصل الى شبه صورة ضبابية مؤلمة جدا.
يُعد قرار التقسيم رقم 181 أكبر قرار ظالم على مر التاريخ بحق الشعوب ، وقد تم التمهيد له عندما شكلت هيئة الأمم المتحدة لجنة دولية (uniscop) بطلب من الحكومة البريطانية لأنها "عجزت" عن إيجاد حل يرضي طرفي الصراع في فلسطين، وقد تكونت اللجنة من 11 عضوا : أستراليا ، كندا، تشيكوسلوفاكيا ، غواتيمالا، الهند، هولندا ، إيران ، البيرو، الأوروغاواي ، يوغوسلافيا ،وعين إميل ساندستروم ممثل السويد رئيسا لها ، وقد تم تشكيلها بتاريخ 17/06/1947 وتوجهت إلى فلسطين بعد أن جابت عدة أماكن بالعالم وخاصة معسكرات الإبادة النازية ضد اليهود ، ولا بد من التأكيد أن اللجنة انطلقت في ابحاثها بالاعتماد على تقريري لجنة بيل 1937 ولجنة وودهد 1938 البريطانيتين اللتين لم ينصفا الفلسطينيين أصلا ، ومن هنا بدأت المؤشرات السلبية ، ناهيك انه لم يتم اختيار أي دولة إفريقية باللجنة ( ربما لأن تأثير اليهود هناك أقل أو محدود في تلك الفترة ) .
بالعودة الى اللجنة نفسها فحسب أقوال د. إلعاد بن درور بكتابه הדרך לכ"ט בנובמבר ( الطريق إلى 29 نوفمبر ) أن رئيس اللجنة كان يعمل بخلاف نقاشات اللجنة فكان لديه تصور انه يجب إقامة وطن لليهود فقط وتسليم باقي الاراضي للأردن ولأجل ذلك سافر إلى الاردن سرا والتقى بالملك عبدالله الأول وعرض عليه الفكرة ووافق عليها ولأجل التأكد طلب لقاء كبار ضباط الجيش " الاردني" الذي بنته بريطانيا واستفسر عن مقدرتهم السيطرة على الاراضي المتبقية بعد إقامة الدولة اليهودية ، وأكدوا له مقدرتهم على ذلك ، ناهيك أن نائبه باول موهان هو من قدم الخرائط للأمم المتحدة بعد إقرار التقسيم لأنه عرف مسبقا أنهم سيحتاجون إلى خرائط فكان اقتراحه جاهزا حيث شمل اقتراحه الأولي المقدم تخصيص 62%من الأرض لليهود و 37% للفلسطينيين .
يقول بن درور في كتابه الذي كتبه بعد مراجعة وثائق الامم المتحدة أن هذه المستندات تشير بشكل واضح أن نقاشات اللجنة احيانا كانت صعبة حتى أن رئيس اللجنة اضطر لدعوة الشرطة لتهدئة المتناقشين مع أنه فقط ثلاث دول كانت مع الحفاظ على وحدة الأرض وتشكيل دولة علمانية ديمقراطية وهي إيران والهند ويوغوسلافيا ، والباقي كان مع تقسيم البلاد .
لقد استطاع أعضاء اللجنة الجلوس مع بيغن مع أنه كان هاربا من الحكومة البريطانية ، وذلك لأن اليهود سهلوا عملية لقائه لاسماعهم الرأي المتشدد بين اليهود ، وعلى هذا تم بحث الأمر في البرلمان البريطاني أنه كيف استطاع أعضاء اللجنة العثور على بيغن بينما القوات البريطانية لا تعرف مكانه .....ويؤكد الكاتب أن ممثل هولندا لم يشارك بجولات اللجنة لأنه أصيب بكاحله قبل بدء عمل اللجنة ، وممثل أستراليا ونائبه قضيا معظم وقتهم يسهرون ويسكرون مع اصدقائهم اليهود ولم يشاركوا في أغلب الجلسات ، ولكن الاهم الدور الذي لعبه ممثل غواتيمالا خورخا غارسيا غراندوس وممثل اوروغواي انريكا رودريغس فبريغات فقد كانا عيون الوكالة اليهودية في اللجنة ويوصلوا المعلومات أول بأول للوكالة ، وكانت معلوماتهم مهمة جدا حيث استطاع اليهود عبر هذه المعلومات متابعة أعمال اللجنة وتحضير تقارير ورسائل توجه النقاش باتجاههم . (وهنا يحضرني ما كتبه بيني موريس في كتابه "1948 - تاريخ الحرب العربية الاسرائيلية الأولى " أن الحركة الصهيونية رصدت مليون دولار للرشاوى تمهيدا لنقاشات الأمم المتحدة بينما جامعة الدول العربية رصدت فقط مليون دولار لجيش الانقاذ والتي لم يصل منها شيئ).
بعد ان اتخذ القرار باللجنة بتقسيم فلسطين لم ينتهي الأمر فهناك حاجة لإقراره بالأمم المتحدة ، ويجب الحصول على ثلثي الأعضاء ولم يكن هذا سهلا ولم يتخيل العرب/الفلسطينيون أنه يمكن الحصول على ثلثي الأعضاء وهنا دخلت الولايات المتحدة على الصورة بشكل علني وضغطت على كل من هاييتي وليبيريا والفلبين وهددتهم بقطع المساعدات عنهم مما اضطرهم للتصويت مع القرار ، وسيكتشف التاريخ لماذا امتنعت يوغوسلافيا مثلا مع أنها كانت معارضة في نقاشات اللجنة ، وقد قال وزير الدفاع الأمريكي أنذاك جيمس فورستال في مذكراته عن الموضوع :" إن الطرق المستخدمة للضغط ولإكراه الأمم الأخرى في نطاق الأمم المتحدة كانت فضيحة ".
ما حصل بعد ذلك يقول كل شيئ بالمعطيات فمنذ ذلك القرار رصدت الحركة الصهيونية 60 مليون دولار لشراء الأسلحة وأعدت جيشا قوامه 70 ألفا مدججا بالطائرات والمدافع ناهيك عن الخبرة فالكثير منهم كانوا جنودا سابقين بينما قوام جيش الانقاذ 7700 جندي غالبيتهم من المتطوعين واسلحتهم البنادق القديمة .
الخلاصة أن تآمر الرجعية العربية والامبريالية مع الحركة الصهيونية كان أكبر بكثير من قدرات الشعب الفلسطيني الدبلوماسية والعسكرية والمادية ، وللأسف كان أمر النكبة محتوما .
سمير خطيب



#سمير_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان وماكرون.. تصدير مشاكل داخلية بواسطة استغلال الدين
- نعم ل -المراجعة- ... ونعم ل -التراجع-
- جدارية السنديانة الشيوعية
- لوليتا وليليت/ث... وغوص في بحر الأدب والميثولوجيا
- يوم الأسير الفلسطيني
- إلى أين ذاهبون ؟
- الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومشروع ابتعاث الطلاب للدراسة الاكاد ...
- في ذكرى مجزرة دير ياسين 09/04/1948
- الصراع الطبقي في تجلياته المؤلمة في فيلم -الحفرة- !!
- دَرْءُ المفاسِدِ مُقدَّمٌ على جَلْبِ المصالح .
- الاقصاء التعسفي الاقصاء الطوعي وما بينهما..
- آه يا زمن التمني !!!!!
- ما بين الشوفينية وعقدة النقص القومية
- دراسة تحليلية بمناسبة 100 سنة على ثورة اكتوبر: جدلية الثورة ...
- جدلية الثورة والدمقراطية والإشتراكية (1-2) - دراسة تحليلية ب ...
- لماذا يحب الشيوعيون فيدل كاسترو
- حتى عودة صلاح الدين


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سمير خطيب - في الطريق إلى قرار التقسيم!!