أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - سمير خطيب - جدلية الثورة والدمقراطية والإشتراكية (1-2) - دراسة تحليلية بمناسبة 100 سنة على ثورة اكتوبر















المزيد.....

جدلية الثورة والدمقراطية والإشتراكية (1-2) - دراسة تحليلية بمناسبة 100 سنة على ثورة اكتوبر


سمير خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5588 - 2017 / 7 / 22 - 22:10
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    



**العدالة والدمقراطية
يجب أن نسقط من مخيلتنا أحلام اليقظة بأن الثورة القادمة ستكون تكرارا لاقتحام قصر الشتاء بطلقات من سفينة الافرورا، لأن ما جرى هو تزامن مجموعة ظروف وأسباب زمكانية قد لا تتكرر أبدا .. * الدمقراطية التي تحقق الحرية والمساواة للفرد والأقليات، وتضمن تكافؤ الفرص وحرية الصحافة التي تعبِّر عن مصالح الشعب وتدافع عنها، هي دمقراطية لكل الشعب.. *لا يمكن حماية أية تحولات باتجاه العدالة الاجتماعية بدون دمقراطية، وحرية التنظيم السياسي والتعبير عن الرأي..



**شرط أساسي..
الدمقراطية الاشتراكية داخل الاتحاد السوفييتي لم تفشل بمعناها النظري، بل فشلت بسبب الأخطاء التي ارتكبت في عملية التطبيق " غير الدمقراطية"*سحق الدمقراطية في البداية ادى الى نجاح واستمرار الثورة والوصول لأكبر الانجازات الجماعية وبالمقابل سحق الدمقراطية ادى الى انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط الاشتراكية* لينين : "ان الشرط الاساسي لتحقيق الثورة الاشتراكية هو تحقيق الثورة الدمقراطية"




يحتفل العالم هذه السنة بمرور 100 عام على ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى والتي أدت إلى بناء الاتحاد السوفييتي واعتماد الاشتراكية منهجا وأسلوب حياة، الذي أعلن تفككه في 25/12/1991 معلنا بذلك انهيار الاشتراكية والمنظومة الاشتراكية في تلك المنطقة.
لقد كانت هذه الثورة تجربة تاريخية فريدة ومفصلية فقد لعبت دورا مهما سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا واسعا لا يمكن تجاهله منذ اندلاعها حتى فشلها وانهيارها في أواخر القرن العشرين. لهذا السبب أجد ان من المفيد بل من الضروري الكتابة عنها وإحياء ذكراها سلبا او إيجابا، لسببين، الاول فكري وايديولوجي والثاني شخصي وانساني، فقد عشت هناك اجمل سنين عمري من عام 1983 حتى عام 1989 أي الأعوام الأخيرة قبل الانهيار النهائي، وكنت اقطن بالقرب من سفينة الافرورا التي انطلقت منها الشرارة الاولى للثورة باتجاه القصر الشتوي (الارميتاج) حيت تواجدت الحكومة المؤقتة معلنة بداية الثورة، كنت هناك طالبا دارسا للعلم برفقة الآلاف من الطلاب الأجانب على نفقة الاتحاد السوفييتي وكانت لدي الفرصة يوميا بحكم تواجدي هناك لملاحظة التفاصيل الدقيقة في حياة الناس الذين احبهم واحترمهم واسمع حكايات كبار السن، ومقارنة النمط الاشتراكي بالنمط الرأسمالي لأنني جئت لهناك من دولة رأسمالية، الأمر الذي لم يكن متاحا لزملائي وأصدقائي من الاتحاد السوفييتي.
ويُسأل السؤال هنا، هل سبب الانهيار يكمن في النظرية الماركسية أم اللينينية أم في التطبيق أم فيهم جميعًا؟ لقد حققت ثورة أكتوبر السلطة السياسية للعمال والشيوعيين في روسيا، لكنها لم تتمكن من أنجاز التغيير الاشتراكي المطلوب في المجال الاقتصادي والاجتماعي... لذلك نتساءل أين يكمن خلل الثورة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية؟
للإجابة على هذا السؤال يجب التأكيد على بعض الحقائق:
اولا - لا توجد ثورات فاشلة بل توجد ثورات لا تحقق كل أهدافها لان الثورة، خاصة الثورة الاقتصادية، هي رد فعل على ظلم بتوجيه سياسي منظم فالناس لا يخرجون للشوارع فقط لان الأحزاب توجههم، بل لان هناك ظلم واقع عليها. والأحزاب والأطر السياسية الفاعلة استطاعت أن تزرع الامل بمستقبل أفضل، وأن"فشل الثورة "لا يعني أن افكارها ذهبت سدى بل سيتم اعتماد ما أنجزته في ثورات قادمة أو سيتم الأخذ بعين الاعتبار بمطالب الجماهير في اي إصلاحات سلطوية قادمة، ذلك أن الثورات الفاشلة تستمر في تأثيرها بشكل ما، وعلينا أن نبحث في هذا التأثير انطلاقًا من مبدأ ألا شيء يموت، وأن التاريخ سلسلة من الأحداث المتتالية المتصلة.
والمعنى الحقيقي لهذه الثورات انها تنجح حتى بعد فشلها وتحقق انجازات لا يستهان بها في مسيرة التطور الإنساني. وهذه الانجازات قد لا تتحقق خلال الفترة الزمنية المحدودة اثناء الثورة بل تمتد الى ما بعد فشلها وفي اغلب الاحيان تفرض على اعدائها عدم العودة الى ما كان سابقا والسير قدما حتى انفجار الثورة القادمة.
ثانيا - عند الحديث عن اي حدث يجب الأخذ بعين الاعتبار الزمان والمكان ولا يمكن إحلال نفس النمط في زمان ومكان آخر، وعليه لا يوجد قرار سياسي صحيح بالمطلق بل يوجد قرار صحيح نسبة للظروف السياسية التي تم اتخاذه بها.
ثالثا - كل النظريات تواجه مصاعب في التطبيق وأحيانا هناك حاجة لتعديل النظرية أو إعادة التطبيق من جديد وهذا الأمر ينطبق على كل النظريات، فكم بالحري النظرية الاشتراكية الشاملة لكل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكم بالحري اذا كانت التجربة الاولى الجدية لبناء الاشتراكية.




**شرعية الثورات والثورة البلشفية تحديدا

إن الثورات تكون دائمًا وأبدًا "غير دستورية" ومخالفة للقانون. ولذلك فهي لا تكتسب شرعيتها من الدستور أو من القانون المعتمد، وإنما من ثوريتها، حتى ان مصطلح الشرعية الثورية دخل قاموس السياسة الدولية؛ ذلك أن الثورة، إذا انتصرت تغير الدستور والقوانين حتى بدون الرجوع إلى الشعب غالبًا، ويتسلم قادتها السلطة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهذا ما حدث فعلا عام 1917 عندما استطاعت الثورة في شباط الإطاحة بالقيصر وبعد ثمانية اشهر في 25 من تشرين الاول استطاع الحزب الشيوعي السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، وفي مراجعة تاريخية لكل الثورات فانه تمر فترة طويلة بعد انتصار الثورة حتى يستقر نظام الحكم وعادة ما تفشل تلك الثورات على منصة الفوضى التي تحدث بعد نجاح الثورة كما نرى الآن فيما يسمى بـ "الربيع العربي" في اليمن وليبيا وحتى في بعض الاحيان الى عودة النظام القديم وبقوة كما نرى في مصر. ولكن"السهولة النسبية" التي انتصرت بها الثورة البلشفية بروسيا وسرعة فرض السيطرة على مفاصل الحكم والشعب، امر يستحق التقدير من جهة والتحليل وهل رافق هذه السيطرة كبت للحريات بحجة الاشتراكية؟
كتب لينين في مرض الطفولة- المجلد 25 ص 205 الطبعة الروسية:
" لقد كان سهلا على روسيا، نظرا للوضع الفريد من نوعه إلى ابعد الحدود في عام1917، أن تبدأ الثورة الاشتراكية، في حين أن الاستمرار بها وقيادتها إلى خاتمة مطافها سيكون أصعب عليها مما على الأقطار الأوروبية. وقد سبق أن أتيحت لي الفرصة، في مستهل 1918، للتنويه بهذه الواقعة، ولقد أكدت تجربة عامين من الزمن طريقتي في تصور الأشياء أن شروطا نوعية مثل :
1- إمكانية ربط الثورة السوفييتية بوقف الحرب الامبريالية - بفضل هذه الثورة- تلك الحرب التي كانت تعرض العمال والفلاحين إلى عذابات لا تصدق..
2- إمكانية استغلال الصراع المستميت بين أقوى كتلتين في العالم من كواسر الامبرياليين لحين من الزمن بعد عجزهما عن الاتحاد ضد العدو السوفييتي.
3- إمكانية الصمود في حرب أهلية طويلة الأمد نسبياَ بفضل ترامي أطراف البلاد وسوء وسائل مواصلاتها جزئيا .
4- وجود حركة ثورية دمقراطية برجوازية بالغة العمق في صفوف الطبقة الفلاحية إلى درجة أمكن معها لحزب البروليتاريا على السلطة السياسية، أن شروطا نوعية كهذه لا وجود لها في أوروبا الغربية في الوقت الراهن، وتجدد شروط مماثلة أو مشابهة ليس سهلا البتة. ولهذه الأسباب مجتمعة، بالإضافة إلى مجموعة من الاسباب الأخرى، فإن البدء بالثورة الاشتراكية سيكون أصعب على أوروبا الغربية مما علينا".
من ناقل القول ان ثورة اكتوبر تعتبر اهم حدث في القرن العشرين ويمكن اعتبارها اهم حدث في التاريخ الحديث فهي اول محاولة جادة وفعلية - بناءً على أسس علمية - لتغيير مسار العلاقات بين الطبقات وفرض عدالة اجتماعية واقتصادية بين البشر، الامر الذي استلزم تغيير أنماط التفكير لاستمرار نجاح المهمة وتذويتها في النفس البشرية في فترة زمنية قصيرة. لقد كانت ثورة أكتوبر أهم تغيير في تاريخ النظام الرأسمالي العالمي حتى حينه، حيث قدمت أول استراتيجية تنموية بديلة في التاريخ الحديث.




** مراحل تطور الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي ومؤشرات الانهيار


كانت الفكرة الرئيسية للينين أن الثورة ممكن أن تنجح في أضعف الدول الرأسمالية وليس اكثرها تطورا. وقد فجر لينين الثورة في روسيا الامبراطورية الآخذة في الانهيار والتي كانت اضعف حلقة رأسمالية في اوروبا اعتمادا على تطويره للماركسية التي صارت تسمى الماركسية اللينينية، حيث اوجد لينين تحليلا جديدا يختلف عن تحليل ماركس لسقوط البرجوازية، فقد ذكر ماركس بأن البرجوازية ستسقط من أقوى حلقاتها في الدول الرأسمالية الكبرى بسبب تكدس البضائع وهذا سيؤدي إلى اغلاق المصانع وتسريح العمال ولن يجد العمال أمامهم سوى الثورة وقيام الاشتراكية. ومن هنا اكتشف لينين بأن الرأسمالية تطورت وأصبحت تصدر منتجاتها وسلعها الفائضة إلى دول أخرى لحل أزماتها في تكدس البضائع، وقد أصبحت الرأسمالية لا تصدر البضائع فقط انما تصدر أيضًا أزماتها، ومن هنا جاء تحليل لينين بأن الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، وبأن الرأسمالية لن تسقط من أقوى الحلقات حسب ماركس ولكنها ستسقط من أضعف حلقاتها، والتي تصدر إليها أزماتها.
الأمر الجديد الثاني الأهم حول كيفية تحويل بلد اقطاعي زراعي متخلف الى بلد اشتراكي صناعي متطور عصري. لذلك أطلق لينين سياسته الاقتصادية الجديدة التي عرفت بـ" النيب" والتي سمحت ببقاء الملكية الخاصة الصغيرة ولو لحين حتى لا تتوقف عملية الإنتاج كلية ومعها تتوقف عجلة الثورة عن الدوران، وحتى لا يدخل الاتحاد السوفييتي الجديد متاهة الفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي اثر عدم الاستقرار السياسي والأمني التي واجهته هذه الثورة العظيمة في سنواتها الاولى (خاصة بعد ان شن الحلفاء الحرب على الاتحاد السوفييتي لإجهاض الثورة).
للأسف لم يتح للينين الاستمرار في قيادة الثورة وبناء الاشتراكية التي كان يريد تحقيقها لأنه توفي بعد فترة قصيرة من الثورة، وأصبح رئيسها بعده ستالين الذي ادعى انه واصل سياسة لينين في تحقيق اهداف الثورة وبناء المجتمع الاشتراكي.
يطرح السؤال هنا:
هل كان هذا خطأ تاريخيا في تطبيق الاشتراكية في غير أوانها ومكانها؟
هل كان هذا احد الأسباب التي تراكمت عليها مشاكل كثيرة والتي ساهمت فكريا وعمليا في انهيار وسقوط التجربة الاشتراكية الأولى بالتاريخ؟
في عام ١٩٢٨ تم إلغاء الخطة الاقتصادية الجديدة (النيب) من قبل ستالين والتي سمحت ببعض الملكية الخاصة لتحريك عجلة الاقتصاد، حيث فسر ستالين رأي لينين في النيب انها سياسة لمرحلة طويلة ولكن ليست سياسة ابدية، الامر الذي زاد في سوء وضع الفلاحين بدل تحسنه في المرحلة الاشتراكية، وذلك بعد الانتقال من الاستثمار الفردي الى الاستثمار الجماعي في الزراعة.
كان نظام ستالين نظامًا فرديًّا وأدى الى الحد من الحريات مما أدى إلى البيروقراطية والدكتاتورية، وبالرغم من الانجازات التي كانت في زمن ستالين الا انه لا يمكن انكار انه حدثت تجاوزات كبيرة بمجال حقوق الانسان وصلت الى حد القمع وكبت الحريات، الامر الذي يتنافى ومفهوم الماركسية، ناهيك عن زيادة البيروقراطية التي بدأت تأخذ شكل جهاز كامل فمع اندثار السوفييتات العمالية الدموقراطية بعد تدمير الطبقة العاملة خلال الحرب الأهلية أصبح الحزب تحت السيطرة الكاملة لهيكل بيروقراطي من المسؤولين المتفرغين. وكان على رأس هذه البيروقراطية جوزيف ستالين، سكرتير عام الحزب. كانت أهمية ستالين تنبع من أنه كان ممثلا لبيروقراطية الدولة/الحزب الجديدة والتي أصبحت في الحكم، وهذه البيروقراطية لم يعد يهمها الثورة العالمية وكان همها الأساسي هو مصالح الدولة الروسية ومصالحهم هم كحكام لتلك الدولة. ووفقا لهذه المصالح طور ستالين ومساعديه نظرية "الاشتراكية في بلد واحد" زاعمين أنه من الممكن بناء مجتمع اشتراكي داخل حدود الاتحاد السوفييتي فقط.
هنا يطرح السؤال هل كبت الحريات الانسانية مرحلة ضرورية في بناء الاشتراكية؟ هل تحقيق الاشتراكية يشرعن المس بالحقوق الانسانية والشخصية؟ هل كانت حقبة ستالين بالرغم من انجازاتها، مرحلة سوداء في تاريخ الاتحاد السوفييتي من ناحية حقوق الانسان؟ الا يناقض هذا ما قاله ماركس وأكده لينين ان الشرط الأساسي لتحقيق الثورة الاشتراكية هو تحقيق الثورة الدمقراطية؟
عندما تسلم خورتشوف السلطة عام 1953-1971 أدان بشدة ووضوح سياسة ستالين القمعية، وتذكرني هنا القصة التالية التي حدثت بالمؤتمر العشرين، فعلى إثر انتقادات خورتشوف العنيفة لانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم البشعة في عهد ستالين، أرسل إليه أحد المندوبين في المؤتمر ورقة يسأله عن سكوته عن كل ذلك أيام ستالين؟ فقرأ خروتشوف السؤال علنا على القاعة، وطلب من صاحب السؤال أن يكشف عن شخصيته.. وطبعا لم يجرؤ الرجل على ذلك، فعلق الأمين العام قائلا: "ونحن كنا كذلك نخاف أن نعلن عن مواقفنا أيام ستالين"! وقد اتخذ خورتشوف سياسة التعايش السلمي والانفراج الدولي مع الرأسمالية مجاريا باعتقاده التغيرات العالمية.
ومن اهم ما جرى في تلك الفترة في المؤتمر الـ 22 إلغاء دكتاتورية البروليتاريا وقد فسر البعض انه الغاء للاشتراكية (سنأتي على ذلك لاحقا) وتم إعلان دولة الشعب كله (أيّ العدالة الاجتماعية) وليس هناك أدنى شك أن الدولة التي توفر العدالة الاجتماعية ليست هي الجسر الذي يصل إلى الشيوعية. فالعدالة الاجتماعية مفهوم برجوازي صغير، لا دخل له بالاشتراكية ولا بالتطبيق الاشتراكي. فالعدالة الاجتماعية تعني توافق الطبقات و ليس إلغاءها كما ورد في المفاهيم الاشتراكية،(ولكن العدالة الاجتماعية هي ارقى المفاهيم الانسانية في العالم الرأسمالي والنضال لأجلها اليوم ضروري لكل الاحزاب الشيوعية طالما لا يدور الحديث عن اشتراكية).
وهنا يقع السؤال: هل هناك شكل للاشتراكية غير التي وضعها ماركس؟ فإعلان "دولة الشعب كله "وحزب" الشعب كله "بكل المعايير ألغى الاشتراكية بالمفهوم الماركسي في الاتحاد السوفييتي.
بعد حقبة خورتشوف تولى السلطة بريجينيف واندروبوف وتشرنينكو ومن ثم ختمها غورباتشوف، ولما كنت اعيش في الاتحاد السوفييتي في تلك الفترة ورأيت المتغيرات بحسب تغير الرئيس، اؤكد ان فترة بريجنيف كانت الحل الوسط بين قيادة الحزب. فقد حاول استرضاء جميع الاطراف مما زاد البيروقراطية وهبوط معدلات الانتاج ولهذا حاول اندروبوف مباشرة بعد توليه السلطة وضع خطة للإصلاح الاقتصادي، لكنه لم يعمر طويلا في السلطة إذ توفي في شباط 1984، وحل محله قسطنطين تشيرنينكو لكنه أيضا توفي سريعا في آذار 1985 .
ان سرعة التغيير الملحوظ بتغير الأمين العام للحزب الشيوعي الذي هو رئيس الاتحاد السوفييتي يثير العديد من التساؤلات حول الصلاحيات المفرطة التي كان يتمتع بها وهل هذا يتناسب مع المركزية الدمقراطية لبناء الحزب؟ والسؤال الأهم هل كان الجهاز البيروقراطي اقوى من القرارات بحيث لم تجد نفعا كل الخطط لإنعاش الاقتصاد وتسريع عجلة الإنتاج؟
بعد ان تولى غورباتشوف السلطة اعلن انتهاجه سياسة "الغلاسنوست" أي العلانية والشفافية في إدارة البلاد، بعد انتخابه عام 1987 وقدم خطة لإصلاح الأوضاع سماها "البريسترويكا" (إعادة البناء)، وتتضمن خطوطُها العريضة الاهتمامَ بالدمقراطية وحقوق الإنسان، والتحول إلى اقتصاد السوق، وإلغاء احتكار الحزب الشيوعي للسلطة وحظر التعددية الحزبية، وزيادة استقلالية المؤسسات المحلية، وإبعاد العلاقات الدولية عن العسكرة ولكن خطته باءت بالفشل وأدت الى تسارع انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 وإنهاء تجربة الدولة الاشتراكية وانهيار ثورة اكتوبر.
اليوم اصبحت ثورة اكتوبر ووليدها الاتحاد السوفييتي تاريخا والتاريخ لا يسجل الا ما جرى وتحقق فعلا سلبا وإيجابا. فالاتحاد السوفييتي كان تجربة تاريخية لها نجاحاتها وفشلها واثبت التاريخ زوالها وانهيارها، وحتى في موعد فشل وانهيار الاتحاد السوفييتي الاشتراكي الحقيقي يختلف المعلقون. فثمة من يعتبر الفشل والانهيار حدث في البداية وثمة من يعتبره في احد النقاط المفصلية التي ذكرت أعلاه وثمة من يعتبر الفشل والانهيار حدث في 1991. (كفر كنا)



#سمير_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يحب الشيوعيون فيدل كاسترو
- حتى عودة صلاح الدين


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - سمير خطيب - جدلية الثورة والدمقراطية والإشتراكية (1-2) - دراسة تحليلية بمناسبة 100 سنة على ثورة اكتوبر