أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير خطيب - جدارية السنديانة الشيوعية














المزيد.....

جدارية السنديانة الشيوعية


سمير خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


كم كبرنا يا رفيق


ولا زالت تلك السنديانة


خضراء تظلِّل الطريق


لم تستطع قطعها فأس الظالمين


ولا نار الحريق


ولم تنل منها حجارة


العابثين


وهم يرمونها حَجرًا إثر


حجر


لعلها تساقط بما يثير شهية


الصبيان من ثمر


أو لعلهم يستنسخون منها


علمًا أو خبر


***


كم كبرنا على الغناء


تحتها


لكن لم نكبر على صوتِ موسيقيٍّ


عجوز


كان يعزف بالناي


على أنغام ذكرياته


عن عشيقة خُطفت منه


في عز الظهيرَة،


ولم نكبر على العيون التي


تجاهر بالحب بين اثنين


جمعهما العشق والغيرَة،


ولم نكبر على تعب العمال والعناء


وما زلنا نبني لهم


جنتهم على الأرض قبل جنة السماء


***


كم كبرنا يا رفيق


والسنديانة لا تزال


شامخة عند رأس التلة


يافعة بهية


وارفة الظلال، أبية


علامة مفصلية


ينبوع فكر وحرية


تاريخ وعلم وهوية


وترابها لا يزال يحفظ


الحصى والحجارة،


وطفولتنا


وصدى صرخاتنا


لم تزل تنام


على أغصانها المخضرَّة


وبراعمِها الحمراء


من سنين تائهات


ولم تزل الشقاوة فينا


تدغدغنا وتدعونا أن نستمر


***


كم كبرنا يا رفيق


وكبرت أصوات المدينة


وذاع صيت التضحيات


والأمنيات


وصِدقِ الهدفِ وصحةِ الكلمات


وصار يردد كل من في المدينة


حكاية قد روتها الطريق


وحفظها البعض


وأفشى سرها الكبار وفضحها


الصغار .....


عن حبنا للإنسان والأرض


**


كم كبرنا


ولم ننس


وردةً تنتظر تحت الثلج


ونحن نشتعل كأعواد البخور


في يوم عيد


ننتظر يوم النشور وحياة تخرج


من تحت الجليد


لها عِرقٌ ما زال ينبض


فينا


وكأننا خلقنا من ضلع


الفجر


ممنوعٌ على النسيان


نسيانُه


محطات سجلت تاريخ شعبٍ


كنا نحن عُنْوَانُهُ


**


كم كبرنا


ولا شيء نال منا


زبد الطوفان


ما نال منا


والوحل بعد انحسار


الماء


لم ينل منا


غناء الذباب في موسم


التكاثر


لن ينال منا


ولن يأخذ منا


الإقطاع كدح قلوبنا بعد


تأميم الحب


مذ ولدتنا أمهاتنا أحرارا


**


كم كبرنا ولا زلنا


نستلقي على


ظهورنا تحت السنديانة


آمنين ... هادئين


نتابع من حولنا


الضوضاء


ونحن نحبها كلما علت


السماء


ونحن نحبها مهما ارتفعت


فوق عرش الحب


نساء


***


كم كبرنا يا رفيق


وكم كبرت مهماتنا


وكم كبرت ذريتنا


وألف شاعر سيولد من على


خطوط كفيها


وخلف ساقيها ستبقى بذور


الزنبق تلد الزنبق لألف


عام


سنسير وخلفنا


ستار يمحق هذا العالم


من على جدار أقمناه لأجل


أن يبقى العزم إرثًا لمن يريد


أن يرى النور


والحق واثق الخطوة يمشي على مهل


لطالما تعلم الجميع درس


الحب في ساعات الضحى


ونحن آخر العاشقين... نملأ


المكان خصبا بالصخب وبكل


هدوء


ونحن أول الوافدين


إلى طاولة في آخر


المكان


من قبل أن يحين موعد


وصول الجميع


ممن دعتهم الأرض إلى جنبها


في لهفة وهيام.


***


كم كبرنا يا رفيق


ونحن نقرأ تفاصيل الزمان


والمكان


ونحن نستعين بها لكي نجد


ما عجز عنه عشاق الضياء


لحين تزل الشمس بأقدامها


ويحين الغروب


ونحن نستعين بها لحين


الانتهاء من شرب آخر حفنة ماء


من شلال حكمتها من فرط


البلاغة


وهي الأنثى الأكثر اشتهاء


وازدهارا في موسم


جفا النساء .


***


كم كبرنا


ونحن نحاول أن نجد في متن


الكتاب


وأوراق السنديانة


كيف تعلو الشمس


وكيف نوصل الأمانة


وما عرفنا يوما


تعبًا أو غياب



#سمير_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوليتا وليليت/ث... وغوص في بحر الأدب والميثولوجيا
- يوم الأسير الفلسطيني
- إلى أين ذاهبون ؟
- الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومشروع ابتعاث الطلاب للدراسة الاكاد ...
- في ذكرى مجزرة دير ياسين 09/04/1948
- الصراع الطبقي في تجلياته المؤلمة في فيلم -الحفرة- !!
- دَرْءُ المفاسِدِ مُقدَّمٌ على جَلْبِ المصالح .
- الاقصاء التعسفي الاقصاء الطوعي وما بينهما..
- آه يا زمن التمني !!!!!
- ما بين الشوفينية وعقدة النقص القومية
- دراسة تحليلية بمناسبة 100 سنة على ثورة اكتوبر: جدلية الثورة ...
- جدلية الثورة والدمقراطية والإشتراكية (1-2) - دراسة تحليلية ب ...
- لماذا يحب الشيوعيون فيدل كاسترو
- حتى عودة صلاح الدين


المزيد.....




- Kurulus Osman مشاهدة مسلسل قيامة عثمان الحلقة 138 كاملة مترج ...
- مسلسل قيامة عثمان الحلقة 138 مترجمة على فيديو لاروزا وعرض او ...
- تم.. عرض مسلسل صلاح الدين الأيوبي التركي الحلقة 3 الجديدة مت ...
- عيش مع أحدث الأفلام والمسلسلات .. رابط موقع ماي سيما 2023
- شراكة بين محافظة العلا والمركز الوطني الفرنسي -جورج بومبيدو- ...
- حضارة بشرة بيضاء وعيون زرق.. هكذا -فجرت- إسرائيل قبور روسو و ...
- وزارة التعليم في داغستان تفتتح فصولا دراسية لتعليم الأطفال ا ...
- فيلم -ذا مارفيلز-.. هل يصبح القشة التي تقصم ظهر مارفل؟
- تردد قناة ماجستيك الجديد 2023 على النايل سات لمشاهدة أقوى ال ...
- السنوار يتحدث مع الأسرى الإسرائيليين داخل الأنفاق باللغة الع ...


المزيد.....

- عد إلينا، لترى ما نحن عليه، يا عريس الشهداء... / محمد الحنفي
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد / الحسين سليم حسن
- الدكتور ياسر جابر الجمَّال ضمن مؤلف نقدي عن الكتاب الكبير ال ... / ياسر جابر الجمَّال وآخرون
- رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- زمن التعب المزمن / ياسين الغماري
- الساعاتي "صانع الزمن" / ياسين الغماري
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأدباء ... / السيد حافظ
- مسرحية - زوجة الاب - / رياض ممدوح جمال
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأ ... / مجموعة مؤلفين عن أعمال السيد حافظ
- أنهارٌ من زنبق: النهر السادس / دلور ميقري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير خطيب - جدارية السنديانة الشيوعية