أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - دِيلِيغْ، جُرْعَةٌ وَاحِدَة لَا غَيْر (قصة)














المزيد.....

دِيلِيغْ، جُرْعَةٌ وَاحِدَة لَا غَيْر (قصة)


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


رَقِيَتْ درجاتِ آلسُّلمِ سُرْعَتُهُ .. صعد لم يلتفت لم يَلْوِ على شيء .. أَتُراه رَقِيَها درجةً درجةً أم درجتَيْن درجتيْن ؟؟ ممم مادام صعد مسرعا، فلا بد يكون قد عمد إلى آختصار المسافة الفاصلة بين مدخل البناية وسطحها، وليس هناك طريقة لاِختصارها أفضل من رُقي الدرجات بخطًى عريضة ممتدة، ومادام الحيز _ كما يبدو _ ضيقا بين درجة وأخرى، ونظرا لاتساع خطواته _ يظهر هذا جليا من عظم قامته آلفارهة _ فلا بد أنه قد آرتقى درجتَيْن مرة واحدة طيلة مصعد الأدراج لأن صعود مثل هذا الدرج بالنسبة لشخص بحجمه درجة واحدة كل مرة، لا محالة يُحدث آرتباكا في الخطوات خصوصا وأنه كان _ كما يظهر من ملامحه وحركاته _ متلهفا متسرعا للوصول إلى غايته .. أظنه صعد بخطوات متحفزة مستثارَة أو هكذا آفترضْتُ .. لندعِ التخمينات على جنب .. لنتفق .. !! .. على ماذا .. ؟؟ .. على كونِ رجل عظيم البنية آعتلى الدرج بسرعة ملفتة .. وبعد .. ؟؟ .. كان مستعجلا للوصول إلى فوق .. ثم .. ؟؟ .. لستُ متأكدة هل رقيَها كما عايَنْتُ لاحظتُ أو أن شيئا آخر قد حدث توهمتُ ما توهمتُ إثرَ .. عَقِبَ .. بعدَ .. اوووه .. لستُ أتذكر بالضبط ما وقع .. ربما أخال أحسب أعتقد أظنُّ أتوهمُ .. أوووف .. المهم كان مستعجِلا .. هذا أكيد .. أما كيفية الصعود فذلك شأن آخر .. كيف ؟؟ مَن قال ذلك .. ؟؟ .. أيمكن الجزم بآستعجالٍ مفترض إذا لم نقف ونتحقق من وسيلة وطريقة الصعود هذه وإيقاعها ؟؟ فرُقِي السلم الإسمنتي بآحترام درجاته المتسلسلة تباعا ليس يوازي حتما قفزها بطريقة تختزل المدة الزمنية الفاصلة بين الأسفل والأعلى .. الأولى أبطأ، الثانية أسرع .. الأولى أهدأ الثانية أشد تلهفا لبلوغ غايتها من رديفتها، هي أقرب إلى العادة ورتابة توالي الحركات في حياة يومية تبدأ بالاثنين أو ما شابه وتنتهي بأحَدٍ سمج مليئ بالواجبات ومتأخرات الأعمال .. الثانية، استثناء، استعجالٌ، خَرْقٌ لرتابة اطلعْ اهبطْ سِرْ وَاجي تحركْ من هنا اذهبْ إلى هناك وهنالك .. ضَرْبٌ لحالة الديمومة المُشَرْنِقَة للمرء المستسلم لمساره اليومي .. الثانية، آنتشاء يكسر القاعدة، إثَارة لذيذة، شذوذ مثير يخلصُ آلرقبات آلمتدليات من روتينها من صلف الأرقام التي تعرف أختها الجامدة في نظام مُقنن وتصفيف معقول محنط في تكدسات ركام جراباتِ حاملات الأوقات الرهيبة، تلك التي تنهار تسقط تخرُّ في حضيضها الأعمارُ .. أووف .. مرة أخرى .. ليفعلْ ما بدا له، ما شأني أنا .. أنْ يصعد بسرعة أو لا يصل البتة أو يتوه أو يتأخرَ .. لا يهم .. لقد كان متلهفا مندفعا متحمسا للوصول إلى أعلى وكفى .. أما مَنْ هو ولِمَ وكيف وهل .. مجرد سفاسف لا أريد خوض غمارها لأني ببساطة أجهلها لا أرغب في معرفتها .. وأما ماذا وقع بعد أن صعد أو لم يصعد الدرج إياه .. فمَن يدري .. قد يكون قد توقف في نصف الطريق آلملولب المتعالي .. ولم ينجز ما كان قد هَمَّ به .. وهَمَّتْ به .. !! .. لا .. لا .. لم تهم لم ينو لَمْ يفعلْ لم يصعد لم يقصد مطلقا ذاك المكان المشؤوم .. هي أمور غابت تغيب عني لأن المَعنيَ بالأمر كائن ما كان سرعان ما آختفى عن ناظري تاركا وراءه صدى وقع حذائيه على السلم .. وفي أذني المقرورتيْن قرقعة كعبين واثقيْن تطَأُ صلابتهما اللامبالية نرجساتي البيض التي أهْدَيْتُه إياها قبيل لحظات فراقنا .. لا زلتُ أسمع الطنين .. هنا هنا يا سادة .. هنا .. آه .. أرجوووكم .. مُهدئ آخر .. حقنة أخرى بلسم يسير يخفف هواجسي عني .. آه .. هههااا .. هذه المسامع .. هذه المطارق هذي الترهات .. كفى .. نبيلٌ نقي وصاف كان دائما مايزال سيبقى .. هو لم يذنب شيئا .. أنا الملوثة الملطخة بالشكوك وألغام الظنون .. أرجوكم قيدوني شمعوني بَنِّجُوني خَذِرُوني اقتلوني القوا بي في أتون أفرانكم المكفهرة حتى .. آآآه ه ه .. لا أريد تلويثه بهلوساتي الواهية ...
... بحدة واضحة، تُلْقي ما كان بيمناها من شمعدان، تضرب به عُرض آلجدار .. تضع قبضتا راحتيْها على أذنيها تُذهب عنهما صلصلة الأدراج .. لاااا .. عبثا كانت تصرخ تعاود الصياح كي يَحِنُّوا عليها بواحدة من تلك الإبر أو بنزر كيفما كان من تلك الجرعات التي يحقنونها في وريد جيدها .. آه .. الجميل .. واحسرتاه على التي ضيعَتْ براءتها الظاعنة غاطسة في لجج غبش هواديس الشكوك المكفهرة لينتهي شبابها الغض في مستنقع قبو فاحم قاتم لا قرار لفواجعه المتفاقمة .. آه .. مرة واحدة فقط .. ولتكن الأخيرة .. تتجرع غصصَها، ريقَها الناشف فقط .. تتكوم تنكفئ تضع رأسها بين مجمع كفيْها تغمض العينين تروم تُذهب عن قُلَيْبِها آلمهيض وقع تلك الأقدام اللاهثة الصاعدة إلى حيث لا تدري لا تدري ...

_خطوري عبدالله



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلسَّعَادَة آلْأَبَدِيَّة ... (قصة)
- يَرْحَمْكْ اللهْ آسِيدِي ... (قصة)
- الرَّغَايَا ... (قصة)
- فاطِمَا المُونَضَا ... (قصة)
- عُقْلَةُ آلأصبع ... (قصة)
- تِيرْجَا/حُلْمٌ ... (قصة)
- اَلنَّهْضَة ... (قصة)
- قَرعُ آلْمَمْسُوحِ ... (قصة)
- وأَنْبِسُ آمِيييين رُبَّمَا
- كَانَتْ حَنُونَةً مُشْفِقَةً شَمْسُ آلْوَدَاعِ
- غَنَّتْ فَاطِمَة
- اِقْرَأْ
- حَتَّى تَلَاشَتْ هُنَالِكَ فِي أُفُقٍ بِلَا أُفق
- اَلنَّجْمْ الْأَزْرَقُ
- وَآخْتَفُوا كَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا أَبَدًا
- لَقَدْ آخْتَرَقَ تِلْكَ آلْبَرَارِي أبِي
- سُكَّانُ بَلْدَتِنَا آلطَّيِّبُونَ
- كَباز خرافةٍ معْقوف القامةِ والمنقار
- أرَانِي أَغْرَقُ في زُلالٍ مِنْ خَيالٍ سَسَّغْ أمَانْ نْتْمَ ...
- يا أيّها آلطّفلُ آلجَميلُ آلعَالِقُ


المزيد.....




- الفنان باسم ياخور يعود إلى سوريا (صور)
- -رسائل حب من اليمن إلى قطر- قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا
- وفاة المخرج والمنتج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة
- الأكاديمي باسم الشمايلة يحمل الدكتوراه ويقدم الشاي والقهوة ف ...
- الفنانة نادين نجيم توثق -تعرضها للتحرش- وتنشر لقطات للموقف و ...
- أصغر مسارح العالم يستأنف عروضه بعمل ساخر.. المشهد الثقافي ال ...
- مهرجان كان يعرض أحدث أفلام الأخوين داردين الطامحين لتحقيق رق ...
- بخلاف القوانين..نجمات ارتدين فساتين جريئة في مهرجان كان السي ...
- مسقط تحتضن معرضا لأسلحة القياصرة الروس
- المؤرخ حسام أبو النصر يشارك في ندوة حول إبادة التاريخ والآثا ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - دِيلِيغْ، جُرْعَةٌ وَاحِدَة لَا غَيْر (قصة)