أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شريف حتاتة - السلفية والكوكبة















المزيد.....

السلفية والكوكبة


شريف حتاتة

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 20:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


=========
=================
ان حركه الكوكبه والتغريب والتحديث الغربي من ناحيه وحركه السلفيه الدينيه والعراقيه والقوميه من الناحيه الاخرى ليستا سوى وجهين لعمله واحده وقد يثير مثل هذا القول كثيرا من الدهشه عند بعض الناس اليست هذه الحركات السلفيه معديه للغرب وألا يعاديها الغرب بدوره اليست بينهما صراعات تشهدها كل يوم وتتفاقم الى حد بعيد في بعض الاوقات مع ذلك فكلاهما يدعمان النظام الراسمالي ويسعيان الى الحفاظ عليه وعلى استغلاله ولا يوجد فارق كبير بين النمط الراسمالي في الغرب والراسماليه التي تناشدها وتطبقها الحركات الاسلاميه والدليل على ذلك هو العلاقات الوثيقه بين بلاد الخليج النفطيه وعلى راسها المملكه العربيه السعوديه وبين الشركات المتعدده الجنسيه في بلاد الغرب او شركات توظيف الاموال الاسلاميه التي غررت بآلاف من المودعين المؤمنين بما كانت تدعيه من طهاره اليد والتمسك بالشرع او شبكه البنود الاسلاميه التي تتداخل معاملاتها مع شركات الغرب وبنوكه وبورصاته وبالحركه العالميه للمال والنقد فالعلاقات بين راس المال لا هويه لها ولا مله ولا دين ولا وطن ولا عرق راس المال هو راس المال يسعى الى المكسب والربح في اي مكان وفي كل وقت.
ان عمليه التمركز والتركيز لراس المال التي تتم بواسطه الشركات المتعدده الجنسيه تؤدي الى توحيد مصادر المال واستخداماتها بين ايدي اقليه ضئيله من الناس مسلمين كانوا او مسيحيين او يهودا تقابلها من الجانب الاخر عمليه تهميش وإفقار متزايد لالاف الملايين من سكان الارض وفي المجال السياسي تنعكس عمليه التوحيد الاقتصادي هذه في انشاء وتدعيم منظمات مثل منطقه التجاره الحره في امريكا الشماليه ، والسوق الأوروبية المشتركة ،
وحلف جنوب شرق اسيا واخيرا منطقه التجاره العالميه التي حلت محل الجات . كما تسعى شركات المتعدده الجنسيه الى خلق تلك الثقافه الكوكبيه التي تخدم السوق العالميه وتدعمها.
لكن في الوقت نفسه حتى تتحقق لهذه الشركات الهيمنه التي تريدها لابد من تقسيم صفوف الشعوب ومنعها من الاتحاد لمقاومتها وتلعب الحركات القوميه العراقيه والدينيه والسلفية المتعصبة دورا مهما في هذا فالتوحيد من اعلى اي توحيد السوق وتأكيد سيطره الاقليه الغنيه عليها لا يمكن ان يتم الا بتفتيت قوى الاغلبيه وشرذمتها الا باستخدام التعصب العرقي والقومي والديني الى ابعد حد خصوصا في هذا العصر حيث اصبح من المستحيل ان تقف جماعه واحده او ان يقف شعب بمفرده ضد القوه الجبارة للرأسمالية الدوليه بالامكانيات الاقتصادية والسياسيه والعسكرية والتكنولوجية المتوفره لديها.
لذلك ليس من قبيل المصادفه ان تسعى العواصم الغربيه في عصر ما بعد الحداثه الى تشجيع الحركات الدينيه الأصولية وتدعيمها لخدمه اغراضها مقتفية ف ذلك خطوات الاستعمار البريطاني القديم في مصر والهند وغيرها من البلاد فالقوى العالميه والمحليه الحاكمه كثيرا تلجا اليها لبث النعرات المقسمه واستخدامها في لعبه التوازنات والضغوط والبحث عن ادوات ووجوه لتحل محل الواجهات التي لم تعد قادره على خدمه مصالحها بعد ان فقدت مصداقيتها لدى الناس واستشري فيها الفساد وعوامل التفكك او لتهدد بها القوى التي تقف بدرجه او بأخرى ضد سياسات التي تريد فرضها.
والنظام في مصر يصارع الارهاب الديني ويكتف بعض جذوره لكنه في الوقت نفسه يحتاج الى السلفيه الدينيه وفرقها حتى يحكم قبضته ويحاصر القوى الليبراليه والمتقدمه ويبرر اجراءاته البوليسيه وعضوانه على الحريات وتشريعاته المقيده لها والسلفيه الدينيه تبرر ارهابها الفكري وعنفها بفساد النظام وخدوعه للسياسه الامريكيه ومخططاتها ان كلا منهما في حاجه الى وجود الاخر انهم وجها عمله واحده ستنتهي يوم ان تتحقق ديمقراطيه حقيقيه تستند الى حركه جماهيرية فاعلة .
ان التناقضات التي تقوم بين الراسماليه الغربيه وانظمتها وحلفائها وبين الحركات الاسلاميه السلفيه ثانويه ومؤقته فالتناقضات قائمه دائما في صفوف الراسماليه وبين اجنحتها انها تناقضات بين افراد واجنحه الاسره الواحده وتقسيم للادوار بينها للحفاظ على النظام الراسمالي العالمي وتاكيد للكوكبه وبسط سوقها والتغلب على ايه مقاومه لها تسعى الى السير بالنظام الراسمالي في اتجاه يفتح فرصا للتقدم والانتاج والتوزيع لصالح الجماهير الواسعه ولا يمنع اختلافها في مراحل وظروف معينه حول تقسيم المغانم او توزيع مقاعد السلطه او حول الهويه او الثقافه سعيها المشترك للحفاظ على البنيان الاساسي للمجتمع وعلى الاستغلال الطبقي والأبوي لرجاله ونسائه.
الحركات الاسلاميه السياسيه يمكن ان تكون قوه تحرير فعاله كما كانت في بعض مراحل التاريخ اذا ما ارتبطت بحركه ديمقراطيه عامه للمجتمع تعزل عنها القوه الرجعيه والمحافظه التي تستغلها لاغراضها اذا ما حلت محلها قيادات جديده متنوره لا تضلل الحركه الشعبيه وانما تتقدم معها وترتبط بجوهر قضايا التحرر الاقتصادي والسياسي والثقافي والنفسي وهكذا نرى انه في عصر ما بعد الحداثه تتجه الثقافه في اتجاهين متوازين يكملان بعضهما رغم اختلافهما في الظاهر اتجاه نحو التوحيد والكوكبة تستهدف خلق ثقافه عالميه تخدم الشركات المتعدده الجنسيه والقوى المتعاونة معها وتستند الى تكنولوجيا اعلاميه حديثه لتحقق انتشارها على النطاق العالمي تكنولوجيا قادره على اجتياز المسافات والحدود والتحرك عبر القضاء دون عوائق عن طريق الاقمار الصناعيه وغيرها من الوسائل وثقافه اخرى غيبيه دينيه وعرقية او قوميه متعصبه تؤكد الانقسامات والخلافات والصراعات بين الشعوب والجماعات فتمهد الطريق للثقافه الغربيه المتكوكبه رغم الصدام القائم بينهما في بعض النواحي تمهد الطريق لثقافه السوق العالميه ثقافه الدعاره والمخدرات والعنف والعدوان والمتع السريعه المؤقته لتظل المعرفه احتقارا للقلة المسيطره رغم استنادها الى مجموعه من القيم تبدو مناقضه للثقافه الجماهيريه المبتذلة التي تسعى راس ماليه الغرب الى نشرها.
توجد ظاهره اخرى جديره بان تلفت انذارنا هي ذلك الحديث عن التنوع وتعدد الثقافي وضروره احترامه ان الشركات المتعدده الجنسيه والمتحدثين باسمها في الجماعات ودور النشر ووسائل الاعلام وفي المؤسسات الثقافيه المختلفه يعبرون عن اهتمامهم بالثقافات الوطنيه ومساهماتها في اثراء الفكر والفن العالمي لكنهم في الوقت نفسه يعملون ما في استطاعتهم للقضاء على النظم الوطنيه على الانظمه الاقتصاديه والسياسيه التي تقاوم التبعيه وتسعى للحفاظ على استقلالها او حتى قدر منه فكيف يمكن ان تزدهر الثقافه الوطنيه ان تتقدم وتتطور وتتدعم اذا ما قضي على قاعدتها الاقتصاديه والسياسيه على الامكانيات الماديه التي تغذيها وتدفع بدماء الحياه في عروقها ان الغرب الراسمالي لا يرى في الثقافات الوطنيه المتعدده سوى منبع ينهل منه ما يريد لاضفاء المتعه والتنوع والشراء على مجتمعاته دون ان يمكن اصحابها من الوقوف على اقدامهم لبناء حياتهم المستقله في مختلف المجالات الغرب الراسمالي ينظر الى ثقافاتنا كسلعه ياخذ منها ما يريد لاغراضه ففي امريكا مثلا يلعب الامريكان السود دورا بارزا في الموسيقى والرقص والغناء وكذلك في الرياضه وتتغنى بلادهم بانجازاتهم ولكن السود ما زالوا يعانون من عدم المساواه مع البيض في الحقوق والامكانيات الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه وتفرض عليهم ابشع صور الاضطهاد والاستغلال.
ان اتجاهات ما بعد الحداثه المرتبطه بالرأسماليه في اخر تطوراتها ترى الثقافات الوطنيه وكانها اجزاء من موازيكو متعدد الالوان يضفى البهجه على المشاهدين له وترى فيها سلعا لاستهلاكا وامتاعها لذلك يجب الا تتحول الى اداه فعاله في يد منتجيها الى اداء اثراء وتحرير لحياتهم الى سلاح فعال في معارك الاستقلال والحريه والعدل والسلام الى وسيله لبناء الشخصيه المستقله لشعوبها.
===========================================
من كتاب : العولمة والاسلام السياسى / كتاب الأهالى 2009
======================================



#شريف_حتاتة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تصبح المعرفة مزيفة أو ناقصة أو مشوهة
- اعادة النظر فى مسالة الوطنية .. التنوير استعمارى والأسلمة عو ...
- العولمة و- النخب - الفكرية فى بلادنا
- النهب الرأسمالى فى النظام العالمى الجديد
- استئناس العقول وصنع المشوهين والمجرمين
- عمل النساء فى مصر
- النساء ومشاريع التحرر والتقدم
- المرأة من العبودية الى العولمة
- العولمة والحرب الصليبية الجديدة
- العولمة والفكر فى مصر
- الاعلام وبرمجة الانسان
- اسلام مجاهدى خلق
- شفافية أم تغطية ؟
- عمل المرأة فى العولمة
- حول الاقتصاد العالمى الجديد
- لحظات من الدفء فى بلاد الثلج
- حديث الهجرة
- أحاديث الترحال
- ليس مهما جواز السفر
- فى سوق الخلفاوى


المزيد.....




- أحد أعرق فنادق أوروبا يعود قريبا إلى مجده السابق
- من الترطيب إلى التثبيت.. خطوات -الكونسيلر- الناجح
- نتنياهو يعلق على مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن
- مقتل موظفين اثنين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن: المشتبه به ...
- بعد جدل حول هدية ب400 مليون دولار.. البنتاغون يقبل الطائرة ا ...
- مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن بإطلاق نار ...
- نعي الرفيق القائد الوطني عبد العزيز خضر “أبو فؤاد”
- قائد الجيش اللبناني: إسرائيل تعرقل الانتشار الكامل للجيش في ...
- -فلاي دبي- تستأنف رحلاتها إلى دمشق
- مجلس الأمن الروسي: إنفاق الاتحاد الأوروبي على التسلح سينهك ب ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شريف حتاتة - السلفية والكوكبة