عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من بيده أكثر الأوراق هو من يتحكم في المفاوضات وهو السيد بوتين الذي يتحكم في الأرض وله الموارد والقوة ليواصل الحرب لسنوات طويلة أما أوكرانيا فهي في وضع كارثي وانهيار تام ولذلك تستجدي الهدنة كما أن أوروبا ضعيفة ويلزمها عشرة سنوات لبناء قوة فاعلة وليس أمامها الآن إلا ورقة العقوبات التي وصلت إلى حدودها القصوى ولم تعد لها جدوى وفاعلية بعد التحالف المتين والوازن بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران أما ترامب تاجر الشنطة فهو غير مستعد لتبذير أمواله في معركة مع الدب الروسي محكوم عليها بالفشل مسبقا. وبما أن روسيا وقع خداعها في 2014 بتجميد القتال والبحث عن حل لكن الأوروبيين سلحوا ودربوا الأوكرانيين وخططوا للحرب فلن يقع بوتين مرة أخرى في الفخ وهو في موقف قوة ومسيطر على الوضع ويتقدم عسكريا في كل الجبهات وسوف يلاعبهم ويسحب منهم نقاط قوتهم الواحدة بعد الأخرى حتى يستسلموا في النهاية.وبما أن مواقف الطرفين متباعدة جدا ولا تقبل التفاوض أو التنازل نظرا للخسائر والتضحيات المسجلة للطرفين المتنازعين. فأقرب الحلول هو تجميد الصراع على حالته السخنة حتى تنهار موارد أحد الطرفين والتسليم بالواقع على الأرض دون إمضاء إتفاق وهذا يساعد الطرف القوي ويحقق هدف روسيا وهو التمسك بالقرم والمقاطعات الأربعة وعدم دخول أوكرانيا لحلف الناتو باستمرار النزاع كما يترك الباب مفتوحا لأي مفاوضات قادمة وتحافظ أوكرانيا على ماء وجهها لأنها لم تتنازل على أراضيها. فالحرب في أوكرانيا لا ولن تتوقف وستبقى متأرجحة بين البرودة والسخونة ومفاوضات عبثية لهدر الوقت بحثا عن فرصة ثمينة قادمة فالروس يريدون إبعاد أمريكا عن مساعدة أوكرانيا والأوكران يريدون توريط أوروبا لمواجهة الروس لكنهم بدون أمريكا غير قادرين على الدخول في مغامرة صعبة النتائج والعواقب وسيكتفون بدفع أوكرانيا للصمود في وجه الروس حتى آخر جندي دون التورط في حرب مباشرة مدمرة للجميع وسيبقى في معمعة كل هذا زيلنسكي يبحث لنفسه عن موقع دونكيشوتي كرقاص الساعة حتى تضمحل طاقته فيتوقف عن الدوران.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟