عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 18:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استثمر العرب الأموال الطائلة لعقود طويلة في العقائد الدينية كدولة ومؤسسات وأفراد خاصة بعذ ظهور الريع النفطي وبوتيرة أقل في الرفاهة والبذخ والإستهلاك. فقد تم بناء المساجد والجوامع وبيوت العبادة وزخرفتها بأرقى أنواع المنمنمات والثريات والمذهبات ونفائس الزينة والمفروشات الحريرية غالية الثمن في كل حومة وحارة وركن من ربوع الوطن العربي مع تكليف جيش عرمرم من الأفراد المشرفين والمنظفين والأئمة والشيوخ وزد على ذلك تكلفة الماء والكهرباء والصيانة الدورية وأجرة كل القائمين على المعابد. كما تم طبع الكتب الدينية وكتب التراث الفقهية والتفاسير والسير والتراجم ونشرها على أوسع نطاق في جميع بلدان العالم العربي والإسلامي وحتى في البلدان الغربية حيث يوجد الكثير من المهاجرين من معتنقي الديانة الإسلامية. وكانت الغاية من التوسع في الإستثمار في العقائد غلى حساب الإستثمار في التمية المعرفية والصناعية والتكنولوجية والبشرية هو السيطرة على عقول العوام والتحكم فيهم من خلال الوازع الديني المقدس للإبتعاد عن الفكر الغربي والتغريب الأيديولوجي مع خلق محيط من الدول تتوافق معها كحماية لها من رياح التغيير والتطور خاصة على مستوى حقوق المرإة والإنسان عموما قد يخلق داخلها خلخلة إجتماعية مدمرة وثورات تقلب الأوضاع الراكدة والجامدة رأسا على عقب.فالإستثمار في العقائد يعني استثمار في البدائية والتخلف وتنويم المجتمع وتخديره ختى لا يصله وعي العالم ويبقى سعيدا بجهله وغبائه ولا يطالب بحقوقه كشخص منبت يعيش حاضره بجسده الغريزي الحيواني ولا يستعمل عقله المحتل من طرف أموات العصور الوسطى وذلك عن طريق التراث الديني المحمول على بنية فكرية فقهية كلامية متجددة ومتجذرة على أرض الواقع نتيجة الإستثمارات الكبيرة في العقائد وهذا بالطبع يمنع قيام الشعوب العربية بقطيعتهم المعرفية التي ستقطع بهم طريق التخلف والهوان والعجز للوصول للديمقراطية الحقيقية وعصر الحداثة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟