أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - توظيف الجماعات المتطرفة في خدمة استراتيجية الدول المتنفذة














المزيد.....

توظيف الجماعات المتطرفة في خدمة استراتيجية الدول المتنفذة


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الجماعات الدينية هي جماعات طائفية بالضرورة لأنها عصابات تعمل حسب منطق الولاء والبراء والطاعة للزعيم والجماعة ومحاربة الآخرين المختلفين إلى حد القتل والتنكيل بهم ولها منظومة فكرية ومرجعية تقصي كل من لا يتبع أيديولوجيتها وتنفي وجوده ولا تعطي قيمة للفكر والرأي المختلف والإندماج والتفاعل مع الغير ولا تسمح بالمعارضة فهي دائما على حق بما أنها تستمد شرعية وجودها من المقدس الديني ولا تعترف بحقوق الإنسان والفرد والمرأة. فهذه الفئة المنغلقة على نفسها وهاجسها الوحيد التحكم في السلطة من أجل تنميط المجتمع وإدخاله عنوة إلى حضيرة الجماعة الدينية والعودة به إلى الماضي زمن القرون الوسطى مستعملا التقية الدينية ومنظومة الطقوس والشعارات مثل تحجب النساء والفصل في العمل والشارع بين الجنسين والإغراء المالي والمناصبي وعصا الترهيب مثل التكفير والرجم والقتل على الهوية والتضييق على حرية الرأي.فالجماعات الدينية تحمل أفكارا رجعية قادمة من زمن العصور الوسطى حيث يعيش مجتمع بدائي غير واعي وغير عقلاني وغير حر بحيث يمكن تطويعه بسهولة ليقبل بكل فكر مغلف بالمقدس الديني لكن الزمن قد تطور وتغير إلى حالة مختلفة تماما وقد أصبح هناك إنسان مختلف له وعي ورأي حر يمكنه من التفاعل والصراع وصناعة وجوده بنفسه وليس عن طريق أفكار الأموات والمقبورين ولهذا هناك أمل كبيرفي انتصار الفكر العلمي العقلاني الحر على الفكر الغيبي الخرافي وتبعا لذلك يمكننا الوصول إلى العلمانية والديمقراطية على أنقاض الديماغوجية الدينية والتي لم يبق منها إلا الطقوس والشعارات بدون قيم وأخلاق ونتائج إقتصادية مفيدة للمجتمع ولهذا فكل مشاريع الإسلام السياسي المعاصر في السلطة قد فشلت وانهزمت وتلاشت لأن البيئة الداخلية وأساسا البيئة الخارجية والدولية لم تعد تتقبل الأفكار الماضوية المتخلفة والغارقة في الماضي السحيق فخلقلت نتيجة لهذه الهوة المعرفية مجتمعات هدامة لا تعمل ولا تفكر تجتر فقط تراثا باليا طقوسيا يخلف الفقر والجهل والقدرية والعيش في عالم خيالي وغير واقعي مما أنتج غربة نفسية وتصحر معرفي وكبت اجتماعي تحول مع مرور الزمن إلى جلد للذات وتطرف وإرهاب تم توظيفه كآله هدم ومعول للتفتيت وبندقية للإيجار بيد دوائر المخابرات والدول المتنفذة لاستعمال هذا الجيش الشبابي المؤدلج دينيا والجاهل معرفيا والمفقر والمنبت نفسيا والمخصي اجتماعيا.فلا يمكن لتنظيمات تتبع أفكارا متجذرة في التخلف حسب طقوس وآليات عفا عنها الدهر وشرب بحكم تطور الأفكار والمجتمعات أن تحكم في مجتمعات من زمن آخر أصبح فيه الإنسان والإنسانية والمساواة بين الجنسين ومحاسبة الحاكم وحرية الرأي هو محور كل عمل وهدف أي دولة ومجتمع معاصر ولذلك فشلت كل محاولات التنظيمات الدينية التي وصلت للسلطة في العالم العربي وتمت إزاحتها بسرعة كبيرة وكأن الدول المتنفذة في العالم تستعمل هذه المجموعات الدينية المتوحشة وتتحايل عليها بدفعها لإسقاط الأنظمة القائمة أو إضعافها خدمة لمشاريعها الاستراتيجية بإغرائها بطعم السلطة والوجاهة والمال وبعد أن تقوم بأفعالها القذرة وتتلطخ أياديهم بالدماء تنقلب عليهم وتزيحهم من المشهد السياسي فيعودون مشردين كما كانوا ضمن دورة جهنمية في صيرورة صعود ونزول متجدد ومتلون بحيث لا يتحقق تقدم دائم فقط تعايش مع الصراعات والمآسي ليهنأ بال الكبار وأصحاب المال والنفوذ في العالم.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن ليس دليلا على وجود خالق
- دولة عثمان والعالم العربي بين الماضي والحاضر
- رحمة شيوخ الدين : حالة سيد القمني
- البيئة الفكرية والثقافية والتراثية وسلوك السلطة والمجتمع
- الدين كسياسة باسم المقدس
- الهدنة لتجنب الهزيمة والإستسلام
- عندما يتدخل الإله لتبرئة القتلة والمجرمين
- الإعجاز العلمي في القرآن كذب وتدليس
- لماذا فشل مشروع العلمانية في الوطن العربي ؟
- المتطرفون وعمى المقدس
- الوحش في غابة الياسمين السورية
- هل تحولت أوروبا إلى قزم سياسي؟
- بورقيبة كان على صواب
- ترامب يعيد زيلنسكي لحجمه الحقيقي
- ترامب وسياسة ضرب القطوسة
- القرآن والكتب السماوية الأخرى
- القزم الأوروبي يستجدي عطف ترامب
- زمن الامبراطورية والدمى
- الإله في خدمة المؤمنين
- التكفير كفر بالإله


المزيد.....




- السعودية.. فيديو صادم لسقوط لعبة في الطائف يثير غضبا.. وإمار ...
- العثور على مخازن أسلحة تحت الأرض وضبط خلايا جهادية جنوب ليبي ...
- ما دلالات إعلان دول غربية وازنة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين؟ ...
- -بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل-.. الولايات المتحدة تعلن عن عق ...
- من التصعيد إلى التهدئة: كيف ساهم اتصال ترامب في وقف إطلاق ال ...
- السعودية.. إصابات خطيرة في سقوط مرعب لعبة بمدينة ملاهي بالطا ...
- ما شكل العلاقة الجديدة بين روسيا وسوريا في ظل أولويات الطرفي ...
- لولا يتعهد بالدفاع عن بلاده بعد فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة ...
- حكم بالسجن المؤبد على جهادي سويدي شارك بقتل الطيار الأردني ا ...
- وزير الدفاع السوري يبحث في موسكو التعاون العسكري


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - توظيف الجماعات المتطرفة في خدمة استراتيجية الدول المتنفذة