أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - الدولة الدينية وخطرها على المجتمع الحديث














المزيد.....

الدولة الدينية وخطرها على المجتمع الحديث


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 17:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدولة الدينية هي دولة القطيع والفكر الواحد والمرجعية الماضوية السلفية الدراوشية القروسطية الطقوسية هي دولة الفقهاء والرعية والكبت الإجتماعي وتغييب كلي لدور المرأة والعقل ونفي الآخر المختلف وكل شيء موجود بالتفصيل في النصوص لمن يقرأ ويفهم . والخطير هو ربط الحاكم والسلطة بالمقدس حتى يصبح الجهلة والرعاع والأغبياء أشباه آلهة ولو بحثت بالعقل والعلم لوجدت أن كل السردية الدينية صناعة بشرية تخيلية وكاذبة في غياب الأدلة وذلك من أجل السلطة والمتعة والغنيمة ثم أصبح في أيامنا هذه مجرد تجارة كلامية و طقوس بالية تستعمل كمخدر للتحكم في الناس وتطويعهم وتنميطهم واستعبادهم ثم استعمالهم للقتل والتخريب والتدمير وخدمة أجندات الدول المتنفذة في العالم مقابل فتات المال والنكاح وتحقيق الذات المهزومة والمنبتة. فالدولة الدينية والتي تطبق شريعة الأموات الذين عاشوا زمن العصور الوسطى ضمن آليات وسلوك وتفكير جماعات بدائية اصطدمت بالواقع الجديد في زمن الحداثة والعلم ووجود إنسان آخر لا يمت بأي صلة بما حدث قبل 1400 سنة ولذلك حدثت إرهاصات وتشوهات نفسية وجودية أثرت على تطور المجتمعات بوجود فجوة معرفية بين الماضي وأدواته البالية والحاضربأدواته الحديثة مما خلق شرخا معرفيا ونفسيا في صلب المجتمع والدولة فنتج عنه صراعا مدمرا له أثر سلبي على التنمية والتقدم. فقد استعمل العرب في الماضي الوازع الديني كقوة معنوية في ضبط المجتمع ودفعه للتضحية والغزو والقتال حتى أسسوا امبراطورية أدهشت العالم وتغلبت على الامبراطورية الفارسية أو ما تبقى منها والامبراطورية الرومانية وربيبتها البيزنطية وقد تحقق كل ذلك بفضل المحرك الديني وقد غفلوا مع الأسف عن البعد الفكري والعلمي والتطوري وتركوا هذه المهمة لساكن السماء فهو القادر على كل شيء فتخلفوا وانهزموا وتلاشت حضارتهم . فأصبح في العصور المتقدمة البعد الديني مجرد طقوس بالية وترديد للكلام والتغني بالأمجاد ومحرك يدفع للوراء وكابح للتقدم واستعمله الحكام كمخدر لتلهية الرعية والتحكم في عقولهم والسيطرة عليهم للبقاء أطول مدة في الحكم والاستحواذ على الثروة .وبما أن النصوص الدينية والتي تحمل الأفكار والمعرفة السائدة زمن العصور الوسطى وهي أفكار بدائية وبسيطة وقد تشبث الفقهاء بها وكذلك العامة لارتباطها بالمقدس والسلف الصالح حتى أصبحت من ضمن العقائد والشعائر المتبعة من جيل لآخر عن طريق التوارث مما أجهض كل عملية تجديد أو إصلاح للمنظومة المعرفية السائدة في العالم العربي فلم تحدث القطيعة المعرفية كما وقع بالعالم الغربي.فالقطيعة المعرفية ضرورية للدخول إلى عصر العلم والحداثة بمغادرة فكر البداوة والتمسك بتراث قديم غير فعال ومكبل للعقول وذلك عن طريق جعل التدين أمرا شخصيا عموديا وفك الارتباط مع العقل السلفي حتى لا يبقى الأموات منذ زمن بعيد يتحكمون في عقول الناس حاضرا ومستقبلا فيمكنهم بذلك تحقيق ذواتهم وعالمهم الخاص بهم بالإعتماد على أنفسهم عن طريق إرادتهم الحرة والمستقلة والمبدعة انسجاما مع التطور والبيئة التي يعيشون فيها حاليا بكل أبعادها النفسية والتكنولوجية والعلمية فيتحولون إلى ذوات فاعلة ومنتجة للمعرفة عوض كائنات مجترة لمقولات عفا عنها الدهر وشرب.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب تونس يرفض التدخل الخارجي
- الدجل السياسي ليس نضالا
- إتحاد الشغل في تونس نقابة أم حزب سياسي
- سورية إلى أين؟
- تطبيق القانون ضمن الضوابط الدستورية ليس دكتاتورية
- انتهازية النخبة في تونس
- الإسلام السياسي والتجربة التونسية الفاشلة
- المعارضة العدمية في تونس
- فشل المعارضة البورجوازية في تونس
- دجل وثرثرة النخب في تونس
- خطر التوظيف السياسي على استقرار الدولة
- لماذا أوروبا لا تريد وضع حد للحرب في أوكرانيا ؟
- هل النسخ في القرآن ترميم وتحريف له؟
- الدولة ليس لها دين غير الإنسان
- توظيف الجماعات المتطرفة في خدمة استراتيجية الدول المتنفذة
- القرآن ليس دليلا على وجود خالق
- دولة عثمان والعالم العربي بين الماضي والحاضر
- رحمة شيوخ الدين : حالة سيد القمني
- البيئة الفكرية والثقافية والتراثية وسلوك السلطة والمجتمع
- الدين كسياسة باسم المقدس


المزيد.....




- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية انعقاد المجمع المغلق


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - الدولة الدينية وخطرها على المجتمع الحديث