أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين مسلم - راهب الميزان مع حفظ الالقاب














المزيد.....

راهب الميزان مع حفظ الالقاب


حسين مسلم
موسيقي ، وباحث وكاتب في شأن الموسيقى العراقية

(Hussein Muslm)


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


يقول الجواهري:
لو جازَ للحرِّ السجُودُ تعبُّداً
لوُجدتُ عبداً للمعلِّمِ ساجدا

بدأت الدراسة في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد عام 2017، ولا أنسى ذلك اليوم الأول في المعهد، كنت خائفاً متردداً؛ لأن بغداد كبيرة ومخيفة، والذي يقطن في بغداد أمامه طريقان النجاح أو الضياع، كيف لا وأن بغداد متوفر فيها كل شيء وأنا القادم من الحلة، ولم أتعود أجواء بغداد.

قبل بداية الدوام الرسمي كان هنالك اختبار، إلى الآن أتذكر لجنة الأخبار، أساتذتي الأحبة ستار ناجي، علاء صبري، حسن فلاح، صباح هاشم، فارس حميد، عمر زياد.

دخلت الاختبار والخوف ينخرني!
إلى الآن يرن في أذني سؤال أستاذي علاء صبري، حسين ما هو هذا المقام بما أنك تعزف الأورك.... دو - ري - مي بيمول - فا - صول - لا بيمول - سي بيمول - دو؟
أجبته: أستاذ هذا مقام نهاوند.
فقال: عفية عليك، وإذا استبدلنا الفا دييز واللا طبيعي فماذا يكون المقام؟
أجبته: أستاذ على بالي لكني نسيته (وفعلاً نسيته من شدة الخوف).
قال: مقام كريز .
أجبته: نعم أستاذ نگريز وإذا استبدلنا اللا طبيعي باللا بيمول والسي بيمول بالسي طبيعي سيصبح المقام نوى إثر .
قال: أحسنت ، الآن برهنت أنك تعزف آلة الأورك .

طوال فترة الاختبار كنت قلقاً من أستاذ كان جالساً على يميني وأنا على مقربةً منه، ملامحه جادة ومن الواضح عليه أنه لا يجامل وحقيقي.
بعد قليل اكتشفت أنه الأستاذ الذي سيختبر أُذني الإيقاعية! وهذا ما كنت أخشاه ، بدأ يختبرني من خلال التصفيق، وأنا أُعيد ما تقوله يداه، لاحقاً عرفت اسمه (أستاذي حسن فلاح)
خرجت من الاختبار وأنا على يقين بقبولي لما أبدوه الأساتذة من إعجاب كبير بي.

أعود الآن إلى بداية الدوام الرسمي وبدء المحاضرات، كانت هنالك مادة اسمها (الضروب والأوزان) ومدرس المادة هو أستاذي (حسن فلاح)، أتذكر بشكل تام ذلك اليوم، وهذه المحاضرة الأولى في المادة، إذ دخل أستاذ حسن، وبدأ يسألنا عن أسمائنا وبعد أن عرفها قال "اشتموني، ولا تخطئوا في الإيقاع" كان وقع هذه الكلمات على رأسي شديداً، شعرت بالخوف من هذا الأستاذ الذي يعتبر الشتيمة خطأ يغتفر والخطأ في الإيقاع خطأ لا يغتفر.

في أيام الدوام كنت أتحاشاه دوماً هو، وأستاذي علاء صبري، كانوا أشداء جداً، يخيفونني من جديتهم الموسيقية، حتى بادر أستاذي حسن فلاح في الممازحة مرتين (لا أفضل ذكرهم) لكني احفظهم جيداً.
بدأت أشعر بالطمأنينة تجاههم؛ لأنهم كانوا وأغلب الأساتذة يقولون لي سراً (أنك من الحلة والآن في بغداد، لا تتردد في طلب شيء أن احتجته؛ لأنك بعيد عن أهلك ونحن عائلتك الثانية) مرت الأيام وبدأت أتقرب منهم حباً وطلباً للعلم، إلى آخر يوم في دراسة المعهد كانوا يعاملونني كـطالب وبرسمية عالية، حتى تخرجت فأفصحوا عن أخويتهم ومشاعرهم الطيبة.

في السنة الرابعة من دراسة المعهد أي في عام 2021، انتقل أستاذي حسن فلاح إلى غير مدينة، ونقل دوامه أيضا ، افتقدته كثيراً لما أضمره من حب كبير له، بقينا نتواصل دائماً واسأله في كل ما يخص الضروب والأوزان ويرد الجواب بلهفة المعلم الذي يفرح بتميز تلميذه.

في منتصف عام 2022، وكانت المرحلة الخامسة في معهد الدراسات الموسيقية، بدأت العمل في الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي، وصرت التقي أستاذي (حسن فلاح) دائماً؛ لأنه عازف الرق في الفرقة ومسؤول قسم الإيقاعات فيها.

منذ عام 2017 وحتى لحظة كتابة هذه الأسطر كنت أتمنى لو أني التقطت صورة معه، كنت أتردد دائماً خجلاً منه، وحين تركت العمل في الفرقة الوطنية من نفس عام 2022، وإلى الآن لم ألتقيه لكننا على تواصل دائم، أعامله معاملة الأخ الكبير والأستاذ الفاضل، ويعاملني كأخيه الصغير وتلميذه الوفي وموسيقي جيد.

فاجئني أستاذي حسن فلاح بتاريخ 2025/5/19، وفي الساعة 11:29م بإرسال صورتين عظيمتين جداً إذ كادت الأرض لا تسعني حينما رأيتهم كانت الصور في إحدى الامتحانات الأولى هو وأنا والصورة الثانية هو، وأستاذي علاء صبري وأنا.
حينما فتحت المحادثة، ووجدت الصور بقيت محدقاً قرابة نصف الساعة من دون أن أرد، وحينما كتبت الرد قلت له أستاذي أرجو أن تسمح لي أن أكتب عن الصور؛ لأن في داخلي كلام كثير ، أعطاني الموافقة وها أنا شارفت على نهاية الكتابة.

أساتذتي علاء صبري وحسن فلاح كانوا وما زالوا أساتذة وإخوة لي، انتهلت منهم الأخلاق الموسيقية قبل الموسيقى، وانتهلت منهم العلم الموسيقي، وما زالوا في قمة عطائهم،
تكاد كلمة شكراً لا تكفي، ولكن شكراً أساتذتي وإخوتي.



#حسين_مسلم (هاشتاغ)       Hussein_Muslm#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ارتباط الخايبات بالغناء العراقي
- لماذا رياض أحمد ؟ ببساطة لأنه مطرب حقيقي
- قصيدة من وزن المذيل للشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي
- عندما يكون للذوق رياض احمد مهرجان بابل أنموذجا
- الحس الإيقاعي الموسيقي ضرورة أم تمشية حال
- صدور كتاب الأغنية العراقية المعاصرة نوتات وتحليل أسرار وحكاي ...
- شكوى الكمان طارق القيسي
- الواقع الغناسيقي في بابل
- طور المشموم
- الموسيقي ومحنة الإختصاص والآراء السطحية
- طور الجادري
- كل الحنيه حنيت عندما يقفل ملف الحنين بأغنية
- ضيعوني اخوتي عن ضياع الأخت دون إخوة
- النعي والنوح العراقي
- فوك النخل فوك وحقيقة اللفظ والمعنى وثيقة جديدة
- اغنية الفصلية وحقوق النص بين عبادي والساري
- هلا بش مابين الكشكشة والخطوة الجنوبية وآلتي البرميل والهاون
- مؤتمر الموسيقى الأول والثاني والغناء العراقي تقصير ام نسيان
- احتراف الفرق الموسيقية وعلمني عليك
- الغجر في الغناء العراقي


المزيد.....




- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين مسلم - راهب الميزان مع حفظ الالقاب