احمد الجسار
كاتب وباحث
(Ahmed Al-jassar)
الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 14:52
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
في مراجعة سريعة لتاريخ العلم، نُدرك أن التحولات الكبرى لم تكن دائمًا وليدة المؤسسات، بل كثيرًا ما وُلدت في عقل باحث واحد آمن بفكرته، ورفض أن يُعيد ما قاله السابقون.
لم يكن "غاليلو" بحاجة إلى إذن كي ينظر إلى السماء، ولا كان أينشتاين مضطرًا للانتظار حتى تمنحه جامعة كبرى منصبًا أكاديميًا كي يكتب عن النسبية.
لقد تطوّر العلم دائمًا بفضل شجاعة الباحثين في تجاوز السائد، لا تكراره.
العلم ليس تراكمًا مملًا... بل تجديدًا متصلًا
المعرفة الحقيقية لا تُبنى بتكديس المعلومات فقط، بل بـالمراجعة المستمرة للمفاهيم والأدوات.
وما كان بالأمس جديدًا، قد يصبح اليوم تقليديًا، وغدًا غير كافٍ.
من هنا، فإن الدور الحقيقي لأي باحث ليس فقط أن "يكتب"، بل أن "يُضيف".
مسؤولية الباحث ليست في التكرار... بل في الاجتهاد
البحث العلمي ليس مجرد ممارسة تقنية، بل تجربة فكرية حرة.
والباحث الذي يخشى التجريب، لن يكون أكثر من موظف للمنهج، لا صانعًا فيه.
لهذا، فإن استخدام مناهج وأساليب جديدة لا يُعد مجازفة، بل ضرورة لتوسيع أفق العلم، وفتح أبواب أسئلة لم تُطرح بعد.
الإحصاء الإيجابي: تجربة تطبيقية في التجديد المنهجي
من النماذج الحديثة التي تسعى إلى تقديم قراءة مختلفة للواقع، جاءت منهجيتي:
"الإحصاء الإيجابي" – والتي طوّرتها بدءًا من 20/4/2025، وسُجّلت كابتكار فكري رسمي.
تقوم هذه المنهجية على تحليل مؤشرات النمو والتحسن داخل الظواهر المجتمعية، بدلًا من الاكتفاء برصد الاختلالات والمشكلات فقط.
وقد طُبّقت فعليًا في تحليل بيانات التعداد السكاني في العراق (2024–2025)، وكشفت عن فرص ديموغرافية وتنموية لم تكن واضحة في التحليل التقليدي.
أطرح هذه المنهجية، لا كبديل قاطع، بل كإضافة منهجية قابلة للنقاش، والتطبيق، والتطوير.
وهي مثال حي على ما يمكن أن يُقدّمه الباحث حين يتجاوز الحدود المألوفة ويسأل: "ماذا لو...؟"
العلم يحتاج إلى شجعان
المناهج الكلاسيكية، مهما كانت عظيمة، لم تأتِ من فراغ، بل من باحثين خالفوا السياق.
واليوم، نحن بحاجة إلى من يجدد، يُجرب، ويتقدّم… حتى لو لم يُصفّق له أحد في البداية.
دعوتي لكل باحث
إذا كنتَ طالب ماجستير أو دكتوراه، أو ممارسًا ميدانيًا، أو حتى مهتمًا ببناء معرفة نافعة:
لا تخشَ أن تستخدم منهجية جديدة
لا تتردد في بناء أداة قياس جديدة
لا تتراجع عن تقديم فكرة… فقط لأنها غير منتشرة بعد
قد تكون مساهمتك الصغيرة هي النقطة التي يبدأ منها غيرك لاحقًا.
#احمد_الجسار (هاشتاغ)
Ahmed_Al-jassar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟