احمد الجسار
كاتب وباحث
(Ahmed Al-jassar)
الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 01:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في وقتٍ بات فيه التركيز منصبًّا على الأزمات والمشكلات، ظهرت الحاجة إلى إعادة النظر في أدواتنا التحليلية، ليس بوصفها وسيلة لتشخيص القصور فحسب، بل كبوصلة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا. من هنا، جاءت فكرة كتابي "الإحصاء الإيجابي: رؤية شاملة للمفاهيم والأدوات والتطبيقات"، كمحاولة لتأسيس نهج إحصائي جديد يعيد توجيه البوصلة نحو تحليل محركات النجاح وتمكين الإمكانات الكامنة لدى الأفراد والمؤسسات والمجتمعات.
لا يدّعي الإحصاء الإيجابي أنه بديل للإحصاء التقليدي، بل هو تكامل وتوسيع للعدسة التحليلية، بحيث لا تقتصر على تفسير المشكلات، بل تسعى أيضًا لفهم مسارات النمو والازدهار وتحليل آلياتها. فبدلاً من أن نسأل: ما أسباب البطالة؟ يمكننا أن نسأل أيضًا: ما العوامل التي تسهم في خلق فرص عمل مستدامة؟ وكيف نرصدها ونعززها إحصائيًا؟
من الفلسفة إلى أدوات القياس
في هذا الدليل، سعيت إلى الربط بين الأسس الفلسفية (مثل مفاهيم الإودايمونيا والتفاؤل والمرونة النفسية) وبين أدوات القياس الميدانية، مقدمًا مجموعة من المؤشرات والمقاييس التي تساعد الباحثين والممارسين على تقييم الرفاهية والسعادة والفعالية الشخصية والاجتماعية بدقة منهجية.
كما استعرضت عددًا من البرامج الإحصائية التي يمكن توظيفها في تحليل البيانات الإيجابية، مثل: SPSS، R، Jamovi، وغيرها، وبيّنت كيف يمكن تطويعها لتخدم منظورًا بنائيًا يُسهم في تحفيز الأفراد والمؤسسات نحو التغيير الإيجابي.
بناء ثقافة جديدة في البحث
الجانب الأخلاقي في هذا النهج يحظى بأهمية خاصة، إذ لا معنى لتحليل السعادة دون احترام الكرامة. لذلك، شددت في هذا العمل على ضرورة مراعاة الخصوصية، الحساسية الثقافية، ومشاركة المجتمعات في تشكيل أدوات البحث ذاتها.
ختامًا: هذا العمل ليس مجرد كتاب، بل دعوة للباحثين والمصممين التربويين وصناع القرار إلى توظيف الإحصاء كأداة للتمكين والتغيير المستدام، والانتقال من سرد الأزمات إلى هندسة الأمل.
#احمد_الجسار (هاشتاغ)
Ahmed_Al-jassar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟